"الكتابة هي رحلة داخل الذات والعالم، حيث يتحول كل حرف إلى نافذة جديدة تفتح على أفكار وآفاق لم تُستكشف من قبل. اليوم، في هذا الحوار، نستضيف كاتبًا مبدعًا تألق في عالم الأدب، لنغوص معًا في أسرار الكتابة ونعرف كيف ينسج خيوط إبداعه. نريد أن نكتشف كيف يرى الكاتب العملية الإبداعية، مصادر إلهامه، والتحديات التي يواجهها. سنتناول كل ما يتعلق بالكتابة، من البداية وحتى النهاية، لنقدم للقارئ نظرة شاملة وعميقة عن عالم الكتابة من خلال عين الكاتبة هاله المهدي
لنبدأ بالتعرف علي بداياتك، هل يمكنكم أن تخبرنا قليلاً عن نفسك؟
الأسم: هالة المهدي كاتبة روائية وفي الأصل شاعرة عامية عضو نادي أدب المطرية وسكرتير سابق فيه و عضو نشط في منتديات أدبية
لي ثلاث دواوين شعر مطبوعة
شكة إبرة
عكس إتجاه الحلم
مابين الضمة والتنوين
وحاليا الرابع تحت الطبع
ولي روايتين تم طبعتهما بالفعل
أون سفر الشمس رواية فانتازيا تتحدث عن السفر عبر الأزمنة في منطقة محددة وتتعرض لحقائق تاريخية تم صياغتها بشكل درامي
بائعة المريمية رواية بطابع فلسطيني اجتماعية رومانسية تتحدث عن الحياة بكل تفاصيلها في المجتمع الغزاوي بكل ما يتعرض له من أحداث .
وتحت الطبع بإذن الله روايتين الجزء الثاني من أون سفر الشمس عن السفر للمستقبل وروايته خيال علمي أحداثها في الحرب العالمية الأولي
ما الذي دفعك إلى عالم الكتابة؟ وهل كانت الكتابة جزءًا من حياتك منذ الصغر أم أن الأمر تطور مع مرور الوقت؟
الموهبة موجودة طول الوقت كان يهتم ويعتني بها أبي رحمه الله فقد كان قارئي الاول متذوق للشعر ومحب للقراءة ساعدني كثيراً في ثقل الموهبة.
هل كان لديك نماذج أو قدوة من الكتاب الذين ألهموك في بداية مشوارك؟ وكيف أثروا في أسلوبك الكتابي؟
بالتأكيد قرأت لكبار الكتاب وتأثرت بهم وكبار شعراء العاميه وتعلمت منهم وما زلت اقرأ واتعلم.
كيف تختار موضوعات أعمالك؟ وهل هناك موضوع معين تفضل الكتابة عنه بشكل مستمر؟
الكتابة لدي لها طقوس خاصة شرط التأثر بموقف أو حدث يظل قابعا في الصدر بإحساس وملابسات حتي يخرج بعمل مبدع بكل احساس ومشاعره المرتبطة به
في نسج قصيدة أو رواية أظل أجمع لها المعلومات مسبقا حتي تتكون خطوطها أمامي أبدا بالكتابة ولا أتوقف حتي أتمها وبالتأكيد أجد ما يفاجئنا من نفسي لدرجة أتساءل بعدها كيف كتبت ذلك المقطع ومتي.. الكتابه عندي نزيف أفكار وكلمات وحالة من الوجد أعيشها.
أذكر لنا إنجازاتك التي نشرتها سابقا؟
ذكرتها سابقا ثلاث دواوين شعر عامية وروايتين وتحت الطبع روايتين
حدثنا أكثر عملك القادم؟
رواية أعد لها منذ عام ونصف اسمها 731 خيال علمي اعتقد سوف يكون لها صدى قوي بإذن الله تعالى.
لأن معلوماتها كلها حقيقية أحاول عمل حبكة درامية لها.
هل تشعر بأنك تعبر عن نفسك فقط من خلال الكتابة، أم أن هناك أفكاراً أو رسائل تحاول إيصالها للعالم من خلال أعمالك الأدبية؟
بالتأكيد لي رسالة تعبر عن نفسي وعن غيري وعن مختلف الشخصيات من واقعنا وحياتنا ومجتمعنا أتمني تسليط الضوء علي نماذج في الحياة قد تكون مهمشة وقد لا نعترف بها لكنها موجودة بالفعل.
كيف ترى علاقة الكاتب بالقراء؟ هل تكتب بما يتوافق مع توقعات الجمهور، أم أن الكتابة هي انعكاس لروحك الداخلية فقط؟
بجب أن يكو ن هناك خط تواصل بين الكاتب والقاريء والا لن تصل الفكرة والهدف منها، ودائما ما أطلب من القاريء رأيه في ما اكتب حتي اتفهم جيدا مدي وصول الفكرة وتفاعله معها.. وذلك يحفزني شخصيا للكتابة بما يتوافق مع توجهات مجتمع القراء والمتابعين ومناقشة القضايا المتعلقه بالمجتمع عموما.
هل يمكن للكتابة أن تكون علاج نفسي بالنسبة لك؟ كيف تساعدك الكتابة على مواجهة تحديات الشخصية أو العاطفية؟
بالتأكيد الكتابة والقراءة منفذ هام لتوضيح مشاعر الكاتب وفتح مجالات القاريء انا كلما أردت المعرفة تحيرت بها قرأت وكلما انفعلت بما قرأته كتبت إذا فهي حلقة مغلقة علي القراءة والكتابة ترتبط حر فيا ببعضها
ما هي اللحظات أو المواقف التي تشعر فيها أن الإبداع يصل إلى ذروته لديك؟ هل لديك طرق معينة لتحفيز نفسك على الكتابة في الأوقات الصعبة؟
لحظات الإبداع لا وقت لها.. وترتبط بالانفعال العاطفي من موقف أو مشهد أو تجربة فتجد نفسك تكتب وتكتب ثم تنقح ما كتبته وتضيف عليه طابع اللغة لينتج في النهاية عملا إبداعيا ناجحا بتوفيق الله.
كيف ترى التطور التكنولوجي في عالم الكتابة، مثل النشر الإلكتروني والذكاء الصناعي؟ هل تعتقد أنه يؤثر على الأدب التقليدي؟
لا اصدق أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن ينتج ادبا واحساسا لكن طبعا النشر الإلكتروني له بصمة حاليا.. لكنني حتي الآن لا أشعر بالسعادة الحقيقية في قراءة كتاب الا لو تحسست أصابعي وريقاته وكان عملا ورقيا.. توجد حميمية جميلة بين الكتاب الورقي والقاريء لا تجدينها في الكتاب الالكتروني.
كيف تتعامل مع النقد؟ هل يعتبر مصدرًا للتحفيز والتطوير أم أنك تجد صعوبة في تقبل الآراء المختلفة حول أعمالك؟
افتح قلبي للنقد تماما ولا أجد غضاضة في تقبله.. النقد يضع قدمي علي الإبداع الحقيقي ويرفع من مستواي في الكتابة وبالتأكيد النقاد لهم دورهم في ذلك.
هل هناك أنواع معينة من الكتابة أو الأدب تتمنى أن تتناولها في المستقبل، لكن لم تتح لك الفرصة بعد؟
المجموعات القصصية.. لم اتجهز لكتابتها بعد نظرا لأن لها خصائص معينه من تكثيف الفكرة وسردها واختصارها.
هل هناك مشروع أدبي على وجه التحديد كنت تعمل عليه لفترة طويلة وتعتبره أقرب أعمالك إلى قلبك؟ ولماذا؟
الكتابه في تاريخنا مشروع أدبي متكامل لما له من ماده خام لكتابه تاريخ غزير مشرف ينبغي العمل عليه
أعشق تاريخ بلدي لأنه عريق ولا تاريخ مثله في العالم.
ما هي أهم التحديات التي تواجهها ككاتب في العصر الحالي؟ هل تعتبر أن وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي له تأثير على الكتابة بشكل عام؟
لا أبدا بالعكس هو عوامل مساعدة في البحث للكاتب أما كقاريء فأعتقد له محاذير لابد من أخذها في الاعتبار.
هل تعتقد أن الكتابة تحتاج إلى الكثير من المعاناة والصراع الداخلي لخلق شيء مميز، أم أن الإبداع يمكن أن يكون نتيجة لحظات عفوية؟
الاثنين معاً
بعض المعاناه تنتج ابداعا وبعض العفوية تنتج مواقف تستحق الكتابة عنها لو تأثر الكاتب بها.
ما هي الرسالة التي تأمل أن تتركها من خلال أعمالك الأدبية؟ وكيف تريد أن يذكرك القراء بعد سنوات من الآن؟
أتمني لو جعلت شبابا أكثر يقرأون كما فعل أستاذنا الراحل أحمد خالد توفيق،
ففي القراءة حياة.
ما رأيك في المجلة؟
جميلة جدا وجذابة وتحفز علي التعرف علي شخصيات الكتاب من خلال المنشورات عنهم كما تعطي لمحات عن اعمالهم وطرق الوصول الإبداعية،حوار لم يترك سؤال الا وتم مناقشته.
شكراً لكِ على وقتك ومشاركة أفكارك معنا نتمني لكِ كل النجاح.
الصحفية /أسماء أشرف
بالتوفيق بإذن الله
ردحذف