الکاتبة نجلاء الملاح في حوار صحفی

 "الكتابة هي رحلة داخل الذات والعالم، حيث يتحول كل حرف إلى نافذة جديدة تفتح على أفكار وآفاق لم تكتشف من قبل. اليوم، في هذا الحوار، نستضيف كاتباً مبدعاً تألق في عالم الأدب، للغوص معًا في أسرار الكتابة ونعرف كيف ينسج خيوط إبداعه. نريد أن نكتشف كيف يرى الكاتب العملية الإبداعية، مصادر إلهامه، والتحديات التي يواجهها. نتناول كل ما يتعلق بالكتابة، من البداية وحتى النهاية، لنقدم للقارئ نظرة شاملة وعميقة عن عالم الكتابة من خلال عين كاتب مبدع."



اسم الكاتب: 

نجلاء الملاح. 


تصنيفك في الديار؟ 

-حاصلة على بطاقة اندراجي لأديبة، وروائية، وشاعرة. 


اسم الكتب؟

ديوان "جاردينيا"، ورواية "ما بات يخفى!"، ورواية "سفير العصرين".


نبذة عن الكتب:

الديوان "جاردينيا": ديوان شعر مجمع، وصفي مدحي.

الرواية الأولى "ما بات يُخفى": كتاب راوي أحداث معيشة لشخص بائس مؤقتًا لحين ظهور صحبته؛ تتحسن نفسيه، وهو انقلاب جذري فيما بعد وصولًا للنهاية، وكمان المُحكاة تظلم جماله.

الرواية الحديثة "سفيرُ العصرين": ذات العمق التاريخي الأدبي، مشتملةً واقعًا محرف بعض الشيئ لجودة الخيال وصحته.


منذ متى وأنتِ في الوسط اﻷدبي، وﻷي فترة تنتمي؟

في الوسط الأدبي من فترة بالنور تتراوح من ثلاثِ سنواتٍ، وبالخفاء سنين كُثُر.


كيف كانت رحلتلك في البداية في التفصيل؟

-كانت رحلة لطيفة؛ لطيفة بشكل أفضل ما يحدث لي ومُقَّدرة بعناية إلهية بحتة... وكانت صدفة.


ما الذي دفعك لعالم الكتابة، هل كانت الكتابة جزءً من حياتك في الصغر، أم أن الأمر تطور مع مرور الوقت؟

ذينكا الأمرين معبرين عن محتوياتي، وذاتي، وشعورياتي، عسايّ اشتملتني كافة!


ما أحب الأعمال لك، أو ما هي أهم أعمالك؟

-لرُّبما اﻷهمية الكُبرى لم تأت بعد، لكن لكلا ما صدر "جاردينيا، ما بات يُخفى!"، لكن المحبب لقلبي "ما بات يخفى!"، أما الحائز على ضجة الشغف كانت رواية "سفير العصرين". 


ما أصعب المواقف والظروف التي واجهتك في كل الكتابات والرويات، وكيف تم التعامل معها؟ _تحديثي باستفاضة_

صعاب الموقف تكمن بفترة الكتابة، من تراوح الخوف والحبكة والتفكير، لكنها فترة لذيذة ومحبذة لقلبي جدًّا، ريثما شخصيتي تتغير القليل تعود كما كانت بآن صدور عمل مرضي عنه من قبَّلي أولًا، والتعامل معاها بالخواء بالنفس، والاستمتاع بالوحدة لوقتٍ عالي من الزمان -وتلاشي بعض البشر أهمها- في حينها تظل ماتعة.


كيف تختاري موضوعات أعمالك، وهل هناك موضوعات موضوع معين تفضل الكتابة عنه بشكل مستمر، وهل تحدثتي عن أهدافكِ التي تريدين أكثر؟

لا أريد التَكرار، أجيد شاكلة الكتابة عامةً، أما الأهداف فهي متروكة ليَّ، ما أن تحققت ظهرت للجميع، وما لم إن قدر الله فقد كان ما شاء القدير أفضل؛ نحمد الله، حققت كل ما وددت إلى الآن!


لمن تدينِ بالفضل في هذه المرحلة؟

-أدين بالكثير للكثير، وعلى رأس البشر أنا ومن هم أنا، إن لم تكُ داعمًا أوليًا؛ فمن يكُ لك داعمًا وليًا عليك!


ماذا حققت من تلك الطموحات واﻷهداف؟

-حققت بفضل الله عليَّ ما أريد للآن، وفيما آت فالغيب مجهولٌ عليَّ فعلًا، ليس من باب الخفاء صديقني، لكنها غيبيات!


بماذا تنصحين الشباب؟

-لعل الشباب يسمعون مني وأنا الشباب الذي هم فيه يسمعون، على كلٍ وأيةِ حالٍ؛ توجَّب عليَّ وعليهم السلام، والمحبة، والإحسان ورَده، في المطلق.

وفي الكتابة يتوجَّب علينا القراءة وأيضًا علاوة عليهم بتطيُب الخلُق، والمظهر، ومن ورائها توسيع العلم، والثقافة، والقلم، وسعي الحياة وتحمل خلافاتها؛ فلا عِتاب لحياةٍ ما دامت بها خلافات!


هل أعطينا نبذة ليست مختصرة ومتوسّعة عن الرواية السابقة والحالية؟

-"ما بات يُخفى!": هو الراوي حول أحداث معيشة لشخص بائس مؤقتًا لحين ظهور صُحبته؛ تتحسن نفسيه، وهو انقلاب جذري فيما بعد وصولًا للنهاية، وكمان المُحكاة تظلم جماله، متحدثةً فيه عن الصداقة وثأثيرها النفسي، والضغينة في بعض اﻷحيان.


هلا استفضت عن الرواية التالية عليها "سفير العصرين"؟

-طبعًا؛ كتابات مبنية على خيالات من أصل واقعي ومصادر ومراجع مذكورة في خاتم الكتاب، ومترجمات مُعرَّبة.

سفير مصري بلندن يُبعث للعصر الفرعوني، عن طريق "ميريت آتون" سيدةُ العصور والخالدة في كل زمان _كخيال_، حينما سلبته إثر حادثة في حافلةٍ استقلها وهو بإجازة في لندن، عندما تصورت له بهيئة هرة ترسل له إشارات لمخه وتحدثه حتى اصطحبته للفجوة الزمنية، وهنا ذهب للعصر حيث وجد الملك حينها "أخناتون"، وهنالك كان العصر بالعكس زمانه، أي ما هو قادم عهده بعد "أخناتون" والده، والذي يمنع رِدَّته هو صندوق أخذته جدة "بيرم"، والتي هي كانت وزيرة اﻵثار سابقًا ونشأت تنقب من سالف الدهر مع والدها الذي كان له عمل في هذه الجهة، ولمَّا كشفت مقبرة "أمنحتب الرابع" والد "أخناتون" أخذت نوع من المكافأة صندوق يحوي تذكاريات فرعونية؛ وهذا ما يوقف زمن الرِدَّة للملك "أمنحتب الرابع" والد "أخناتون"، وجد الملك "توت عنخ آمون"!


ممكن استفسرات واستعلامات عنك بشكلٍ أوسع وخاص، وهل هناك عمل جديد لك؟

-شكرًا لك، فلا داعٍ لذاك!


حدثينا أكثر عن عملك القادم؟

-لا أفكار لديّ الآن، صدق القول!


هل تشعرين بأنك تعبرين نفسك فقط من خلال الكتابة، أم هنالك أفكارً ورسائل تحاولين إيصالها للعالم من خلال أعمالك الأدبيّة؟

-المحور والجوهر الأساسي هو صدق التعبير، فإن لم يكن هناك مجالًا للفائدة فلا ريب ألا يضر، إن لم تأت منفعة بالمعنى الآخر أو لذة القراءة؛ كنت بكامل الحرص على ألا يكن مضرًا. 


هل يمكن للكتابة أن تكون علاجًا نفسيًا بالنسبة لك، كيف تساعدك الكتابة على مواجهة تحدياتك الشخصية أو العاطفية؟

بالتأكيد، وليس سواها مداواة للقلب بعد رؤية أحبابي، قادرة على احتواء كل ما فيّ نحوها، تسلب مني كل فكر، فلا أنتمي للكوكب حينها، فقط أكن منتميةً بها! 


ما هي اللحظات أو المواقف التي تشعر فيها أن الإبداع يصل إلى ذروته لديك؟ 

-لحظة الانتهاء من الموقف الأدبي، على أية حالٍ كانت، فقد كنت على قدرة للوصول مهما كانت التصديات.


هل لديك طرق معينة لتحفيز نفسك على الكتابة في الأوقات الصعبة؟

-الحافز الفطري هو غالب أمري، فلنضع الأوقات الصعبة جانبًا تلك الفطرة! 


كيف ترين التطور التكنولوجي في عالم الكتابة، مثل النشر الإلكتروني والذكاء الصناعي؟ هل تعتقدين أنه يؤثر على الأدب التقليدي؟

-تطور لطيف، ريث تطور النفر بيننا، تظل القراءة بتلك الطريقة مدرسة حديثة وسط المدارس المتعددة لاكتساب السلطة القرائية.


كيف تتعاملين مع النقد؟ هل يعتبر مصدرًا للتحفيز والتطوير أم أنك تجدين صعوبة في تقبل الآراء المختلفة حول أعماك؟ 

-النقد بقول الأداء بما له وما عليه أفضل نقد، أما المتداول بالمفهوم الدارج لا يعنيني من جوانبه ذرة. قد يكون، أحيانًا!


هل هناك أنواع معينة من الكتابة أو الأدب تتمنى أن تتناولها في المستقبل، لكن لم تتح لك الفرصة بعد؟

-لا أظن ذاك فيَّ. 


هل هناك مشروع أدبي على وجه التحديد كنت تعمل عليه لفترة طويلة وتعتبره أقرب أعمالك إلى قلبك؟ ولماذا؟

-رواية "ما بات يُخفى!"، لأنها كانت أسعد أوقات حياتي، أينعم تهاونت في كثير من تلك الأوقات بعض الشيء؛ لعله خير!


ما هي أهم التحديات التي تواجهها ككاتب في العصر الحالي؟ هل تعتبر أن وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي له تأثير على الكتابة بشكل عام؟

-عن نفسي لا أجد لذة في شهرة تلك الوسائل، لا أهتم للظهور عليها بشكل الكُتاب الوارد علينا مؤخرًا، لها تأثير فعلًا لغالبية الناس!


هل تعتقدين أن الكتابة تحتاج إلى الكثير من المعاناة والصراع الداخلي لخلق شيء مميز، أم أن الإبداع يمكن أن يكون نتيجة لحظات عفوية؟

هذان نوعان للكتابة وألوان مختلفة، بيد أن الكتابة أكبر من السرد والانحصار في زاوية ابداع مذعون!


ما هي الرسالة التي تأمل أن تتركها من خلال أعمالك الأدبية؟ وكيف تريد أن يتذكرك القراء بعد سنوات من الآن؟

-الهدف، والمحور، والجوهر الأساسي هو: "صدق التعبير"، فإن لم يكن هناك مجالًا للفائدة فلا ريب ألا يضر، إن لم تأت منفعة بالمعنى الآخر أو لذة القراءة؛ وكنت بكامل الحرص على ألا يكن مضرًا. 


ما رأيك في المجلة؟

-لطيفة!



ممكن صورة وإمضاء لحضرتك؟

-بالتأكيد!

_نجلاء الملاح.


نجلاء الملاح، نجمة الأدب المصري الحديث:

نجلاء الملاح، الكاتبة والشاعرة المصرية البارزة، تُمثّل أحد أبرز الأسماء الأدبية في الساحة المعاصرة. استطاعت أن تبني لنفسها مكانة مميزة في عالم الأدب بفضل كتاباتها العميقة وأسلوبها الذي يمزج بين الرقي والبساطة، مما يجعلها قريبة من القارئ ومحفزة لخياله ووجدانه.

البدايات الأدبية والرؤية الفريدة:

بدأت نجلاء رحلتها الأدبية بشغف كبير للكتابة منذ سنوات شبابها الأولى، حيث كانت تعتبر الكتابة متنفسًا للتعبير عن ذاتها وأفكارها. إلا أن ظهورها في الوسط الأدبي العلني جاء منذ ثلاث سنوات فقط، بينما كانت تمارس الكتابة في الخفاء لسنوات عديدة، مما يعكس شغفها الحقيقي وارتباطها العميق بهذا المجال.

أعمالها الأدبية:

نجلاء الملاح تمتلك رصيدًا من الأعمال الأدبية المميزة، من أبرزها:

1. ديوان "جاردينيا": وهو ديوان شعري يحمل بصمة وجدانية قوية. يتسم بجمال الأسلوب وعمق المشاعر، ويعكس تجربة شخصية خاصة أثرت في حياة الكاتبة وألهمتها.

2. رواية "ما بات يُخفى!": عمل درامي نفسي يحكي عن التغيرات الجذرية في حياة شخص بائس تتحسن حالته النفسية بفضل الصحبة، لكنه يعاني من صراعات داخلية وظروف اجتماعية معقدة.


3. رواية "سفير العصرين": تحفة أدبية تمزج بين الخيال والتاريخ. تحكي عن سفير مصري يسافر عبر الزمن من لندن إلى العصر الفرعوني، حيث يقابل شخصيات تاريخية مثل الملك أخناتون. الرواية تستند إلى مراجع ومصادر موثوقة، مما يضفي عليها قيمة ثقافية إلى جانب متعتها السردية.

أسلوبها الأدبي وموضوعاتها المفضلة:

تتميز نجلاء بأسلوبها العميق الذي يجمع بين الفكر والوجدان. تعبر كتاباتها عن معانٍ إنسانية عميقة، سواء في تناول الصداقة وتأثيرها النفسي، أو في الغوص في تفاصيل الحضارة المصرية القديمة. كما ترفض التكرار في أعمالها وتسعى دائمًا إلى التنوع والإبداع.

الإنجازات والتحديات:

رغم صعوبة المشهد الأدبي الحديث، استطاعت نجلاء أن تُثبت مكانتها بفضل إرادتها القوية وإصرارها على تقديم أعمال ذات جودة عالية. ورغم التحديات النفسية والاجتماعية التي واجهتها خلال مراحل الكتابة، إلا أن فترة العزلة والخواء التي عاشتها خلال الكتابة تحولت إلى مصدر إلهام وقوة بالنسبة لها.

القيم والرؤية المستقبلية:

نجلاء الملاح تؤمن بأن الكتابة هي تعبير صادق عن الذات وأداة لتقديم الفائدة أو المتعة للقارئ. وهي ترى أن النجاح الأدبي ليس في الشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل في جودة العمل وتأثيره الحقيقي على القارئ.

إرث أدبي خالد:

بفضل شغفها بالكتابة وعمق أفكارها، تترك نجلاء الملاح أثرًا دائمًا في نفوس قرائها. أعمالها ليست مجرد سردٍ لأحداث أو عواطف، بل هي دعوة للتفكير والتأمل في معاني الحياة والإنسانية. إنها بلا شك واحدة من الأسماء التي ستظل راسخة في الذاكرة الأدبية المصرية والعربية.

نجلاء الملاح هي مثال يحتذى به في الإرادة والإبداع، وكاتبة استطاعت أن تنقل فكرها وشغفها إلى أجيال من القراء الذين سيجدون في أعمالها دائمًا مصدرًا للإلهام.



"في النهاية، نكون قد استعرضنا بعضًا من أبعاد الكتابة الإبداعية وتعرفنا على رؤية الكاتب العميقة والمميزة لهذه العملية الرائعة. كانت هذه الجلسة بمثابة رحلة مليئة بالإلهام والتأمل، حيث أضاء الكاتب أمامنا أفقًا جديدًا لفهم الأدب والتعامل مع الإبداع. نُشكر الكاتب المبدع على وقته الثمين ومشاركته أفكاره، ونتمنى أن تكون هذه الكلمات مصدر إلهام لجميع المبدعين الشغوفين بالكتابة. وفي النهاية، نعلم جميعًا أن الكتابة هي فن لا يتوقف، وأن كل كلمة هي خطوة نحو عالم جديد لا نهاية له."



الصحفية/ أسماء أشرف

إرسال تعليق

أحدث أقدم