"کذب النسیان"

 "كَذِب النِّسْيان"

كانَت روحي مُمَزَّقَةً بشِدَّة ..

بالكاد استَطَعتُ أَن أُخيطَها لكي أَقِفَ مُتَماسِكًا أَمامَ الجُمهور، الذي تَكَبَّدَ عَناءَ المَجيءِ للاستِماعِ إلى خاطِرَتي الجَديدة .. 

أنا العابث، وأَشكُرُكُم جَميعًا لحُضورِكُم هذه الأُمسِية من أَجلِ الاستِماعِ إلى جُنوني.

سأتلو علَيكُم... 

هَا نَحْن نَدعِي كَذِب النِّسْيان، ونتأَكَّل مِن التَّظاهر بِالسُّبات، تَمُر بيْننَا أَيَّام الفرَاق نَحتَسِب اللَّحظات بِهَا سَنَوات، نَطوِي المسافات بِقليل مِن المراقبة لِنخْتَصر مسافَات اَلبُعد؛ بِبعْد أقلَّ، يَعتَصِر الألم قُلوبَنَا نَبكِي فِي صَمْت، تُهْتُرئ صُدورنَا مِن أَحادِيث لََا حَصْر لَهَا تَنخُر دَاخلِنا، نَمضِي فِي الحيَاة، ولَا حَيَاة بِداخلنَا نَمضِي مُطْفئِين؛ حَتَّى ضِحْكاتنَا مُصطنعَة، نَمضِي مُطأْطئين القلْب، أَعيُننا لََا تَقِف عن الالْتفاف، لِعَلي يلين القدر ويجْمعنَا، ولو صُدفَة يُطمْئِن كُلًّا مِنَّا الآخر، عِنْدمَا تُتَاح لَه اَلفُرصة لِلْهروب مِن وَاقعِه اَلمرِير، ولو بِكلمة تَحمُّل اِشتِياق بِثقْل الكوْن، وبحجْم الفضَاء اَلفسِيح. 

هَا نَحْن نُجَارِي الحيَاة بِأكاذيب أَننَا اِرْتضيْنَا اَلبُعد، والفراق، ونحْن رُوح وَاحِدة مَقسُومة فِي جسديْنِ.

 - لَعنَة اَللَّه- على الفرَاق وَعلَى كُلِّ شَيْء يَكُون سببًا فِي فِرَاق قلْبيْنِ تحابًّا فِي اَللَّه.

بقلم/ادم العابث