الکاتب محمد خلیل یجیب علی الحوار الصحفي

 مرحباً بكم في حوارنا الصحفي اليوم، حيث نستضيف شخصية بارزة في مجالها لنناقش مواضيع تهم الجمهور وتلقي الضوء على جوانب جديدة. سنسعى من خلال هذا اللقاء إلى استكشاف الأفكار والرؤى التي تساهم في إثراء النقاش العام. نرحب بضيفنا الكريم ونأمل أن يقدم لنا إجابات وافية ومفيدة.



حدثني عن نفسك ؟ 

محمد خليل                                                                        عضو اتحاد كتاب مصر

جاءني هاتف الكتابة بعد منتصف ليلة وألح أن أنهض و أكتب شعرا ، وكان أبى قد توفى منذ عدة أشهر وكنت أبلغ من العمر خمسة عشر عاما وما أزال طالبا في الأزهر الشريف


كيف بدأت رحلتك في عالم الكتابة؟ 

عندما استجبت لهاتف الكتابة وكتبت شعرا عموديا ولم أكن قد درست علم العروض واجهني أحد الأصدقاء عندما عرضت عليه القصيدة بجملة استفزتني قائلا ( هو الشعر بيلعب  ) ومع ذلك استمريت في الكتابة إلي أن أرسلت قصيدة لإحدى المجلات التي تصدر بالعربية وعلي ما أتذكر اسمها  " صوت الهند " وقال لي المحرر كلاما ضايقني ولم يكن مشجعا فقررت أن أتجه اتجاها آخر وبدأت كتابة رواية هي الأولي والأخيرة  ثم  القصة القصيرة التي حققت فيها نجاحا كبيرا بشهادة القراء والنقاد بعد أن نشرت لي مجلة الكاتب أول قصة واسمها  " الضحية " وكان رئيس التحرير الناقد الكبير الراحل الدكتور علي شلش رحمه الله ثم توالي نشر قصصي في الكاتب أيضا وفي الثقافة وكان رئيس تحريرها الدكتور الراحل عبد العزيز الدسوقي ومجلة الهلال ورئيس التحرير الدكتور حسين مؤنس رحمه الله وبعد ذلك في صحف الأهرام والجمهورية والسياسي المصري وفى المجلات العربية توالت نشر قصصى في السعدية ودبى وقطر وغيرها


ما الذي الهمك لتصبح كاتب وروائي ؟

وفاة أبي مبكرا الذي مثل لي قمة الفقد والحزن  وضياع الموجه وأنا كبير إخوتي والأحزان الكثيرة التي كانت أغلبها حول وفيات الناس في القرية و آلامي الشخصية وآلاما كثيرة متباينة ثم تعاطفي مع كل آلام وأحزان الآخرين هذا  كله كان سببا رئيسا في الاتجاه نحو السرد بصفة عامة خاصة القصة القصيرة والمسرح  بعد أن تخليت عن كتابة الشعر وكتبت القصة التي تنافس الشعراء بشهادة الأدباء والكتاب والشعراء أنفسهم


أين تجد إلهامك لقصصك وشخصياتك ؟وهل هناك أحداث أو أشخاص في حياتك الواقعية يؤثرون علي كتاباتك ؟ 

الإلهام ليس له مكان محدد يأتي في أي مكان قد أكون جالسا في مقهي أو كافيه أو مسجد أو قراءة خبر في صحيفة أو تلتقط أحدا يحكى حكاية أو في الشارع  وهكذا كما أن الإلهام ليس له وقت محدد نهارا أو ليلا وأنا مسافر في القطار أو السيارة لأن انشغال الكاتب الحقيقي بمشكلات الناس والوطن تجعله في حالة تفكير دائم فتأتيه فكرة القصة أو المسرحية أو المقال وهكذا، الأحداث العامة التي تشغل الوطن وارتباطها بحيوات المواطنين هي عالم الكاتب الحقيقي والمبدع صاحب القضايا


هل تتبع نهجاً معيناً في الكتابة أم تعتمد علي التجريب ؟

لا أتبع نهجا معينا إنما فكرة القصة هي التي تفرض نظام أو طريقة أو أسلوب كتابتها 

أما عن التجريب فقد جربت توظيف جميع الأشكال الإبداعية في كتابة القصة القصيرة ووظفتها فنيا وكما وصف هذا النوع من الكتابة الشاعر الكبير أحمد سويلم  أنها " جماع للفنون " أي أنني وظفت فيها المسرح و الشعر والفن التشكيلي وغير ذلك .. عندما سمعها وأنا ألقيها من الذاكرة وهي  ليست عدة سطور ولكنها عدة صفحات وقد تحدث عنها الراحل الأستاذ الدكتور سيد حامد النساج في الإذاعة في البرنامج العام وبالمناسبة عنوانها أطول عنوان في تاريخ القصة القصيرة كما قال الدكتور سيد  بالنص واسمها " مشاهدة تحت السلاح لمشهد في فصل من مسرحية واقعية جدا " كما سمعها شعراء وكتاب كثيرين مثل الشاعر الكبير فاروق جويدة والكاتب المرحوم فتحي سلامة وكتاب كثيرين في المؤتمرات العامة والجامعات والندوات وليست قصة واحدة التي اعتمدت فيها علي التجريب وقال النقاد في هذا الشكل كلاما كثيرا وتم تحويلها إلي مسرحية حولها الكاتب المهندس صفوت سليمان وتم تقديمها في مسابقة مسرحية في التربية وفازت بالمركز الأول 


ما هي الكتب أو الكتاب الذين أثروا فيك بشكل كبير ؟ 

بشكل  كبير كتابات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم  وعباس محمود العقاد ودكتور طه حسين وأمين يوسف غراب ومحمود البدوي ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس ودكتور لويس عوض ومحمد حسين هيكل وغيرهم من كتاب مصر الكبار ومن الكتاب الأجانب تولستوي وديستو فسكي من الكتاب الروس وآخرين كثيرين من الكتاب الأجانب  مثل هيمنجواي و إدجار ألان بو ، جان جاك روسو ، برتراند راسل كافكا وغيرهم 


ماهي التحديات التي واجهتك اثناء الكتابة ؟ وكيف تمكنت من التغلب عليها ؟ 

النشر وتكاليف الطباعة هو شاغلي الأكبر أثناء عملية الكتابة وكنت أطبع كتبي وما زلت علي نفقتي الخاصة رغم أن كتبي كانت توزعها أرقى دور النشر مثل الأهرام والجمهورية لكن كانت الطباعة وحتي الأن مشكلة كبيرة ومجازفة رغم أن بعض كتبي كانت تطبعها  وتوزعها هيئة قصور الثقافة والهيئة العامة للكتاب


ما هي القضايا التي تهمك وتعكسها في روايتك ؟ 

قضيتي الأولي هي العدل ثم العدل ثم العدل وقضايا الفقراء والمعدمين


كيف تري تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي علي الأدب والكتابة اليوم ؟ 

كأي وسيلة أوصلنا إليها الله لها وجهان .. وجه يتسم بالخير والإيجابية ووجه آخر يوصف بالشر والسلبية والتأثير علي الكتابة والأدب فقد أتحت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الفرصة للجميع ينشروا كتاباتهم مجانا وهذا أحد أسباب الكتابة " بالفهلوة  "  وظلم الكتاب المبدعين الحقيقين حيث أصبحوا  يكتبون شبه مجانا وهذا غير منطقي أو مقبول


هل هناك مشاريع مستقبله جديده تعمل عليها ؟ 

أريد أن أطبع أعمالي أعيد طباعتها أعمال كاملة .. أتمنى أن تجد مسرحيتي الفائزة بجائزة أفضل نص مسرحي في الهيئة العامة  لقصور الثقافة طبيعتها الهيئة طبعة أولي كما طبعتها الهيئة العامة للكتاب في سلسلة مكتبة  الأسرة طبعة ثانية وهى مسرحية مكتوبة باللغة العربية الفصحي استعد لكتابة نص تاريخي آخر وكل من قرأها كنص تفاعل معها ولم يتركها إلا بعد الانتهاء من القراءة كتابا ونقاد ومسرحيين وقضاة ومثقفين من كل الاتجاهات الثقافية والسياسية


ماهي النصائح التي تود تقديمها للكتاب الجدد الذين يسعون لدخول عالم الأدب ؟ 

أول ما أنصح به من يحلمون بدخول عالم الكتابة هو إجادة اللغة العربية الفصحى الميسرة لأن اللغة العربية تواجه حربا شرسة والكتاب والشعراء وجميع فئات المبدعين هم أول المدافعين عنها و الحريصين علي انتشارها أو هذا من أول أهدافهم .. النصيحة الثانية أن يدخل الكتاب الجدد بضمير يقدم القضايا التي يكتبون عنها بضمير حي لا يباع أو يشتري بأي ثمن وأن يعرف أن الكتابة رسالة هامة اختصه الله بها وينبغي على الكاتب أن يكون علي قدر هذه المسئولية التي اختصه الله بها


في النهاية ما رأيك بمجلة قعدةمبدعين والحوار الخاص بنا ؟

 " قعدة مبدعين " مجلة مهدت لنفسها طريقا خاصا للتعامل مع المبدعين بكل اتجاهاتهم  وألوان كتاباتهم من خلال الحوار مع الشخصية .. فمكنت الكتاب والمبدعين بصفة عامة من التعرف عليهم والإفضاء بالقضايا التي تشغلهم .. وتقدمهم إلي القراء والمتابعين للتعرف علي إبداعاتهم ومدى حرصهم علي الكتابة باللغة العربية الفصحى 

أما عن أسئلة الحوار فكانت أسئلة جيدة وممتازة من الأستاذة الصحفيه آية عبد العزيز


شكراً لك علي وقتك ومشاركه افكارك معنا، نتمني لك التوفيق والنجاح الدائم 


الصحفيه آيه عبدالعزيز

إرسال تعليق

أحدث أقدم