يكتب عن فلسطين ويقول:
في زمن الجاهلية، حين كانت المروءة تحكم النفوس وإن غابت عنها شريعة السماء، وقف ثلاثة من كفار قريش ليخاطبوا أهل مكة قائلين: "أنأكل الطعام ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى؟" كانت كلماتهم مثل السيف، تقطع عروق الظلم وتفضح عار الصامتين.
تلك اللحظة لم تكن عادية، بل كانت انبعاثًا للكرامة من قلوب ظننا أنها قُست بالكفر. قاموا متحدّين قريش كلها، ومزقوا الصحيفة التي كتبتها أيدي الظالمين، تلك الصحيفة التي أرادت أن تخنق بني هاشم، وتحاصرهم لأنهم يحمون سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.
إنها مروءة فطرية، كأنها نور ينبعث من ظلام، جعلت هؤلاء الكفار ينتصرون للحق دون انتظار جزاء.
واليوم، نحن المسلمون، أين نحن من إخوتنا في غزة؟ أولئك الذين يئنون تحت حصار أشد قسوة وظلمًا، وهم يصرخون: "أما من يغيثنا؟" إذا كان الكفار في زمن الجاهلية قد انتصروا لكرامة الإنسان، أفلا ينتصر المسلمون اليوم لدينهم، ولأهلهم، ولإخوتهم؟ أليس الدين نفسه يدعونا إلى أن نكون أول الناصرين وأصدق المدافعين؟
بقلم/يوسف محمد احمد
🥹♥♥♥
ردحذف