"في عالم يمتلئ بالمواهب والتجارب الملهمة، هناك دائمًا قصة تستحق أن تُروى، اليوم، نحن على موعد مع شخصية فريدة، نجحت في تحويل الشغف إلى إنجاز، وكتبت اسمها بحروف من نور في مجالها. دعونا نقترب أكثر من تفاصيل الرحلة، وكشف أسرار النجاح والطموح في هذا الحوار المميز."
حدثني عن سيرتك الذاتية؟
سيد عيسي
شاعر فصحى وعامية
وتوليت رئاسة نادي أدب كوم أمبو مرتين، وكنت في دورة 2015-2017 نائب رئيس النادي المركزي لأدباء محافظة أسوان
ولي ديوانان من الشعر وثالث غير رسمي طبعته أثناء الجامعة ، الديوانان منهما ديوان "بكائيات روح" فصحى ، وديوان "أحلام ورق" ديوان مشترك ، ولي تحت الطبع حوالي سبع دواوين بمشيئة الله
وكاتب صحفي منذ فترة الجامعة ، نائب رئيس تحرير جريدة أسوان الحديثة حاليا
ترأست أقسام أكثر من جريدة محلية إقليمية منها "المنار العربي" و"القرار" والمشرف العام على جريدة "القرار الدولي" بداية تأسيسها ، وجريدة "أسوان المستقبل" وقبلهم جريدة "الأنباء الأسوانية" الجريدة الأشهر في محافظة أسوان، وجريدة "حدوتة مصرية" بجانب الصحف الحزبية مثل: "الكرامة" و"الغد" ،، ونُشرت لي تحقيقات صحفية بجريدة الجمهورية، وراسلت جريدة الأهرام الأسبوعي في بابها الأشهر 7 ايام رياضة ،، وراسلت في بدايتي الصحفية أيام الجامعة جريدة "أخبار الرياضة" الجريدة الأسبوعية المشهورة والمنتشرة على مستوى الوطن العربي حاليا
كيف كانت بدايتك مع كتابة الشعر؟
- كانت البداية إعجاب ببعض الأبيات الشعرية أثناء دراستي الثانوية، فكنت أجمعها في كراسة من ثنايا الكتب الأزهرية التي كنت أدرسها لا سيّما مادة البلاغة التي كانت تكتظ بالأبيات الجميلة.
وما الذي دفعك لدخول هذا المجال؟
دخلته بمحض الصدفة، لم أكن يومًا أخطط لأن أكون شاعرًا أو أن يُطلق الناس عليَّ لقبًا ولا غيره. حيث كنت متأثرًا بدراستي الأزهرية في المرحلتين الثانوية والجامعية التي أثقلتني لغةً وعَرُوضًا وبلاغة ومنحتني الثقافة الواسعة، وكنت في السنة الثالثة الجامعية أكتب الشعر لنفسي، وتأثرت في البداية بوفاة ابن عمي؛ فكنت أكتب خواطري وحكايات أرويها لنفسي، والتي انقلبت فيما بعد لإعجاب بابنة عمي التي أمست مُلهمتي الأولى في بداية رحلتي الشعرية وكانت أهم قصائدي التي جعلتني شاعرًا فيها.
من كان الداعم الأول لك في مشوارك الشعري؟
للأسف لم يدعمني أحد، وكانت قراءاتي في دواوين الشعر الحديث هي النقلة التي أضافت بعض الشيء لي، ولو كان هناك فضلٌ لأحدٍ في مسيرة حياتي الحقيقية فهو والدي -رحمة الله عليه- حيث كنت أطلب بعض المجلات والجرائد وفي غالب الأحيان كنت أوفرها من مصروفي في المرحلة الإعدادية ثم الثانوية
متى أدركت أنك تمتلك موهبة الشعر؟
في المرحلة الجامعية حينما أثنى عليَّ قلةٌ من أصدقائي حينما اكتشف الأمر بالصدفة حيث إنني ما أردت تعريف أحد أني أكتب الشعر، فانطلقت أكتب متحديًا بعض من قللوا من أشعاري وقتها
كيف تؤثر البيئة المحيطة بك علي إبداعك ؟
هناك مقولات في حياتي استفدت منها كثيرا منها: "الضربة التي لا تقضي عليَّ تقويني"، و" رماني الناس بالحجارة فجمعتها وبنيت بيتًا" وقول أبو القاسم الشابي : سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشيماء وغيرها . حيث أنني استفدت من أعدائي والحاقدين والمقللين والمثبطين للهِمَم ما لم أستفده من أصدقائي المقربين.
من أين تستمد إلهامك في كتابة القصائد؟
- من الأحداث أو التجربة ومعظم كبار الكتاب والمبدعين والعلماء صنعتهم المِحَن والشدائد
هل هناك تجارب شخصية تؤثر على كتاباتك؟
- بالطبع، معظم كتاباتي تجارب شخصية حيّة والبعض الآخر مناسبات وسِجلات شعرية مع شعراء آخرين.
هل تعتقد أن الشعر قادر على التعبير عن قضايا اجتماعية وسياسية؟
- بكل تأكيد، بل إن الشعر كان في أوقات كثيرة مُغيّرًا للأحوال والأحداث في مصر ، مثلاً كقصيدة بيرم التونسي "المجلس البلدي" على عهد جمال عبد الناصر، وقصائد أحمد فؤاد نجم و نزار قباني "متى يعلنون وفاة العرب" وغيرهم،، وآخرهم فاروق جويدة على عهد الرئيس الراحل مبارك وقصيدته "هذي بلادٌ لم تعد كبلادي"
وهشام الجخ في قصائده قبل وأثناء وبعد ثورة يناير مثل: "التأشيرة" و "جحا" وغيرها
كيف تتناول تلك الموضوعات في أشعارك؟
- حسب كل موقف ومدى تأثيره النفسي ، ومعظم كتابتي مطبوعة وليست مصنوعة، بمعنى أن معظمها إلهام ودفقة شعورية وتجربة شعرية تكتب في التَّوّ غالبا،، بخلاف شعر الصناعة الذي يكتبه البعض لنيل الجوائز أو للمناسبات أو يصطنعونه. فالموقف هو سيد موقف القصيدة وولادتها ؛ حيث أن الشعر في الأساس ابن المُعاناة، وما دون ذلك استثناءات.
ما هو الموضوع الذي تفضل الكتابة عنه؟ ولماذا؟
- الشاعر حسب المواقف
- لكني وجدت معظم أشعاري ينتابها الحزن وتُسيطر عليها السوداوية بصورة كبيرة من مجمل أعمالي الشعرية
هل تواجه صعوبات أثناء الكتابة؟ وكيف تتغلب عليها؟
- الشاعر الذي يمتلك أدواته الأدبية وعلى رأس تلك الأدوات: الثقافة العامة فالشاعر المثقف يستطيع أن يكتب في أي لحظة وأي مكان لكن هناك معوّقات لأي كاتب شعر فُصحَى على رأسها اللغة نحوًا وصرفًا والصورة البلاغية وعلم العروض المعني بأوزان الشعر العربي فلا بد أن يمتلك كاتب الفصحى للشعر العمودي وشعر التفعيلة تلك الأدوات وأي أديب كذلك قاصّا كان أم روائيًا أم مسرحيا أم شاعرا.
هل هناك شعراء معاصرون تتابعهم أو تعتبرهم مصدر إلهام؟
- تأثر في البدايات بكبار الشعراء في العصور من الجاهلي حتى الحديث
- لكن أبرز من أقرأ لهم حديثًا ومنذ عشرين عاما أو تزيد نزار قباني وفاروق جويدة وعبد العزيز جويدة بجانب العماليق أصحاب الأثر الأكبر أحمد شوقي وحافظ إبراهيم والمتنبي .. وحاليا أنا مقصر كثيرًا في القراءة مما أثر كثيرا على مسيرتي الأدبي
كيف كان تأثير الشعر على حياتك الشخصية والمهنية؟
أثقلني وأعطاني ثقة أكبر في نفسي وجَرأة ؛ حيث إنني شديد الخجل؛ مما أضاع مني العديد من الأشياء في حياتي
لكن الشعر جعلني بين الناس رغمًا عني والمواقف وحدها والتحديات وإثبات الذات هي من صنعتني وزادتني ثقةً في نفسي.
كيف تتفاعل مع ردود فعل القراء على قصائدك؟ هل تهتم بالنقد؟
- النقد مهم جدًا للكاتب عموما، سواءً بالسلب أم بالإيجاب ، والشاعر الحاذق والناجح هو من يتقبل النقد ولو كان خطأً وغير حقيقي، وألاّ يتأثر بأي رأي سلبًا؛
بل عليه أن يتلاشى مما رآه نقدًا صائبًا ما أخطأ فيه ،، و"رحم الله مَن أهدى إليَّ عيوبي"
دومًا النقد مفيد في كل أحواله.
ما هي أهم إنجازاتك؟ وما هو الطموح الأكبر الذي تسعى لتحقيقه كشاعر؟
- لم أقم بإنجازات كبيرة، لكنني - رغم الظروف والمعوقات حولي- حصلت على شهادات أدبية على مستوى الوطن العربي وهما شهادتان من مؤسسة عبد العزيز آل سعود البابطين في مهارات اللغة العربية وأخرى في علم العروض والقافية، بجانب ديوانين شعريين ودواوين أخرى تتعدى السبعة لم ترَ النور بعد
- من اهم إنجازات حققتها أثناء رئاستي وعضويتي بنادي الأدب أنني أضفت أكثر من 13 شاعرًا وقاصا لنادي أدب كوم أمبو رغم المعوقات التي تُمارس ضد النادي أدب كوم امبو مِن قِبل بعض المسئولين عن الثقافة بالمحافظة طيلة خمسة عشر عاما مضت وأكثر..
راجعت أكثر من 40 عملاً لغويًا ما بين كتب شعرية وقصصية وروايات وأدب طفل ومجلدات دينية وغيرها
والآن أنا المراجع اللغوي للكتب التي ستنشر على مستوى إقليم جنوب الصعيد الثقافي وهذا شرف كبير لي تأخر كثيرا للأسف
مثلت أداء محافظة أسوان في مؤتمر أدباء مصر بمرسى مطروح 2018 وفي مؤتمر أدباء الأقاليم بالمنيا وسفاجا وأسوان والأقصر
أكثر طموح أتمناه أن أكون في المكانة اللائقة بجهدي الذي تخطى الربع قرن من الكتابة وأن ترى إصداراتي النور
كيف ترى مستقبل الشعر العربي في ظل التغيرات الأدبية الحالية؟
- للأسف هناك توجهات للنثرية في الكتابة الشعرية ، لكن هناك بوارق أمل صنعتها مسابقات عالمية حالية في الخليج العربي كـ أمير الشعراء ، كتارا، الشارقة، بجانب المؤسسات العربية الداعمة للحفاظ على الهُويَّة العربية والشعر العربي
ماذا تنصح الشباب الذين يريدون الدخول إلى عالم الشعر؟
القراءة ثم القراءة ثم القراءة؛ فهي المُلهم والداعم الأول والسند الأهم لأي من يريد أن يكون كاتبًا أو شاعرا
بشكر حضرتك جداً وعلي وقتك الثمين نتمنى لك مزيد من التقدم والنجاح