مقال أرض العروبة

 أرض العروبة 

كتبت/ أميرة الخضراوي

لن نحتاج لمقدمة للتعريف عن الموضوع مثل كل موضوع يتم كتاباتِه فهيَ أرض في غنى عنِ التعريف فهي محفورة في وجدان كل عربي.

بدايةً لماذا فلسطين هىَ الهدف؟

نرجع بالذاكرة للوراء ونقرأ التاريح وسنجد الإجابة بدايةً من موقع فلسطين الجغرافي المتميز نهايةً لسبب اختيار هذه الأرض المقدسة مِن بيْن جميع البلاد لمَ تمُر بهِ من ابتلاءات.

هل الموقع الجغرافي لفلسطين مُتميّز لهذه الدرجة بأن جعلَها مطمَع للدول العظمى؟ 

فلسطين تتميز بموقع جغرافي استراتيجي فى قارة آسيا، ولكوْنها فى قلب العالم فهيَ تُشكّل حلقة وصل بيْن القارات الثلاثة آسيا، وإفريقيا، وأوروبا، ومنذ القِدم كانت فلسطين مركز اتصال الحضارات والثقافات المختلفة، وقد كانَت وما زالت محطّ أنظار الدول الكبرى؛ بسبب موقعها على ساحل البحر المتوسط الذي يعدّ موقعاً هامّاً من النواحي الاستراتيجيّة، والحضاريّة، والدينيّة، والسياحيّة، والتجاريّة.

هل فلسطين دولة بلا تاريخ؟ 

بالطبع الإجابة ستكون أنَّ هذه الدولة لها تاريخ يمتدد لآلاف السنين أمّا هذا الكيان الصهيوني ليس لهم لا وطن ولا تاريخ بل هم أشخاص مُعتدون على حقوق الغير، فأوّل مَن سكنَ فلسطين هم الكنعانيون فى الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد اشتهروا بتطوّر مدنهم، حيث تعدّ مدينة أريحا أكبر مثال على الحضارة الكنعانية، كما اهتموا فى جميع جوانب الحياة، حيث طوّروا الأبجدية الكنعانية التي استُخدمت لاشتقاق أحرف الكتابة في لغاتٍ أخرى.

هل الغزو الإسرائيلي على فلسطين له تاريخ أم أنّ بداياتِه فى النكبة عام 1948م؟ 

 البدايات كانَت فى عام 1270 قبلَ الميلاد حيثُ غزا بنو إسرائيل الذين خرجو من القبائل العبرية المصرية المدن الكنعانية، وسيطروا على أجزاء من فلسطين وأسّسوا مدينتين معروفتين هما: إسرائيل، ويهودا، حيث سقطت إسرائيل على يد الإمبراطورية الآشورية في عام 721 قبل الميلاد، وسقطت يهودا على يد بابل في عام 586 قبل الميلاد، حيث قام البابليون بتدمير القدس ونفي اليهود الذين يعيشون فيها إلى بابل.وبعد ذلك خضعت فلسطين للحكم الفارسيّ، ومن بعده الحكم الرومانيّ الذي انتهى بفتح الجيوش الإسلاميّة للقدس عام 638 ميلادي، واستمر حكم المسلمين لفلسطين ألف وثلاثمئة عام.

لماذا القضية الفلسطينية تُعد قضية أمة عربية مسلمة وليست مُقتصرة على وطن محتل فقط؟ 

لأنّ القدس مدينة مقدّسة لدى المسلمين بسبب وجود المسجد الأقصى حيث وقعت فيه حادثة الإسراء والمعراج وأسرى الرسول الكريم منَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فالمسألة مسألة عقيدة ومُقدسات لدى المسلمين.

سيأتي السؤال الأهم ما سبب نكبة 1948م التي حدثت لفلسطين؟ 

فلسطين كانَ لها أثر كبير فى الحضارة الإسلاميّة مِن حيث العلم، والفنّ، والفلسفة، والأدب، ممّا أثّر على ظهور عصر النهضة الأوروبية.

وبعد ذلك حكم فلسطين العثمانيون حتّى عام 1917م، ولكنّ التدخلات البريطانيّة فى الشؤون الفلسطينية أدّت إلى رفض الشعب الفلسطينيّ حكم العثمانين والانقلاب عليه، ففي ذلك الوقت أقنعت بريطانيا الفلسطينيين بضرورة استقلالهم عن الحكم العثمانيّ، وكانت قد وعدت اليهود بإقامة وطن قوميٍّ لهم عن طريق (وعد بلفور)، ممّا أدّى إلى تسليم الإنتداب البريطانيّ فلسطين إلى اليهود في عام 1948م، وكانت هذه بمثابة أسوء سنة فى تاريخ فلسطين وسُميت بالنكبة الفلسطينية، وما زالت فلسطين تحت هذا الاحتلال.

وبرغم ما ذُكر سيأتي فى أذهانكم لم إسرائيل مُتمسكة بشدة بفلسطين ويريدون إقامة دولة مستقلة؟

والجواب سيكون نعم والسبب فى ذلك الهيكل السليماني المزعوم الذي ليس هناك كتاب تاريخي أو مصدر موثوق به : يُثبت لنا بناء سليمان عليه السلام للهيكل ، ولا يثبت لنا تاريخه، هيكل سليمان ما هو إلا خرافة ، لا وجود لها في حقيقة الأمر.

إنْ كانَ هذا الهيكل ليس له وجود لماذا كل هذه الفوضى التي يفتعلونها؟

هذا بسبب معتقداتهم فهم يعتقدون أنّ المسيح سيُعيد بناء بيْت همقدش، ولا يُعرف تحديدًا أينَ موقع بيْت همقدش، ويظن بعض اليهود أنّ موقعَه مكان مسجد قبة الصخرة أو بجانبُه.

وبدون ذكر ما سبق فالأرض معروفة لمَن ومَن أصحابِها ومهما تمادى المحتل فى بطشه سيسطع نور الحق ويكفى أنّ أكاذيب وشعارات حقوق الإنسان التي نسمعُها من دول الغرب وأمريكا التي هي بلد الحريات ما هي إلا شعارات وهمية والأمور أصبحت واضحَة فأينَ بلاد الحريات من قتْل وذبح النساء والأطفال والشيوخ والشباب على مدار 75 وسبعون عامًا.

 مهما زادَ بطشَهُم وطغيانهم فى الأرض فنهايتِهم آتيَة فقد وعد الله بالنصر فى كتابة الكريم ونحن نؤمن بكل ما كُتب فى القرآن الكريم وبما أنزله الله، ووعدُ الله آتٍ لا محالة، فلسطين كفاكِ فخرًا بأبنائِك البواسل لكِ النصر قريبًا، سيعود مسرى الرسول وأولى القبلتيْن وستعود لكِ الحياة يا أرض الزيتون.

اقرأ أيضًا عزرا فلسطين