في عالم الكلمات، حيث تتلاقى الأحلام مع الحروف، نفتح صفحات "قعدة مبدعين" لاستكشاف رحلة الكتاب المبدعين. في هذا الحوار، نغوص في عقولهم لنتعرف على أسرار الإلهام وطرق تحويل الأفكار إلى قصص تنبض بالحياة.
لنبدأ بالتعرف علي بداياتك، هل يمكنك أن تخبرنا قليلا عن نفسك؟
فِـي البداية لَم أكُن قارِئًا حتَّى،
ولكنّني بدأتُ منذ عامين بكتابةِ أول خاطرةٍ لي؛ نتيجةً لصراعاتِ الحَياةِ، وهمومِها.
أنا: أبوالمجد بْنُ محمد بن أبِي الـمَجدِ بْنُ بْنُ أحمد بْنُ سيداحمد
نشأتُ وأُقيمُ في قريةٍ على ساحلِ البَحْرِ الأبيضِ الـمُتَوسّطِ بمحافظة الاسكندرية.
أدرس في الصف الثالث الثانوي الأزهري بالقسم الأدبيّ.
أُحِبُّ، بل أعشقُ الأدبَ العربِيّ،
وهدفي أن أخْلقَ سِربًا مؤثّرًا في الأدبِ، يَجْمَعُ بينَ حكمةِ، والتِزامِ السَّابِقينَ، وأدبِهِم،
ووجدانيّة المُعاصِرِينَ ورِباطِهِم.
ما الذي دفعك إلي عالم الكتابة؟
ذاتَ مرَّةٍ،
كنتُ أفكّر، وحيدًا!
لا أدري كيفَ أكابِدُ ما في صدري؛
فوجدتني أمسكتُ بورقتي؛ فألقيتُ بها على مكتبي، وأمسكت بقلمي؛
فوجدت حروفًا تُخَطّ، كأنّ القلم هو الذي يكتب، ويتحكم فيّ!
لا أدري، ربّما الدافع هو قلبي!
أو وحدَتي..
متى بدأت رحلتك للكتابة؟
كَتَبتُ أَوّل نَصٍّ لي بتاريخ: السابع من | كانون الثاني(يناير) | عام ثلاثة وعشرين بعد الألفين.
وكيف إكتشفتُها؟
اكتشفتُ الكِتَابة، عقبَ دخولي للصف الأول الثانوي، بعدَ قراءتي لكتاب "أدب الكاتب" لابن قُتَيبة..
وكَانَتْ أوّل خاطرةٍ لي عنِ الفراق.. وتلاها مقدمةٌ لندوةٍ عن فلسطين.. وتوالت الحروف، فتكوّنت الكلمات، فصِيغَت النّصوص تلوَ الأخرى.
ما هي إنجازاتك؟
فقد شاركتُ في كتابٍ مُجَمّعٍ، اسمه"ما بين العشقِ والفِراق"هو كتاب يجمعُ بيْن الرّوايةِ، والأَدَب،
أُلـهِمتُهُ حِينَ قرّرتُ خلقَ ذاكَ السِّرب، الّذي حدثتكم عنْهُ آنِـفًا.وسينشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام.
من الشخص الذي دعمك لتسيرِ في هذا الطريق؟
هُـناكَ شخصانِ،
صديقٌ بمثابةِ أخٍ لي، ترعرعنا منذ الصّغر معًا، وفي رحلتي، كان نقده لي بنّاءً، كما أنهضَني تشجيعُه..
والآخر، شخصٌ ساكنٌ بداخلِ قلبي،
لا ينفكّ عن روحي، بقوله لي: "في كتاباتك كمّيةٌ من البلاغة، وسردكَ لا مثيل له".
_ما هي رسالتك التي تريد أن توصلها من خلال كتابتك؟
بل/ رسائل تَبْحَثُ عَن مُستلِمِها؛
فتارةً أُخاطِبُ الأُدَبَاءَ،
وتارةً أُعَلِّمُ الـبُسَطَاءَ..
وبثُّ الأَدَبِ الـعَرَبِيّ فِي نُفوسِ الجَمِيعِ، والـوُقُوفُ دونَ الرّأْيِ الصَّوابِ والاعتقادِ بِه في الحَيَاةِ مُجاهِدًا؛
هُما رسالتانِ مِن رسَائِلي..
ما هي أكبر التحديات التي واجهتك أثناء الكتابة؟
لَا بُدّ من التّحديّات،
بَيْدَ أنّي كلّما واجهتني تحديات، مثل:
فقدان الشغف، أو انقطاع الأفكار،
ولكنّني عَلِمتُ أنّنا من نجلبُ الشغَف، فهو لا يأتي ممتطيًا خيلًا ويسكن الانسان، بل نحنُ من نصنع الشغف!
أمّا عن انقطاعِ الأفكارِ؛
فوجدت أنَّ أكبر مُلهِمٍ للنفسِ البشريّة
الطبيعة: (البحر، السماء، السحاب، القمر، الهلال، النجوم، الأشجار.. كُلّ ما هو طبيعي؛ فهو جميل..)
وعلى كلّ من واجهتْهُ التَّحديات؛ أنْ يرفعَ هذا الشّعار:
"قِـفْ دُونَ رَأْيِـكَ فِـي الحَيَـاةِ مُـجَاهِـدًا..
إِنَّ الـحَـيَـاةَ عَـقِـيـدَةٌ وَجِـهَــادُ"
ما هي اهتماماتك غير الكتابة؟
ولِلّٰـهِ الفضلُ والمِنَّة،
إنشادي الأناشيد،وإلقائي للأشعار،
وخطابتي الجُمَع، وتلاوتي للقرآن،
ودراستي للتاريخ والسياسة،
وعلومُ اللُّغةِ العربيةِ أجمع(البلاغة، النحو، الصرف، الأدب والنصوص..)
وعِلم النّفسِ، والفلسفة، والمنطق..
وأسعىٰ -بعون اللّٰـهِ- للأفضل.
كيف تتعامل مع النقد او التعليقات على عملك؟
أرىٰ أنَّ النَّقْدَ هو أفضل وسيلةٍ للبِناء؛
فإذا تفكّر الإنسان سواء كان يكتب لنفسه، أو لإيصال فكرةٍ ما؛ فلَا بُدَّ لَهُ من معرفةِ ما يناسبُ النَّاسَ الَّذين يُريد إيصال فكرتِه إليهم..
فالنّقدُ؛
هو العمود الّذي يحملُ البَيْت،
فمن أَبَىٰ هَذا؛ خرَّ عَليْهِ بَيْتُهُ، وما قامَ لَهُ بِناءٌ.
كيف تري مستقبل الأدب العربي في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الأجتماعي؟
الـكِتابَةُ؛
أفضل طريقٍ لإيصال الأفكار، والعلوم للناس، وهي أقصرُ طريقٍ..
فعلى مرّ العصور؛ نجدُ أَنَّ الجرائد الثقافية والعسكرية والعلمية...إلخ، كان لها دورًا مؤثِّرًا على المُجتَمع،
فانظُر إن شِئتَ إلى الرّسائلِ الَّتِي كانَ يكتُبُها الملوكُ إلىٰ بعضِهم؛ كرسالةِ سيِّدِ الخَلق -ِاللَّـٰهُمَ صَـلِّ وَسَـلِّمْ وَبَـارِكْ عَـلَيْكَ يَـا سَـيِّدِي يَـا رَسُـولَ اللّٰـهِ- مُحمَّدٌ، وحاشاه أن يُساوىٰ بغيرِهِ، فقد أرسلَ إلى:
المقوقس (حاكم مصر)، أو هرقل (قيصر الرُّوم)،
ومراسيل المُحِبّين، وأقرب مثالٍ على ذلك: (ما دارَ بين مي زيادة، وجبران خليل جبران من مراسيل استمرّت نحو العقْدَينِ)
وأمّا عن مجالِ العلومِ؛
فقدْ أسَّسَ ابنُ خلدون -رحمهُ اللّٰـهُ- عِلمَ الاجتماعِ، وهو أول كتابٍ في هذا العلم،
وجابر ابن حيَّان "أبو الكيمياء" وإسهاماته في الهندسة الميكانيكيَّة والتكنولوجيا، والخوارزمي(مؤسس علم الجبر، ومساهم رئيسي في تطوير الخوارزميات التي تعدّ أساس الحوسبة الحديثة،
وأعماله في الرياضيات كانت حجر الأساس لتكنولوجيا البرمجة والذكاء الاصطناعي)،
ولا يسمحُ هذا المقال ذكرَ جميعِ من ساهموا بكتاباتهم في التطوير،
ولكن هؤلاء العلماء؛
نقلت كتبهم وأفكارهم إلى أوروبا خلال عصر النهضة، وساهمت في تطوير العلوم والتكنولوجيا الحديثة.
وألهموا تقنيات مثل الروبوتات، الساعات الميكانيكية، الأدوات الجراحية، وأساسيات البرمجة.
الحضارة الإسلامية كانت منبعًا للابتكار، وشكّلت جسرًا حيويًا بين الحضارات القديمة والعصر الحديث في مجال التكنولوجيا.
كُلُّ هذَا كانَ بِمَا خطَّهُ الـقَلَمُ..
رسالتك لكل شخص يمتلك تلك الموهبة او يمتلك موهبه آخري؟
وَجَبَ على كلِّ مَن يمتلك أيَّ موهبةٍ أن يُنَمّيها،
وأخصًُ بِنصِيحتي مَنْ وهبَهُ اللّٰـهُ حُسنَ الحُروفِ والكلام؛
فعليْكَ يا أخِي ألَّا تعدِلَ عَنْ تطويرِ نفسِكَ بالعلمِ، وأنْ تَقْرَأَ من الكُتبِ ما ينفعكَ ويطوّر مهاراتِكَ، وأن تجعلَ بينكَ وبينَ ما يكتبه التّافهونَ سورًا لا بابَ لهُ ولا نافِذة.
ما رأيك في المجلة؟
اتطلَعتُ على هذهِ المَجَلَّةِ؛
فوجَدتُها تَسْعىٰ إلىٰ اكتِشافِ المواهبِ، بُغْيَة إظهارِ ما خَفِيَ مِنَ الإبداع،
فَبَارَكَ اللّٰـهُ في هذه المجلة النافِعة.
شكراً لك على وقتك ومشاركة أفكارك معنا نتمني لك كل النجاح.
الصحفية/ أسماء أشرف