حوار صحفي مع الكاتبة ريهام إبراهيم

 

نوبات الهلع

حوار اليوْم مع نموذج من نماذج الشباب الطموحة و الموهوبة والتي تسعي دائما للتميز والإبداع وترك بصمة خاصة بها، ونحن الآن على وشك التعرف عليها بشكل أكبر.

من هي ريهام إبراهيم؟ 

ريهام إبراهيم البالغة من العمر 27 عامًا نشأت في محافظة كفر الشيخ ولكن تقيم في الوقت الحالي بمحافظة الجيزة، خريجة جامعة الأزهر كلية الشريعة والقانون وحاصلة على ماجستير قانون جنائي، تمتلك موهبتيْ التأليف والدبلجة.

متي بدأتي في الكتابة؟ 

بدأت الكتابة بشكل أساسي خلال السنوات الأولى من المرحلة الجامعية، وكان اكتشافي لذاتي من خلال التجربة والمغامرة.

ما الشئ الذي جعلكِ تفكرين تفكرين في الكتابة؟ 

ربما قادني حدسي إلى البحث في مواهبي الفطرية؛ لأن الموهبة ليس لها سبب، وإنما تطغى بحلول ظرفها، وربما كان ظرفي هو الرغبة في الوصول وإثبات النفس، كما ساعدتني بيئتي الريفية ( وهي التربة الخصبة لذلك )؛ فكما يقال " الحاجة أم الإبداع"،أضيف إلى ذلك توفير المناخ الآمن ( أسريا وبيئيا ونفسيا ومزاجيا )؛ حيث النفسية المستقرة والمزاج المرتفع والطاقة الإيجابية.

حينما قررتي الدخول في عالم الكتابة كيف قمتي بتنفيذ ذلك؟

لم يكن توكلي على البشر بقدر يقيني في الله، يكفيني أن أتخيل بإتقان أني مقبولة في دار نشر جيدة، والله كفيل بضمان ذلك وتوفيق الجهود.

وبالنسبة للخطوات: هي أن لجأت في البداية إلى مسابقات تقييم المؤلفين والتي اجتزتها - بفضل الله - بنجاح وبمراكز مرتفعة، كان ذلك من خلال مهرجان " يوسف شاهين للأفلام القصيرة " الذي تقدمت في إطاره بسيناريو فيلم سينمائي، وقد نال من لجنة التحكيم الخبيرة والقديرة تقدير ( امتياز )، ثم المسابقة الأزهرية ( لماذا يلحدون ) التي شاركت فيها بسيناريو في سياق الموضوع المطلوب، وقد نلت تكريماً خاصا أيضاً، حتى سمعت في العام الماضي بدار نشر تقيم المؤلفين وفقاً لكفائتهم الإبداعية وبشكل مجاني؛ فلم أتردد في الإنضمام إليهم، وبالفعل كانت مشاركتي الأولى في معرض الكتاب من خلالهم، بكتاب ( السهم المصيب في وهم النصيب) الذي لاقى نجاحاً كبيراً أيضاً.

ما الحافز الذي يشجعك على الاستمرارية والتطوير من موهبتك؟ 

أذكر لذلك عدة محفزات منها : 

١- محاولة وضع بصمة مؤثرة وصنع قيمة مشرفة تناطح أمجاد النوابغ؛ إذ أن إيماني كبير بأنه بإمكان كل إنسان أن يصنع قيمة نفسه، ويخلق لنفسه واقعاً أفضل يعيش به المستقبل الجميل الذي يأمله.

٢- حال الواقع المؤسف، وما يلح به من أفكار، وما يستجد فيه من أحداث ونوازل، والإيمان بضرورة استخدام الجهاد بالكلمة إذا ما كان بالإمكان؛ إذ أنه تفريغ لإرادة قوية بإمكانها إزاحة جبل أو بناء أجيال، إذا ما سمح لها بالانطلاق المادي أو تقلد المناصب الرفيعة.

٣- استحباب استثمار الذات واستغلال المخيلة الواسعة فيما يفيد، بدلاً من افتراض السلبيات والانغماس في طواحين الحياة وعواصفها المرهقة.

٤- الإيمان بالدور الحياتي الأهم و الخارج عن منظومة الروتين العادي العبثي، المتمثل في الاستماتة لهثا خلف لقمة العيش.

٥- إيماني بأنه حال توقفنا عن الإبداع والأمل، فقد توقفنا عن الحياة.

كيف يمكن الحكم على شخص بأنه أصبح كاتب حقيقي؟ 

عندما يكون جديراً لأن يثبت ذاته بشكل حقيقي، وليس سعيه مجرد استلفات للأنظار أو سعياً وراء الشهرة والأضواء.

ما الصعاب التي واجهتكِ؟ 

عدم إيمان الناس بالموهبة التي لم يروا لها تجسيدا بعد على أرض الواقع شيء طبيعي؛ حيث لم يمكن لأقوام الأنبياء تصديقهم في أمور غيبية لم ترها أعينهم، حتى مع وجود المعجزات؛ ذلك أن العين لا تصدق إلا ما تراه حسيا، لا طيفيا ولا تخيلا ولا فيلميا.

من ذلك أرى أنه ليس ثمة معوقات خلال مرحلة الكتابة، مادام قد توفر الجو الآمن والإلهام والدافع ( الداخلي والخارجي)، ولست أرى معوقات عامة سوى ما كان من ضعف الماديات، أو ضعف الهمة، أو التكاسل أحياناً، وما يعتري الكاتب من المثبطات الخارجية؛ لكن القوة في التغلب على تلك التحديات وتجاوزها.

وتكمن المعوقات الخارجية عند اختيار الكاتب بشكل غير منصف، ومساومته أو معاملته بشكل تجاري بحت يمثل ضغطاً خنيقا له، كما منها ما يبدو من تعسف مجحف خلال مرحلة التسويق والإنتاج؛ حيث تدخل أفراد خارجية، فتظهر التحكمات والشروط المواكبة للأمزجة والأهواء الشخصية، وليس لمصلحة العمل ولا للخدمة الجماعية، وأيضًا الخضوع بشكل كلي لسياسة وظروف السوق مهما كانت مائلة عن الصواب، بحيث لو كان الكاتب احترافيا ومثاليا في ذات الوقت، فيظهر حينذاك التصادم الجلي بين المعايير الفنية للعمل ( مبتغى الكاتب ) والمعايير التسويقية ( مبتغى التمويل ).

ما تقييمك للأدب العربي؟ 

الأدب العربي شهد حظه الأوفر في عصوره الذهبية الأولى، وما رسخه لنا السابقون من الجهابزة والفطاحل في شتى المجالات الأدبية، ومن هو على إطلاع عميق على بوتقة التراث لا يمكنه إنكار ذلك، وعلى مر العصور مازال الأدب محتفظا بقيمته الرصينة وحتى وقتنا هذا؛ إذ يخرج لنا كل عصر وكل جيل نخبة من الخبراء والمخضرمين في مجالاتهم وعلومهم.

أما مؤخرا، فيمكنني وصف المشهد بأنني أرى الأمر قد اتخذ شكلاً تجارياً أكثر؛ بحيث يقدم الكاتب عمله كسلعة يتم التفاوض عليها، كما وقد أصبح المجال متاحًا أكثر من اللازم لكل دخيل غير أهل لهذا المجال، فيما يبقى الكاتب الفقير مغمورا، مهما كان احترافيا؛ فالحظ الزائف أصبح لكل متلاعب بلسانه أو بكلماته مهما بلغت درجة ركاكتها، ولا يخفى أمر إتاحة الفرص للسفهاء خاوي المحتوى.

هل طموحك له مستوى معين؟ 

القدرات الذاتية محصورة سلفا؛ فكل شخص أدرى بسعته وطاقته، أما الطموح الجارف فليس له حد، مادام بنفس الروح والعزيمة، ولا يهم تغير الظروف التي تخضع للمعيار الزمني.

أنا أضع لنفسي خطة مستقبلية شاملة، وأحاول جاهدة العمل في إطارها، وما زادني الله خلال تلك المسيرة، فالحمد والمنة له.

أخبرينا عن معلومات خاصة بعملك القادم الذي سيتم إصداره ضمن معرض القاهرة للكتاب؟ 

اسم العمل : في ذلك عبرة.

التصنيف الأدبي للعمل: مجموعة قصصية.

اللغة المستخدمة: اللغة العربية الفصحى.

قوة اللغة: قوية وجيدة.

مضمون العمل: العمل عبارة عن مجموعة قصصية متنوعة الأقصوصات ( من كل بستان زهرة ) أي أنها تطرقت إلى مواضيع عديدة، مع كل أقصوصة كُتب الفائدة منها وما جنيناه، وتم اقتباسها من الوقائع والحقائق الحياتية الثابتة، فنستلهم منها العظات والعبر؛ حيث أن تلك القصص لا تخرج عن الواقع، بل مستلهمة بشكل مباشر من الحياة و ما نعيشه، نجد فيها التأصيل العلمي لمعاملاتنا الحياتية الجارية، واقتباسات تم تداولها بين الناس، جاءت السلسلة القصصية في سياق تصحيح مسار المفاهيم الخاطئة وتأكيد مبادئ الفضيلة.

دار النشر : نوراس للنشر والتوزيع.

ما المقولة المفضلة لديكِ؟ 

هُناك عدة مقولات مفضلة لدي منها: 

" ‏لو أن أحدكم هم بإزالة جبل وهو واثق بالله، لأزاله".

"ابن القيم ".

"لا تقلق من تدابير البشر؛ فأقصى ما يستطيعون فعله هو تنفيذ إرادة الله". " الإمام الشعراوي".

"الخوف لا يمنع من الموت ولكنه يمنع من الحياة ". 

" نجيب محفوظ" 

"كل متوقع آت؛ فتوقع ما تتمنى". " الإمام علي بن أبي طالب".

"تأتي الأفراح حين تؤمن أنها ستأتي؛ فإن أقداركم تؤخذ من أفواهكم". " نجيب محفوظ".

"أنا مصمم على بلوغ الهدف ، فإما أن أنجح ، وإما أن أنجح". "ديل كارنيجي"  

"السحر الذي تبحث عنه يوجد في العمل الذي تتجنبه".

الكلمة الأخيرة للحوار؟!

في النهاية: أشكر كل صاحب فضل وإحسان في رحلتي الحياتية، أوصلني لهذا القالب الجميل.

من المهم التفاؤل والإيمان بالله وبالنفس.

شكراً لدار النشر التي تبنت المؤلف وكتابه بالنشر والتوزيع الكامل في المعارض والمكتبات( دار نوراس )، ولا أنسى الجنود الخفية خلف الكواليس، فكل الشكر والتقدير للجهود المساهمة في أعمال الطباعة والتغليف والتنسيق والتدقيق اللغوى أو حتى توفير الجو الآمن لذلك.

وبالغ الشكر للصحفية الكريمة مديرة الحوار ( أ / أميرة الخضراوي).

وشكراً جمهوري العزيز، تمنياتي لكم جميعاً بعام جديد سعيد مليء بالمسرات والخيرات.

وفي الختام أتقدم بخالص الشكر والتقدير للكاتبة ريهام إبراهيم وأتمنى لها مزيد من النجاحات والتقدم فيما هو قادم.


حوار وإعداد/ أميرة الخضراوي.

اقرأ أيضا نوبات الهلع


إرسال تعليق

أحدث أقدم