"نامو باکراً لا لأن النوم داعب أجفانهم"

 ناموا باكرًا لا لأن النومَ داعبَ أجفانهم، 


بل لأن الصواريخَ قرّرت أن تسلبَ الليلَ منهم

أطفال كانوا يركضون خلفَ الطائراتِ الورقية

فأدركتهم طائراتُ الموتِ قبل أن تنتهي ضحكتهم

أيُّ قلبٍ هذا العالمُ يحمله

حين يرى الصغارَ ممددين تحت الركام

بدمىً لا تتحرّك وعينين جاحظتين كأنّهما تسألان

ماذا فعلنا؟

أطفالٌ كانوا يحلمون بكعكةِ عيد،

بعلبةِ ألوانٍ، بحضنِ أمٍ لا يفني

فجاءهم الرحيلُ قبل أن ينطقوا أولَ حكاياتهم

من يكتب أسماءهم على الشجر؟

من يضع وردةً على دفاترهم المغلقة؟

ومن يعتذر لهم عن جريمةِ الصمتِ العالمي؟ 

هم لم يموتوا

لقد أصبحوا ضوءًا في سماءٍ حزينة،

أصبحوا شهقةً في صدرِ أمٍ لا تعرفُ كيف تنام

أصبحوا وصمةً في جبينِ هذا العالم

الذي خان الطفولةَ ومضى.


أرواحهم رحلت قبل أن تنضج احلامهم.


الكاتبة/ دنيا اكرم الرمادي 

إرسال تعليق

أحدث أقدم