خريف قلبي

 "خريف قلبي"

أحيانًا أحتاج إلى ذلك الحماس الذي يأخذني بعيدًا ويسحب يدي ويأخذني من حيث أقف وأقع، لكي أجد عينان تنظر لي بلمعة وفخر، وليست تلك العينان الحادة التي تخيفني ولا أجد فيها شيئًا من الحب أو التحفيز للغير، أحتاج إلى ذلك الحماس،  وعندما أرقد شيئًا فشيئًا، وعندما أنظر إلى وجوه الآخرين؛ لكي أقدر على اللحاق والاستمرار، إلى جانب حب ورغبة وأمل،  وليس ذلك الحقد الذي يختبئ ورائه رغبة في هدم الآخرين وتكبيل الأيدي والهمم.
لا أعلم كيف وصلت إلى تلك النظرة المحبطة التي تخذلني؟ كيف لي أن أعود وأنا منكسر من الداخل؟ كل يوم يمر أظن أني بخير، ولكن داخلي شيئًا مختلفًا، فجميع المحيطين بى لهم أوجه كثيرة، وهم من مسببات الإحباط لديه، منهم من ينظر لي بابتسامة صفراء فيها نوع من السخرية، وآخر ينظر بابتسامة تثير قلقي وخوفي، ومنهم من يبتسم ابتسامته تنمر،
لا أعلم ماذا يخفي كل شخص خلفه؟ أصبحت أخاف.
أحقا أخاف؟ أما أني ُهزمت؟
لا أعلم ماذا بي؟ ماذا حل بعقلي؟ أشعور بأن الأيام تركض وأنا وحيد، وأن مَن حولي لا يفهمونني.
أحاول أن أخبئ أفكاري عنهم، فأنا أشبه بفصل الخريف الذي تتساقط أوراقه، ولكن لا يأتي بعده فصول أخرى لكي يجدد أوراقه وأهداف جديدة، أشعر بأنني أفقد آمالي وطموحاتي، وقلبي يتشبث في أضلاعي لكي لا يخرج من شدة الألم، ودموعي تأبى أن تنزل ولكنها تتفوق علي، رغم إرادتي، أبدو ضعيفة رغم قوتي، فإني أشبه بالمصاب بمرض ينهش في ذاتي، ألا وهو الذعر والخوف المبتلى به أنا.

إقرأ أيضا أمنيات على رصيف الذكريات

كتبها/ إبتسام الفقي