أنا الأرض.. وأنا الوجع!
أنا الأرض اللي بعتوها.. واللي كانت في حضنكم زمان!
أنا اللي صوتي مدافع ورصاص.. وبقيت دلوقتي صريخ وكتمان!
أنا اللي كنتو بتحلفوا بيّا.. ولما وقعت سيبتوني فـ الميدان!
أنا اللي الحيطان بتحكي حكايتي.. وإنتو سايبني للريح والدخان!
أنا اللي حضني كان واسع ليكم.. والنهارده واقف لوحدي مجروح!
أنا اللي دمي سال عشانكم.. وإنتو كأن الدم بقى مسموح!
أنا اللي كنتوا تقولوا اسمي.. وتفتخروا بيّا في كل مكان!
ليه بعتوا حلمي بالرخيص؟! ليه خنتوا عهد الجدود زمان؟!
ليه لما جتني السكاكين.. كنتوا أول ناس طعنوني كمان؟!
ليه لما طلبت كتف يسندني.. لقيتكم سند للّي خان؟!
أنا مش عايز كلام محفوظ.. ولا وعود ملهاش عناوين!
أنا مش عايز دمعة كدابة.. ولا حروف تتقال في دواوين!
أنا عايزكم ترجعوا تحسوا.. إن الأرض دي كانت ليكم حياة!
أنا عايز نار الغضب جواكم.. ترجع تشعّل فيكم الحكاية!
إوعوا تفتكروا إني سكت.. دا الجرح في القلب لسه بينزف!
إوعوا تفتكروا إني ضعفت.. دا الحلم في دمي عايش وبيخطف!
إوعوا تقولوا "خلاص انتهت".. لا، الأرض عمركم ما تقدروا تدفنوا صوتها!
دا اللي خانها يوم.. آخرته يندم! واللي وقف معاها، اسمه عايش في قوتها!
أنا الأرض.. وأنا الوجع! أنا الصرخة اللي بتدوي في السما!
أنا الدم اللي سال وبِكُرة.. يطرح حقّ وياخد التّمن!
أنا اللي شايل كل الذكرى.. وبفتكر مين كان ومين خان!
القدس بتنده.. فين الرجال؟!.. مين فيكم فاضله إحساس ويرفع رايه النور والسلام
بقلم /الكاتب والشاعر محمود بكر