الدمية القاتلة الجزء الأول

 "الدمية القاتلة الجزء الأول"

الدمية القاتلة

 

هروب من شبحٍ غير مرئي استطاع السيطرة عليها، وتمكن من التغلغل داخل أفكارها، تسلسل بالتدريج؛ حتى أصبحت مثل اللعبة التي يحركها القائد دون وعيٍ منها، وماذا تفعل لا تعرف! هيا بنا لنتعرف كيف استطاع السيطرة عليها.



"أسير" لا تتخطى العشرون من عمرها، ولكن داخلها مثل الطفلة، تحب الدُمية جدًا، وتلهو وتلعب مثلما يفعل الأطفال تمامًا، وفي ليلها تصطحب دُميتها لتسبح في النوم وهي بجانبها، وتسرد لها ما تم في يومها على أملًا أنها ستجيبها.


في الغرفة المجاورة والدة أسير، ووالدها المهندس مصطفى، يتحدثان بصوتٍ منخفض عن ما يحدث لها، وما حلَّ عليها بعد وفاة أقرب صديقاتها "منى" التي كانت مقربة لها جدًا.

ومن يوم رحيلها وعمَّ الحزن عليها، وتبدلت أحوالها، وأصبحنا نسمع همسها بصوتٍ خافت وهي تحدث شخص ما، لمتى سيظل الوضع هكذا؟


أسير ترى في دميتها صديقتها المقربة منى وتتحدث معها، دلفت والدة أسير إلى غرفتها؛ لتطمئن عليها، كانت الغرفة مظلمة للغاية، أضاءت المصباح وعلى الفور ذهبت لأسير، لماذا كل هذهِ العتمة، كيف تستطيعِ تحملها.

أسير بصوتٍ منخفض: لأرىٰ منى يا أمي وأُحادثها.

_منى! ولكن أين منى؟

_في كل مكان، ونظرت لوالدتها نظرة غضب؛ جعلت الأم ترتجف خوفًا منها، كانت عيناها مخيفة للغاية. 


خرجت الأم مسرعة لغرفتها والخوف يظهر على ملامحها، وعندما رآها زوجها قال لها: ما بكِ؟ هل أسير بخير؟ 

_نعم نعم لقد نامت.


أسير ترى نفسها في مكانٍ مظلم للغاية، ومخيف جدًا، وأصوات لم تفهمها، تلتفت حولها بفزعٍ شديد وترتجف يداها بقوة، أين أنا؟ وما هذا المكان!! ولكن لا أحد يستجيب لصراخها، ويزداد الخوف داخلها، وفجأةً ترى على الحائط ظل لأشياء يبدو عليهم أنهم أشباح، فتصرخ بصوتٍ يهز أركان المكان، هل من مغيث؟

فتسمع صوتٍ يقول لها: أنا منى صديقتك لا تخافي.

ولكن الصوت ليس صوت منى، أنا أُميز صوت منى جيدًا، من أنتم، ولماذا أنا هنا؟

أسير لم تكمل كلماتها، فجأةً ترى نفسها مقيدة بالأحبال من عنقها وساقها ولا تستطيع الحركة، وتلتسق شفتها بشيءٍ يشبه الصمغ تمامًا لم تقدر على النطق، كالذي صعدت روحه للسماء تمامًا، لم تستطيع فعل شيء سوى البكاء، أين أمي، أغيثوني.


وعندما تدخل والدتها لغرفة أسير، تجدها ملقاة على الأرض ويبدو عليها آثار غير مفهومة، تعجبت والدتها من حالتها، ولماذا يحدث معها كل هذا؟ وتبحث عن دميتها ولكن لا تجدها بجوارها كالعادة، كل ما يهمها في الأمر أن تفيق أسير وتسعيد أنفاسها؛ لتحكي لها ما حدث لها.


وبعد محاولات من الأم لمساعدة أسير، بدأت تهلوس بكلمات لم تستطيع الأم تفسيرها، لم تفهم سوى كلمة أين أنتم، ولماذا يفعلون معي هذا؟

أُصيبت الأم بحالة من الذعر، والخوف على ابنتها، وتحدثت مع والدها على ما حدث لأسير، واتفقا سويًا بأن يستشيروا الدكتور النفسي ابن صديق والدها المقرب.



حالة أسير تسوء للغاية، والأمر أصبح غير مفهوم لهم، أين دميتها؟ وهل ستستطيع النجاة من هذا الأمر؟ وهل سيستطيع هذا الطبيب مساعدتها، والتخلص من هؤلاء الأشباح؟

كل هذا سنعرفهُ سويًا في الجزء التاني...


يتبع..


كتتبها/ آية رجب| غيث

إقرأ أيضا التحدي

إرسال تعليق

أحدث أقدم