الاحتضار

 الاحتضار

الاحتضار


لم يكن لدی الكثير منا أي مفهوم عن معنى الاحتضار إلا الذي يمر به المرء أثناء الموت وهي مرحلة سكرات الموت والتي تظهر في عدة علامات منها:- 

1- الإرتباك: يحدث هذا نتيجة التوقف التدريجي للقدرات العقلية وفيها يكون الشخص قد فقد القدرة على معرفة من حوله والتمييز بينهم.

2- الشعور بالبرد: نتيجة حتمية لإنخفاض تدفق الدم في الأطراف.

3- سلس البول: يحدث نتيجة ضعف الخلايا العصبية.

4- الحمی حالة من الهلوسة والضلال.

5- إرتخاء القدمين: يسبب عدم القدرة علي الحركة.

6- يصدر صوت يشبه الغرغره: يرجع ذلك إلى تراكم وإحتقان الإفرازات في القصبة الهوائية.

تلك هي علامات الاحتضار المتفق عليها ولكن الاحتضار لا يأتي مرةً واحدةً فحسب، بل مراتٍ عديدةٍ بمراحل زمنية مختلفة ومتنوعة

نحتضر حينما نرى أنفسنا ذليلة خاضعةً لأمر ما، نحتضر عندما نبتعد عن وطننا محلقين في السماء كأسراب طير ضل الطريق لا يعرف له عنوان نحتضر إذا رأينا مريضًا لا نستطيع أن نقدم له أي حل لعلاجه، نحتضر آلاف المرات وقتما يحين الله ويأذن بإنتهاء أجل عزيز علينا ويفارق الحياة. 

الاحتضار أشبه بالعدو الذي يجلس بجانبك حتى يقتلك، الاحتضار مفهوم ولد صغير وكبر فجأة ودون إستعداد منا له ولكن هل تساءل البعض

متى نحتضر؟

وكيف نقي أنفسنا منه؟

وهل البعد عن الله -عز وجل- وكتابه من أهم الأسباب لظهور الإحتضار في عدة صور غير التي إعتدنا عليها ونعرفها منذ بدء الخليقة؟

وكم مدة الاحتضار التي يمر بها الإنسان؟

وهل تختلف من فرد لآخر؟

قد يتعارض معي بعض الأشخاص على وصفي لمفهوم الإحتضار، ولكني لا أقصد المفهوم اللغوي والعلمي فحسب بل أقصد المعنى الذي تحمله تلك الكلمة بين ثناياها، أقصد المعنى البعيد لها الذي يشعر به كل صغير وكبير حينما تشتد عليه الدنيا وتزيد من قسوتها عليه، أعرف أنني لم أشرح مفهوم الٕاحتضار بإستفاضة لأن ذلك المفهوم أشمل وأعمق من كل الكلمات، فهو مفهوم حسي نتأثر به جميعًا ولا نشعر به إلا ونحن في نهاية الطريق إذا سألت أي شخصٍ عن مفهوم الاحتضار لم يجب إلا من كان له حبيب مر به، 

الاحتضار كان مفهومًا غامضًا والآن أصبح كتاب يعرفه الجميع.

كتبت: زينب محمد يوسف

إقرأ أيضًا مارِد الفراش الجاثوم

إرسال تعليق

أحدث أقدم