الکاتب احمد السید ابو مکي يتألق في الحوار الصحفي

 مرحباً بك، يسعدنا التحدث مع كاتب متميز مثلك. نرحب بك في مجلة "قعدة مبدعين".



هل يمكنك التحدث عن نفسك قليلاً لتخبرنا عن اسمك، سنك، مؤهلك الدراسي، عملك، محل إقامتك، وقليلًا مما تحب ذكره؟


أهلاً وسهلاً،


أتقدم بخالص الشكر والامتنان لمجلة قعدة مبدعين على اهتمامها الكبير بالتواصل مع الكتّاب، وحرصها على دعم الأدب والثقافة، مما يعكس دورها المتميز في إثراء المشهد الأدبي وإبراز المواهب.


أنا أحمد السيد أبو مكي، أبلغ من العمر 30 عاماً، خريج كلية دار العلوم، وأعمل حالياً في مجال العلاقات العامة بدولة الإمارات العربية المتحدة.


أنا كاتب روائي من صعيد مصر، أركز في كتاباتي على الروايات التاريخية التي أقدمها في قالب اجتماعي رومانسي، أو أدمجها بعناصر من الخيال لتتحول إلى فانتازيا تاريخية. كما أنني أطمح إلى التوسع في مجالات أدبية أخرى قريباً.


1/استاذ احمد كيف بدأت مسيرتك الادبية؟


في البداية، كنت قارئًا نهمًا، وما زلت أحرص على القراءة حتى اليوم. كان والدي، رحمه الله، هو الداعم الأكبر لشغفي بالأدب والكتب؛ فقد كان مشرف مكتبة مدرستنا الابتدائية، وكان يشجعني دائمًا على القراءة من خلال إعطائي كتبًا من المكتبة ووعدي بمكافآت عند الانتهاء منها. كان هذا الحافز الأول الذي أشعل بداخلي حب الأدب والقراءة، حيث بدأت رحلتي مع مجلات مثل “ألف ليلة وليلة” و”قطر الندى”، وصولًا إلى الكتب التاريخية.


ما زلت أذكر كلمات معلمتي لمادة اللغة العربية في الصف الرابع الابتدائي، عندما كتبت موضوع تعبير حصلت فيه للمرة الأولى على 9.5/10. لقد أثنت على كتابتي وشجعتني بشكل كبير، مما أثر فيّ كثيرًا وشجعني على الاستمرار. وخلال أيام الدراسة الجامعية، بدأت أكتب الشعر، رغم أنه لم يكن منضبطًا من الناحية الفنية.


لاحقًا، تلقيت نصيحة ثمينة من الدكتور حسام الزمبيلي، مؤسس الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي، الذي شجعني على كتابة قصة قصيرة والمشاركة بها في مسابقة الجمعية. هكذا كانت بدايتي مع الكتابة القصصية، وكانت أولى أعمالي بعنوان “حضارتنا والمستقبل”، التي نُشرت في كتاب الجمعية “الصامدون” ضمن مجموعة “شمس الغد”.


هذه التجارب المتراكمة شكلت حجر الأساس لشغفي الحالي بالكتابة والرواية، وما زلت أطمح إلى تطوير نفسي وخوض المزيد من المجالات الأدبية.


2/وهل لازلت تدعم تلك الجمعية؟ 

كم كان عمرك اثناء المشاركه بها؟


انضممتُ إلى الجمعية المصرية لأدب الخيال العلمي عندما كان عمري 22 عامًا، وما زلت أعتبر نفسي عضوًا فيها حتى اليوم. ومع أن تواجدي خارج مصر على مدار السنوات الخمس الماضية يحول بيني وبين المشاركة الفعلية في صالوناتها الأدبية، إلا أنني أحرص على حضور الصالونات التي تُعقد عن بُعد كلما سنحت لي الفرصة. أذكر أنني شاركت في صالونين أدبيين للجمعية عبر الإنترنت، وكانت تجربة ملهمة أسهمت في تغذية شغفي بالأدب ومواكبة جديده.


أتمنى أن أعود يومًا للمشاركة حضورياً في أنشطتها الأدبية، لما لها من دور كبير في تطوير الكتّاب ودعم الحركة الثقافية.


3/هل فكرت ان تجرب نوع ادب اخر مثل ادب الرعب?

بالطبع، لقد خضت تجارب متنوعة في الكتابة، حيث جربت كتابة قصص قصيرة في أدب الرعب، كما خضت تجربة الكتابة لليافعين وأخرى في أدب الطفل. ومع ذلك، أجد أن قصص الرعب تأخذ مني دائمًا منحى غير متوقع؛ فعلى الرغم من أنني أبدأها كقصة رعب، إلا أنها لا تكتمل بهذا الإطار. غالبًا ما تتحول القصة إلى عمل كوميدي أو حتى إلى رومانسية كوميدية، كما حدث مع قصة نشرتها على فيسبوك بعنوان “أصدقائي الجنيين والقهوة”.


أعتبر هذه التحولات في أسلوبي جزءًا من طبيعة كتابتي وشخصيتي، وربما هي التي تضيف طابعًا مميزًا لقصصي، إذ أُحب المزج بين الأنماط المختلفة لإضفاء الحيوية والتنوع على أعمالي. ما زلت أطمح إلى تطوير مهاراتي في مختلف الأنواع الأدبية، وتقديم أعمال تنال إعجاب القرّاء بمختلف اهتماماتهم.


4/استاذ احمد حدثنا قليلاً عن اعمالك وما هو اقرب عمل لقلبك ولماذا؟


بدأتُ مسيرتي الأدبية، كما ذكرتُ سابقًا، بكتابة القصة القصيرة “حضارتنا والمستقبل”، وتلتها قصة “حازم والكوكب الأحمر”. بعدها قررت خوض تجربة الرواية، وكانت البداية مع “فرسان الشرق”، وهي رواية خيال علمي موجهة لليافعين. كتبتُ الرواية عام 2018، ونُشرت في عام 2020 مع دار الكنزي.


لطالما شعرت بمسؤولية عميقة تجاه القضية الفلسطينية، فكتبت الرواية الأقرب إلى قلبي “1948: حرب لم تنتهِ”، وهي رواية تاريخية رومانسية كتبتها عام 2019. كانت هذه الرواية الأصعب بالنسبة لي، إذ تطلبت الكثير من البحث، ومتابعة الوثائقيات، وقراءة معمقة في القضية الفلسطينية. هذه التجربة أثرت على حالتي النفسية لدرجة أنني حذفت الرواية وأعدت كتابتها أكثر من مرة. أعتقد أن كل حرف فيها مخضب بالدموع، وقد نُشرت في عام 2021.


في عام 2020، حولت قصة قصيرة غير منشورة إلى رواية بعنوان “كانوبوس: الصندوق المقدس”، وهي فانتازيا تاريخية تربط بين الحاضر وعصور المصريين القدماء، ونُشرت عام 2022.

أما رواية “أرض الأجداد”، فهي تجربة مختلفة تمامًا. لم تكن ضمن اهتماماتي، ولكنني شعرت وكأنني مكلف بكتابتها من الله، حيث جاءتني فكرتها كحلم مكتمل الأركان. استيقظت فورًا وسجلت الفكرة، وبدأت الكتابة في اليوم نفسه قبل أن تتلاشى التفاصيل. كتبتها خلال 45 يومًا في عام 2022 تقريبًا، وقمت بمراجعتها عدة مرات بعد دعمها بالمصادر التي تعزز الحبكة التاريخية، ونُشرت عام 2024.


أما أحدث أعمالي، فهي رواية “آسية”، المقرر نشرها في معرض القاهرة الدولي للكتاب. تتناول الرواية قصة فتاة عربية تسافر من المدينة المنورة إلى القدس مع والدها، وتشهد أحداثًا محورية في التاريخ العربي، أبرزها الثورة العربية الكبرى وطرد الأتراك من البلاد العربية.


إلى جانب هذه الروايات، لديّ العديد من القصص القصيرة المنشورة وأعمال قيد الكتابة والمراجعة حاليًا، والتي أطمح أن تضيف شيئًا جديدًا إلى مسيرتي الأدبية.


5/ماهي المصادر أو التجارب التي تستلهم منها أفكار قصصك؟


روايتي الأولى “فرسان الشرق” جاءت من شغفي بفكرة العوالم الأخرى وهمزة الوصل التي قد تكون موجودة بيننا وبينها. ومن هذا المنطلق، بدأت كتابة هذه الرواية لتكون استكشافًا لهذه الفكرة. أما ارتباطي العميق بالقضية الفلسطينية، فقد دفعني لكتابة “1948: حرب لم تنتهِ”، التي تناولت فيها مقارنة بين ما حدث لليهود على أيدي النازية من اضطهاد وتشريد، وما يفعله الصهاينة في الفلسطينيين العرب من جرائم وانتهاكات. حاولت من خلال الرواية تسليط الضوء على نضال الشعب الفلسطيني ومعاناته بأسلوب تاريخي رومانسي. كانت هذه الرواية الأصعب بالنسبة لي، إذ حملتني في رحلة شاقة من متابعة الوثائقيات والقراءات المعمقة، مما أثّر على حالتي النفسية، لدرجة أنني حذفتها وأعدت كتابتها أكثر من مرة. أظن أن حروفها مخضبة بالدموع، وقد نُشرت في عام 2021.


ولعشقي الكبير للتاريخ المصري القديم ورغبتي في تسليط الضوء على أسباب اندثار الكتابة الهيروغليفية، كتبت رواية “كانوبوس: الصندوق المقدس”، التي دمجت بين الماضي والحاضر بأسلوب فانتازي. أما “أرض الأجداد”، فكانت تجربة مختلفة تمامًا، حيث جاءتني كحلم مكتمل التفاصيل لم أتدخل فيه إلا من خلال الحبكة وتنظيم الأحداث. كتبتها في 45 يومًا، وراجعتها عدة مرات، معتمداً على مصادر تعزز الحبكة التاريخية، ونُشرت في عام 2024.


أما روايتي الأخيرة “آسية”، فكانت بمثابة دفاع أدبي عن الثورة العربية الكبرى، وعن الأمير فيصل بن الشريف حسين، مسلطة الضوء على تلك الفترة الحاسمة في التاريخ العربي.


بعض أعمالي الأخرى استوحت فكرتها من مواقف عابرة أو كانت تعليقًا على أحداث معينة، بينما هناك روايات بدأتُ كتابتها برؤية محددة، لكن أثناء العمل عليها تغيّرت الأحداث بشكل غير متوقع، مما تطلب مني مراجعتها عدة مرات، مع الحفاظ دائمًا على الفكرة الرئيسة التي أردت إيصالها.


6/ما سر تعلقك بالكتابه عن التاريخ؟


تعلقي العميق بالتاريخ ينبع من إيماني بأنه مدرسة عظيمة. وكما قيل: “من أراد أن يعيش أعمارًا فوق عمره، فليقرأ التاريخ”. فهو منهل للعلم، يفسر الكثير من أحداث الحاضر، ويضيء لنا الطريق لفهم المستقبل.


7/ماهي مشاريعك او اعمالك المستقبلية؟


أنا شخص بطبيعتي أفضل عدم الحديث عن الأعمال التي لم تُنشر بعد حتى يتم إصدارها، وهذه عادة غريبة ألتزم بها. ربما لهذا السبب لا أذكر أنني تحدثت عن أي عمل لم يُنشر مع الجمهور، باستثناء رواية “آسية”، حيث اضطررت للحديث عنها مع السفير السوري الدكتور زياد زهر الدين بسبب ارتباطها بتاريخ سوريا في فترة معينة.


بخلاف ذلك، أفضّل أن أترك الحديث عن أي عمل في طور الكتابة حتى يكتمل ويتم نشره. لكن يمكنني أن أعد القراء أن هناك دائمًا جديدًا قادمًا، بموضوعات مختلفة وتطور مستمر في أسلوبي وطريقة الكتابة، بإذن الله.


8/لماذا لم تفكر بكتابة عمل في ادب الرعب?


لم أبتعد عن أدب الرعب تمامًا، فقد جربت كتابة بعض القصص القصيرة فيه. لكنني لاحظت أنني أجد صعوبة في الحفاظ على الطابع المخيف للنهاية؛ فغالبًا ما تتحول القصة إلى عمل كوميدي أو حتى إلى رومانسية كوميدية، كما حدث مع قصة “أصدقائي الجنيين والقهوة” التي نشرتها على فيسبوك.


ربما السبب يعود إلى أسلوبي الخاص في الكتابة، حيث أميل دائمًا إلى المزج بين الأنماط أو منح القصة أبعادًا مختلفة. ومع ذلك، لا أستبعد خوض تجربة كتابة عمل رعب متكامل في المستقبل، لكن بأسلوبي الخاص الذي يوازن بين الرعب والخيال ويضيف لمسة فريدة تُميز العمل.


9/استاذ احمد هل فكرت في يوم اعتزال مجال الكتابة؟ 

ولماذا؟

نعم، كثيرًا ما راودتني تلك اللحظات الصعبة التي فكرت فيها بالتوقف عن الكتابة. أحيانًا تكون بسبب الحالة النفسية السيئة، وأحيانًا أخرى نتيجة شعوري بعدم جدوى الكتابة في ظل الظروف الحالية، أو ما يمر به الوسط الأدبي من تراجع وانهيار.


لكن في كل مرة أجد نفسي أعود إلى قلمي، مُذكرًا نفسي بأن الأدب ليس مجرد هواية أو وسيلة تعبير، بل هو رسالة سامية يجب إيصالها مهما كانت الصعوبات. فالكتابة هي النافذة التي أرى بها العالم وأحاول من خلالها أن أضيء جانبًا من الحقيقة، وأترك بصمة قد تلهم غيري يومًا.


الأدب، بالنسبة لي، كالشعلة التي قد تضعف أحيانًا لكنها لا تنطفئ أبدًا، طالما بقي الإيمان برسالته وبالقدرة على إحداث الفرق ولو بخطوة صغيرة.


10/نفهم من ذالك انك لن تصدر عمل جديد لك في معرض الكاتبه لدورته 56 تلك العام.؟


بالعكس دار النشر أعلنت عن رواية آسية وهي العمل القادم في الدورة 56


11/برأيك ما الاحداث التي تجعل الوسط الادبي في تراجع وكيف يمكن حلها من وجهة نظرك؟

تراجع الوسط الأدبي يعود إلى عدة أسباب، منها ضعف التقدير للأدب والثقافة، حيث أصبح الاهتمام بالمحتوى الترفيهي السريع يطغى على القراءة العميقة، مما أفقد الأدب جزءًا من جمهوره. إلى جانب ذلك، يواجه الكتّاب صعوبات في إيجاد دور نشر تدعم أعمالهم دون تكاليف باهظة، مع غياب برامج حقيقية تُبرز المواهب الناشئة. كما تُعد القرصنة الإلكترونية واحدة من التحديات الكبرى التي تؤثر على مبيعات الكتب وتثبط دور النشر، إضافة إلى غياب النقد البنّاء الذي يساعد على تسليط الضوء على الأعمال الجيدة، وترك المساحة للأعمال الضعيفة لتنتشر. الأزمات الاقتصادية أيضًا تلعب دورًا مهمًا في هذا التراجع، حيث تقلل من إقبال الناس على شراء الكتب باعتبارها ليست أولوية. يمكن مواجهة هذه المشكلات بعدة حلول، منها تعزيز الوعي الثقافي من خلال مبادرات تعليمية وإعلامية تشجع القراءة وتجعلها جزءًا من الحياة اليومية، إلى جانب دعم الكتّاب ماديًا ومعنويًا عبر جوائز ومنح وبرامج نشر بأسعار معقولة. يجب كذلك محاربة القرصنة الإلكترونية بتطبيق قوانين صارمة وتشجيع القراءة القانونية بأسعار رمزية، مع إحياء دور النقد الأدبي من خلال مساحات مخصصة للنقد البنّاء الذي يبرز جودة الأعمال. إقامة فعاليات أدبية مثل المعارض والصالونات الثقافية يتيح للكتّاب التواصل مع جمهورهم، مما يعزز مجتمعًا أدبيًا مترابطًا، مع الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم الكتابة التفاعلية ونشر مقتطفات الأدب بطريقة مبتكرة. الأدب مرآة للمجتمع، وأي نهضة ثقافية حقيقية تبدأ من وضع الأدب والكتابة في قلب الأولويات.


12/كيف تصف لنا علاقة المبدع احمد السيد مكي بجمهوره ومتابعي؟


علاقتي بجمهوري ومتابعيّ هي علاقة مبنية على التفاعل المتبادل والاحترام المتبادل. أحرص دائمًا على الاستماع إلى آرائهم وملاحظاتهم، سواء كانت إيجابية أو نقدية، لأنني أؤمن أن الكاتب ينمو ويتطور من خلال جمهوره. أحب أن أشاركهم أفكاري وتجربتي، وأرد على أسئلتهم واستفساراتهم بقدر المستطاع، وأعتبر أن القارئ هو الشريك الحقيقي في أي عمل أدبي.


في الوقت نفسه، أحافظ على مساحة خاصة تحفظ لي حرية الإبداع، فلا أكشف عن أعمالي الجديدة إلا بعد اكتمالها ونشرها. أرى في الجمهور مصدر إلهام كبير، فهم جزء من عملية الكتابة نفسها، وحين يتفاعلون مع رواياتي أو قصصي، أشعر بأن رسالتي الأدبية قد وصلت وأحدثت صدى. علاقتي بجمهوري ليست مجرد علاقة كاتب بقارئ، بل علاقة إنسانية قائمة على الحوار والتواصل الذي يغني التجربة الأدبية.


13/اذا فكر احمد السيد مكي بالارتباط والزاواج هل سيعلن عنها ام انها تكن شئ خاص به لا يستحب ان يعرفها جمهوره؟


الحب، بشكل عام، هو إنجاز كبير يستحق الاحتفاء. ولكن الإعلان عنه أو عدمه لن يكون قراري وحدي؛ بل سيكون من خلال التشاور مع شريكة حياتي. فهي أيضاً لها حق وحرية القرار في هذا الموضوع، لأننا في النهاية شركاء في كل ما يخصنا.


دائما ما يكون هناك صديق نسير معه طريقنا هل لك تلك الصديق ومن هو؟ 

وهل تريد ان توجه رساله له!


نعم الصديق العزيز أحمد صلاح المهدي،


لا تكفي الكلمات لشكره، فإبداعه في الكتابة والترجمة يفوق الوصف. مصدر إلهام وفكر حي، نقل لنا عوالم من الجمال لا تُنسى. شكراً لك يا صديقي على كل ما قدمته، وكل التقدير لما تواصل تقديمه.


14/هل حصلت يوما علي تعليق من جمهورك اثر بك عن باقي التعليقات وما كان هو؟


كل تعليق من قراء أعمالي، سواء كان نقداً أو مدحاً، كان له تأثير كبير عليّ. جعلني أنظر إلى نفسي بفخر وأشكر الله على توفيقه. التعليقات المهذبة التي تصلني تعلمت منها الكثير، فهي لا تدفعني فقط للتعديل في أسلوبي، بل تمنحني دافعاً للاستمرار.


أما مراجعات دكتورة بيسان الخطيب من فلسطين لروايتي “1948 وأرض الأجداد”، فهي كانت الأثر الأكبر في نفسي. ما أثّر فيّ هو شعورها في توصيل رسالتي لأهل الأرض، وهو ما أعتبره نجاحاً كبيراً بالنسبة لي.


حدثنا عن شخصيه من شخصيات اعمالك تأثرت بها عن غيرها او تجد انها تصفك شخصياً؟


في الحقيقة، لا أقول إنني أضع شخصيتي بالكامل في أبطال رواياتي، ولكنني أضفي بعض الطباع والصفات التي تنتمي لي أو تحمل شيئاً من جيناتي. فكل بطل أو شخصية في رواياتي، سواء كانت خيراً أو شريراً، تحمل جزءاً مني، تماماً كما أن الابن يأخذ بعض صفات أبيه، دون أن يكون بالضرورة نسخة طبق الأصل عنه.


15/اذا تحول عمل من اعمالك الي فيلم او مسلسل تلفزيوني اي عمل تحب عرضه؟


أتمنى أن أرى جميع شخصياتي على الشاشة، لكن أكثرهم قرباً إلى قلبي هي رواية “كانوبوس” لما تمثله لي كـ مصري أعتز بهويتي المصرية القديمة، و”أرض الأجداد” لأنها تشعرني كأنها رسالة من شاب مصري لإخوانه في جنوب غرب القارة، تعبيراً عن شعور بالآلام والمشاركة. ولكن رغم حبي لرواية “1948”، أظن أن نقلها إلى الشاشة سيكون مؤلماً، حيث تحمل في طياتها الكثير من الأوجاع.


16/هل فكرت يوما بكتابة عمل مشترك وان حدث مع من تفضل كتابته؟


الأعمال المشتركة تختلف بالفعل. هناك الأعمال الروائية، وهناك أيضًا مجموعات قصصية، وقد شاركت بالفعل في مجموعات قصصية مهمة، أبرزها مع الكاتب البريطاني بلاز ورد والصديق أحمد المهدي في قصة “أمواج غاضبة”، وهي قصة من أدب ما بعد الكارثة. تم نشرها مترجمة إلى الإنجليزية في المجموعة القصصية Every Tomorrow Worse. أما فيما يخص الرواية المشتركة، فأعتقد أنه من الصعب أن يتسق فكري مع شخص آخر في عمل واحد.


17/هل تري ان مجال الكتابه عمل يكتسب منه ام انه رساله موهبة ترفيهيه مهمة؟


أما عن مجال الكتابة في العالم العربي، فهو ليس مجالاً للربح المباشر، لكن يمكن أن يفتح أبواب للربح بطرق مختلفة، مثل تحويل الأعمال إلى أفلام أو مسلسلات أو الفوز بالجوائز القيمة. ولكن، من المؤسف أن قليلين فقط من يصلون إلى هذه الفرص.


18/ما أكثر ما تخشاه في هذا المجال ولماذا؟


لا أخشى شيئًا سوى اتخاذ قرار التوقف، بينما لدي أعمال مكتوبة لم تنشر بعد.


19/إذا لم تكن قد انضممت لهذا المجال، أين كنت ترى نفسك الآن؟


هذا المجال هو حياتي وقدري، ولا أستطيع تخيل مسار آخر. حتى حياتي التي كنت أرسمها قبل النشر كانت تدور حول الكتابة والنشر، وإخراج الكثير من الأفكار التي أخذتها من القراءة، والعمل على تيسيرها للقراء.


20/ما التطور الذي يتمناه احمد السيد مكي في اعماله?

اشتغلت على برنامج على فيسبوك بعنوان “لقاء مع كاتب”، وكانت الفكرة إجراء حوار مع كاتب عربي في بث مباشر، لكن لم يستمر سوى 4 حلقات فقط قبل أن يتوقف. كما قدمت فقرة رمضانية مصورة بعنوان “أخلاقه وصفاته صلى الله عليه وسلم في رمضان 2023”. حالياً، أحاول العودة بمحتوى ثري يتضمن قصصًا وحكايات ومواقف يومية، تبنى على رسالة أخلاقية ودعم نفسي للجمهور.


21/كيف تري الكُتاب الجدد المبتدئين وما رأيك هل بعض منهم يستحق الدعم ام انه يحتاج لتدريب اكثر؟


لا يوجد كاتب لا يستحق الدعم. من يكتب بشكل جيد ويحمل رسالة، يستحق التقدير والدعم. أما من يكتب بدون معرفة كافية، فيستحق الدعم من خلال التعليم والتدريب. نصيحتي للكتاب المبتدئين هي أن يقرأوا أكثر وأكثر، فالقراءة تفتح آفاق الفكر وتغذي الكتابة بالمعرفة والعمق.


22/هناك بعض الكتاب يكتبون في جميع انواع الادب بأشكال هل فكر او جرب احمد السيد بالكتابه في ادب الشعر يوما ما؟


بدأت بكتابة الشعر، وأظن أنني لم أوفق فيه بشكل كامل، لكنني ما زلت أكتب بعض الأبيات بين الحين والآخر. رغم ذلك، لا أسعى لنشرها في عمل مطبوع. لا أحب أن أزاحم ما تميزت فيه بأعمال لم أجد فيها ذاتي بشكل كافٍ.


23/ان تحدثنا عن الشعر بشكل عام من تفضل ان تقرأ او تستمع له واي شعر تفضل الفصحي ام العامية المصرية واي نوع جربت كتابته


أحب الشعر الفصيح وقد قرأت لكثير من الشعراء مثل امرؤ القيس وعمرو بن ربيعة والفرزدق والبحتري والمتنبي وأبي تمام، وقد أعجبتني أشعارهم. أما في الشعر المعاصر، فأنا أستمع لأشعار الجخ وأحبها سواء في الفصحى أو العامية. كنت أستمع لتميم البرغوثي، لكن فقدت احترامه بسبب تطاوله على بني أمية ودوره في تأجيج الفتن الطائفية في الوطن العربي، في وقت نحن بحاجة فيه لمن يطفئ هذه الفتن. أحب الشعر بشكل عام، لكنني لا أميل كثيرًا إلى الشعر العامي باستثناء أشعار الجخ.


24/هل لديك طقوس معينة تساعدك أثناء الكتابة؟


في الوقت الحالي، للأسف، أنا متوقف عن الكتابة ولا أعرف كيف أخرج من هذه الحالة. لا ألتزم بطقس محدد في الكتابة، لكنني أتذكر طقوس كتابة روايتي آسية التي كانت في وقت مباريات كأس العالم. كنت أصنع لنفسي كوبًا من النسكافيه وأعد نفسي بألا أترك الجهاز إلا بعد أن أكون قد كتبت في ساعة واحدة ما بين 500 إلى 1000 كلمة. رغم ذلك، في الغالب لا ألتزم بطقس ثابت للكتابة.


25/كيف تتعامل مع لحظات جفاف الأفكار، أو ما يُعرف بـ "متلازمة الصفحة البيضاء"؟


حاليًا، لا أعرف كيف أتعامل مع هذا الوضع. في السابق، كنت أجبِر نفسي على كتابة أي شيء، لكن الآن لا أستطيع للأسف. الكتابة أظنها مثل الوحي، أو لنقل إن “جني الكتابة” يحضر لكتابة الكلمات، لكن الآن لا يوجد حضور، والورق يظل أبيض.


29/استاذ احمد وجه رسالة لجمهورك قبل انهاء الحوار


في النهاية، أشكر “قعدة مبدعين” على اللقاء الرائع، وأشكر جمهوري الجميل والقراء أصحاب الوعي الراقي في اختيار ما يقرأونه. فهم سبب نجاح الكتب، وهم عماد الوسط الأدبي. فبحفاظهم على قراءة الكتب ذات الرسائل والكتب التي تستحق، هم الداعم الأكبر للكتاب. فشكراً لكم.


شكرًا لك، لقد أنهينا الحوار. أسعدنا الحوار معك، يمكنك إبداء رأيك في المجلة والحوار.


شكرًا لكم على هذه الفرصة الرائعة للحوار. لقد استمتعت جدًا بمناقشة مواضيع متنوعة وأفكار عميقة. المجلة والحوار كانا ممتازين، وقد أتاحا لي الفرصة للتعبير عن آرائي ومشاركة بعض من تجربتي. أشكر الفريق على الجهود المبذولة، وأتمنى لهم المزيد من النجاح والتقدم.


بقلم/الصحفية/ندي رضا زكي

1 تعليقات

  1. حوار جميل جداً بالتوفيق والسداد إن شاء الله.

    ردحذف
أحدث أقدم