"أمنيات على رصيف الذكريات"
جلست على مقعد الرصيف، أنظر للمارة،
فهناك من بقربي ومن بعيد، أنظر وأرى أم وأولادها تحتضنهم وخائفة عليهم من سير السيارات بجانبهم، وأرى زوج ممسك بيد زوجته وهي مطمئنة في وجوده، لقد رأيت هذا بعيونها، وأجد مُسِن ممسك بعكازه ذاهب لشراء طعام، ويبتسم للناس بجواره، رأيت فتاة صغيرة ممسكه بيد أخيها الأصغر منها ليس بكثير، رأيتها وهي ممسكة بيده وذاهبة به إلى مدرسته، وهو يبكي ويقول لها "لا أريد الذهاب للمدرسة"، دائمًا الأطفال يحبون اللعب، لقد كنت غير هؤلاء الأطفال منذُ صغري، كنت أحب المدرسة كثيرًا لكن تغير الأمر، السنين لم تعد كما كانت، رأيت أيضًا شاب في سن المراهقة يتشاجر مع صديقه بسبب تأخره عليه، هذا الأمر ذكرني بنفسي أنا وأصدقائي، لقد كنت لا أهتم بمواعيدي أبدًا، يا لها من أيام مضت ولن تعود أبدًا، في كل هذا الوقت وأنا أنظر وأشاهد، وقد فرت من عيناي دمعه كسرة، لقد أصبحتُ غير الماضي، الجميع لديهم أعمالهم وهذه سنة الحياة، وأنا أصبحتُ وحيدًا جدًا لا صديق، لا زميل دراسة، لا زميل عمل، لا شيء، لقد بات الأمر متعب لدي، لكنني أعتدتُ عليه منذُ وقت ليس ببعيد،
تمنيت لو أن تعود طفولتي لكي تيقظني أمي للذهاب لمدرستي، تمنيت بأن يكونوا أصدقائي معي دائمًا، تمنيت أن يأتي عيد ميلادي وأبي يعطيني هديتي، وفي كل عيد ميلاد كان يأتي لي بدمية من نوعي المفضل، تمنيت بأن تصبح عائلتي متماسكة مثل ما كانت من قبل، تمنيت بأن تظل ضحكة جدتي في البيت ولكن هذا لم يحدث أبدًا؛ لأن الزمان لن يعود أبدًا "ليتنا لم نكبر أبدًا، ليت الزمان يعود يومًا يا ليت".
إقرأ أيضا الوهم
كتبتها/ أميرة شريف