الكاتب الروائي عمر الإبياري


أرض العروبة


الحديث اليوْم مع شاب متعدد المواهب طموح يسعى للوصول إلى القمة، يستغل مواهبِه بشكل صحيح من خلال التطوير من المجال الذي يتواجد به وتوصيل فكره بشكل صحيح، فنحن على صدد التعرف مع نموذج فريد منَ الشباب الموهوبين الذي قلما نراه في الحياة.

مَن هو عمر خالد الإبياري؟

عمر خالد عبد الواحد محمد الإبياري، البالغ من العمر 27 عاما من محافظة البحيرة تحديدا كفر الدوار، بالنسبة لدراسته فقد قام بدارسة شيئين مختلفيْن فدرس هندسة ميكنة زراعية، ثم درس صحة نفسية وإرشاد وتوجيه أسري وبعد دارسته لهذا المجال قام بتحضير دراسات عليا ودكتوراه، ويمتلك عدة مواهب منْها الإخراج المسرحي، كاتب روائي وأيضا عازف كمانجا.

بدايةً كيف بدأ معك الإخراج وكيف دخلت مجال الإخراج؟

بدأ معي الإخراج بمحض الصدفة وقمت بالعمل في أثناء الثانوية، وأخذت الأمر على محمل الجد وبشكل احترافي أكثر في مرحلة الجامِعة فبدأت بأخذ كورسات وورش وأقوم بالعمل في القاهرة والمنصورة وطنطا وكفر الشيخ وبدأت الفكرة تنمو أكثر وبشكل أكبر ثم أخذت خطوة القيام بعمل مسرحي الخطوة الأولى لم تكن أفضل شيئا ولكن العمل الثاني قمت بإخراجه بشكل أكثر احترافية.

مَن الذي شجعك على الدخول في عالم الإخراج؟

الأشخاص المقربون لدي هم من قاموا بتشجيعي على أخذ هذه الخطوة.

هل الإخراج كان سببا في دخولك مجال الكتابة؟

نعم فمن خلال حبي للمسرح وللقراءة شجعني هذا أكثر على دخول عالم الكتابة، فمجال المسرح بالنسبة للتفكير وكيفية إخراج العمل يعد بمثابة تأليف فكان هذا سببًا رئيسيا لدخولي الكتابة.

ما سبب حبك الشديد للقراءة؟

هذا بسبب والدي رحمت الله عليْه كان يحب القراءة كثيرا وكان يقول لي أن القراءة أهم شيء وفي صغرى كان يقوم بقراءة الكثير من الكتب فأحببت القراءة كثيرا، وفي منزلنا نمتلك مكتبة كبيرة بها العديد من الكتب والروايات.

أخبرنا عن بعض الأعمال المسرحية التي قمت بإخراجها؟

من الأعمال المسرحية العالقة في ذهني "مسرحية مجانين على السطوح"، "تاجر البندقية"، "ليلة زفاف"، "العصابة" وهناك نصوص ومسرحيات أكثر ولكن تعد هذه النصوص الأكثر أهمية.

مَن من المخرجين قام بدعمك وتعلمتَ منْه الكثير؟

في بداياتي المخرج "أحمد الرفاعي" والمهندس "عمرو الرفاعي" كانوا أكثر أشخاص داعمة لي وقاموا بمساعدتي في أولى أعمالي الإخراجية وتعلمتُ الكثيرَ منهم.

ما الذي تود تغييره والتطوير منه في مجال الإخراج؟

في المقام الأول كي يكون هناك تغيير أو تطوير فلا بد أن يكون هناك حرية للتعبير عن فكر المخرج الذي يقوم بالعمل بحيث لا يكون هناك قيود أو ضغوطات من خلال مواضيع يجب الابتعاد فهذا يقيد الفكر، بخلاف أن المسرح فن فلا بد أن يكون هناك رسالة يتم توصيلها من خلال المسرحية للجمهور المتلقي بطريقة صحيحة.

هل ترى أن الإخراج هو مرآة الفن فمن دونه لا يكتمل العمل الفني؟

بالتأكيد هو مرآة الفن فبنسبة 90 أو 95 بالمائة معتمد على الإخراج والإبداع الفكري للمخرج من خلال قيامه بتوصيل فكره بطريقة بسيطة للجمهور دون مبالغة فالإخراج من العناصر المهمة جدا وطبعا الممثل أيضا.

بالنسبة للكتابة كيف بدأت معك بشكل فعلي؟

كانت البداية في الكتابة من خلال شخص عزيز على قلبي وكنت أرى أنه لا بد أن يخلد وتواصلت مع كتاب كثر بحيث يقومون بكتابة ما حدث فواجهت صعوبة في ذلك، فمن هنا أخذت قرارا أن أقوم بأخذ كورسات في الكتابة كي أتمكن من الكتابة وبالفعل قمت بكتابة النص وإخراجه أيضا.

ما المعاناة التي واجهها الشخص الذي بسببه قررت الكتابة كي تخلد ذكراه؟

المعاناة التي واجهها تتجسد في مناقشة فكرة أن المستشفيات الخاصة يتم فتحها كمشروع لمجرد المكسب فقط وليس كعلاج، فهذا الشخص قد توفى لن نقول بسبب إهمال ولكن بسبب صعوبة دخول المستشفى وتلقي العلاج بسبب عدم وجود المال.

لم تم رفض النص الذي قمت بتقديمه؟

تم رفض النص بسبب أن الحديث يتكلم عن سياسة مهنة الطب التابع لوزارة الصحة، فمن الصعب التحدث في مثل هذه الأمور.

كيف نستطيع التعبير عما نريد بشكل حر؟

بخصوص الكاتب فيستطيع التعبير أحيانا عما يريد حتى وإن لم يكن بالشكل الكبير أو إن كان هناك بعض القيود، بخلاف المخرج فيتم تقييده من كذا جهة سواء من ناحية التصاريح أو العمل وأشياء أخرى.

هل كان لديك خطة واضحة وهدف وصريح تريد تحقيقه حينما أردت الدخول لعالم الكتابة؟

حينما دخلت مجال الكتابة أردت إيصال كل ما أعرفه لكل إنسان يقرأ، وأن أقوم بتوصيل رسائل من خلال كتاباتي وأقوم بمناقشة ظواهر اجتماعية، وأريد مساعدة أي شخص للتقدم من خلال كتاباتي بأن أقوم بكتابة أشياء قيمة يستفيد منها أي قارئ.

كيف يتطور أسلوبك في الكتابة؟

يتم ذلك من خلال قيامي بقراءة الكثير من الكتب لكتاب مختلفين ومن خلالها أقوم باستنباط الطريقة أو الأسلوب الخاص بي، بالإضافة للورش الكتابية التي تنمي من موهبة الكتابة.

من وجهة نظرك ما الذي يجب على الكاتب على الكاتب فعله للمحافظة على الاستمرارية والشغف دون ملل؟

من وجهة نظري أن الكاتب لا يستطيع أن يمنع الملل ومن ضمن الحلول لهذه النقطة أرى بأن يقوم الكاتب بإيقاف الكتابة لفترة ويقوم بقراءة كتاب أو رواية وتدريجيا شغفه سيعود بطريقة غير متوقعة.

ما معايير النجاح من وجهة نظرك؟

معايير النجاح تكون من خلال الوصول لهدفك وأن تكون راضي عن ذاتك فهو أهم شيء فهذه معايير النجاح من وجهة نظري.

ما الصعاب التي مررت بها؟

بالنسبة للرواية كان من الصعب البدء بها فحينما بدأت أسطر بأول حروف من الرواية حدث لي ظرف لم يكن في الحسبان وهو وفاة "والدي" فتوقفت عن الكتابة لوقت طويل وكان من المفترض أن أقوم بالمشاركة في معرض القاهرة الماضي، بخلاف حينما يكون الشخص في بداية أي مجال يحتاج لوقت ومجهود كي يستطيع إثبات ذاته في المجال بخلاف المسؤوليات التي عاتقي منها العمل في المسرح والحياة العملية ولكن في النهاية الحياة عبارة عن محاولات.

أخبرنا عن رواياتك القادمة التي سيتم إصدارها في معرض القاهرة القادم؟

الرواية تسمي "أورنيلا" تدور أحداث الرواية عن كيف تعرف ما هو الحب وكيف تستطيع أن تعرف أنك تحب هذا الشخص وأن هذه مشاعر وتتعلم كيفية التعبير عنها والمحافظة عليها.

ما سبب اختيارك لدار نوراس ؟

من خلال أنني أتواصل مع جميع دور النشر وأرى ما المميزات التي تستطيع كل دار نشر بتقديمها لي وتواصلت مع العديد من دور النشر ولكن حينما تواصلت مع الأستاذ "محمد الشرقاوي" مدير الدار شعرت بالارتياح من خلال التعامل معه وشخص خلوق وراقي في التعامل بالإضافة أنه قام بتقديم الكثير من المميزات وقام بمساعدتي، وأعطاني مهلة كافية لكي أقوم بالانتهاء من العمل مع العلم بأني كنت متأخرا بسبب وفاة والدي.

إلى أي مدى من خلال تعاملك مع الدار وجدت المصداقية والالتزام في كل شيء؟

بالنسبة للالتزام فالالتزام كان في كل شيء بداية من تصميم الغلاف الذي أنتهي في أقل من 24 ساعة وبالشكل الذي أريده وأكثر، دون مجاملة الالتزام موجود في كل شيء.

ما تقييمك للدار؟

تقييم كامل علامة كاملة دون نفاق فأنا لم أر تعاملا بهذا الشكل والاحترام والرقي في الحديث والتعاون، وهذا حاليا لا يتوافر في أغلب الدور إلا دار نوارس هناك رقي في كل شيء.

هل تود تكرار تجربتك مع الدار في عمل آخر؟

بالطبع وسيكون هناك تعاقدات أخرى.

هل لديك داعمون؟

كان والدي رحمة الله عليه، والداتي، أخي وخالتي هم الأشخاص الداعمة لي.

ما هي خططك المستقبلية؟

أن تنجح هذه الرواية حتى ولو كان نجاحا بسيطا ليس النجاح الفائق فهذه البداية، وأريد أن أظل مستمرا للوصول إلى ما أريد.

ما النصيحة التي تقوم بتقديمها للشباب؟

عليهم بالسعي ومع الوقت سيصلون لما يريدون، الواقع والظروف سيئة ولكن من أراد الوصول سيصل، ولا يقوم بفعل شيء لا يحبه بسبب تقاليد المجتمع أنه لا بد من أن يكون طبيبا أو مهندسا، حينما يعمل الإنسان ما يحب يبتكر ويبدع به.

ما المقولة المفضلة لديك؟

الحياة مثل حلبة الملاكمة، من يستطيع تحمل اللكمات ينتصر.

لا تقل أنا، دع من حولك يقول أنت.

وفي الختام نتقدم بالكثير من الشكر للكاتب الروائي عمر خالد الإبياري نتمنى له المزيد من النجاحات والتقدم فيما هو قادم.

حوار وإعداد/ أميرة الخضراوي.

اقرأ أيضًا أرض العروبة

إرسال تعليق

أحدث أقدم