حوار صحفي مع الكاتب صابر مرزوق

عبقرية الأجداد


حوار اليوْم مع قامة فكرية في الأدب له بصمته الخاصة و مكانته المرموقة في الوسط الأدبي، و نحن الآن على وشك التعرف عليه بشكل أكبر.


من هو صابر مرزوق؟ 

صابر مرزوق يبلغ من العمر 47 عاما من محافظة الإسكندرية، مدرب درجة أولي بالاتحاد المصري للكونغ فو و كاتب في روايات مصرية للجيب.


منذ متي و أنت تكتب؟

محاولات الكتابة بدأت و أنا فى المرحلة الإعدادية لكنها محاولات هواة، لأن الكتابة تحتاج إلى أدوات أهمها الإطلاع و القراءة و كان سنى لا يعطينى المساحة المعرفية الكافية في العلوم و المعلومات كى استخدم ما أعرفه في الكتابة، لكن البداية الحقيقة بدأت منذ أعلن الدكتور نبيل فاروق عن مسابقته في أدب الخيال العلمى وقتها كتبت قصتان و هناك قصة في هذا الموضوع سأرجئها لحينها.


كيف تطور أسلوبك في الكتابة؟

هناك نمط مخيف اسمه قارىء القالب بمعنى أن يكون القاريء مستمر و مصمم للقراءة لكاتب واحد أو اثنان على أقصى تقدير طيلة حياته، فلو فرضنا أن هذا القارىء قرر أن يخوض تجربة الكتابة فهو حتما سيتبع نمط و أسلوب الكاتب الذى لم يقرأ لسواه طيلة حياته لكن هناك أيضا قارىء نهم يقرأ لأكثر من كاتب عربى و غير عربى هذا القاريء إذا قرر أن يكتب سيكون له أسلوبه الخاص و الفريد لأنه سيكون مزيج من أساليب الكتاب جميعا لينتج فى النهاية أسلوب جديد على الساحة الأدبية و هذا ما كنت حريصا عليه ألا أتبع نمط أسلوب كاتب بعينه و يكون لى أسلوبى الخاص، فبدأت بالقراءة لأكثر من كاتب و في كل المجالات بداية بإحسان عبد القدوس و نهاية بالكتاب حديثى الظهور گ مايكل يوسف و دكتور سيد زهران و علا سمير الشربينى و هكذا تطور أسلوبى في الكتابة.


ما رأيك في الأدب العربي؟

أدب عظيم و هناك قامات لا يمكن أن تنسى أثرت الأدب العربى بالجديد و المفيد على مر التاريخ لكن سأتحدث عن الأدب الروائى العربى تحديداً الرواية العربية مرت بالكثير من التطور و خصوصا أدب الرعب و الخيال العلمى فتجربتنا بدأت من الأستاذ محمود سالم حين ابتكر المغامرون الخمسة التى عاش معها جيل بأكمله نحن الجيل الذى عاصر آخر عصر المغامرون الخمسة عصر الألغاز ليأتى بعده الشياطين ال13، ثم تنفجر القنبلة حين يظهر الجبار د.نبيل فاروق بسلاسله المميزة ملف المستقبل ورجل المستحيل و كوكتيل 2000 ليضع حجر الأساس لعصر سيبقى دهوراً و هو أدب الخيال العلمى و المخابراتى البوليسى ثم يأتى الدكتور أحمد خالد توفيق ليكمل الصورة بنوع آخر من الأدب و هو أدب الرعب الساخر الرعب القوطى تحديداً، ليعاصر جيلنا و الجيل التالى غزارة انتاج و تطور في الرواية العربية غير مسبوقة فالتطور لن يتوقف و حتما سيظهر في المرحلة القادمة من يضع لمسة فارقة و مختلفة في الرواية العربية كتطوير و تجديد.


هل يوجد قصور في الأدب العربي في الوقت الراهن؟

هناك تشويه و ليس قصورا بمعنى أن هناك دور نشر ظهرت مؤخراً هدفها الربح في المقام الأول تتعاقد مع مجموعة من الكتاب الغير معروفين لتنشر لهم روايات بأغلفة براقة على حساب الكاتب نفسه لكن المحتوى حدث و لا حرج لدرجة أن هناك من يكتب بالعامية و أنا لست ضد الكتابة بالعامية لكن عندى معتقد راسخ بأن جمال اللغة العربية لا يستحق هذا التجاهل، و السبب هو حداثة سن الكاتب فحصيلته اللغوية تكاد تكون معدومة بل أكثرهم لا يعرف الجملة الاسمية من الفعلية و هذا ما اختبرته بنفسى في بعضهم فهو يعتمد على المدقق اللغوى الذى سيراجع كتابه من بعده كأنه يلقى بأحشاء الذبيحة للجزار الذى سيقوم بتنظيفها بعد ذلك أقول أن سن أغلب الكتاب هؤلاء هو العشرين عاماً بل أعرف كتاب لهم روايات مطروحة بالأسواق و سنهم لم يتجاوز الثمانية عشر عاماً هو لم يقرأ كثيراً و لم يرسخ قواعده جيداً كقارىء و مطلع فكيف به يكون كاتب متميز ؟.

كشخص أراد أن يعمل نجاراً فتناول الشاكوش و المنشار ووقف أمام الشجرة يبغى صنع دولاب ملابس منها و هو الذى لم يمسك بهذه الأدوات من قبل قط، فهل تتخيل أن ينجح و يصنع دولاب ملابس فى هذه الحالة؟.


كيف يتم استغلال الأدب بالشكل الصحيح لإفادة المجتمع من خلاله؟

على دور النشر أن تفحص و تنتقى العمل الأفضل و الذى به فائدة و معلومات هامة و صحيحة تفيد القارىء لأن هذا المحتوى قد يتحول إلى محتوى مرئى أو مسموع فيما بعد و يصل إلى الملايين في كل أنحاء العالم فلا تقنعنى أن عملاً ما لا يحتوى على فكرة أو معلومة أو هدف سيستمر تحت ضوء الشمس كثيراً.


كيف يتم الارتقاء بالذوق العام للجمهور القارئ؟

بتقديم محتوى راق و بقلم يحترم صاحبه الجمهور و عرف البلاد و قواعد الدين السليم فالعمل الجيد يفرض نفسه و العمل الضعيف يذوى و يندثر.


ما الغالب في الكتابة طابع الموهبة أم الممارسة؟

الاثنان الموهبة هى أساس الأمر و بدونها لن يكون هناك عمل قوى فأسلوب الكاتب هو ما يجذب القارىء في المقام الأول، قد تكون الفكرة قوية و جديدة و لكن الكاتب لا يحسن التعبير عنها بأسلوب جذاب فيسقط الكتاب و لا ينجح و الممارسة تثقل الكاتب و ترسخ قدميه في هذا العالم و تفتح له أبوابا جديدة يستطيع من خلالها الإبداع و الابتكار بلا حدود.


نبذه عن العمل القادم الذي سيتم إصداره؟

هناك قصة لى مع دكتور نبيل فاروق بدأ الأمر بالمسابقة التى أطلقها و كان شرط من شروطها ألا يزيد المتسابق عن تقديم ثلاثة أعمال قدمت عملين فقط، ثم عرضت الأعمال عليه رحمه الله لاختيار أحد عشر عملاً هم حصيلة ما سيتم نشره في كتاب مختارات د نبيل فاروق عرضت الأعمال عليه بدون أسماء ليكون هناك شفافية أكثر و اختار الأحد عشر عملاً من مئات الأعمال المقدمة ليفاجأ باتصال من الأستاذ حازم شفيق بأنه اختار عملين لكاتب واحد و احتار الدكتور أى العملين يختار ؟.فالعملين أجمل من بعض ثم قرر رحمه الله أن يختار عملاً بعنوان القط الأحمر في هذا الكتاب و العمل الثانى ينشر فى الكتاب القادم و كنت أنا صاحب العملين و بالفعل نشرت قصتى فى كتاب مختارات د.نبيل فاروق بعنوان القط الأحمر لكنه توفى قبل صدور الكتاب الثانى ووضع قدمى هذا العمل على أول درجات الاحتراف فى عالم النشر و بدأت أنشر أعمالى مع روايات مصرية للجيب المعرض السابق نشرت دائرة الرعب فى سلة الروايات عدد 43 و هذا العام سأنشر رواية عهد الدم فى سلو الروايات أيضاً مع المؤسسة، و هناك رواية أخرى مع دار الزيات بعنوان ( إينوخ –اسطورة العشرين شيطاناً) و لأن الاسم غريب نوعاً فإينوخ هو اسم لأخطر كتاب سحر على وجه الأرض والرواية من نوع الرعب و الفانتازيا و السرد مستند لواقع تاريخية هامة جداً توضح الجوانب الخفية حول هذا الكتاب و طرق انتشاره هذا الكتاب كتبه الشيطان بنفسه و دوّن فيه تاريخ الحضارات السبع القديمة التى عاصرها قبل الخلق و كتب فيه منهجاً لكل قوى الشر عبر العصور لدرجة أن التلمود حوى بعض ما كتبه الشيطان في هذا الكتاب بالفعل و أهمها قصة العشرين شيطان كل هذا تعرفونه حين تقرأون الرواية إن شاء الله في المعرض القادم أما عن عهد الدم فهى رواية أعالج فيها فكرة الأعمال و السحر فى إطار شيق و ساخر من خلال شخصيات الرواية.


ما سبب اختيارك للدار؟

بالنسبة للمؤسسة العربية الحديثة روايات مصرية للجيب فكما قلت سلفاً أنه من وضع قدمى على هذا السلم هو الدكتور نبيل فاروق رحمه الله و هى الدار الأكبر فى مصر و الأوسع انتشاراً و الأكبر جمهوراً أما عن دار الزيات لصاحبتها دكتورة شاهندة فهى دار محترمة و ملتزمة جداً و تقدر الأقلام القوية بالفعل، فبعد عرضى للعمل عليهم كان رأى لجنة المراجعة و التقييم أن العمل استحق 97% و اللجنة من أفرادها ثلاثة خريجى آداب قسم نقد و بالفعل تم الاتفاق على إنتاج العمل و تبنيه و إن شاء الله يرى النور في المعرض القادم.

فالالتزام و الصدق و الأمانة من صفات دار الزيات و الكاتب لا يحتاج لأكثر من ذلك فى أى دار نشر يتعامل معها.


ما هي خططك المستقبلية؟

العمل على مشروع فى مجال الكوميديا .فهذا النوع من الأدب شحيح جداً فى ظل ثورة الكتاب الموجهة لأدب الرعب والخيال العلمى ..أعتقد أن الاختلاف سيصنع فرقاً في هذه المرحلة.


ما النصيحة التي تقوم بتقديمها للشباب؟

القراءة هى ما تكون شخصيتك فأى كتاب مهما كان سيحتوى على معلومة ما قد تفيدك يوماً و قد تغير حياتك بأكملها.


ما المقولة المفضلة لديكَ؟

هناك مقولة دائماً أقولها لتلاميذى فأنا أعمل مدرباً رياضياً ألا و هى ( من ثبت نبت و من غاب خاب و أكل نصيبه الأصحاب).


و في نهاية الحوار أتقدم بخالص الشكر و التقدير للكاتب صابر مرزوق و أتمني له مزيد من النجاح و التوفيق فيما هو قادم.


حوار و إعداد/ أميرة الخضراوي.

اقرأ أيضا عبقرية الأجداد

إرسال تعليق

أحدث أقدم