"تساقطْ ماء العينِ من الجفن"

 تساقطْ ماء العينِ من الجفن

تساقطْ ماء العينِ من الجفن


 وماذا بعد؟

 ألا ترينني أكافحُ نيرانَ صدري المشتعلة بباطني، وانشقاقُ الكبد فارزًا سائلًا من الكدر، ورغمَ هذا تفتعلينَ القروحَ بعمقٍ داخلي، 

 كفى دموعًا، أرجوكِ من الجفن؟

انهماراتُ تلكَ العباراتُ تؤذيني، مخلدًة بينَ النزولِ، واللوعةِ صبوةً بالجسد، مخترقةً مساكنَ الذكريات، وخيالَ الأبدية، مغلفة هالاتُ جسدي بالوردية، والياسمين، فتتلاشى بين ضبابِ العراء، دموعكِ حرقًة فؤادية، ولوعًة مريضية، تذابُ المُهجتة كالحديدِ، بين أطنان النيران الشائبة، محاطة بقهرٍ وعذاب، خلفها يوجدُ الحسرة والأسى، مزينة الجسدُ بالحيفِ، وآنين القهر، يكفي دموعًا، فجسدي أُرهقَ، من انهماراتِ ماءِ عينيكِ، ليلًا وكل نهار، أحاطَ به كالفيضانِ من كل مكان، وجعلَ بكل وصالٍ انسداد، أوجهَ بصيصُ الكمد، جفنكِ لطريقٍ يعمه الشجن، والعذاب السرمدي، فتواصلينَ مدةَ عمركِ الباقية، تبكينِ دونَ وجود أي ترياق؛ لتساقطُ الدموعَ من الجفنِ، وتغرقينِ بين نسمات الهواء القارصة، بدموعِ عينيكِ الضباضية، دونَ وجودِ أي شيء للرحمة، ومنع نزول تلكَ الدموع، ومعَ ذاك آنينُ القلب يثرثر ويقولُ: يكفي حقًا؟ كفى دموعًا، كفى ندوبًا، إن الله يرحمُ، ألن ترحميني أنتِ أيتها النفس؟ 

كتبت: هـالـة عـصـام

إقرأ أيضًا عملة واحدة

إرسال تعليق

أحدث أقدم