حوار اليوْم مع كاتبة ذات نجم ساطع ولها مكانتها المرموقة في الوسط الأدبي، تمتاز بفكرها الخاص ذو الطابع المميز، نحن الآن على وشك التعرف عليها بشكل أكبر.
من هي سندس العريني؟
سندس سعيد العريني البالغة من العمر 40 عاما، مصرية الجنسية كويتية النشأة عربية الأصل، تحب العمل التطوعي وبسبب هذا فهي متطوعة في جمعية الهلال الأحمر الكويتية.
لكن هي خريجة العلوم الطبية التطبيقية من جامعة ٦ أكتوبر، وتعمل حاليا أخصائي مختبر طبي.
و من فترة حصُلت على شهادة معتمدة و أصبحت مذيعة في جريدة القبس الدولية و قبلها كانت و لازالت في الڤويس أوفر المعتمد لمبادرة قعدة مبدعين من قبل ا/ محمد الشرقاوي.
وأيضا تعمل في مجال السياحة في قسم التسويق لشركة في مدينة دهب.
كيف كانت بداياتك في مجال الكتابة؟
بداياتي كانت في مواضيع التعبير في المدرسة و من خلال اجتماعات أولياء الأمور مع عائلاتنا، أكثر من معلمة لغة عربية لاحظوا أنني أمتلك موهبة و بدأوا بتنبيه عائلتي "والدي و والدتي" و من وقتها "والدي" ركز معي و كان يقوم بتشجيعي، بالإضافة لصديقات عمري الذين كانوا يقومون بقراءة الخواطر الخاصة بي، وكانوا مصدر الدعم لي لحين أن صدر لي أول عمل، والذي مع الأسف لم يستطع والدي رؤيته فكان هذا العمل بعد ما توفي والدي رحمة الله عليه.
ما اللحظة التي تعتبر بمثابة لحظة تحول ونضج في كتاباتك؟
لحظة ما والدي قرأ لي فهذه كانت أول لحظة فارقة، واللحظة الثانية عند التحاقي بدورات تدريبية و ورش كتابة وكان هناك دورة قبل إصدار كتابي كان يقدمها الكاتب سعد الرفاعي، وحصلت على مركز أول وقمت بالحصول على جائزة أوسكار سعد الرفاعي، من هُنا روادني شعور أنني أريد الاستمرار في الوسط الأدبي.
ما هو أسلوب المتبع في الكتابة؟
بالنسبة لكتابة الخواطر فالخواطر نثرية أقرب ما يكون للتقصي أو التحري وتكون باللغة العربية الفصحى وأتحرى الدقة وتشكيل الجمل كي أقوم بتوصيل الرسالة والإحساس، واعتمادي الكتابة باللغة العربية الفصحى بسبب أنني أتمني في يوم من الأيام أن تترجم كتاباتي إلى لغات أخري وبإذن الله سيتحقق هذا الحلم يوما ما.
أما بالنسبة للمجال الجديد وهو مجال القصص الذي أخطوا فيه خطوات ثابتة وأقوم بتكثيف الدورات وورش العمل، فالأسلوب المتبع في هذه القصص أنها قصص واقعية تحدث في حياتنا اليومية فأقوم باختيار صغائر الأمور وأقوم بتسليط الضوء عليها لأن المواضيع الكبيرة ناشئة من تراكمات صغيرة.
هل الغالب في الكتابة الموهبة أم الممارسة؟
بعد خبرتي المتواضعة اكتشفت أن الموهبة هي هبة من الله تُخلق بداخلنا واكتشافها إما يكون من خلال مالك الموهبة أو من أشخاص آخرين وفي حال اكتشاف هذه الموهبة فلا بد من إثقال هذه الموهبة بالقراءة، بالممارسة والتدريبات والورش، كي يكون هناك مخزون من الكلمات وحصيلة لغوية بحيث عندما يريد الكاتب التعبير عن موقف من خلال القصة أو الخاطرة التي يقوم بكتابتها يشعر بالإحساس الغالب في الموضوع الذي يطرحه لكي يصل هذا الشعور أو الإحساس للقراء، بدون حصيلة لغوية بدون قراءة في هذا الوقت ستندثر هذه الموهبة وتختفي.
فالنقطة الفاصلة بين الموهبة والممارسة هو التطوير ويكون ذلك من خلال القراءة والتدريبات.
هل لا بد أن يكون النقد ملازم النجاح؟
بالتأكيد ولكن بشرط أن يكون النقد بناء الذي يأتي من أهل الإختصاص الذين يمتلكون خلفيات ثقافية، بخلاف أن أكون قمت بكتابة كتاب ويأتي شخص ليس له في القراءة والكتابة ويخبرك بأن كتابك فاشل من دون سبب ولا أي وجه حق، ولكن إن أخبرني أحد برأيه وقال لي اللغة العربية صحيحة ولكن تحتاج للتقوية في النحو فأستمع له وأعمل بنصيحته فهو نقد في محله الهدف منه تعديل القصور الحادث في كتاباتي.
ما الصعاب التي واجهتكِ؟
عدم إيمان البيئة المحيطة بالموهبة وعدم الاعتراف بها فعدد من كان مؤمن بهذه الموهبة قليل جدا فهذه كانت أول الصعاب، من الصعاب أيضا التسخيف وتهميش الموهبة فإن لم أكن أمتلك أصدقاء حقيقين قاموا بدعمي لم تكن كتاباتي ستظهر للعلن وكنت سأكتفي بأن أكتب لذاتي، بخلاف عند مواجهة العالم الخارجي والخروج للخارج بمفردك سيكون هناك استغلال والمتاجرة من ناحية أن الأشخاص سيقومون بنسب نجاحك لهم أنهم كانوا سبب في نجاحك فهناك أشخاص يعيشون على هذا المتاجرة بنجاح الغير.
أخبرينا عن أعمالك الأدبية؟
صدر لي كتاب بعنوان ( خطيئة العشق في صحراء بابل ) عام ٢٠١٩ من دولة الكويت و تم إعادة نشره من مصر أم الدنيا عام ٢٠٢٢.
ما العمل القادم الذي سيتم إصداره قريبا في معرض القاهرة الدولي للكتاب؟
الكتاب الذي سيتم إصداره تحت عنوان " سمو الأسيرة" يحتوي على خواطر والتي قمت بكتابتها بشكل مطلق فتستطيع من هذه الخواطر الاقتباس لوالدك أو والدتك أو أصدقائك، فالخواطر متنوعة ليست مقتصرة على أشخاص معينين، وتستهدف الفئة العمرية 21 فأكثر، فكل شخص سيقوم بقراءتها يستطيع إسقاطها بالشكل الملائم له.
ما سبب اختيارك لدار نوراس؟
بسبب معرفتي بأستاذ محمد الشرقاوي، وثقتي به من خلال دعمه وأنه يقوم ببناء اسمه ويحافظ عليه ولا يقوم بالإقدام على أي خطوة من دون أن يكون دارس هذه الخطوة فيستحق كل الشكر والتقدير، بالإضافة إلى أن الدار مبتدئة وتقوم بتقديم جميع التسهيلات وعلى دراية بحقوق الكاتب ما له وما عليه وكل شئ يقومون به قانوني، بالإضافة أنهم مقدرين ومدركين قيمتي ككاتبة وأنه ليس أول إصدار أقوم به وأتعامل بهذا الرقي فكل هذه أسباب كافية لاختياري لهم.
ما الذي يميز دار نوراس عن بقية دور النشر الأخرى؟
الذي يميز دار نوراس يكمن في " استاذ محمد الشرقاوي" الذي يتحرى الدقة والمصداقية، فأنصح الكتاب الذين يريدون نشر أعمالهم الأدبية بالتوجه لدار نوراس، لأن الأشخاص القائمين بالدار ليس هدفهم الأساسي الربح أو البيزنس ولكن الهدف الرئيسي دعم الكتاب ويحاولوا بقدر الإمكان في خلال سنة أن يكونوا متواجدين في المعارض الدولية.
ما النصيحة التي تقومي بتقديمها للشباب؟
أن يتحروا الدقة في كل شئ، وعند الحديث والمناقشة في مواضيع معينة عليهم عدم الجزم بالرفض لمجرد الرفض والمعارضة بل عليهم الاستماع لجميع وجهات النظر، أن يتعلموا من إيجابيات الجيل الذي يسبقهم، أن يكونوا أقرب ما يكون لعائلاتهم والاستماع لنصائحهم.
ما المقولة المفضلة لديكِ؟
اجعل من يراك يدعوا لمن رباك.
وفي الختام أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للكاتبة سندس العريني وأتمنى لها مزيد من النجاح والتوفيق فيما هو قادم.
حوار وإعداد/ أميرة الخضراوي.
اقرأ أيضا نوبات الهلع