الکاتب محمد جاد في حوار صحفي

 مرحباً بكم في مجلتنا "قعدة مبدعين" كما تعودتم علي التألق وتقديم المواهب الجديده في شتي المجالات، نقدم لكم واحد من تلك المواهب شاب اجتهد وتميز علي كوكب الأدب الكاتب " محمد جاد "



حدثنا عن سيرتُك الذاتية؟


محمد أحمد جاد أو كما يعرفني الناس محمد جاد 

مواليد محافظة القليوبية مدينة بنها عام ٢٠٠٤ أدرس بكلية التمريض بالفرقة الرابعة جامعة بنها، بدأت في كتابة النصوص النثرية عام ٢٠١٩ ومجال القصص والروايات عام ٢٠٢٠، صدر لي عمل سابق بعنوان رواية آرلا في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام ٢٠٢٤ عن دار تنوين للنشر والتوزيع وعمل جديد سيصدر في معرض الكتاب ٢٠٢٥


_حدثنا عن موهبتك وكيف تم اكتشافها؟

اكتشفتها بمحض الصدفة، عندما كنت أحاول الخروج من زوبعة الشعور السلبي، ومحاولة استعادة نفسي وإيصال شعوري العامة.


_حدثنا عن أول عمل لك، وكم استغرق من الوقت في كتابته؟

في الحقيقة كنت في البداية أظن أن الأمر سهلاً مما دفعني لمحاولة الكتابة في عملي الأول منذ عام ٢٠٢٠ تقريبًا، ولكن انتهى بي المطاف إلى الفشل أو بمعنى أصح لم أكن على قدر كافي من المعرفة بكيفية كتابة رواية ببنائها الصحيح، قمت بتغيير الفكرة أكثر من مرة والتوجه من التفكير في اللهجة العامية إلى محاولة كتابة الرواية كاملة بالفصحى تحت عنوان رواية آرلا، وتمت كتابة الرواية على فترات متفاوتة تقريبًا بدأت فيها فكرتها الحالية ٢٠٢١ انتهيت منها التاسع من سبتمبر ٢٠٢٣ وتم طرحها في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٤ عن دار تنوين للنشر والتوزيع.


_بمَن تأثرتَ من الأدباء في بداياتك؟

في الحقيقة العديد من الكتاب، لكن على وجه التحديد دكتور أحمد خالد توفيق عليه رحمة الله



_ما هي الرواية أو العمل الأدبي المُفضل لك بشكلٍ عام؟

ليس عملاً معيناً، العديد من أعمال د أحمد خالد توفيق والرافعي.



_مَن الذي دعمك وشجعك لتصل إلى ما انت عليه الآن؟

في البداية الداعم الأول قبل أي شيء كان عائلتي التي لاقيت منهم كل الحماس والدعم الكبير الذي لم يكن في الحسبان، ومن بعدهم أصدقائي وقرائي الأعزاء.


_هل هناك وقت معين تخصصه للكتابة ؟

الكتابة تحتاج إلى صفاء الذهن كي تستطيع وصف كل شيء بشكل دقيق، في الحقيقة ليس لها زمان ولا مكان محدد لكن بالنسبة لي، غالبية الوقت أكتب في وقت متأخر من الليل، بين طيات الهدوء أجد نفسي، وأجد سهولة في تفريغ ما يجول بخاطري، وسهولة أيضًا في تخيل الأحداث.


_ما الدافع الذي يشجعك على الكتابة ؟ وما الذي يُلهم قلمك؟

الدافع الأول وراء استمراري في الكتابة هي نفسي، ولأني أريد أن أكون في يوم ما شخص يقرأ له الجميع.

أحيانًا القراءة، وأحيانًا أخرى الحياة العملية.


_هل يحدث لك ما يطلقون عليه بلوك الكتابة وكيف تتخلص من هذا الشعور؟

بالتأكيد، أعاني منها من فترة لأخرى، وأواجه صعوبة شديدة في التخلص منها، في بعض الأحيان أداوم على محاولتي لسرد أي نص يومًا تلو الآخر، وأحيانًا أخرى أترك نفسي كي لا أزيد العبء عليها من كثرة الضغط، ومع الوقت أحاول مرة أخرى حتى تنتهي تلك الفترة الصعبة 


_كلمني عن طموحاتك التي تسعىٰ أن تصل إليها ؟

أسعى لأن أصل إلى أكبر شريحة من القراء بمختلف أعمارهم، وأن أكون مؤثرًا في المجال الأدبي، وأن يتم تحويل رواياتي إلى أفلام.


_ما هي معايير نجاح الكاتب بنظرك؟

المعيار الأساسي هو جودة مخرجات هذا الكاتب، ويلاحظ من كتاباته أو أعماله المنشورة مثل خلو كتاباته من الأخطاء الإملائية والنحوية.

نجاحه في إيصال أفكاره المطلوبة في المحتوى الذي يكتبه.

وهكذا.



_ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف في الوقت الراهن؟

يحتاج إلى زيادة وعي المجتمع بقيمة الأدب ويحتاج أيضًا إلى بيئة خصبة تساعده على التطور وإيصال أعماله إلى أكبر شريحة من القراء، ولا ننسى الدعم المعنوي وتشجيع النشء والشباب ونقدهم بإيجابية لضمان التطور الأدبي، ومستقبل أفضل لأولئك الشباب.



_لو أحد متابعينك قام بتعليق سلبي على عمل من أعمالك ماذا يكون رد فعلك؟

على حسب الطريقة، إن كان تعليقًا سلبيًا يتخلله الإحترام أو كان التعليق يحمل بين طياته أسلوب التهكم، لكن في النهاية أحاول الوصول إلى المشكلة لمحاولة تصحيحها ومحاولة عدم الوقوع في ذلك الخطأ مرة أخرى 



_ما رأيك في الفن والأدب هذه الفترة بوجهٍ عام ؟

الفن والأدب في تلك الفترة يمروا بحالة من التنوع والاختلاف الكبير. 

لكن في نفس الوقت، هناك تحديات، لأن هناك كثير من الأعمال سطحية أو تركز على الجوانب التجارية بدلًا من القيمة الفنية أو الأدبية ومع ذلك، هناك أناس مازالوا يقدمون قيمة فنية تُحترم، تأثر وتلمس الجمهور.




_من وجهة نظرك كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب مُحترف؟

العمل الجاد والمستمر بالإضافة إلى الخبرة العملية، مثل التعمق في القراءة في مجالات متنوعة وأعمال أدبية مختلفة يفهم منها الكاتب طرق السرد وبناء الشخصيات وتطور الحبكات.

ودراسة أعمال الكتاب الكبار أمثال المنفلوطي والشافعي وتحليل أساليبهم، والكتابة المستمرة بأنماط وأساليب مختلفة، وقبول النقد والتعلم منه.



_هل تعرضت من قبل لشيء أحبطك في مجالك؟

أحيانًا بسبب عدم تقدير الكتابات أو الأعمال بشكل كافي أو صعوبة الوصول لجمهور.



_كيف ترى الكتابة ؟ بوح؟ عملية استشفاء؟ هروب من الواقع؟ مواجهة مع الذات؟ أو مع الأخر؟

الكتابة متعددة الأبعاد

هي وسيلة للتعبير عن المشاعر دون قيود

وعملية للإستشفاء حينما يفرغ الإنسان ما في عقله، وصراعاته الداخلية مما يوفر مساحة للكاتب

هروب من الواقع عن طريق خلق عوالم جديدة والعيش في الوهم والخيال

كذلك من الممكن أن تكون مواجهة مع الذات كمثل أن يتعمق الإنسان داخل نفسه لتحديد المشكلة ومعالجة القضايا الشخصية

أيضًا بإمكانه أن يواجه الآخرين وتسليط الضوء على قضايا اجتماعية أو ثقافية

خلاصة القول أن الكتابة بإمكانها أن تكون مزيجًا من كل تلك العناصر، تعتمد على حسب رؤية الكاتب والقضايا التي يتوجب عليه حلها.



_هل أنت مع أم ضد استخدام الكاتب لألفاظ خارجة عن الأخلاق العامة بحُجة توصيل المعنىٰ للقارئ؟

رأيك متوازن ويعكس وعيًا عميقًا بالتحديات المرتبطة باستخدام الألفاظ الخارجة في الكتابات. إليك صياغة منقحة لأفكارك:


يمكن أن تكون الألفاظ الخارجة أحيانًا وسيلة للتعبير عن واقع اجتماعي أو ثقافي معين، وقد تكون ضرورية لتحقيق تأثير درامي أو إيصال رسالة محددة. ومع ذلك، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار تأثير هذه الألفاظ على القارئ والمجتمع، خصوصًا أن هناك أطفالًا وشبابًا قد يقرؤون تلك الكتب.


يمكن للكتاب أن يجدوا طرقًا بديلة لإيصال المعنى دون تجاوز الحدود الأخلاقية، مما يسهم في خلق محتوى يليق بجميع الأعمار. 


بالنسبة لي، لا أحبذ استخدام هذه الألفاظ، نظرًا لما يحيط بها من جدل في الحكم الشرعي بين العلماء حول جوازها بشروط من عدمه، واشمئزازي تجاهها. 

غير أن التزام الكاتب بالقيم الأخلاقية يُعتبر جزءًا أساسيًا من مسؤوليته تجاه جمهوره. 



_هل تعتقد أن الكتابة تندرج تحت مُسمىٰ الهواية أم الموهبة؟

في رأيي أن الكتابة موهبة فطرية وليست مجرد هواية، الشخص الذي لديه هواية من الممكن أن يفقدها إذا لم يمارسها بشكل منتظم؛ ولذلك فإن الكتابة موهبة فطرية لأن الموهبة مهما مر عليها وقت لا تزول.



_هل تفضل النشر الورقي أم الالكتروني خاصةً بعد انتشاره في هذه الفترة ؟

كل نوع من النشر له مزايا وعيوب. بالنسبة لي، النشر الورقي له رونق خاص، فهو يتيح للقارئ تجربة مادية حقيقية مع الكتاب، حيث يمكنه الشعور بكل كلمة يقرأها.


أما النشر الإلكتروني فقد أصبح وسيلة فعّالة وسريعة للوصول إلى جمهور واسع في وقت قصير.

الجميع في الوقت الحالي يملك هاتفًا محمولًا أو جهاز لابتوب يمكنه الوصول إليه من خلاله، كما أن التكلفة أقل مقارنة بالنشر الورقي، وهذا يفتح المجال للكتّاب الجدد ليصلوا إلى جمهور أوسع.


في النهاية، أعتقد أن النشر الإلكتروني له أهمية كبيرة في العصر الحالي، لكن النشر الورقي ما زال يحتفظ بسحره الخاص.



_ما الذي يجعل الكاتب مميزاً عن غيره؟

عندما يمتلك القدرة على التعبير وإيصال الفكرة والشعور بطريقة فريدة ومختلفة تجعل القارئ وكأنه يعيش الحدث وهذا يعتمد على أسلوب الكتابة من خلال اللغة المستخدمة، والأسلوب.

كذلك الابتكار والإبداع في خلق أفكار جديدة وفريدة، وقدرته على التأثير على القارئ.



_هل تمتلك مواهب أخرى؟

مؤخرًا وجدت نفسي في مجال تصميم الجرافيك إلى حد ما، لكن أعتقد أنه يلزمني التدريب كثيرًا لأصل إلى الاحتراف.



_حدثني عن إنجازاتك ؟

شاركت في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٤ بعملي الأول رواية آرلا، وحاز العمل على إعجاب شريحة كبيرة من القراء وكان ضمن قائمة الأكثر مبيعًا في المعرض، أيضًا سأشارك بحول الله وقوته في معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠٢٥ بعمل جديد.



_هل تفضل الكتابة بالفصحى أم بالعامية؟

لا مقارنة بين اللغة العربية الفصيحة واللهجة العامية لكن 

حسب السياق والهدف الذي يريد الكاتب الوصول إليه، إذا كان التعبير عن أفكار فلسفية مثلًا فاللغة العربية الفصحى تعطي عمقًا وثراءً لغويًا، أما إن كان السياق يلمس الواقع أكثر فمن الممكن اللجوء للعامية.


لكن بالنسبة لي يتضح من خلال عملي السابق ميولي التام للغة العربية الفصحى.



_ما النصائح التي تريد توجيهها للكُتاب المبتدئين؟

الأمر يبدأ بالمداومة على الكتابة والكتابة بانتظام، وعدم الخشية من التعبير عن الأفكار وإن كانت غير تقليدية.


القراءة الكثيرة في مجالات مختلفة ولكتّاب مختلفين هي أفضل وسيلة لتحسين الكتابة وزيادة الثروة اللغوية وكذلك تنوع الأساليب.


مقابلة النقد بصدر رحب، من الطبيعي أن تتعرض لنقد طيلة حياتك خصوصًا في بداياتك، فلا تيأس.



_كلمتك الأخيرة للقاء المحررة؟

يسعدني شكر مجلة "قعده مبدعين" على ثقتها فيما خطه قلمي، والشكر موصول للصحفیة المتألقة ندى محمد، شرفت بهذا الحوار الصحفي الممتع المنظم.



شكرًا جدًا لحضرتك ونتمنى لك مزيداً من التقدم، وننتظر منك قريبًا عملاً خاص بك، وستكون الجريدة وأعضائها أكبر الداعمين لك، ولقد تشرفنا بوجودك معنا. 


بقلم/الصحفيه ندى محمد

إرسال تعليق

أحدث أقدم