"بیت أبونا"

 "بيت أبونا"


بيت أبونا اللي جامِعنا

كل ذرة وشبر فيه شافت جَلَعنا

شافت أيام الشقاوة 

وفرْحِنا وعيون دموعنا

كانت امي وكان أبويا والبراءة ف عين أخويا

واختي نوارة شارعنا 

كانت العيشة بسيطة والبيبان مفتوحة ياما

والكرم والهِمَّة هُمّـا 

زينة زانت مجتمعنا

كنا نلعب كورة قُدّام البيبان

والشوارع من فرَحْنا كهْرَمان

كانت الدنيا أمان

إخوة مسلم أو مسيحي

في المواسم

أم ثروت تعمل الطعمية والتِّرمس وتِندَه يَمِّة أمي: 

يا ام سيد

- لما كان في الدنيا أمّ-

يا ابني خد .. 

كل لحظة وإحنا دايمًا طيبين

وامي تِبعَت حُبَّها بحاجة بسيطة

م اللي موجود في البيت حَدَانا

لما كان ف قلوبنا دين

كانت الأحضان أمان وكلنا أولاد لبعض

كانشي ساكن فينا بُغض

ولا كانشي أخّ لاخوه يُعض

كلنا جامعانا أرض

تشهد ايامنا الجميلة

السياسة فرّقتنا وحزّبتنا وحزّمتنا

وقلنا فوضَى .. فاضِت الفوضَى علينا

واللي جاب الجِنّ يِصرف

كل شيء بقى بينّا مُقرِف

النوايا مش سليمة والجيران صَبَحت لئيمة

والخُوات ف كل ناحية

ولا عادش شيء لُه بينّا قيمة!

..

بيت أبونا اللي جامعنا

كِترِت الأنظار عليه

قَلِّت البَرَكة اللي فيه

وألف آهة وألف إيه

ع الحزَانَى اللي ف شارعنا!

فجأة وبدون أي حاجة

وبسذاجة

الزمن قام جِه فاجِعنا !!

وِقعِت الشمس اللي شافِت خَطْوِنا 

وشافت رجوعنا

غابت الدنيا الجميلة 

وذكراياتنا لسه باقية

باكية شاكية .. 

ذكراياتنا اللي الفراق طهْبَج كانونها

وطفّا نارها .. 

اللي الفرح دايما زاينها

..

كل حاجة فيها حاكية 

عن زمان 

وأمان أمومتي وضِحك أبويا

والجيران .. 

وروايح الصُّحبة اللي ضاحكة اللاقية بعض

أجراس كنايس كات مصاحبة لصوت جامعنا

كلها ف لحظة شيطان اتفرَّقِت

والزمااااااان كسَّر شِراعنا

بقلم الشاعر والکاتب /سـيد عيسى


1 تعليقات

  1. يعجز لساني عن إجزال شكركم يا مَن تصنعون الجمال وتنتزعون البسمة من شفاهٍ آلمتها الهموم والحياة
    شكري الخاص للأستاذة زينب يوسف الأخت الفُضلى على كرمها معي ربنا يسعد قلبها ويسعدكم جميعا أيها الغالين

    ردحذف
أحدث أقدم