الکاتبة إسراء محمد فتح الله في حوار صحفي

 مرحباً بك، يسعدنا التحدث مع كاتب متميز مثلك. ترحب بك مجلة "قعدة مبدعين".



هل يمكنك التحدث عن نفسك قليلاً لتخبرنا عن اسمك، سنك، مؤهلك الدراسي، عملك، محل إقامتك، وقليلاً مما تحب ذكره؟


إسراء محمد فتح الله، ابلغ من العمر 21 عامًا، طالبة في الفرقة الثانية بكلية التمريض في جامعة قناة السويس. اعمل ممرضة في وحدة عناية الأطفال والحضّانات في مدينة السويس.


أصدرت روايتي الأولى عام 2023 تحت عنوان "الجثة المتحركة". حصلت على جائزة أفضل شخصية شابة لهذا العام في السويس، كما نلتُ شهادة تقدير من قصر الثقافة تقديراً لهذا الانجاز. 


1/ كيف اكتشفت أنك تجيد الكتابة والتأليف؟


لم يكن الأمر لحظة إدراك مفاجئة، بل كان طريقها طويلاً من المشاعر والكلمات التي وجدتُ نفسي أعبّر عنها دون وعي. منذ صغري، كنت أجد راحتي في الأوراق والأقلام، أدوّن أفكاري، وأحكي القصص التي تدور في خيالي، كأنني أخلق عوالم موازية تعكس مشاعري وأفكاري.


مع مرور الوقت، أدركتُ أن الكتابة ليست مجرد هواية، بل هي طريقتي لفهم الحياة والتعبير عن ذاتي. كنت أكتب عندما أشعر بالحزن، وعندما يغمرني الفرح، وعندما يعجز لساني عن البوح. وجدتُ في الكتابة ملجئي، حيث أستطيع أن أكون على سجيّتي دون قيود.


ثم جاءت اللحظة الحاسمة، عندما رأيت كلماتي تلامس قلوب الآخرين، حين قرأها أحدهم وقال: "لقد شعرت بما كتبته تماماً". عندها، أيقنت أنني لا أكتب لنفسي فقط، بل لأنني أريد أن أحدث أثراً

، أن أجعل القارئ يشعر كأن كلماتي صدى لصوته الداخلي.


2/ ما هي أول فرصة عمل أتيحت لك في هذا المجال؟

لم تكن هناك فرصة عمل بالمعنى التقليدي، بل كانت البداية انطلاقة ذاتية. عندما نشرتُ روايتي الأولى "الجثة المتحركة" عام 2023، شعرتُ أنني قد خطوتُ أولى خطواتي الحقيقية في عالم الكتابة. كان ذلك بمثابة إثبات لنفسي أنني قادرة على تحويل أفكاري إلى عمل مكتوب يصل إلى القرّاء.


أما على مستوى العمل الاحترافي، فقد بدأت أكتب في مجالات مختلفة، مثل كتابة السيناريو والحوار الدرامي، بالإضافة إلى تأليف الاسكتشات والمقالات الأدبية. كانت كل خطوة بمثابة فرصة جديدة لاكتشاف إمكانياتي وصقل موهبتي، حتى أصبح للكتابة مكان ثابت في حياتي، ليس فقط كشغف، بل أيضًا كمجال عمل أسعى للتطور فيه باستمرار.


3/ ما الذي دفعك للتعمق أكثر في هذا المجال؟ وهل أحببت حياتك بعد ذلك؟


في البداية، كنت أرغب في إثبات شيء لنفسي قبل أي شخص آخر. كنت أريد أن أؤكد لنفسي أنني قادرة، أنني أمتلك الموهبة والقدرة على التعبير بطريقة تجعل الآخرين يشعرون بما أكتب. كنت أريد أن أرى كلماتي تتحول إلى واقع، إلى كتاب يقرؤه الناس ويتفاعلون معه.


لم يكن الأمر مجرد شغف، بل كان تحديًا شخصيًا. أردت أن أثبت لأهلي أنني لا أكتب لمجرد التسلية، بل لأنني أمتلك شيئًا يستحق أن يُقرأ. كنت أريدهم أن يروا أنني شاطرة حقًا، أنني قادرة على تحقيق شيء ملموس بكلماتي.


وحين نشرت روايتي الأولى، شعرت بأنني نجحت في هذا التحدي. لم يكن النجاح فقط في نشر الكتاب، بل في إدراكي أنني أمتلك القدرة على تحقيق ما أطمح إليه، وأن الكتابة ليست مجرد حلم، بل واقع أعيشه وأتطور فيه يومًا بعد يوم.


4/ هل راودتك فكرة الانسحاب من المجال يومًا ما؟


نعم، راودتني فكرة الانسحاب من المجال في بعض اللحظات. تأثرتُ كثيرًا بكلام بعض الأشخاص الذين كانوا يرون أن الكتابة لا قيمة لها، وأنها مجرد هواية لا تُحقق شيئًا. في لحظات الضعف، تساءلتُ: هل حقًا تستحق الكتابة كل هذا العناء؟ هل يمكن أن أصنع منها مستقبلًا؟


لكن مع مرور الوقت، أدركتُ أن الكتابة ليست مجرد كلمات تُسجَّل على الورق، بل هي جزء من روحي، وهي الطريقة التي أعبّر بها عن نفسي وأجد فيها سعادتي. قررتُ أن أتوقف عن الاستماع إلى الأصوات المثبطة، وأن أواصل حتى أصل إلى المكان الذي أطمح إليه.


لم أعد أكتب لأجل الآخرين فقط، بل لأنني أحب الكتابة، لأنها الشيء الذي يجعلني أشعر بالحياة. واليوم، أدرك أن قراري بالاستمرار كان صائبًا، لأن الشغف الحقيقي لا يمكن إخماده بكلام الآخرين.


5/ ما هي النقطة التي تطمح للوصول إليها في هذا المجال؟


أطمح إلى تحقيق العديد من الأهداف في مجال الكتابة، ولكن هناك حلم يراودني دائمًا وأسعى لتحقيقه بكل شغف، وهو أن تتحول روايتي "الجثة المتحركة" إلى فيلم سينمائي يُجسّد أحداثها على الشاشة، ليصل إلى الجمهور بشكل أعمق ويعيشوا تفاصيله كما تخيّلتها أثناء الكتابة.


كما أنني أرغب في أن أصبح كاتبة أفلام، حيث أستطيع أن أروي قصصًا تُلامس قلوب الناس وتعبر عن قضايا ومشاعر مختلفة. ليس هذا فحسب، بل أحلم أيضًا بأن تُغنّى كلماتي، وأن تتحوّل الأغاني التي أكتبها إلى ألحانٍ تُردّدها الأصوات، فتصل مشاعري إلى الناس بطريقة مختلفة، عبر الكلمات التي تنبض بالحياة في الموسيقى.


إنه طريق طويل، لكنني مؤمنة أن الشغف والعمل المستمر سيقودانني إلى المكان الذي أطمح إليه.


6/ لمن تقرأ؟ ومن هو مثلك الأعلى في هذا المجال؟


لمن أقرأ؟


أحب قراءة الأدب بكل أنواعه، فأنا أقرأ الروايات التي تأخذني إلى عوالم مختلفة، وأتابع الكتّاب الذين يمتلكون أسلوبًا فريدًا في السرد والتعبير. أستمتع بقراءة الأدب العربي والعالمي، حيث أجد في كل كتاب تجربة جديدة تلهمني وتساعدني على تطوير أسلوبي في الكتابة.


من هو مثلي الأعلى في هذا المجال؟


ليس هناك شخص واحد فقط أعتبره مثلي الأعلى، بل هناك العديد من الكتّاب الذين تأثرتُ بهم، سواء في الرواية أو في كتابة السيناريو. أحب الكتّاب الذين يستطيعون أن يجعلوا القارئ يشعر بكل كلمة، والذين يتركون أثرًا عميقًا في نفوس من يقرأ لهم. كما أنني معجبة بكتّاب السيناريو الذين استطاعوا تحويل أفكارهم إلى أعمال سينمائية ناجحة، وهذا ما أطمح إلى تحقيقه يومًا ما.


بشكل عام، أنا أستلهم من كل كاتب لديه بصمة خاصة، وأتعلم من كل تجربة قرائية، لأن كل كتاب أقرؤه يضيف لي شيئًا جديدًا في رحلتي مع الكتابة.


7/ إذا أردت تطوير مجالك، ما هو التطوير الذي ترغب في حدوثه؟


إذا أردتُ تطوير مجالي في الكتابة، فإنني أسعى إلى تحقيق عدة أمور تجعلني أكثر احترافية وتأثيرًا في هذا المجال:


1. تحويل كتاباتي إلى أعمال مرئية: أطمح إلى أن تصبح روايتي "الجثة المتحركة" فيلمًا سينمائيًا، وأن أكتب سيناريوهات لأفلام ومسلسلات تُعرض على الشاشات، مما يتيح لي نقل أفكاري إلى الجمهور بأسلوب بصري قوي.



2. تطوير أسلوبي في كتابة السيناريو والحوار: أريد أن أتعلم المزيد عن تقنيات كتابة السيناريو الاحترافية، وأتعمق في كيفية بناء الشخصيات وصياغة الحوارات التي تترك أثرًا في المشاهدين.



3. نشر المزيد من الروايات والقصص: أطمح إلى إصدار أعمال أدبية جديدة تكون أكثر نضجًا وإبداعًا، بحيث تلامس مشاعر القرّاء وتضيف شيئًا مميزًا إلى الأدب.



4. كتابة الأغاني وتقديمها للمطربين: أرغب في أن تصل كلماتي إلى الناس من خلال الموسيقى، وأن يتم تلحين الأغاني التي أكتبها لتُغنّى بأصوات رائعة.



5. التعلم والتطوير المستمر: أؤمن أن الكتابة مهارة تحتاج إلى تطوير دائم، لذلك أسعى لقراءة المزيد، وحضور ورش عمل في الكتابة والسيناريو، والاستفادة من خبرات الكتّاب الكبار.




هدفي هو أن أصبح كاتبة مؤثرة في مختلف مجالات الكتابة، سواء في الأدب، السينما، أو الأغاني، وأن أترك بصمة حقيقية في هذا العالم.


8/ هل يمكنك التحدث عن إنجازاتك، مثل الأعمال المنفردة وغيرها؟


إنجازاتي في مجال الكتابة:


1. رواية "الجثة المتحركة" (2023): أول عمل روائي لي، وهو خطوة مهمة في مسيرتي الأدبية، حيث استطعت من خلاله أن أقدم أفكاري للجمهور وأبدأ رحلتي ككاتبة.



2. كتابة فيلم قصير: خضت تجربة كتابة السيناريو لفيلم قصير، مما ساعدني على تطوير مهاراتي في كتابة السيناريو والحوار الدرامي.



3. المشاركة في ورشة كتابة فيلم: أعمل على صقل موهبتي وتعلم المزيد عن تقنيات كتابة السيناريو من خلال هذه الورشة، مما يعزز قدرتي على تحويل الأفكار إلى أعمال سينمائية قوية.



4. كتابة الأغاني: لدي العديد من الأغاني التي كتبتها، لكنها لم تُلحّن بعد، وأطمح لأن أراها تُغنّى قريبًا بصوت يليق بكلماتها.


أسعى دائمًا إلى تحقيق المزيد، وأتطلع إلى تحويل أعمالي إلى مشاريع فنية تصل إلى الجمهور وتترك أثرًا حقيقيًا.



9/ من كان محفزك في إكمال مسيرتك الأدبية؟

اهلي وبعض اصدقائي وبنت عمتي (منه)


10/ هل هناك عمل من أعمالك تراه الأفضل بالنسبة لك عن باقي الأعمال؟ ومتى تم إصداره وأين؟ 


الجثة المتحركه تم إصداره في معرض الكتاب ٢٠٢٣


11/ وجه رسالة للمبتدئين في المجال.


إلى كل المبتدئين في المجال الأدبي،


استمروا في الكتابة، ولا تدعوا كلمات المحبطين تؤثر عليكم. كل كاتب ناجح بدأ من الصفر، وواجه انتقادات وشكوك، لكن الفرق بين من ينجح ومن يتوقف هو الإصرار والاستمرار. لا تجعلوا رأي شخص واحد أو حتى عدة أشخاص يحبطكم، فالإبداع لا يُقاس بكلام الآخرين، بل بشغفكم وإصراركم على تطوير أنفسكم.


اكتبوا، تعلموا


12/ ما هي أغرب نصيحة وُجهت لك واثرت بك حتى الآن؟


أن أحدهم قال لي: "ابدئي بكتابة السيناريوهات وطوّري نفسك فيها"، وكانت هذه النصيحة غريبة بالنسبة لي في البداية، لأنني لم أفكر يومًا في خوض هذا المجال. لكن مع الوقت، أدركت كم كان هذا التحدي ممتعًا وملهمًا، فبدأت أتعلم وأجرب وأطور من نفسي، حتى أصبحت السيناريوهات جزءًا من رحلتي الإبداعية. واليوم، أشعر بالامتنان لتلك النصيحة التي غيرت مساري وفتحت لي أبوابًا جديدة في عالم الكتابة.


13/ما أكثر ما تخشاه في هذا المجال ولماذا؟


فقدان الإلهام

النقد السلبي الجارح

عدم وصول الكتابات إلى الجمهور

السرقة الأدبية – القلق من أن تتم سرقة الأفكار أو النصوص دون الإشارة إليا


14/ إذا لم تكن قد دخلت هذا المجال، أين كنت ترى نفسك الآن؟


لو لم أدخل مجال الكتابة، أعتقد أنني كنت سأجد نفسي في عالم تصميم الأزياء. الفاشون ديزاين بالنسبة لي ليس مجرد ملابس، بل هو فن يعبر عن الشخصية والمشاعر، تمامًا كما تفعل الكتابة. ربما كنت سأعمل على تصميم قطع فريدة تحمل لمسة خاصة تعبر عن قصص وأحاسيس، أو حتى أدمج بين الكتابة والأزياء بطريقة إبداعية، كأن أصمم أزياء مستوحاة من شخصيات رواياتي. في النهاية، أي مجال يتيح لي التعبير عن نفسي والإبداع هو المكان الذي أنتمي إليه.


بقلم/الصحفية ندي رضا زكي

إرسال تعليق

أحدث أقدم