الکاتبة جیهان البنا تجیب علی الحوار الصحفي

 __مرحباً بكم في مجلتنا "قعدة مبدعين"، كما تعودتم على التألق وتقديم المواهب الجديدة في شتى المجالات، نقدم لكم واحدة من تلك المواهب، كاتبة اجتهدت وتميزت على كوكب الأدب الكاتبة

"جيهان عوض البنا" 


_حدثينا عن سيرتك الذاتية؟

(جيهان عوض البنا)

عضو اتحاد كتاب مصر.

عضو عامل بنادي القصة بالقاهرة.

عضو عامل بنادي أدب دمياط.

عضو بمختبر السرديات بدمياط.

محاضر مركزي بهيئة قصور الثقافة.


_حدثينا عن موهبتكِ وكيف تم اكتشافها؟

كنت أبوح على الورق مذ صغري، لكن حينها كانت الكتابة لا تعدو عن كونها خربشات لطفلةٍ صغيرة لم تتجاوز العاشرة، ثم أدركت فيما بعد أن الكتابة تستدرجني من حيث سكنت، ألجأ لها في أوقات وهني لأسكب ما ألم بي، تماهيت معها حتى أصبحت ملاذي ووسيلتي الوحيدة للبوح..


_حدثينا عن أول عمل لكِ، وكم استغرق من الوقت في كتابته؟

أول عمل منفرد لي هو  (الدائبان) باكورة أعمالي التي استغرق في كتابته أكثر من ستة أشهر..


_بمَن تأثرتِ من الأدباء في بداياتك؟

لا أجزم أنني تأثرت بأحد من الأدباء في بداياتي، لكن الأكيد أن كل من قرأت له ألهمني بشكل أو بآخر..


_ما هي الرواية، أو العمل الأدبي المُفضل لكِ بشكلٍ عام؟

سؤال صعب يضعني في مأزق، لأن كثير من الكتب أفضلها وكثير من الروايات لها مكانة بقلبي..


_مَن الذي دعمكِ وشجعكِ لتصلين إلى ما أنتِ عليه الآن؟

كلمات الثناء من الأصدقاء بعد نص نشرته على حائط الفيس بوك، مسابقة أدبية فاز نص لي بها، رأي النقاد ودراساتهم النقدية المحفزة لأعمالي، إطراء أحبابي وأصدقائي ..وغيرها الكثير من الصور المشجعة التي لا تعتمد على شخصٍ بعينه! 


_هل هناك وقت معين تخصصينهُ للكتابة ؟


الكتابة معي لها مسار مختلف، أعرف أن بعضهم يرى أن الإلهام محض وهم، خدعة ابتدعها الكاتب كذريعة ينفي بها تكاسله، لكن في الحقيقة أنا لا تحضرني روح الكتابة إلا بتوقيت الوحي، حاولت التأسي بكاتبنا الكبير نجيب محفوظ بتخصيص وقت معين للكتابة ولم أفلح، لأنني لا أمتلك تلك الحماسة لاستدعاء الكلمات..


_ما الدافع الذي يشجعك على الكتابة ؟ وما الذي يُلهم قلمك؟

كما قلت فعل الكتابة يتأتى من فكرة ملحة أو شعور لا فكاك منه، المعنى الأقرب لقراءة الموجودات التي يعصف لها ذهني وتنفعل معها عاطفتي فتحسني على ترجمتها على ورق..


_هل يحدث لكِ ما يطلقون عليه بلوك الكتابة، وكيف تتخلصين من هذا الشعور؟

لا أنكر أنني مررت بفترة عصيبة لم أستطع فيها كتابة نص واحد، لكن بفضل الله أعود مرة أخرى بكتابات أكثر غزارة، فالكتابة معي إما فيض جارف أو غيض مربك..


_حدثيني عن طموحاتك التي تسعين أن تصلي إليها ؟


كلما ارتقى الإنسان درجة؛ تطلع إلى ما هو أعلى، وأنا أتمنى مذ بداياتي أن أترك أثرا طيبا في عالم الأدب ولو  بالقليل من الأعمال..


_ما هي معايير نجاح الكاتب بنظرك؟

الكاتب الجيد بدءًا كان قارئا جيدا، فالقراءة هي العمود الأساسي الذي يقابله بالتأكيد الموهبة، ثم تأتي بعد ذلك عوامل أخرى تدعم تلك الموهبة منها الممارسة، ولا ننسى وضع النقد في الاعتبار سواء من القاريء العادي أو النقاد. 


_ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المُثقف في الوقت الراهن؟

أجد أن الكاتب الجيد يحتاج لدعم معنوي من قِبل الهيئات والمؤسسات تقديرا لجهوده، يحتاج أيضا لالتفات النقاد إلى نصوصه وعمل أبحاث عليها، يحتاج رواجا لأعماله، كل هذا يحفزه على الاستمرار ويحثه على الابتكار.. 


_لو أحد متابعينك قام بتعليق سلبي على عمل من أعمالك ماذا يكون رد فعلك؟


لم يتفق الناس على أمر واحد، فلماذا يزعجني رأي أحدهم؟! ما تراه فتحا، قد يراه آخر سفها والعكس..لذا فأنا أحترم جميع الآراء ما لم يتطاول صاحبها..

_ما رأيك في الفن والأدب هذه الفترة بوجهٍ عام ؟

بالنسبة للأدب، فمن خلال متابعتي للأعمال الحديثة كقارئة وعضو لجنة تحكيم بإحدى دور النشر، سعدت بما وجدته من بعض شباب المبدعين، فالكثير منهم يتمتعون بوعي مُبشر، وحس أدبي يُنبأ بخير..  


_من وجهة نظركِ كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب مُحترف؟

الموهبة وحدها لا تكفي، والاحتراف لا يأتي إلا بالجهد والمثابرة، فكم من موهوبٍ توقف من أول عثرة.. فبالرعبة في التطور والعمل على ذلك؛ يصبح الموهوب محترفا...




_هل تعرضتِ من قبل لشيءٍ أحبطكِ في مجالك؟


كثيرا ما راوردني شعور بأن لا طائل لما أفعل، لكن سرعان ما يخرسه الصوت الذي بداخلي: "أنا أكتب لأحيا"..



_كيف ترين الكتابة ؟ بوح؟ عملية استشفاء؟ هروب من الواقع؟ مواجهة مع الذات؟ أو مع الأخر؟ 


هو كل ذلك وأكثر... 

هو بوح حين يفيض الشعور، هو استشفاء حال سقم، هو هروب من الواقع حينما يكون في الخيال طوق نجاة، هو مواجهة مع الذات وقت الفرار، هو مواجهة الآخر عندما تقرر النشر..


_هل أنتِ مع أم ضد استخدام الكاتب لألفاظ خارجة عن الأخلاق العامة بحُجة توصيل المعنىٰ للقارئ؟

لا أجد أي مبرر لما يفعله بعض الكتاب بزج كلمات خادشة للحياء في النص، الكاتب الجيد والأديب الحقيقي يستطيع توصيل ما يريد إيصاله بأسلوبه المبتكر سواء بالتورية أو المواربة أو الترميز..

 من ينتهج المباشرة فقير فنيا..

الفن الأدبي فن جمالي يصنع من القبح جمالا وليس العكس!


_هل تعتقدي أن الكتابة تندرج تحت مُسمىٰ الهواية أم الموهبة؟ 


إن كانت هواية فيلزمها الاحتراف، وإن كانت موهبة فيلزمها الصقل..


_هل تفضلين النشر الورقي أم الالكتروني خاصةً بعد انتشاره في هذه الفترة ؟

لا شيء يضاهي الكتاب الورقي، فبرغم انتشار المواقع الالكترونية، إلا أن الكتاب الورقي ما زال له سحره الخاص.


_ما الذي يجعل الكاتب مميزاً عن غيره؟


أشياء كثيرة تجعل من الكاتب مبدعا مميزا أولها أن يكون له أسلوبا خاصا به، وبذات الوقت يحاول ألا يكرر نفسه، معادلة صعبة لكن في اعتقادي من يمتلك تلك القدرة سيكون له بصمته الخاصة التي لا يخطوها أحد.

_هل تمتلكين مواهب أُخرىٰ؟

منحت الكتابة كل طاقتي وأنستني ما كان يشغفني سالفا..


_حدثيني عن إنجازاتكِ ؟

بفضل الله صدر لي روايتين( الدائبان، الخيط الفضي) ومجموعة قصصية(هي والظل)

 تمت مناقشة أعمالي في نادي الأدب ومختبر السرديات بدمياط وأشاد بها جميع النقاد منهم سمير الفيل، فكري داود، صلاح مصباح، د عيد صالح، محمد طاهر، دعاء البطراوي، مها الخواجة، عزت الخضري، إبراهيم الديب..حيث قدموا دراسات نقدية وافية تشيد بالأعمال، بعضها نشرت في مجلات ورقية وصحف إليكترونية..

ولي أيضا بعض الدراسات النقدية الخاصة بي، قدمت في ندوات المختبر ونادي أدب دمياط، منها:

دراسة نقدية عن رواية(تغريبة آل حبرون)، رواية (غفران)، رواية(الجانوس)، (يوميات توتة) وشاركت في كثير من الندوات كمحاضر مركزي لقصر ثقافة دمياط..


_هل تفضلين الكتابة بالفصحى أم بالعامية؟

أنا ممن يفضلون الكتابة بالفصحى ولا ألجأ للكتابة بالعامية إلا في أضيق الحدود كالحوار أو اقتباس ما..


_ما النصائح التي تريدين توجيهها للكُتاب المبتدئين؟

انصحكم بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة، وأن ينهلوا من العلم ما استطاعوا، ونصيحتي الأهم ألا يستعجلوا النشر حتى لا يكونوا مضغة سهلة تحت أنياب النقاد أو نكتة سخيفة يتداولها القراء، وقبل ذلك وذاك هي قيمة له أولا وأخيرا، فالمراجعة قبل النشر وعرض الأعمال على الثقات من المبدعين، تعزز الثقة وتقدم العمل في أفضل صورة.. 


_كلمتك الأخيرة للقاء؟ 


أود أن أشكر المحررة "ندى محمد" على هذا الحوار المانع الذي سعدت به مع تمنياتي لها بالنجاح والتوفيق..

_شكرًا جدًا لحضرتك ونتمنى لكِ مزيداً من التقدم، وننتظر منك قريبًا عملاً خاص بكِ، وستكون الجريدة وأعضائها أكبر الداعمين لكِ، ولقد تشرفنا بوجودك معنا. 

بقلم/الصحفية ندي محمد

إرسال تعليق

أحدث أقدم