«أما آن»
أما آنَ للقلبِ الجريحِ بأن يَثُوبْ
وقد صارَ في دربِ العذابِ سليبْ؟
أما آنَ أن تلقى الصغيرَ مُكبّلاً
بحبلٍ من الآهاتِ غيرِ قريبْ؟
فكم كنتَ ظُلمًا في الكيانِ مُقيَّدًا
وكم كنتَ سيفًا للبراءةِ حبيبْ!
رأيتُكَ غيثًا في الفصولِ مواسمًا
فصارَ سرابَ الوهمِ، وعدًا كذوبْ
إذا ما سئمتُ الليلَ، هدهدَني الأسى
وأوقدَ في جوفِ الفؤادِ لهيبْ
أتنسى دمائي حين كنتَ ملاذَها؟
أتنسى صداها حين كنتَ تجيبْ؟
عَصَرتَ الأماني فوقَ كفّي، فانطوتْ
كأنّي على وهجِ الجراحِ أذوبْ
وهل كنتَ تدري ما قسوتَ بفعله؟
وهل كنتَ تدري كيف صارَ النحيبْ؟
إذا ما دعاني الحزنُ يومًا، أجابني
«أبوكَ الذي كانَ السحابَ الغريبْ!»
أما كانَ صدرُكَ للحنانِ مرابعًا؟
أما كنتَ قلبًا بالرحيمِ يطيبْ؟
فقسوتُكَ هذي عاصفاتٌ هوجُها
تُهدُّ البناءَ العذبَ حتى يثيبْ
فيا ربَّ خلِّصني من القيدِ ظالمًا
وذُبْ عن صغيرٍ بالحياءِ خضيبْ!
بقلم/
ملك أحمد راشد