"في عالم الأدب، حيث تتلاقى الكلمات مع الأحاسيس وتنسج القصص عالمًا من الخيال والواقع، نجد أن بعض الكتاب لا يكتفون بمجرد كتابة الحروف، بل يبثون في أعمالهم نبضًا من الإبداع الذي يتسلل إلى قلوب قرائهم. اليوم، نحن على موعد مع أحد هؤلاء الكتاب الذين أثبتوا جدارتهم في صنع القصص التي تُحاكي الواقع وتُلهب الخيال. في هذا الحوار الخاص، نسلط الضوء على رحلة الكاتبه المبدعه (نشوى الفولي)، الذي قدمت لنا العديد من الأعمال الأدبية التي شكلت نقطة فارقة في عالم الأدب. نلتقي به اليوم للحديث عن مشوارها، مصدر إلهامها، والتحديات التي واجهتها في طريقها نحو الإبداع."
_لنبدأ بالتعرف علي بداياتك، هل يمكنك أن تخبرنا قليلاً عن نفسك؟
اسمي نشوى الفولي
تخرجت في كلية الهندسة، قسم القوى الميكانيكية، جامعة عين شمس.
بعد سنوات من العمل في الهندسة تقدمت باستقالتي لتربية ابنتي وفي أثناء رحلتي في التربية وجدت شغفي في تدريب أمهات أخريات على تعلم المهارات الشخصية لتحقيق أهدافهم والاستمتاع بحياتهم، لتبدأ رحلتي أنا الأخرى في مجال التدريب وتنمية المهارات والكوتشينج.
. ما الذي دفعك إلى عالم الكتابة؟ وهل كانت الكتابة جزءًا من حياتك منذ الصغر أم أن الأمر تطور مع مرور الوقت؟
القراءة كانت جزء لا يتجزأ من حياتي منذ الطفولة، حيث أن أبي وأخي الأكبر قراء جيدين وكان أبي يحرص دائما على تزويد مكتبتنا في البيت بالقصص والروايات، ثم بدأت رحلتي في كتابة يومياتي منذ أن كنت طفلة لا تتعدى العاشرة وكنت أستخدمها لتفريغ المشاعر، إلى أن جاءتني الفرصة للمرة الأولى للمشاركة في كتاب توعوي للأم المضغوطة سنة ٢٠٢٠، ثم قررت تكرار التجربة مرة أخرى مع مجموعة من المتخصصين في مجال المراهقين والاستعانة بهم لتأليف كتاب تربوي توعوي للأمهات يجمع بين القصص والحكايات والجانب العلمي والجانب العملي والتطبيقي، وكان لي شرف قيادة فريق الكتابة وتم إنتاجه وتوزيعه في دار عصير الكتب للنشر والتوزيع.
. هل كان لديك نماذج أو قدوة من الكتاب الذين ألهموك في بداية مشوارك؟ وكيف أثروا في أسلوبك الكتابي؟
فأنا أحب كثيرا اسلوب تشارلز ديكنز على المستوى الأدبي، أما مجالات تطوير الذات فيوجد أكثر من كاتب أحب أن أقرأ لهم وأستمتع بكتاباتهم مثل ستيفن كوفي، ماثيو ماكاي، باتريك فانينج، تشارلز دوهيج، جيمس كلير، روبرت جرين.
كيف تختار موضوعات أعمالك؟ وهل هناك موضوع معين تفضل الكتابة عنه بشكل مستمر؟
أختار الموضوعات بناءا على احتياج القارئ أحيانا، واحتياج المجتمع أيضا، فأنا أكتب في مجال تطوير الذات وهو ما أجد شغفي للكتابة فيه، ولكن أحاول أن أجمع بين الأسلوب العلمي والأدبي والتطبيقي معا ليناسب جميع القراء.
أذكر لنا إنجازاتك التي نشرتها سابقا؟
- كتاب ماما بريستو،
- كتاب ٦ مفاتيح للتعامل مع المراهقين.
حدثنا عن عملك القادم؟
عملي القادم بإذن الله سيكون مفاجأة.
هل تشعر بأنك تعبر عن نفسك فقط من خلال الكتابة، أم أن هناك أفكاراً أو رسائل تحاول إيصالها للعالم من خلال أعمالك الأدبية؟
الكتابة بالنسبة لي هي وسيلة لنشر أفكار تخص التطوير الذاتي والمهارات الشخصية وتوعية الناس أكثر بأهمية الاهتمام بالعلم والتعلم وتطوير مهاراتهم وتحسين الإنتاجية والسعي للنهوض بمجتمعاتنا العربية عن طريق تطوير الشباب والمراهقين.
. كيف ترى علاقة الكاتب بالقراء؟ هل تكتب بما يتوافق مع توقعات الجمهور، أم أن الكتابة هي انعكاس لروحك الداخلية فقط؟
أنا أكتب ما يتناسب مع احتياجات القراء وتوقعاتهم.
فالأم العصبية مع أولادها المراهقين، أنا أكتب لها أفكار وطرق وبدايل صحيحة للتعامل مع مشاعرها وإدارة غضبها حتى تستطيع تربية أبنائها في هدوء بعيدا عن التوتر والخلافات لننشئ جيلا أكثر استقرارا واتزانا نفسيا.
هل يمكن للكتابة أن تكون علاجاً نفسيًا بالنسبة لك؟ كيف تساعدك الكتابة على مواجهة تحدياتك الشخصية أو العاطفية؟
الكتابة طبعا تعتبر علاج لتفريغ المشاعر، فهي عمل رائع وتزيد من المشاعر الإيجابية وتحسن من جودة الحياة.
ما هي اللحظات أو المواقف التي تشعر فيها أن الإبداع يصل إلى ذروته لديك؟ هل لديك طرق معينة لتحفيز نفسك على الكتابة في الأوقات الصعبة؟
إدارة الوقت وتحديد الأولويات من الأدوات الهامة، وأهم من ذلك أو بناء عادة الكتابة نفسها والتي إذا استمرينا عليها، سنجد أنفسنا كل يوم في نفس التوقيت نكتب بشكل تلقائي وبطريقة أكثر إبداعا.
. كيف ترى التطور التكنولوجي في عالم الكتابة، مثل النشر الإلكتروني والذكاء الصناعي؟ هل تعتقد أنه يؤثر على الأدب التقليدي؟
أعتقد أنه يؤثر عليه بالإيجاب حيث السهولة في الوصول إلى المحتوى من أي مكان في العالم، بالإضافة إلى جذب الأجيال الجديدة على القراءة، فكل شئ يتطور ولا بد من مواكبة التطور في كل نواحي الحياة، حتى في مجال التأليف أو القراءة.
كيف تتعامل مع النقد؟ هل يعتبر مصدرًا للتحفيز والتطوير أم أنك تجد صعوبة في تقبل الآراء المختلفة حول أعمالك؟
تقبل النقد من الأمور الصعب تقبلها في أغلب الأحيان، ولكن بعد معرفة هوية الناقد واهتماماته وأفكاره، والغرض من النقد نفسه بالإضافة إلى اسلوب النقد نفسه، كل ذلك يجعل النقد أكثر تقبلا ورغبة في الاستماع إليه بهدف التطوير والتحسين لأنه في هذه الحالة يعتبر نقد بناء هدفه التطوير والتحسين.
. ما هي أهم التحديات التي تواجهها ككاتب في العصر الحالي؟ هل تعتبر أن وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي له تأثير على الكتابة بشكل عام؟
أنا أحب الكتابة في ورشة عمل كتابة جماعية، وأهم التحديات هو تجميع كل الأفكار لكتابتها بأسلوب واحد حتى لا يتشتت القارئ، بالإضافة إلى تحدي الكتابة الجماعية والالتزام والتعامل مع الشخصيات المختلفة، ولكني أحب هذا التحدي.
وجود الإنترنت والتواصل الاجتماعي يساعد على انتشار الأعمال ودوره إيجابي.
هل تعتقد أن الكتابة تحتاج إلى الكثير من المعاناة والصراع الداخلي لخلق شيء مميز، أم أن الإبداع يمكن أن يكون نتيجة لحظات عفوية؟
أنا مؤمنة أن الإبداع يمكن أن يكون نتيجة لحظات عفوية وتوفيق من ربنا، ومذاكرة واجتهاد وتركيز.
ما هي الرسالة التي تأمل أن تتركها من خلال أعمالك الأدبية؟ وكيف تريد أن يتذكرك القراء بعد سنوات من الآن؟
الرسالة التي آمل أن أتركها هي العمل على تحقيق الهدف والغاية من وجودنا في الحياة، فالسعي الدائم للتعلم والتطوير الذاتي وسيلة لكي نعيش حياة أكثر ازدهارا والتأثير الإيجابي في كل من حولنا وترك أثر طيب في الحياة.
شكراً لك على وقتك ومشاركة أفكارك معنا نتمني لكِ كل النجاح.
الصحفيه/ أسماء أشرف