نرحب اليوم بشخصية استثنائية لها بصمتها الخاصة وتجربة تستحق الاستكشاف دعونا نتعرف معه علي محطات مشواره وأفكاره الملهمة
حدثني عن سيرتك الذاتية؟
حســـن غـريـب أحمــد سلامة
دبلوم فوق متوسط معهد المعلمين و المعلمات بالسويس1986 م
ليسانس آداب و تربية – جامعة قناة السويس – كلية التربية بالإسماعيلية – شعبة تعليم ابتدائي للتأهيل التربوى سنة 1994 قسم اللغة العربية
والتربية الإسلامية
مدير مدرسة للتعليم الأساسي .
عضو نقابة اتحاد كتاب مصر ( عامل ) برقم 2034
عضو نادى القصة بالقاهرة
عضو دار الأدباء بالقاهرة
عضو أتيليه الفنانين و الكتاب بالقاهرة
عضو الجمعية العربية للفنون و الثقافة و الإعلام
رئيس مجلس إدارة نادى الأدب بشمال سيناء (في الفترة من 2004 حتى 2008م).
عضو أمانة مؤتمر أدباء مصر في الفترة من ٢٠٠٤ حتى ٢٠٠٦م
محاضر مركزي بوزارة الثقافة
أمين عام جماعة الأدب العرب بالإسكندرية فرع شمال سيناء
عضو جمعية سيناء الثقافية بالعريش
عضو الجمعية المصرية للمواهب بالقاهرة
عضو متحف التراث السيناوي بالعريش
عضو باتحاد الكتاب العرب للانترنت
الجوائز ::
*تم ترشيحي أميناً عاماً لمؤتمر أدباء سيناء في دورته الرابعة 23 مايو 2015 م
حاصل على درع التفوق الأدبي 1998 من وزير الثقافة فى مؤتمر إقليم القناة و سيناء الثقافي بالسويس
حاصل على جائزة إذاعة لندن الــ بى بى سي المركز الأول على مستوى الوطن العربي فى برنامج ( أوراق ) سنة 2001 م فى القصة عن قصة ( مكاننا )
حاصل على إحدى عشر شهادة تقدير و امتياز فى مجال الخدمة الأدبية و الثقافية من مؤتمرات إقليمية و عامة من الهيئة العامة لقصور الثقافة
المركز الأول فى مسابقة النقد و القصة لمجلة النصر للقوات المسلحة ( أكتوبر الذاكرة المتجددة ) عام 2002 م
المركز الثانى فى مسابقة مجلة ( الصدى ) الإماراتية عن مجموعة دراسات نقدية حول ( إشكالية النص الروائي ) عام 2003 م
المركز الأول فى الشعر الفصحي بصحيفة ( العروبة ) عام 2004
المركز الأول فى القصة بمسابقة الجمعية المصرية للمواهب عام 2003 م
المركز الأول في مجال القصة القصيرة بمسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة عام ٢٠٢٣م
المركز الثاني في القصة القصيرة بمسابقة مؤسسة روزاليوسف الثقافية الكبرى .
صدر للأديب :
الحب الأول و قصص أخرى – مشترك – دار الشوربجي للطباعة بسيناء
الانحدار إلى أعلى – مجموعة قصصية – دار الجمعية المصرية للمواهب للنشر و الطباعة بالقاهرة
ديوان لا وقت للآه – دار الجمعية المصرية للمواهب للنشر و الطباعة بالقاهرة
رواية – تجاعيد على حجر من ذهب – دار نشر ثقافة شمال سيناء
هذه الجثة لى – قصص قصيرة – دار نشر إقليم القناة و سيناء الثقافي بالإسماعيلية
اتجاه إجباري – قصص قصيرة دار نشر و طباعة إقليم القناة و سيناء الثقافي
رغبات تحت المطر – رواية – ثقافة شمال سيناء
قصص – عينان فى الأفق الشرقي – اتحاد كتاب مصر الهيئة العامة للكتاب.
امرأة تعزف على الأسلاك الشائكة – مجموعة قصصية – الهيئة العامة لقصور الثقافة سلسلة إبداعات
التقنيات الفنية خلف ظاهر النص – دراسة أدبية – دار الوفاء للنشر
السردية و الحكائية – دارسة أدبية – دار سينا للنشر و الطبع بالعريش
كتاب ''علامات في النقد ، التقنيات الفنية المستحدثة في كتابة النص الأدبي'' دار ميتابوك للنشر والطبع والتوزيع ٢٠٢٣م
رواية (ما تبقى من البوح ) عن دار ميتابوك للنشر والطبع والتوزيع ٢٠٢٣م.
ديوان شعر فصحى (هكذا كلمني البحر) عن دار ميتابوك للنشر والطبع والتوزيع ٢٠٢٣م
مجموعة قصصية (شمس وسط الظلام ) عن دار ميتابوك للنشر والطبع والتوزيع ٢٠٢٤م
نشر للأديب العديد من القصص و الشعر و النقد فى الصحف و المجلات الأدبية المتخصصة
تحت الطبع :
ديوان – أوجاع سيناوي
دراسة أدبية – واقعية اللغة فى الحوار – الهيئة العامة لقصور الثقافة – سلسلة كتابات نقدية
رواية (لص متقاعد ).
رواية (موسم الهجرة من سيناء)
مجموعة قصصية (خبايا الروح)
ما الذي ألهمك أو دفعك للدخول في مجال الكتابة ؟
الدافع إلى الكتابة والدخول في مجال الأدب بالنسبة إليّ غامضا نسبياً إلى غاية اليوم، قد يكون هزيمة شخصية من سلسلة هزائم يتلقاها الكاتب مبكراً فتصنعه الكتابة ، وقد يكون تعاطفاً مع المهزومين عبر القطر الإنساني، ففي النهاية كتابتي وليدة لحظة التعاطف الكبرى مع الآلام الإنسانية التي أعتبر نفسي مشمولاً بها وقد انغمست كلياً في الهم المحلي والوطني والكوني مذ عرفت معنى التفكير والكتابة، جاءت بمثابة بيان عاطفي لمخاطبة المنكسرين في خلواتهم، ودعوتهم إلى الانخراط في بعد فكري جديد يخلّصهم من زوايا نظر جعلت حياتهم خالية من الألوان، نص مطول في التوديع، في الإيمان أن النهايات هي بدايات أيضاً وأن للأقدار سلطانها. فكرة كتابة قصة قصيرة أو قصيدة أو رواية بدأتني ذات شتاء، كنت منغمساً في قراءة كتب علم النفس وعلوم الطاقة، تساءلت: ماذا لو تصبح هذه الأفكار العلمية مادة سردية شعرية تتقاسمها شخوص ضمن نص اجتماعي، عاطفي، إنساني تحديداً، وقد كنت وقت الكتابة في مرحلة وجدانية معقدة ومليئة بالاستفهامات والتأملات والحاجة إلى التجاوب والتجاوز أي التجاوب مع النداءات الداخلية التي أجابني عنها علم النفس واللغة العربية بصفتي معلماً لها وفي مجال تخصصي والتجاوز نحو آفاق تفكير أخرى ومرحلة جديدة لن يتم دخولها إلاّ بالكتابة عن اللحظة تخلصاً من أثقالها للدخول في لحظة جديدة.
من الداعم الأساسي لك في مشوارك للكتابة؟
الداعم الأساسي والداعم لي في مشوار الكتابة أمي رحمة الله عليها فكانت تشجعني لو قرأت قصة كامل كيلاني أو يوسف الشاروني وشرحت لي ما الذي فهمته سامنحك مبلغ من المال أو أعطيك هدية وكانت أمي رحمة الله عليها تجزل العطاء في كل مرة أذكر لها ما أدركت في قصة الأطفال حتى عشقت القراءة منذ نعومة أظفاري ، وأيضاً الذي حفزني ودعمني معلم اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية بقرية عبد السلام عارف بمديرية التحرير بمحافظة البحيرة المعلم والمربي يوسف سالم وكان من المهجرين من شمال سيناء شجعني وساعدني ودعمني وكان يعطني قصة ويقول لي أقرأها ولخصها ثم بعد ذلك في كل مرة كان يشجعني بهدية قلم أو كراسة ومعها وردة يعطيها لي في طابور الصباح مما دفعني شغفاً وحباً لئن آكل القصة أكلاً وأبحث عن معنى أي كلمة لم أستطع هضمها عن طريق أمين المكتبة مستر رضا ومعلم اللغة العربية مستر يوسف سالم وكنت أعشق حصة اللغة العربية بجنون ودائماً ما يمنحني الدرجة النهائية في كتابة التعبير الإبداعي والوظيفي وكذلك حصة النحو والضبط والإعراب ، وبعد انتقالي للمرحلة الاعدادية التقيت بمستر سعد عبدالله حسن معلم أول اللغة العربية والذي كان يشرف على جماعة الخطابة ويصدر كل شهر مجلة حائطية ومكتوبة ورقياً وينشر لي كل محاولاتي القصصية أو خواطري الشعرية حتى التقيت في الثانوية بشاعر كبير من شمال سيناء يدعى الشيخ محمد عايش عبيد رحمه الله دعمني وساندني كثيراً في النشر وحضور جلسات نادي الأدب بالعريش وقال لي حاول أن تنوع في ايداعك وتكتب شعراً وبالفعل كتبت خمسة دواوين حتى الآن وعشر مجموعات قصصية واربع روايات وخمس كتابات ودراسات نقدية .
كيف تطور أسلوبك في الكتابة مع مرور الوقت؟
ابحث لنفسي عن مكان أشعر فيه بالراحة للكتابة. قد أجد كذلك أن كل مرحلة من مراحل الكتابة تتم بسلاسة أكثر في مكان مغاير، كأن أجري عملية العصف الذهني في سريري المريح في المنزل، بينما تتم الكتابة في المقهى وعملية التحرير اللغوي الأخيرة بهدوء شديد في المكتبة.
أتجنب الاعتماد على أساليب الكتابة القديمة أو المفردات اللغوية التراثية غير المفهومة حديثًا والتي تُعد صعبة الكتابة وصعبة على القراء لفهمها كذلك.
لا أمنع نفسي عن الكتابة غير الملتزمة بالترتيب النهائي للنص، فالعديد من الكتاب يبدؤون بالفصول الختامية من النص ثم يتنقلون بحرية بين الأجزاء على حسب ما يقودهم الرغبة الداخلية أو اكتمال وضوح أفكار الأقسام بداخل ذهنهم.
أنصح دائمًا نفسي بأن أخلق فاصل بيني وبين النص بمجرد الانتهاء من كتابة مسودته الأولى؛ ابتعد بنفسي عنه قليلًا بحيث تضمن نسيان تفاصيله وفقدان الانبهار المبدئي بحقيقة أنني كاتب هذا الكلام، وبالتالي تكون إعادتي لقراءته أشبه بما يدور في عقل القارئ العادي. أقدر من خلال ذلك على اكتشاف الكثير من الأخطاء الواضحة للغاية التي تغيب عن نظري في أثناء الكتابة أو القراءة مباشرة بعد الانتهاء من الكتابة.
احفظ المفردات المتوافقة مع مجال التخصص الذي أكتب حوله. فينبغي أن أتقن ذكر أسماء النباتات في حالة كتابتي مقال عن النباتات أو نص روائي يتضمن الإشارة بشكل أو آخر للنباتات. اختر المفردات من نفس جنس السياق العام لموضوع الكتابة لكي أقدر على خلق صورة عامة قوية تضع القارئ في قلب الحدث. وأفكر في المرادفات التي يمكن لها أن تغنيني عن كتابة كلمات أو وصف طويل، واستخدم كذلك الصور البلاغية الذكية.
ما الذي يجعل فكرة رواية أو كتاب تستحق أن تتحول إلى عمل مكتوب؟
القراءة وحدها هى أهم خطوة ،أقرأ بتمعن واستمتع بالكتاب الذى فى يديّ سأشعر بكل شىء فيه
سأشعر بالفكرة الرئيسة له وهى عن ماذا يتكلم الكتاب ،ثم الافكار الفرعية بمعنى بعض الفرعيات التى تندرج تحت الفكرة الرئيسة أيضاً
ثم أكتب افكاري انا عن الموضوع
بما شعرت؟! والى اى درجة اعجبني؟!ما أكثر شىء اعجبني به؟! وان كان كتاب مشهور لما أعتقد انه مشهور بعد قراءتي له؟ وما الشىء الذى كان يمكن أن يجعل الكتاب أفضل ؟؟ما الشىء الذى يجعل الكتاب سيئا فى نظري؟و هل سرده ضعيف ام اللغة ام الحبكة أم الموضوع ككل ؟!
مثال : رواية جين اير الشهيرة للكاتبة شارلوت برونتى
(تدور الرواية حول جين اليتيمة التى عانت فى طفولتها من معاملة اقاربها السيئة ثم انتقلت للدار التى تعلمت فيها ورأت فى العلم النور من عتمة حياتها ثم حصلت على وظيفة كمعلمة لطفلة فتنتقل لمنزل السيد روتشستر وتنشأ بينهما قصة حب فيما بعد يقطعها سر فى منزل السيد روتشستر ( لا أريد ان احرقها عليك ) ثم تهرب من منزله لتبدأ حكاية اخرى فى منزل آخر إلى نهاية الرواية ...،)
هذه فكرة عامة عن الرواية ثم أبدأ فى الفكرة الرئيسة التى استشفها من الرواية وهى قوة المرأة رغم الظروف ومايمكن أن تفعله ..تعتبر الرواية من أول الروايات التى ناقشت الfeminism قبل وقتها بكثير ..
الأفكار الفرعية هى المشاعر الانسانية الموجودة فى الرواية مثل قصة حبها مع السيد روتشستر ،،الأمل الذى بقى لديها رغم المعاملة السيئة لها فى منزل اقاربها ،،استغلالها للفرص وعدم استسلامها للظروف
كيف تحولت من فتاة يتيمة مسكينة إلى امرأة مثقفة متعلمة تستطيع مواجهة الحياة وحدها ..ثم أدخل إلى آرائي الخاصة او معلومات عن الرواية او الكتاب هكذا إلى باقى الأسس التى ذكرتها من قبل
دوماً أفعل هذا دائماً بعد قراءة كل كتاب ،،حتى ان هذا سيطور الكتابة لديَّ
يمكن أن أنشر رأيي او مناقشتي عن الكتاب او الرواية على منتدى الكتابة أو القصة أو الرواية أو الشعر ، وأشاهد المناقشات الأخرى وأتعلم من اسلوبها أيضًا
يمكن أن أكتب مناقشتي مباشرةً عليه وأشارك على مواقع التواصل الخاصة بي .
واجعل دفترًا خاصاً بملخصات الكتب التى قرأتها
كيف تتعامل مع فترات جفاف الأفكار أو قلة الإلهام ؟
يُنظر إلى القيام بمهمات متعددة في وقت واحد على أنه مسبب للتوتر وجفاف الأفكار وقلة الإلهام وتخفيض مستوى الأداء، لكن الفترات المزدحمة بالمهام المختلفة يمكن في الواقع أن تنشط قدراتنا الإبداعية.
كلما جلست للكتابة، أحب أن أفسح لنفسي المجال للتركيز على العمل لساعات طويلة، فلا رسائل عبر البريد الإلكتروني أو مكالمات هاتفية أو اجتماعات، فأحب أن أكون أنا والصفحة الفارغة فقط. وإذا اضطررت إلى القيام بمهام عديدة أخرى، فأحاول الحصول على استراحة قصيرة بعدها لتصفية ذهني قبل أن أعاود الكتابة من جديد. هذا لأنني لطالما افترضت أن الإبداع يعتمد على التركيز الشديد، وهو ما يتطلب أن يسبقه شيء من الهدوء والسلام التأملي.
لكن يبدو أنني قد أكون مخطئا تماما في هذا. فوفقا لدراسة جديدة، يمكن للفترات التي ننشغل فيها بالقيام بمهام متعددة، وهو بالضبط ما أحاول تجنبه، أن تحفز إبداعنا لاحقا. وبفضل "التأثير غير المباشر"، يمكن أن تؤدي الطاقة والإثارة اللتان تتلازمان عادة مع نوعية الوظائف ذات الإيقاع المحموم، إلى توليد المزيد من الأفكار الإبداعية.
والأهم من ذلك، يبدو أن هذا النوع من تنشيط الدماغ ينطبق أيضا على أنواع عديدة مختلفة من الإبداع، بدءا من وضع خطط عمل مبتكرة وصولا إلى إبداع الطهاة المتمرسين لمزيد من الوصفات المبتكرة، وهو ما يشير إلى أن العاملين في مهن مختلفة قد يستفيدون من ذلك أيضا.
هل هناك كتاب أو عمل أدبي تتمنى لو أنك كتبت؟
كنت أتمنى أن أكتب كتاب يسمى مسلكيات قرأته أثناء دراستى فى البناء المنهجى وقد تكلم فيه عن أشاء فى بالغ الأهمية ويتكلم فى القسم الأول عن جسر التعب وإليك بعض ما جذبني فى هذا الكتاب الجميل
يقول أخذت تتصفح مفكرة المهام الصغيرة أمامك، أو استخرجت من درج مكتبك أوراقا عتيقة كنت قد رسمت فيها لنفسك (خططا) علميةودعوية أو حتى مهنية، سيثور مع غبار هذه الأوراق شيء من الحزن وستشعر أنك ما زلت في أدنى الوادي، بينما طموحاتك وأمنياتك وأحلامك ما زالت هي الأخرى تعانق السحاب وليس إلى وصلها سبيل بعد فكيف إذا حرث المرء ذهنه وتذكر طموحا أجمل من هذه الطموحات كلها .. كطموح المرء أن يرافق محمداًﷺ في قصور الفردوس فيعيش مستقبله السرمدي معتلك الكوكبة الراقية ،ما السبب يا ترى أن تلك الأحلام والخطط الجميلة، ركضت فوقها السنوات بحوافرها، حتى بهت حبرها؛ ولم تتحقق بعد؟
ويقول إذا كان المرء ينام حتى تُجهرك أشعة الحمرة في عينيه، ويبسط خوان الطعام كلما اشتهى ويخصص الأوقات الطويلة للقهوة والشاي والعصائر والفطائر، ولا لنفسه بأن تتنازل عن أي فرصة فسحة أو مسامرات مع أصحابه ولا يستطيع كبح جماح تصفح الإنترنت أن يسرق ساعاته إذا كان المرء كذلك .. وما أن تتحقق يوما ما خططه العلمية والدعوية والإصلاحية؛ فمثل هذا الشخص قد استأصل عقله، وزرع بدلامنه مصباح علاء الدين!
ويقول وقد قال ابن القيم رحمه الله: (هيهات!ماوصل القوم إلى المنزل إلا بعد مواصلة السرى، ولا عبروا إلى مقر الراحة إلا على جسر التعب)
ومن المهم أن يلاحظ المرء (حكمة الله) في هذه العلاقة بين (التعب والإنجاز) كما أشار لذلك ابن القيم حين شرح مسائل القدر الكوني وحكمة الله فيه فقال : (يوضحه الوجه الحادي والعشرون أنه قد استقرت حكمته سبحانه أن السعادة والنعيم والراحة لا يوصل إليها إلا على جسر المشقة والتعب، ولا يُدخل إليها إلا من باب المكاره والصبر وتحمل المشاق)
وتكلم عن كثرة قرأة وسماع القلب للمباحات فيقول :وكثير من الناس يظن التأثر هو بمدى القناعة بالمقروء من عدمه، وهذا غير دقيق، فنمط المادة المقروءة ونوعها إذا كثر يؤثر في القارئ دون أن يشعر حتى لو لم يكن مقتنعًا بها، لأن غذاء العقل النافع يزاحمه الغذاء الفاسد ولذلك
قال أبو العباس ابن(ومن شأن الجسد إذا كان جائعا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير )
وفى نفس القسم بتكلم عن فن القراءة الجردية
ما أبرز التحديات التي واجهتها أثناء الكتابة؟
غياب المؤسسة! بشقيها التكوينية والنقدية، في بلدان كبرى الكاتب الشاب المقبل على مغامرة الكتابة من المفترض أن يجد دعماً وتوجيهاً من خلال هيئات تعنى بالإبداع، من خلال وزارة الثقافة والجامعات والنقاد الذين يقيِّمون مقدراته مع أول إصداره وحتى قبله، من خلال رموز إبداعية يهمها ما يكتبه الشباب، في بلدنا غالباً سيجد الكاتب نفسه المبتدأ والخبر في مساره، إلى جانب العلاقات الاجتماعية والمادية ومن لا يملك إلا الموهبة فحسب فليذهب إلى الجحيم ويضاف إلى هذا أن المحيط العام والمناخ الثقافي لا يكون صحياً في غالب الأوقات ، بسبب المجاملات والشلليات والعلاقات المسمومة والبعيدة كل البعد عن منطقة الابداع وتنمية المواهب
كيف تختار عناوين أعمالك الأدبية؟
عنوان الكتاب هو الجذب للمتلقي، التي تؤدي حتماً إلى التواصل ما بين مضمون الكتاب وعنوانه، وليس إلى التباعد الذي يخدع القارئ حين حدوث الاختلاف. لهذا يبقى الكاتب أو الشاعر المسؤول الأول والأخير عن وضع العنوان لمؤلفه، ولا يصح تدخل دار النشر أو قطاع الترخيص لأسباب تجارية محضة بالموضوع، فالكاتب الواثق من مؤلفه لا يدع أيَّاً كان أن يحور أو يغير فيما كتب أو وضع من عناوين لمؤلفاته حين الطبع تكون تجارية تجذب القارئ الجاهل ، لذا تبقى المسؤولية الأولى والأخيرة بالدرجة الأولى، تقع على عاتقه ولا يجوز لأي كان أن يتلاعب بفكر الكاتب وثقافته ونتاجه، وإلا تصبح الكتابة عمل تجاري محض، ونحن الكتاب نأبى على أنفسنا الدخول في مجريات التجارة أيَّاً كان مردودها، فالكتاب حين يضعه المؤلف يكون عصارة أفكاره النابعة من ثقافة متنورة وعميقة وليس العكس. وليس للعنوان دور في شهرة المنتج، فالمنتج يقوم على أسس متينة، أهمها أولا شهرة الكاتب التي تتفاعل مع القارئ من خلال نتاجه، وثانياً جودة وأهمية ما يكتب والثقة به وبأسلوبه في الكتابة، أضف إلى ذلك أن الكاتب هو الذي يعيش حالة الكتابة بما فيها من مواقف وأسرار ومضامين وسطور وكلمات ومفردات لا يعلم سرها إلا من كتبها، لهذا يبقى الكاتب الجيد حريص كل الحرص على مواءمة العنوان الذي يضعه لمؤلفه مع ما يضعه داخله بكل موضوعية وحيادية، بحيث أن الكاتب عليه أن يعتمد الحيادية طريقاً لوصول أفكاره إلى ذهن المتلقي ببساطة وتجانس وسهولة بالألفاظ وعدم انتقاء المفردات الصعبة وما أكثرها في اللغة العربية، لأن إظهار كتابه بالطريقة الأفضل هو السبيل لنجاحه وشهرته.. خصوصًا أننا أصبحنا في الألفية الثالثة ووسائل التكنولوجيا تتحكم بمساراتنا، لهذا علينا ألا نعتمد على المفردات اللغوية الصعبة في كتاباتنا وأيضا المفردات السطحية، بل أن نعتمد التوازن كي نجذب جيل التكنولوجيا إلى التبحر في لغتنا، لغة الضاد التي هي من أجمل لغات العالم.
ما الرسالة أو الفكرة التي تهدف إلى إيصالها للقارئ من خلال كتاباتك؟
الرسالة المراد إيصالها في كتاباتي تعتمد على مضمون النص نفسه. وعادةً ما تكون الرسالة هي الفكرة الرئيسة أو العبرة التي أرغب في إيصالها للقارئ. يمكن أن تكون هذه الرسالة تعليمية أو التشجيع على العمل الجماعي، أو تشجيع التفكير الإيجابي، أو التركيز على القيم الأخلاقية والأخلاق الحميدة، أو تسليط الضوء على قضية معينة أو مشكلة اجتماعية. تعتبر الرسالة من العناصر الأساسية في المنتج الأدبي الثقافي القصصي أو الروائي أو الشعري أو المسرحي ، حيث تكون محوراً للأحداث وتشكل الجوهر الأساسي للنص
ما هي أول قصيدة كتبتها ؟وما الذي دفعك لكتابتها؟
لا أتذكر بالضبط العمر الذي بدأت فيه محاولاتي الشعرية أو النثرية؟! لكن القصيدة الوحيدة التي أتذكرها وأحفظها عن ظهر قلب كانت أيام التحضير للإمتحانات السنة الثالثة بمعهد المعلمين..سنوات طويلة مضت ..
كنت أراجع كتابا قديما للشعر الجاهلي الذي كان مجلدا يحتوي على درر أشهر المخضرمين من الشعراء. فانبهرت من فصاحة الخنساء وامرئ القيس..فعزمت العزم تلك الساعة أن أنظم ولو أبياتا بسيطة ترضي غروري. هذه بعض السطور التي أحفظها :
مالدنيا سوى حلم لذيذ
وما الناس سوى أحرار وعبيد
وما الدهر سوى جبار عنيد
قد رأيت مفاجع الدنيا
فخلت المرار لما سأحيا
فلذت بالفرار مما أهوى
فتركت ما أهوى لما أخشى
فقامت لذلك حفيظتي
وللعذل والضيم كالسنا
كساغبة و للدماء ريا
فعانيت من السقم والضرام
وتلقيت من السيف والنبال
ما لا يقوى عليه الضرغام
فليت المعلول المجروح يرم
كيف تؤثر بيئتك الاجتماعية أو الثقافية على موضوعاتك الشعرية؟
الأديب كما يقال ابن بيئته.. ويقال إن الذي يكتب عن بيئة غير بيئته لن يصيبه النجاح.. ولكن الكثير من النقاد مثلا يقارنون بين النصّ الأجنبي على أنه نصّ كامل، مقابل التقريع بالنصّ المحلي على أنه نصّ (مهلهل) غير ناضج فيه الكثير من الشوائب، متناسين أن الأديب المحلي غير الأديب الأجنبي ، إنَّ الأدب ابن بيئته وهذا ما تكشفه العلاقة بين البيئة الخاصة والعمل الأدبي التي تكون نتاج ارتباط المبدع بالبيئة العامة والظروف المحيطة به، التي تتجلّى بوضوحٍ في صورة العمل الأدبي ممزوجًا بأحواله الحياتيّة وتفاصيله النفسيّة، ومرجعيته الثقافيّة، وهذا ما يعكسه الأدب على مرّ العصور، وأن الشعر الجاهلي والعباسي خير دليل على ذلك، والنقد لم يكن بعيداً عن هذه العلاقة، فتقسيم ابن سلام الجمحي الشعراء على طبقات وتخصيص طبقة خاصة لشعراء المدن، فضلا عن تفسير ابن قتيبة لمقدمة القصيدة العربية التقليدية يؤكد أنهما يؤمنان بتأثير البيئة في الأدب ولا بدَّ من تحليل ذلك في النقد، ويضيف أيضا أن مدام دي ستايل ترى أنّ الأدب صورة للمجتمع ولفهمه لا بدَّ من الاستعانة دراسة بالتاريخ.
وأشير إلى أن هيبوليت تينلا عَدَّ البيئة أحد ثلاثة عناصر مؤثرة في الأدب لا يمكن أن نعزل الأدب عن بيئته.. ويتابع أن الروائي والقاص الفرنسي جي دي موباسان يرى أنّ المرء ابن البيئة التي يعيش فيها، ويرى غرين بلات أن الأدب بشكل عام أحد الممارسات الثقافيّة في مستوى البنية الفوقيّة، يعبر من خلاله عن مجموع المعتقدات والتجارب الجمعيّة وهو وسيط في شكل جمالي، والنص الأدبي غير مستقل عن السياق التاريخي والثقافي الذي ينتجه.
وأرى أنّه إذا كانت بعض المناهج النقديّة الحديثة قد عزلت النص الأدبي عن سياقاته الاجتماعيّة والبيئيّة وركّزت على اللغة تارة والمتلقّي تارةً أخرى ومن خلال بعض المقولات مثل موت المؤلف، إلا أن ذلك لم يستمر، ولذا وبحسب قوله إنه سرعان ما ظهرت مناهج أخرى أعادت ربط الأدب بمحيطه كالبنيوية التكوينية والنقد الثقافي وآخرها النقد البيئي (الايكولوجي) انطلاقا من بعد معرفي يستند الى جدلية العلاقة بين الانسان والبيئة إذ يتأسس على تحليل مختلف الخطابات الأدبية من حيث رؤاها البيئية، وتحديد خصائصها، ومنطلقاتها الثقافية ويعد النقد البيئي من أطروحات ما بعد الحداثة إذ يدخل مفهوم الأدب فيما يعرف بالاخضرار الذي طال العلوم الإنسانية، والذي يدعو إلى تغيير النظرة إزاء البيئة والتطرق لأزماتها، للبحث عن حلول لها ولذا كما يقول التميمي أن البيئة ليست وحدها من ترفع من مستوى الأدب بل عبقرية وقدرة الأديب على استثمار البيئة وتوظيفها بالشكل الذي يعطي قيمة لأدبه، وفي النقد ايضًا هناك خصوصية محلية لبعض المناهج تحتاج الى تكييف من أجل توظيفها لتحليل ونقد أدب بيئة أخرى.
ربما تكون الطبيعة واحدة في المعمورة من حيث توقع الأحداث بناءً على اقتفاء وتتبّع آثار الماضي، وأيضا إنّ هذه الرتابة المستمرة تدخل التغيرات المناخيّة والتدخلات البشريّة مثلا في نطاق الإحالات الطارئة، معادلات لا نهائيّة بتغيّر طفيفٍ في المدخلات وتدافع العناصر والظروف، قليل من الوقت وتعود الطبيعة لممارسة روايتها الأزليّة في روتين يومي وفرضية متوقعة، لكنها تستدرك حين تعتبر البيئات بالطبع مختلفة في التضاريس والمناخ والإرث البشري المتنوع، تأثير هذا الاختلاف الأكبر يكون في التعاطي المعرفي مع البيئة من ناحية والتراث الثقافي والحضاري للبيئة نفسها من ناحية أخرى، فالريف المصري مثلا غير الريف الهولندي، مهما تشابهت الحرف، فكل بيئة هنا لها أدواتها ومعطياتها وعناصرها التي تؤثر في الكاتب وانتاجه الأدبي أفقيا على مستوى المكان ورأسيا على مستوى الزمن، الاختلاف الأكثر تراكما هنا يكمن في الصوت البشري الذي تشبع بإرث طويل من العلاقات المتداخلة سواء مع البيئة بطبيعتها الجغرافية أو المجتمع بتحركاته البشرية على امتداد الماضي والمستقبل.
البيئة في العالم العربي يختلف لكن لا يقابله دراسات نقدية تساعد في كشفه وتحقيقه أكاديمًيا ومعرفيا.
وأعقد أن السبب يعود لعالمنا العربي منغلق على نفسه أغلب الأحيان ومحصورا في حقب زمنيّة بعينها تتناول الأدب بعين تراثيّة تنقّيه من الحداثة وبصمة الآخر أحيانا، هذا الانغلاق جعل الحركة النقديّة متراجعة لا تواكب زمن الكتابات الجديدة ولا تستطيع إخضاعها تحت أدواتها الرتيبة وقوانينها الخاملة، جعل هذا الكثير من الكتاب يقعون فريسة الإغراق في المحليّة من حيث الأفكار والأسلوب وطبيعة المكان وشكل المجتمع لا من حيث الفلسفة وتطور الوعي المعرفي والجمالي، مثلا قد نجد الكثيرين يطردون قصيدة النثر من جنة الشعر بدعوى أنها لا توجد في نظرياتهم النقديّة التقليديّة أو في نظرتهم الجامدة للشعر كفن عربي قديم بوزن وقافية وهيبة مفروضة في أغراض محددة، وترى هذا الرفض يجعلنا محاصرين في خانة الأعداء والمنبوذين غير متقبلين للآخر بإرثه المعرفي ووعيه الجمالي، رفض مقنع بوجوه مشوهة لا تستطيع حتى أن تتعاطى مع الآخر الموجود في بيئتها لأنها تخاطبه بأفكار بالية وأفق منغلق على ذاته يجاهر باتهامات للمختلف والمغرد بعيدا عن السرب بالتخلي عن الإصالة والتشكيك في نواياه وانتاجه الأدبي، لذا المسألة هنا ليست في عدم وجود أدب يستحق العالمية ولكن في مشهد ثقافي يتصدره مؤسسات تقليدية وفساد أفراد ودراسات نقدية لا تكفي من ناحية غزارة الإنتاج ومن ناحية أخرى تتمسك بأدوات بالية.
من هم الشعراء الذين يلهمونك ؟
الشعراء هم
هؤلاء الفنانون الموهوبين الذين
يمكنهم قول
بضع كلمات
فقط ، وتركنا عاجزين عن الكلام! عادة ما يكون الشعراء أناس مسالمون للغاية. يتحدثون عن القيم التي لديهم في حياتهم ويمكننا الحصول على الكثير من المعرفة منهم. هناك نوعان رئيسيان من الشعر: الشعر الذي يعبر عن الحب الروحي ، والشعر الذي يعبر عن الحب
للآخرين.
لقد عاش العديد من الشعراء عبر القرون وما زال الناس يقدرون أعمالهم بعد سنوات عديدة من وفاتهم. لذلك لأنني أحب الشعر أيضًا ، اخترت الكتابة عن بعض الشعراء ، حيث أريد أن يتذكرهم الناس ويحترمهم إلى الأبد ، مثلي تمامًا.
 كان عبد الرحمن بابا شاعراً عظيماً لغتي الأم باستو. ولد عام 1655 في بيشاور وتوفي عام 1706 ، أي أنه عاش في عهد إمبراطورية موغال (في شبه القارة الهندية). يقدر الكثيرون عمله. من بين الكتاب الذين كتبوا باستو، يحتل بابا موقعًا مشابهًا لموقف شكسبير في الأدب الإنجليزي. كان الرحمن بابا صوفيًا ودرويشًا (تبنى حياة بسيطة وكرس حياته للدين). كان يتحدث دائمًا عن إنسانية خالية من الكراهية ويعبر في قصائده عن إيمانه وحبه لله.
بعض أبياته: العيش على الأرض كبذرة إذا كنت تريد أن تكبر ، عليك أن تكون مثل التربة.
 كان محمد إقبال شاعرًا وفيلسوفًا وسياسيًا مهمًا ، ولد عام 1877 في سيالكوت ، باكستان. يعتبر “العمود الفقري” للغة الأردية ، رغم أنه كتب بعض القصائد باللغتين الفارسية والعربية. يُعرف أيضًا باسم (“فنان باكستان“) ، حيث تمكن من خلال شعره من إيقاظ المسلمين للقتال ضد الإمبراطورية البريطانية من أجل حقوقهم. توفي إقبال عام 1938 في لاهور بباكستان.
بعض أبياته: عندما تستيقظ روح النسر في الشباب ، ثم يرون وجهتهم ، السماء.
 مولانا جلال الدين الرومي ، شاعر ورجل دين وكاتب فارسي شهير ، ولد عام 1207 في أفغانستان وتوفي عام 1273 في تركيا. يرتبط عمله بمعلمه ، سامس الدين تبريز ، أحد أعظم المرشدين الروحيين للإسلام في عصره. كان تبريز أيضًا شاعراً وكاتباً عظيمواشتهر بكتاب الرومي المثنوي الشريف.
بعض كلمات الرومي:
تتلخص حياتي في هذه الكلمات الثلاث:
كُنتُ فجاً فَنَضَجتْ فاحترَقتْكان كونستانتينوس ب. كفافي شاعرًا يونانيًا ولد في 29 أبريل 1863 في الإسكندرية بمصر وتوفي في عيد ميلاده عام 1933. وبصرف النظر عن كونه شاعرًا ، فقد عمل أيضًا موظفًا حكوميًا. كان شخصية مهمة في عالم الأدب إسكندرية عندما
كان يعيش هناك. ومع ذلك ، لم ينشر أي من أعماله وهو على قيد الحياة ، بعد عامين
فقط من وفاته
كلمات من قصيدة دييسيس المفضلة
لدي كفافي:
أخذ البحر في أعماقه جندي بحري.
والدته ، غير مدركة تذهب تضئ
إلى مريم أمام شمعة عالية
للعودة بسرعة و الأوقات
الجيدة
ماهي المعايير التي تعتمد عليها لتقييم عمل أدبي أو فني؟
تقييم الأدب او الفن يعتمد على عدة معايير، منها:
الجودة الأدبية: حيث يتم تقييم الأدب بناءً على مدى قوة الأسلوب الأدبي والبناء الروائي والشخصيات، ومدى قوة التعبير عن المشاعر والأحاسيس.
القيمة الفنية: حيث يتم تقييم الأدب بناءً على مدى تميزه في التصوير الفني والاستخدام الفعال للغة والتعابير.
الرمزية الثقافية: حيث يتم تقييم الأدب بناءً على مدى قوة رمزيته ومدى تأثيره على الثقافة والمجتمع.
الشمولية: حيث يتم تقييم الأدب بناءً على مدى تمثيله مختلف الجوانب الحياتية وتجسيد مختلف الثقافات والتجارب.
القيمة التأريخية: حيث يتم تقييم الأدب بناءً على مدى تأثيره على الثقافة والفكر والتطور الأدبي في مختلف العصور.
ما هي أهم انجازاتك ؟والطموح الذي تسعى إليها؟
سأكون فخوراً بنفسي إذا حصلت على جائزة البوكر العالميةأو جائزة دولية عربيةكبرى في مجال الأدب ، ولأني وصلت إلى (أنا الحالية).رجل في الستين ربيعاً، مشوار لا يستهان به أبداً.
أحمدُ الله تعالى بأني وصلت إلى ما أنا عليه الآن.
بأني أمثل إنعكاس بسيط عن صورة كتاب كبار في الأدب وأبي وأمي بأخلاقهم وتعاملهم والتربية الخاصة بهم.
تدمع عيني كثيراً، عندما أشاهد صور طفولتنا المتسلسلة.
من الطفولة، وحتى الوقت الحالي، مراحل طفولتنا المسجلة والمناسبات والذكريات الجميلة فيها.
شعور، غريب قليلاً، مضحك ومبكي في نفس الوقت ومخيف...
ودعتُ الطفولة يا أبي، ودعتُ الكثير من اللحظات وعبرتها، بداية مع عدم تمييزي بين فردتي حذائي في أي قدم، واللحظات التي تحملني فيها على ظهرك عندما أتعب من المشي، بالخصوص عند المرض وعندما ذهبنا في الأربعين ( عندما مشينا إلى السويس بحي الأربعين ).
مسافة طويلة، وعندما أتعب كنت تحملني تارة أنا وتارة أخرى أختي منيرة ، كنا نمسك برقبتك ونتشبث بها فرحين بذلك.
وكذلك عندما كنت توصلني، خلفك بالدراجة الهوائية ( البايسكل)، في أيام الشتاء.
ولا أنسى عندما كبرتُ قليلاً، كنتُ أتقصد النوم على فراشك لتحملني وأنا نائمة، لكنك كنت في كل مرة تيقظني.
لحظات الخوف، التي كنتم فيها معي، أول يوم في المدرسة مع أمي أتت معي.
وأمتحانات البكالوريا، ونصائحكم لنا.
الخوف والمرض والسعادة، شاركتموني إياها، كنتُ وما زلت أستند عليكما رغم مماتكم حتى أقوى.
أنا سعيد بما وصلت إليه الآن، رغم بساطته لكن الحمد لله على ذلك، أرجو من الله تعالى أني لم أضيع لكم تعب أنا وأخوتي، وأن نوفيكم ولو بقدر بسيط عن كل هذا التعب
كيف ترى تطور النقد الأدبي أو الفني في السنوات الأخيرة؟
الأدب يسبق النقد، فلولا وجود الأدب لما وُجد النقد الأدبي، فالأدب صنعة إبداعية والنقد هو الذوق لذلك الإبداع. الأديب مُطالب بالتعبير الإبداعي والناقد مُطالب بنقد ذلك التعبير بموضوعية وحيادية، وبما أن الأدب إبداع فيفترض أن يكون النقد إبداعاً هو الآخر.
يُعد النقد الأدبي عملية تحليل وتفسير وتقييم الأعمال الأدبية، وتتم عملية النقد من خلال أربع مراحل، وهي الملاحظة والتحليل والتفسير والتقييم. يتم في المرحلة الأولى قراءة النص الأدبي ومحاولة فهم معناه، ويقوم الناقد في المرحلة الثانية بتحليل النص الأدبي وتفكيكه إلى عناصره الأولية ومعرفة طريقة تنظيم الأجزاء مع بعضها البعض. في المرحلة الثالثة يشرح الناقد العلاقة بين الأجزاء والعناصر ومعرفة ما يود المؤلف قوله، وأخيراً يُصدر حُكمه المبنى على فهمه للنص ككل.
يركز النقد الأدبي على تقييم الجوانب الجيدة والرديئة في النص، أي أنه لا يقتصر على البحث عن عيوب النص فقط، وتكون هنالك أُسس ومعايير يرجع إليها الناقد أثناء تحليله للنص الأدبي، إلا أن عملية النقد أحياناً تُعبر عن وجهة نظر القارئ لما يحدث في النص، فقد يرتاح قارئ ما لنص ما وقد لا تعجبه بعض الأشياء في النص نفسه، فما يَعد جيد وجميل لقارئ معين قد يكون غير لائق وغير جميل لقارئ آخر. قد لا يلقى نص ما رواجًا وقبولاً بين مجتمع القُراء في زمن ما، وربما يقفز قفزة نوعية في زمن آخر.
قد لا يلقى نص ما رواجًا وقبولاً بين مجتمع القُراء في زمن ما، وربما يقفز قفزة نوعية في زمن آخر.
العلاقة بين الأدب والنقد تكاملية، فالأدب بحاجة للنقد والنقد بحاجة للأدب، فلا يمكن أن يَثمر إحداهما بمعزل عن الآخر.
على سبيل المثال، لم تلق رواية (موبي ديك) للكاتب الأمريكي هرمان ملفيل التي نشرت عام 1851م القبول بعد صدورها مما جعل كاتبها يشعر بخيبة الأمل، فقضى بقية حياته موظفاً بسيطاً، ويموت مجهولاً في نهاية القرن التاسع عشر. في القرن العشرين بدأ النقاد وأساتذة الجامعات يهتمون بهذه الرواية وصاروا يكتبون عن جمالياتها مما جعلها تحتل مكانة مرموقة بين الروايات العالمية؛ وبالمثل لم تلق رواية غاتسبي العظيم (1925) للروائي الأمريكي إف سكوت فتزجيرالد القبول في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، لتتحول في الخمسينات إلى تُحفة فنية. وفي السبيعينيات تُعد من روايات فحول الأدب الأمريكي وتحتل المرتبة الثانية بين أفضل مائة رواية أمريكية وفقاً لتصنيف المكتبة الحديثة (Modern Library) في أمريكا.
إن معرفة المعنى الحقيقي للنص والمُراد منه أمرٌ ليس سهلًا، وهذا ما يجعل دراسة الأدب مُعقدة ومُمتعة في الوقت نفسه، ولذلك يُعد النص الأدبي مصدر للتأمل والجدل غير المنتهيين، حيث يتنافس النقاد في تقديم قراءات وتفسيرات مقنعة للنص كما يراها كل منهم من منظوره. قد تكون هذه التفسيرات مستقاه من النص نفسه أو من كل ما يحيط بالنص. هنا يمكننا أن ننوه إلى أن النقد الأدبي مر بتحولات عديدة، فقد كان تركيزه على المؤلف وتحول إلى النص ثم تحول أخيرًا إلى القارئ، وهذا ما أدى إلى ظهور العديد من المناهج النقدية، خاصةً في القرن العشرين ومنها النقد النسوي والماركسي ومدرسة النقد الجديد ونقد استجابة القارئ والنقد البنيوي والنقد التفكيكي.
هل يمكن أن تكون هناك مساحة للإبداع الشخصي في النقد؟
كثير من الناس يتحدثون بسخاء وتهوّر وافرين عن النقاد وعن المبدعين ، ويخوضون في حسناتهم وسيئاتهم ، بدون المؤهلات اللازمة ، وتقاليد العمل الواجبة ، حتى تكاد تتخيل أنك أمام متخصّصين يحتلون مواقع فوق النقد والإبداع ، أو أنهم مجرد منتحلين لشخصيات النقاد والمبدعين . الناس لا يكفّون أبدا عن توزيع نعوت مبدع وناقد في ما بينهم بكل زهو وافتخار ، وبدون أن يدركوا جيِّداً ماهية النقد والإبداع الحقيقيين . فلعلهم لا يعلمون أن ليس كل كتابة إبداعا ، وليس كل قراءة لنصّ ما نقداً ، وأنَّ الكاتب قد يقضي عمراً طويلاً في الكتابة دون أن يرقى إلى مستوى المبدع أو الناقد ! وبدون الخوض في ماهيتي الإبداع والنقد ، لأن ذلك يقتضي وقفة جبارة مُضْنِيّة ليس هذا هو مجالها ، نتساءل : ما هي طبيعة العلاقة بين الإبداع والنقد ؟ هل يجري النقد داخل دائرة الإبداع أم خارجها ، وهل هو عمل مستقل بذاته ؟ هل يخلو النقد من الإبداع ؟ أَلَيس الإبداع ذاته ممارسة نقدية ؟ هل يوجد ناقد دون أن يكون مبدعا ؟ وهل يوجد إبداع بدون ممارسة نقدية ؟ من أين يبدأ الإبداع وأين ينتهي النقد ؟ ماذا يحقق النقد للإبداع ؟ هل كل إبداع يستلزم النقد ؟ ما هي مواصفات العمل الإبداعي الذي يستحقُّ النقد ؟
يشكل الإبداع بكل أجناسه وألوانه ، قصة ، رواية ، شعراً ، فنّاً مسرحيا أو تشكيلياً ، المادة الأولية لاشتغال النقد . فالنقد نشاط عقلي وفكري يمارس على هذه المادة ، من أجل تحليلها وتفسيرها ، وابراز مختلف ما تحتويه بنيتها من قضايا ومضامين وخفايا وأسرار فكرية ومعرفية ، وما تستخدمه من أساليب وتقنيات وأدوات فنية جمالية ، بهدف تقريب العمل الإبداعي من القراء والمتلقين . ولا يغضّ الناقد الطرف عما يوجد في المنتوج الإبداعي من منزلقات وسقطات وأخطاء فكرية أو لغوية أو فنية ، وإن كان العمل النقدي الجاد يركز أكثر على الإيجابيات ، لأنّه عمل واعي وهادف ، يختار بعناية فائقة النصوص التي يشتغل عليها ، ويستبعد النصوص السطحية ، الضعيفة ، الهشة . فما كُلّ كتابة تتوفّر فيها صفات الإبداع ، وما كُلّ إبداع يستحق أنْ يحظى بالممارسة النقدية . فإذا كانت الكتابة ضحلة ، جافة ، فقيرة في محتوياتها وفي تقنياتها الفنية البيانية ، فما عسى أنْ يفعل فيها النقد ؟! النقد يبحث عن النصوص القوية ، المتميزة في عمقها المعرفي ، والثّرية في عُدّتها البلاغية الفنية . فهل هذا معناه أن النقد يتعامل فقط مع كبار المبدعين ، ويستثني صغاره من المبتدئين والناشئين ؟ أَلَيس هؤلاء هم أولى بالنقد المرشد والتوجيهي ؟! فما فائدة النقد إذا لم يكن عمله يستهدف الإرشاد والتوجيه ؟! والسؤال الجوهري الذي يفرض نفسه في هذا الإطار ، هو هل النقد يمارس على النص من أجل إفادة المبدع أم من أجل تسهيل الفهم العميق لهذا النص على قُرّائه ؟!
كثير من كبار المبدعين يستاءون من القراءات النقدية لأعمالهم ، لمّا يتولاّها نقاد مغمورون ، مازالوا لم يصنعوا مواقعهم المشهورة في هذا الميدان ، على الرغم من أنّ بعضا من هذه القراءات قد يأتي أكثر جدية من أعمال النقاد المرموقين . وهذا شكل آخر من نقد المبدعين لنقادهم . فالنقد هو الآخر يخضع للنقد من المبدعين أو من القراء أو من النقاد أنفسهم ، وهذا ما يُنْعَتُ بنقد النقد . ويعتقد بعض المبدعين بأنّ نقد منتوجاتهم هو في حالات معينة بمثابة اعتداء على مُمتلكاتهم الخاصة ، بدون مشورة ولا تفويض ! فهل يقتضي الفعل النقدي طلب الموافقة من المبدعين الأصليين ؟! أَلاَ يتحول المنتوج الإبداعي بمجرد نشره إلى ملكية عامة ، من حق كل مثقف قراءته والاشتغال عليه ؟ أليست الممارسة النقدية هي الأخرى نشاطاً إبداعيا ينبغي أن يتمتع فيه الناقد بنفس الحقوق التي يتمتع بها الكاتب المبدع ؟! هل من أخلاقيات وأدبيات الممارسة النقدية أن يعرض المبدع منتوجه على الناقد ، ويَُرَغِّبُهُ فيه بمختلف الوسائل التي قد تصل إلى درجة التّوَدُّد والمجاملة والتملّق والمحاباة والتزلّف ؟!
ليس هناك قطيعة فاصلة بين الإبداع والنقد ، بل هناك تعايش وتداخل بينهما . إنَّ العمل الإبداعي هو في صميمه فعل نقدي لأوضاع وحالات وممارسات ووقائع . وممّا لا شكّ فيه ، أنّ هذا العمل ، بمجرّد ولادته يخضع لفعل النقد من طرف المبدع ذاته ، ومن طرف محيطه من المقرّبين منه . وهذا الشكل من النقد له دوره وأهميته البالغة في المراجعة والاستدراك والتصحيح . فعلاً إنّه نقد قبلي ، سابق عن خروج الإبداع إلى العلن ، وكثيراً ما نجد أثره في الامتنان والتنويه به ، في أشكال التقديم والتوطئة والتمهيد للأعمال الإبداعية . وكثير أيضا هم المبدعون الذين نجدهم في نفس الوقت نقّاداً لامعين ، أيْ يزاوجون بين الإبداع والنقد بمنتهى الانسجام والتوافق ، من أمثال الناقد والروائي السوري اللامع هيثم حسين ، والدكتور مصطفى الرمضاني بوصفه مبدعا وناقدا في الفن المسرحي ، والأمثلة متعددة غير قابلة للحصر . وحتى المبدعين الذين لم يُعرفوا كنقّاد ، نعثر لديهم على حسّ نقدي ناضج وأخاذ في بعض قراءاتهم أو حواراتهم أو تعقيباتهم ، من أمثال نجيب محفوظ وجمال الغيطاني وإميل حبيبي …
وإذا كان هذا هو حال المبدع ، مشدود على الدوام إلى النقد غصبا عنه ، فإن الناقد أيضا مشدود بنفس الشكل إلى الإبداع ، لا يستطيع أن يشتغل عليه إلاّ إذا كان مبدعا ممارسا بالفعل ، أو على الأقل خبيراً متبصراً في الصناعة الإبداعية التي يتخذها موضوعا لعمله النقدي . فكيف يتأتى لناقد أدبي مثلا ، أن ينتقد رواية دون أن يكون لديه الإلمام الواسع الدقيق بفن هذه الصناعة ! وفي هذا الإطار يمكن أن نستظل بآراء كثير من كبار النقاد العرب ، ومنهم كبير النقاد الفلسطينيين الدكتور محمد بكر البوجي ، الذي ألهمني كثيرا بحواره الممتع مع موقع أمد للإعلام ، في بناء هذا التصور المتواضع لإشكالية العلاقة بين النقد والإبداع . ولنتأمّل جيِّداً ما يقول رئيس جمعية النقاد الفلسطينيين : " من أفضل الأشياء أن يكون الناقد مبدعا له تجربة في كتابة الشعر أو القصة أو الرواية أو المسرح ، يكون هو من ابن البيئة ومن ذات الرحم ، أما أن يكون ناقدا لا يعرف الإبداع فأعتقد أنه سيكون أقل أداء من الناقد المتخصص الذي أيضا يمارس الكتابة الإبداعية ، لأن الكتابة الإبداعية في حد ذاتها هي عملية ولادة ومخاض فكري " . إنَّ الناقد الرفيع إذن ، الذي يكون أكثر نضجاً وتبصراً من غيره من النقاد ، هو الذي يجمع بين النقد والإبداع ، لأنه بهذه المزاوجة يكون ناقداً من الداخل ، أي يكون ابن ميدان ، عاش مختلف أوضاعه ، وخبر مختلف حالاته ، البهيجة منها والمؤلمة ، الودودة والبغيضة ، الأمر الذي يساعده أكثر ، على التنقيب الأركيولوجي في دهاليز الإبداع ومغاراته وأدغاله . ولكن هذا الجمع لا يعني أن الناقد يستمد كفاءاته النقدية من ممارسته الإبداعية ، وإلاَّ لكان كل المبدعين هم في ذات الوقت نقادا ، ولهذا كذلك نجد كثيرا من النقاد اللامعين لا يملكون تجربة إبداعية ذائعة الصيت . وعلى هذا الأساس تكون التجربة الإبداعية فقط مساعدة أكثر على النقد ، وليست شرطا ضروريا وواجبا في الممارسة النقدية . وهنا لا بدّ من التساؤل حول هذه المزاوجة بين النقد والإبداع : هل يمكن أنْ نفصل فيها بين شخصية الناقد وشخصية المبدع ؟! ربما يستحيل ذلك ، ولهذا وصف الناقد محمد بكر البوجي هذه الحالة بالخلطة العجيبة التي يتعانق فيها المبدع والناقد في شخصية واحدة ، مثل ما هو حاصل في شخصية أدونيس مثلاً كشاعر وناقد . ومعلوم أنَّ ارتباط النقد بالإبداع يطرح مشكلة تنوع الإبداع ، مما يجعل الناقد لا يقدر على أن يكون مبدعا في الشعر والقصة والرواية والمسرح ... ومن الممكن أن يكون المبدع في الشعر ناقداً روائيا مثلا ، وفي هذه الحالة ، في ماذا تفيده تجربته الإبداعية في النقد ؟! أَلَيْست هناك خصاص مشتركة بين مختلف أنواع الإبداع ، تجعل الممارسة الإبداعية في أي صنف إبداعي تساعد على النقد ؟! ربما هذا يوحي بأن النقد يستلزم التخصص في جنس معين من الإبداع ، لأن الناقد يستحيل عليه الإحاطة بجميع أشكال الإبداع ، فكما قيل إنَّ نقد الشعر صنعة لا يجيدها إلاّ الشعراء ، وكذلك يقال في نقد القصة والرواية والمسرحية ... ومع ذلك نجد بعض النقاد يمارسون النقد في أكثر من مجال إبداعي واحد ، فكيف نفسر هذه الظاهرة ؟! هل هذا يعني أن النقد ملكة مستقلة ومهارة متميزة خاصة ، وأن الإبداع ملكة أخرى مستقلة ومهارة أخرى خاصة ؟!
ذهب بعض المفكرين في اتجاه المعاداة بين النقد والإبداع ، مدعين أن الناقد مجرد كاتب حاقد ، فشل في الإبداع ، لذلك امتهن عملية الانتقام من المبدعين بكيفية لطيفة وظريفة ، لاواعية ، حتى يغطي عن عجزه . وكما قال المرحوم غازي القصيبي : "ثلاثة يعتاشون على رؤوس الناس ، القمل ، والحلاقون ، والنقاد" . إنَّ العلاقة بين المبدع والقارئ ينبغي أن تكون مباشرة ، بدون وساطة ، لأنّ الوساطة مجرد تطفل يسيء إلى الإبداع ، وفيه يلجأ الناقد إلى تصدير فهمه وتأويله الخاصين إلى الآخرين . إنَّ النقد بهذا المنظور هيمنة واستبداد يمارسان على القارئ ، ويحرمانه من حقوقه في التعامل مع النص ، ومنها مصادرة حقه في نقده ، على الأقل مصادرة حقّ القارئ المُؤهّل الكفء ؟! فهل هذا يعني أن النقد موجه بالدرجة الأولى إلى القراء العاديين ؟! ربما هذا المنظور نابع من اعتبار النقد تشويشا على العملية الإبداعية ، وممارسة تحط من قيمة الإبداع ، وتقلل من شأنه ، في حين أنّ من فوائد النقد الجيّد الراقي ، الرفع من مكانة المنتوج الإبداعي الذي يستحق ذلك فعلا ، والتحفيز على الإقبال عليه ، من خلال إظهار محتوياته النورانية المضيئة التي قد تكون غائبة ليس فقط على معشر القراء وحدهم بل حتى على المبدع ذاته . إنَّ النقد يساعد على تسويق المنتوجات الإبداعية ، وترويجها ، وتعريف القراء بها ، وتقريبهم من خباياها . فكثيرة هي الإبداعات التي كانت مغمورة ومُبْعَدَة وتائهة وغائبة ، وجاء النقد فأخرجها من تحت أنقاض الغفلة والإهمال واللامبالاة ، ومنحها البروز والشهرة والانتشار . وهذه المهمة التي يؤديها النقد تَجُرُّ إلى التساؤل : هل يمكن أن يَحُلَّ النقد محلّ الإبداع ، وأن نكتفي بقراءة النقد وحده ، فهو يغنينا عن الإبداع في حدّ ذاته ؟!
أكيد أنّ النقد لا يمكن أنْ يقوم مقام الإبداع الذي هو أصله ، ولا أن ينوب عنه ، وخصوصا في ما يحققه من متعة فنية وإشباع جمالي . إن النقد يساعد حقيقة على بلوغ مستويات عالية من المتعة ، ولكن بالرجوع إلى الإبداع في حدّ ذاته ، قد نجد متعة في النقد ، ولكن متعته من متعة الإبداع الذي هو مصدر الإمتاع الذي يقصده الناقد الفرنسي رولان بارت في كتابه "لذة النص" . إِنَّ النقد الناضج قراءة فلسفية ملهمة بذوق فني جمالي قوي ورفيع ، يرتبط بموهبة مصقولة بالخبرة والتجربة والاطلاع الواسع على علوم متنوعة ، من قبيل علم الجمال وعلم النفس واللسانيات وعلم الاجتماع ... وهذا في تصوري البسيط يُعَيِّنُ طبيعة العلاقة التي ينبغي أن تسود بين النقد والإبداع ، علاقة التلازم الجدلي وعلاقة التبادل التكاملي ، وهي العلاقة التي يأتي فيها النقد كوجه آخر للإبداع ، علاقة بقدر ما يشكل فيها الإبداع مادّة خصبة لاشتغال النقد ، بقدر ما يرفع النقد فيها من مستوى الإبداع ، ومن قيمته ، ويساعد أكثر على نضجه وجودته ، فلا يتطور الواحد منهما إلاّ بتطور الآخر . هذه العلاقة تضعنا وجها لوجه أمام إبداعين ، إبداع على إبداع ، الإبداع الأصلي والإبداع النقدي المصاحب له ، الذي يستحق هو ذاته القراءة والنظر والتأمل والنقد ، نقد النقد ، وهو ذلك المصطلح الذي أسسه الفيلسوف الفرنسي-البلغاري تودوروف ، ومن خلاله حوَّلَ النقد إلى قيمة إبداعية تضاهي قيمة الإبداع ، ولا تقل عنه شأناً في القراءة والمراجعة وفق قول الناقد الأمريكي جون سيمون : "من لا يعيد قراءة مفاهيمه وتجاربه نقديا لا يتقدم ولا يتطور " . ولكن هل توجد في هذا العهد أرضية مؤهّلة لاحتضان هذه العلاقة ورعايتها ؟ بمعنى هل الإبداع اليوم قائم بدوره في إغناء الساحة بالمنتوجات الجيّدة الراقية والخالدة التي تستحق النقد الراقي الجاد ؟! وهل النقد الآن يمارس وظيفته بأهلية وصدق ونزاهة وشفافية ، ويملك من القدرة ما يمكنه من ملاحقة ومواكبة الإبداع ، ومتابعته وتغطية كل ما يستوجب منه العمل النقدي
كيف تتعامل مع الانتقادات الموجهة لك ؟
النقد البنَّاء لا يقصد به الثناء والمديح، ولكن هو ذلك الأسلوب السلمي الذي يستخدمه النقَّاد بهدف تحسين العمل وتلافي الأخطاء، بشرط ألَّا يكون هذا الانتقاد لتسليط الأضواء على الجوانب السلبية؛ ولا يمكن لأيِّ شخصٍ أن يقدم الانتقاد البناء إذا لم يكن على درايةٍ كاملةٍ بهذا التخصص، فمن الضروري أن يكون النقد والمعرفة متلازمان، إذ أنَّ الناقد يتمتَّع بعدَّة صفاتٍ منها: قدرته العالية على انتقاء المصطلحات الأدبية التي تجعل السامع يتقبَّل هذا النقد برحابة صدر، ومناقشة هذه الأفكار النقدية، وكيفية تطوير الفكرة دون أن يدمِّرها، والارتقاء بالعمل؛ فلا يكون هدفه إسقاط الآخرين أو إبراز ذاته من خلال نقده.
أحياناً قد يصل النقد إلى الهجوم العنيف غير الموضوعي أيضاً، ونشنُّ عمليات الهجوم بأسلحتنا الكلامية والثقافية على مختلف التوجُّهات في سبيل تحقيق الأغراض، هذا النمط من الانتقاد لا يعتبر انتقاد بناء؛ لذا، يجب أن ينتقي الناقد أعذب الألفاظ وأحسنها.
حتَّى يكون نقدك بنَّاءً، فلابدَّ أن يكون هناك درجةٌ من التواضع والاحترام للآخرين، ولن يُقبَل هذا النقد إذا كان مصحوباً بالتعالي وازدراء الآخرين، علماً أنَّ جوهر النقد يكمن في تصحيح هذه الأفكار بطريقةٍ إيجابية، مع الابتعاد عن كلِّ عمليةٍ هدفها تصيُّد أخطاء الآخرين، وهو ما يسمَّى بالنقد البناء، والذي يهدف إلى البحث عن حلولٍ ممكنة، وتفادي هذه الأخطاء مستقبلاً.
من هم أبرز النقاد الذين أثروا فيك ؟ولماذا؟
يمكن وصف الناقد والأكاديمى القدير الدكتور محمد عبدالمطلب بـ«شيخ النقاد»، وهو أحد المؤسسين للنقد البلاغى العربى الحديث وأحد رواد إسهاماته التطبيقية، وله فى هذا السياق مؤلفات مهمة..
ومن أوجه التقدير التى حظى بها محليًا وعربيًا ودوليًا جائزة البحوث الممتازة من جامعة عين شمس، وجائزة مؤسسة البابطين فى النقد العربى، وجائزة مؤسسة يمانى فى نقد الشعر، ووسام فارس من الحكومة الفرنسية، وجائزة جامعة عين شمس التقديرية، وجائزة اتحاد الكتاب، وجائزة الملك فيصل.
ما النصيحة التي تقدمها للشباب المبتدئين في المجال الأدبي ؟
نصيحتي للشباب في هذا المجال الأدبي
أن يعلم أنّ الكتابة والتّأليف شرف للعلم وخدمة له، فيخلص عمله لله، يجعل قلمه رسالة بناءة تخدم عقل القارئ وروحه وقلبه.
عليه أن يكون قارئا جيّدا.. فكما قال علي الوردي: ويل للقراء من كتّاب لا يقرؤون.
حتّى تكتب صفحة واحدة ينبغي لك قراءة مئة كتاب.
عليه أن يكون واقعيا قريبا من قارئه، يلامس شغفه، يعبّر عن فكر يخدم عقل الجمهور.
يبدع بجديد يجذب القارئ، فلا يأتي بمعانٍ مكرورة، أو يكون كتابه نسخة عن غيره.
أن ينتقي الأسلوب الرّصين وتكون عنده إصابة الفكرة ودقة المعنى.
أن ينقد كتاباته ويعرضها على نفسه مرات عديدة، ذلك أحرى به لكشف نقائص عمله واستدراكها.
أن يبحر في دراسة اللّغة، فلا يضرب حسبانا للفكرة دون انتباه إلى ركاكة الأسلوب. فيختار الأسلوب المتين للفكرة الجيّدة.
يكون واقعيا في طرحه، دقيقا في ضبط فصول كتابه.
لا يكتب في مجال لا خبرة له فيه، لا يهيم في كلّ واد، بل يضبط نفسه في الموضوع الذي له قدرة فيه فيتقن إنتاجه.
أن لا تعميه شهوة الشهرة فيسارع في وضع عمله، بل عليه أن يختار جودة المضمون لا كمّ الصّفحات.
بشكر حضرتك جداً وعلي وقتك الثمين ونتمني لك مزيد من التقدم والنجاح وننتظر منك عملا خاص بك قريباً وستكون المجله دائما في دعم حضرتك
بقلم/الصحفية سارة مشعل