الإنسان وصراع النفس

 "الإنسان وصراع النفس" 

الإنسان وصراع النفس


كتب  أ. معتز متولي. 


الصراع حرب تشكل ظاهرة مجتمعية لحالة من عدم الطمأنينة والرضا، أو الشعور بالضغط نتيجة الاختلاف بين رغبتين في الآراء ووجهات النظر في شتى مجالات الحياة،

لا، ليست الحياة سبب مشكلات الإنسان، فالحياة مزدحمة ومليئة بالمشكلات، لدرجة أنها لا تملك الوقت حتى تضعك ضمن دائرة اهتماماتها أو تحاربك، أنت من تحارب نفسك، إنه صراع النفس لا شيء غيره، إن النفس هي سبب مشكلات الحياة؛ لأن الإنسان بطبيعته في صراع دائم بين شهواته ورغباته نحو الموارد، الميراث، السلطة، المال والبنون،  وغيرها من أمور الدنيا. 


حينما تشتهي أو ترغب النفس شيئًا، يبدأ النزاع وحرب النفس مع صاحبها، على شهواته المتناقضة بين أشتهي وأشتهى، حيث ينقسم الإنسان دون أن يشعر أو برغبته إلى شخصين، هو ونفسه، يتصارعان فيما بينهم لانتصار طرف على الآخر، أحيانا يصارعها وينتصر عليها، وتارة تستطيع النفس تحقيق ما تشتهيه من ملذاتها ومطالبها التي لا تتمالك عنها.


الحاكم يصارع نفسه بأن يكون متسلطًا، قويًا، جبارًا، صاحب الهيمنة والنفوذ، أو بأن يكون عادلًا، رحيمًا، مسئول عن رعيته، رجل الدين يصارع نفسه بأن يكون خليفة، صاحب منهج وتفسير، إن خالفه أحد فهو ليس من الدين، أو بأن يكون إمام للناس ومؤديًا لمهمته، يأمر وينهؤ بما أمره به الله سبحانه وتعالى.


الشباب والأبناء، كلًا منهم يصارع نفسه على رغباتها وملذاتها في الحياة، على الهوية، الأبناء يتقاتلون فيما بينهم على الميراث، أو يتنازع معها بتقويمها، وأن تتقبل الآخر بغض النظر عن الدين والعرق، والاحتكام إلى الله سبحانه وتعالى في تقسيم الحقوق.

 

رجل العلم والسياسة يصارع نفسه بأنه الأصلح، صاحب الفكر والرأي المستنير، والدرجة الثقافية والعلمية التي لا مثيل لها، أو أن يتقبل الحوار والنقاش، وأن يكون كما قال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا} الإسراء آية 85.


أنا وأنت أيًا كان مكاننا وموقعنا نحب أنفسنا ونصارعها، ونعلم أنها ليست عضو يمرض فنعالجه، وإنما قوية، ضعيفة، متكبرة، متواضعة، متسلطة، خاضعة، مادية، قنوعة، حليمة، غاضبة، شريرة، طيبة، مهمومة، حزينة، سعيدة، راغبة، راضية، فمن منا يستطع إظهار سمات دون غيرها؟

لا أحد؛ فالمشكلة الحقيقية تكمن في استحالة تجنب صراعات النفس، لكننا نستطيع التخفيف من حدة تلك الحرب النفسية وتقويم أنفسنا، حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى بتهذيب وإصلاح النفس، بإتباع كلامه ومنهجه عز وجل، قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} المائدة آية 15

وقال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} النازعات آية 40_41.

إن فلاح الإنسان في الدنيا والآخرة يقوم على تقويم النفس وعلاجها من آفاتها، وهنا علينا إدراك أن صراع النفس غريزة لدى الإنسان، وأن الإنسان ما دام على قيد الحياة، فهو في صراع دائم مع النفس.

إقرأ أيضا المجتمع في الحضارة الفرعونية القديمة

أميرة إسماعيل

عندما تعيش عصراً يبدأ بقلم وورقة ولوح سبورة، وتجد نفسك في عشرة أعوام تشاهد اضمحلال القلم وظهور المدونات وعلوم التكنولوجيا والاتصالات فهذا يعني إنك إنسان، في هذا العالم سنربط بين عالم الواقع الماضي من كتب ومدونات إلى عالم التكنولوجيا والسيرفرات

إرسال تعليق

أحدث أقدم