مارِد الفراش الـجـاثـوم.
الجاثوم أو " شلل النوم " مصطلح بالطبع سيكون مرّ عليْنَا فى وقتٍ سابق، ومن الممكن أنْ يكون لكَ تجربَة معهُ، وبدون شك وبالطبع عشنا، ونعِيش، وسنعيش مع هذا الموضوع لحظات صعبة من التحكم، والتقيُّد، والخوْف، ستجد شعور خفي ومزعج جدًا يُسيطر عليْكَ، تشعر بأنّ روحك تنسلِب منْكَ وأنتَ لا تدري ما الذي يحدث؟ هل هذا يتواجد معكَ في الواقع أم مجرد كابوس مزعج؟!
بخصوص الأشخاص الذين يعتبروا بمثابة أشخاص محظوظة أنهم لم يمروا بمثلِ هذه التجربة المخيفة، ركّز معي سنقوم بأخْذ جولَة سريعة أقوم منْ خلالِها بتعريفك ما هوَ الجاثوم؟ وما هي أعراضِه؟ وكيفية التعامل معها؟
في البداية شلل الفراش الذي يحدث معكَ قبلَ أنْ تستيْقظ منَ النوْم يرجع لأسباب عدة منْها:ـ العلمي والطبي، ومنْها الكثير الذي لا يستطيع كثيرٌ منِّا أنْ يقوم عقلِه بتقبُّلِه، ولكن قد قررت بأنْ أتحدَّث عن أهم سبب وهو السبب الـ «ماورائي» والذي يتحدث عن ما يسمى بـ" جن الجاثوم"، فأنتَ جالس بمفردِك فى الليْل وإنْ كانَ هناكَ معكَ أحد تقوم بتنظيم سريرك وبعدَ يوْمٍ شاق تغفو في النوْم وهُنا يحدث أمرٌ جلَل وهو " الموٍت الأصغر" بمعنى أن روحك تُفارق جسدَك مجرد ما تغفو في نوْمٍ عميق، معنى هذا أنَّ الروح أثناء النوٍم تكون خارج الشخص، فالطبيعي أنَّكَ أول ما تستيقظ الروح تعود مرةً أخرى للجسم.
ومنْ هُنا يأتي دوْر "جن الجاثوم" فما هو جن الجاثوم؟
سأقوم بإخبارِك، فتابع معي الحديث، فالجاثوم هو نوع منْ أنواع الجن، مثلِه مِثْل باقي العفاريت عُمَّار المكان والمَرَدة وغيرِهِم، لكن لكل جن صفات معينة، فهذا النوع هدفه هوَ الأذى النفسي، والسيطرة على عقل الحالِم، ولكنَّهُ منْ ناحِيَة القوّة، فهو ضعيف جدًا على عكس العفاريت ومَرَدة الجن الأخَرِين.
سيُراودُك سؤال عنْ ما هي وظيفة ومهمة "جن الجاثوم"؟
وظيفة ومهمة "جن الجاثوم" تقوم على أنّه يُدخِل الرعب والضعف لجَسدِك وأنتَ نائِم أو بمعنى أدق وقت عوْدة روحَك لجسدك، وهُنا وقبلَ أن تستيقظ يتدَاخَل معهَا على نفس الجسد، وكما نعرِف أنَّ جسَد الإنسان لا يوجد بهِ سوى روح واحِدة فقط، فهُنا يحدث اضطراب شَديد وأنتَ لا إرادي تبدأ أن تستيقظ وهنَا تحدُث الصدمة، تشعُر أنَّكَ مكتوف الأيدي وشئٌ خفي جالس على جسَدِك، صوْتك مكتوم، ونفَسَك مكتوم، الأيدي والأرجُل شِبْه متخدّرين، وتُريد الصُراخ، ولكنكَ لا تستطيع، ومنَ الممكن أنْ ترى أحد منْ عائلَتِك وتتمنى لو تستطيع أنْ تُنادي عليْه، لكنَّكَ عاجِز تمامًا، وهناكَ أشخاص ترى خيال أسوَد أو ظِل أمامَهُم وهذا فى الحالات المتقدمة؛ لأنكَ تتعرّض لهجوم منْ " جن الجاثوم" بشكل مُباشر، وعلى الرغم منْ أنَّ وقتِه لا يكون كَبير إلا أنَّهُ يَكون مُتعِب ومُخيف جدًا.
وأعراض استحواذ " جن الجاثوم" على جسَد الإنسان فعلًا مُرعِبة، وبالطبع مررْنا بهَا أو سنمُر بهَا.
الطبيعي أنْ تُفكر بعد حديثي عن " جن الجاثوم" بأنّه لا يوجد حل لهذا!
نعم هَناكَ حل وبسيط جدًا.
أولًا: لا بُدّ أنْ يكون محفوظ في ذاكرتِكَ أنَّ هذا الكائن منْ أضعَف تصنيفات الجن، وهزيل جدًا، فلهذا لا تخاف أبدًا.
ثانيًا: كل ما يجب عليْكَ القيَام بهِ وأنتَ فى هذا الوضع أنْ تذكُرِ اللَّه أو تقرأ آية الكرسي، ستقول لي صوْتي لا يخرُج، سأقول لكَ اقرأها ولو بقلبِك، وصدقًا ستجدُه في ثواني معدودة حلَّ عنْكَ هرَبَ بعيدًا.
شيءٌ آخر وجميل جدًا تقوم بفعلِه حينما تُغادِر فراشك وتعود لهُ مرةً أخرى، منَ الأفضل أنْ تقوم بتنظيفِه بأي أداة للتنظيف حتى إنْ كانَ من خلال يديْكَ "ثلاث مرات" لتتخلّص منْ بقايا أي شيء حتى لو كانَت بقايا " جن الجاثوم".
وفي النهاية لا بدّ أنكَ أدركتَ مدى ضعفِه، فلا تخاف منْ شيء طالما رب العرش وكيلَك، ونام وأنتَ مطمئِن، وداوِم على أذكار الصباح والمساء ولا تتركها أبدًا.
كتبت: أميرة الخضراوي
إقرأ أيضًا حوار مع الكاتب مصطفى علي