الکاتب سعید الشودافي فی حوار صحفي

 "الكتابة هي رحلة داخل الذات والعالم، حيث يتحول كل حرف إلى نافذة جديدة تفتح على أفكار وآفاق لم تُستكشف من قبل. اليوم، في هذا الحوار، نستضيف كاتبًا مبدعًا تألق في عالم الأدب، لنغوص معًا في أسرار الكتابة ونعرف كيف ينسج خيوط إبداعه. نريد أن نكتشف كيف يرى الكاتب العملية الإبداعية، مصادر إلهامه، والتحديات التي يواجهها. سنتناول كل ما يتعلق بالكتابة، من البداية وحتى النهاية، لنقدم للقارئ نظرة شاملة وعميقة عن عالم الكتابة من خلال عين الكاتب السيد عبد العزيز الشوادفي. 



لنبدأ بالتعرف على بداياتك، هل يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن نفسك؟

الاسم: السعيد عبد العزيز الشوادفي

الشهرة: سعيد الشوادفي

من مواليد محافظة كفر الشيخ

حاصل على ليسانس الآداب قسم فلسفة

بدأت الكتابة مبكرًا؛ منذ المرحلة الابتدائية؛ كنت أكتب بعض الخواطر وكنت أكتب موضوعات التعبير على هيئة قصص.

كانت بدايتي الأدبية في عام 2017؛ صدر لي العديد من الروايات؛ (نداء القلوب ـ كهف الجحيم ـ 

علياء الروح ـ الغروب الدامي ـ ابن الغزال ـ بداية جديدة) وقريبا؛ (مُرعب بني صهيون ـ 

وطريق الأشباح) وصدر لي كتاب قصص، (لا تتعجلي الرحيل) وديوان شعر عامية؛ (من بعد غياب)



ما الذي دفعك للكتابة؟

 بكل بساطة لأنني أحبها وأجد نفسي حينما أبدأ في الكتابة.



 كيف بدأ شغفك بالكتابة؟ وهل هناك لحظة معينة في حياتك شعرت فيها أن الكتابة ستكون جزء أساسياً من حياتك؟


منذ أن كنت طفلاً؛ وأنا أحب الكتابة؛ كنت أعشق حصة التعبير في المرحلة الابتدائية؛ عشقت قراءة روايات رجل المستحيل؛ وإحسان عبد القدوس؛ وتوفيق الحكيم؛ ثم دواوين فاروق جويدة.

شعرت دومًا بأنني في يومٍ من الأيام سأصبح كاتبًا؛ كنت في مرحلة الشباب أطبع كتبي على نفقتي الخاصة وأوزعها في المدارس الثانوية والجامعات.



. في رأيك، ما هو الدور الذي تلعبه الكتابة في تشكيل الهوية الشخصية للمبدع؟ وهل تجد أن إبداعك يرتبط بشدة بهويتك أو ثقافتك؟

الكتابة تجعل الكاتب يتمتع بالهدوء والحكمة؛ ولا يظهر عصبيته إلا فوق السطور؛ وبعض أعمالي هي انعكاسًا لشخصيتي وثقافتي؛ والبعض الأخر هو مجرد تفاعل بالشخصيات والأحداث التي حولي.



هل تواجه صعوبة في التعبير عن بعض الأفكار أو المشاعر، وكيف تتغلب على هذه التحديات أثناء الكتابة؟

 بالطبع كل كاتب يواجه مشاكل كثير في التعبير عن بعض الأفكار؛ ودومًا أعبر عنها بالكتابة الساخرة في بعض الأحيان؛ أما التعبير عن المشاعر فلا أجد صعوبة في التعبير عنها على الإطلاق.



 كيف ترى تطور الأدب العربي في العصر الحديث؟ هل هناك تغيرات مهمة تلاحظها في الكتابة اليوم مقارنة بالأدب القديم؟

بصراحة أجد أن الجميع أصبح يكتب؛ والقليل هو من يقرأ مما دفع أصحاب الأقلام الجادة والهادفة للاكتئاب.



 هل تؤمن أن الأدب يجب أن يكون محكوماً بالقواعد الأدبية، أم أن هناك مكان للتمرد على هذه القواعد؟

بالطبع في كثيرًا من الأحيان لابد أن تحكمنا القواعد الأدبية ليخرج النص الأدبي في قالب يليق بكل القراء؛ ولكن لا مانع إن تمردنا احياناً في حدود التعاليم الدينية والأخلاقية.



 هل تجد أن الكتابة تشبه نوعاً من العلاج الذاتي بالنسبة لك؟ وهل تعتبر الكتابة وسيلة لفهم ذاتك بشكل أعمق؟

نعم الكتابة علاج ذاتي؛ فأنا اصنع صداقة بيني وبين الشخصيات وربما أحك أشياء تزعجني على لسان بعضهم؛ ومن الممكن أن تساعدني الكتابة على فهم ذاتي في يومٍ ما.



 كيف تتعامل مع النقد الأدبي؟ وهل لك فلسفة معينة في تلقي آراء القراء والنقاد حول أعمالك؟


 أتعامل مع النقد الأدبي البناء على أنه مرآة تعكس لي أخطائي فأصححها؛ وفلسفتي في تقبل النقد هي أن لا أحد كامل في هذه الحياة.



هل هناك تجارب شخصية أو أحداث في حياتك ألهمتك بعضًا من أعمالك الأدبية؟


نعم بكل تأكيد؛ أحداث فلسطين جعلتني أكتب رواية مُرعب بني صهيون؛ وبها فصل كامل عشت أحداثه مع بعض الأصدقاء.



هل تجد أن الكتابة تتطلب نوعًا من العزلة، أم أنك تفضل العمل في بيئة حافلة بالأنشطة والأشخاص؟


 في كثيرًا من الأحيان العُزلة مطلوبة خصوصًا إن كانت الأحداث مستوحاة من أحداث حقيقية ويجب التركيز عليها لتخرج كما حدثت في الواقع مع لمسات الكاتب الإبداعية.



كيف تختار موضوعات أعمالك الأدبية؟ وهل هناك مواضيع معينة تفضل التركيز عليها في كتاباتك؟


 أعشق الأدب الواقعي؛ وأحب أن ألقى الضوء على المشكلات وتقديم بعض الحلول لها.



 هل ترى الكتابة نوعاً من الاحتجاج أو التفاعل مع قضايا المجتمع؟ أم أنك ترى الأدب بشكل أساسي كفن بعيد عن السياسة والمجتمع؟


 إن لم يكن للكاتب قضية يتفاعل معها ويناقشها بكل حيادية فما فائدة قلمه؟



 هل لديك طقوس خاصة أو روتين يومي يرافقك أثناء الكتابة؟ وهل تؤمن بأن هناك أوقات معينة في اليوم تكون أكثر إبداعاً بالنسبة لك؟


رغم انتشار الحاسوب وامتلاكي واحد؛ مازلت أعشق الكتابة بالقلم الرصاص على الورق؛ ووقتي المحبب للكتابة هو بعد أن أصلي الفجر.



 ما هي التحديات التي تواجه الكتاب المبدعين في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والنشر الرقمي؟ وهل تؤثر هذه التحديات على نوعية الكتابة؟


كثرة أعداد الكُتاب وفساد الذوق العام؛ وبالطبع اثرت على نوعية الكتابة؛ فالجميع قد اتجه للون معين من الكتابة بحجة أنه هو السائد في هذا العصر.



 إذا كنت ستكتب رسالة للأجيال القادمة من الكتاب والمبدعين، ما هي الكلمات التي ترسلها لهم؟


كونوا أصحاب قضية ودافعوا عنها وتمسكوا بقول الله تعال:

(فأما الزبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)



هل تعتبر أن الأدب قادر على تغيير المجتمع أم أنه مجرد مرآة تعكس الواقع كما هو؟


 إن كان الكاتب صادقاً فيما يكتب نعم سيغير المجتمع بقلمه.



"في النهاية، نكون قد استعرضنا بعضاً من أبعاد الكتابة الإبداعية وتعرفنا على رؤية الكاتب العميقة والمميزة لهذه العملية الرائعة. كانت هذه الجلسة بمثابة رحلة مليئة بالإلهام والتأمل، حيث أضاء الكاتب أمامنا أفقاً جديدة لفهم الأدب والتعامل مع الإبداع. نشكر الكاتب المبدع على وقته الثمين ومشاركته أفكاره، ونتمنى أن تكون هذه الكلمات مصدر إلهام لجميع المبدعين الشغوفين بالكتابة. وفي النهاية، نعلم جميعًا أن الكتابة هي فن لا يتوقف، وأن كل كلمة هي خطوة نحو عالم جديد لا نهاية له."



الصحفية /أسماء أشرف

إرسال تعليق

أحدث أقدم