كتبت/ أميرة الخضراوي.
لن نحتاج إلى مقدمة فنحن في رحلة للتعرف عن حكاية وقصة قوْم بخروجهم يكون علامة من علامات الساعة الكبرى.
مَن هم قوْم يأجوج ومأجوج؟
يأجوج ومأجوج قوْمٌ من الناس حصرهم الرجل الصالح ذو القرنين بين جبلَيْن، وبنى عليْهِم سداً، وذلك حمايةً للعباد من شرّهم وكيْدِهم، ويكون خرجوهم من ذلك السدّ علامةً من علامات الساعة الكبرى، فيُفسدون في الأرض إلى أن يأذن الله -تعالى- بموتهم جميعاً فيُرسل عليْهم النغف فيموتون موتةً واحدةً.
ما أصل أسماء يأجوج ومأجوج؟
هُناكَ عدة أقاويل في أصل أسماء يأجوج ومأجوج، فقيل أن اسم يأجوج ومأجوج اسم أعجمي.
وقيل: عربي أُخذ من أجيج النار وهو التهابها.
وقيل: من الأجاج وهو الماء الشديد الملوحة.
وقيل: من الأج وهو سرعة العدو، وقيل: من الأجة بالتشديد، وهي الاختلاط والاضطراب، وهما علامة على قبيلتين من أبناء يافث بن نوح عليه السلام.
كيف تم ذكرهم في الإسلام؟
تم ذكرهم من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية.
ففي القرآن الكريم قال الله سبحانه وتعالى:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا}.
أما في السنة فقد ثبت في الصحيحين: « عن أبي سعيد قال قال رسول الله ﷺ يقول الله يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك قال يقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين فذاك حين يشيب الصغير وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى وما هم بسكرى ولكن عذاب الله شديد فاشتد ذلك عليهم فقالوا يا رسول الله أينا ذلك الرجل قال أبشروا فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل»
قال رسول الله ﷺ: إن فيكم أمتين، ما كانتا في شيء إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج».
هل خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى؟
نعم فخروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى بدليل قول الله تعالي: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}.
هل هناكَ صفات ليأجوج ومأجوج، وهل هم من بني آدم؟
صفات يأجوج ومأجوج هم صُفر الوجوه كالمجان المطرقة قصار وأعدادهم هائلة، لكنهم قوم مفسدون في الأرض، مجرمين، قتلة، كلما خرجوا من أراضيهم إلى تلك المناطق أفسدوا فيها وقتلوا الناس، وقاموا بهَتْك الأعراض، وقطع الطرق، وأخذ الأموال، وكان ليس لهم مخرج إلا من بيٍن سدّين.
وبالنسبة هل هم من ذرية آدم عليه السلام، نعم هم قوْم من ذرية آدم عليه السلام اختلف العلماء حول وجودهم والذي يظهر للدكتور " طارق السويدان" بتتبعه للأحاديث ومن أوصافهم أنهم قوْم من الصين، فهم صفر الوجوه، وليس لديه دليل قاطع والله أعلم بشأنهم، أما لماذا لم يبعثوا؟ فهذا عندما يشاء الله عز وجل.
هل يمكن اكتشاف سد يأجوج ومأجوج؟
لا يوجد ما يمنع من ذلك إذ لا يوجد نص شرعي لا من القرآن ولا من السنة يدل على كوْنه من الأمور الغيبية التي لا يطَّله عليها الناس، بل يستفاد من نصوص الشرع عكس ذلك، وهو معرفة الناس للسد ومعرفتهم ليأجوج ومأجوج ومن الأدلة على ذلك ما يأتي:
1-أن قبيلتي يأجوج ومأجوج كانتا معروفتين للقبائل التي شكت من اعتدائهما عليها إلى ذي القرنين.
2-أن ذو القرنين بلغ المكان الذي كان يأجوج ومأجوج يعيثون فيه فسادا، وهو الذي بنى السد بإعانة أهل البلد المتضررين.
3-أن خروج يأجوج ومأجوج من أمارات الساعة وعلاماتها، وأمارات الساعة تظهر للناس، وخروجهم يكون من ذلك السد فلا بد أن يرى الناس خروجهم والمكان الذي يخرجون منه، وفتحه من أمارات الساعة، وأمارات الساعة ليست كالساعة التي لا يعلمها إلا الله، ولو كانت لا تظهر للناس ولا يطلعون عليها لما صح أن تكون أمارات.
كيفية خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان؟
في آخر الزمان تبدأ علامات الساعة الكبرى بظهور الدجال، ثم ينزل المسيح عليه السلام فيقتل الدجال، وفي هذه الأثناء ينهدم السدّ الذي بناه ذو القرنين ويكتسح قوم يأجوج ومأجوج الأرض، حتى يصلوا إلى الشام فيأمر الله المسيح عيسى بن مريم عليه السلام أن يذهب إلى الجبال مع المؤمنين، فيصعد به إلى جبال في فلسطين قريبة من القدس.
يصل قوم يأجوج ومأجوج إلى بحيرة طبريا «فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء»، ثم يسيطرون على الأرض ولا يبقى إلا أصحاب عيسى عليه السلام الذين معه أو مستخْفٍ بإيمانه، ثم يقول قوم يأجوج ومأجوج: قتلنا من في الأرض فلنقتل من في السماء، فيأخذ أحدهم حربة فيرميها إلى السماء فترجع وعلى رأسها الدم، فيقولون: قتلنا الله -تعالى الله سبحانه-، فيفتن ضعاف الإيمان ويكفرون.
كيف سيكون هلاك يأجوج ومأجوج؟
يلح المسيح عليه السلام والمؤمنون بالدعاء، فيستجيب الله سبحانه ويرسل على قوم يأجوج ومأجوج "النغف" في رقابهم، وهو مخلوق صغير كالدود في أنف البعير، فيموت به قوم يأجوج ومأجوج جميعًا، قال رسول الله ﷺ: «فيرسل الله تعالى عليهم "النغف" في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرسل الله تعالى طيرًا كأعناق البخت، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله عز وجل مطرًا لا يُكِنُّ منه بيت مَدَر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة -المرآة-، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردّي بركتك».
ماذا بعد هلاك يأجوج ومأجوج؟
قال رسول الله ﷺ: «يكون عيسى ابن مريم في أمتي حكمًا عدلًا، وإمامًا مقسطًا، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويضع الجزية، ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذي حمة، حتى يدخل الوليد يده في فيّ الحية فلا تضره، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتنبت الأرض نباتها كعهد آدم: حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم».
وفي الختام لا تنسى أن تحاول قدر الإمكان أن تغتنم شبابك في التعلّم والمعرفة والتقرب من الله تعالي للفوْز بالآخرة.
اقرأ أيضا فلسطين الصمود والعزة