التأخر المألوف

 التأخر المألوف 

التأخر المألوف


كتبت:- نورهان الكُردي

"تجلس وحيدًا على مقعد بعيد عن صخب الحياة، تحدق عيناك في الفراغ القابع أمامك، تخترق الأشجار المتراصة أمامك، تسبح بعقلك بعيدًا عن العالم، تتعمد الجلوس على ذات المقعد كل فترة، يغمرك الرضا لنفسك داخل تلك الحياة، تحاول فك طلاسم تلك الجمل المنمقة أو ربما فهم الكلمات والعبارات الهائمة، يعجز عقلك عن فهم المقصود خلف الجمل، يجتاحك الفتور لتجد عقلك أصبح خاويًا، تحاول مرارًا وتكرارًا، لكن تملكك الفتور."

خلال الأيام، أو الأشهر، والسنون تمر بالجميع الكثير من لحظات الفتور، والأحداث المتراكمة، لتشعرك بأنك أصبحت وحيدًا داخل غربة بعيدة عن المألوف، تتكون بداخلك الكثير من الجزيئات الصغيرة التي تملأ عدد الساعات الكبيرة التي أصبحت لكَ مثل المستعمرات التي احتلك عقلك، وأوقفت محركات أفكارك عن العمل، وأصبحت يحويها الجمود.

الجميع بتلك الفترة يتمنى لو أن هناك سهمًا يُمزق تلك الستار المصنوعة من الأحار المتصلبة على أفكارك، وإبداعك، وربما تحبس أنفاسك وتتحول داخلها أحلامك إلى أشلاء صغيرة الحجم، نبدو لباقي البشر بأننا على قيد الحياة، ولكن في الحقيقة نحن عبارة عن شخص يتنفس فقط. 

الفتور عبارة عن مدة طويلة من الوقت يتعرض لها كل إنسان في حياته، وهي أيضًا تصنف كمرض شديد الخطورة، تتشبث أطرافه بالإنسان وتتوغل بداخله؛ لتصنع بينه وبين ذاته، وأحلامه، وأهدافه حاجزًا كبيرًا، يأتى الفتور على غير موعد، كضيف ثقيل يفرض واقعه على الجميع، يملأها بالروتين، والخمول الخالي من الإبداع. 

 لا تجعل الفتور يأكلك، ويسلب منك الشغف، والأحلام، يجعل أيامك مثل السنوات المظلمة، تسير للخلف ولا شيء جديد، الخروج هو الحل الأمثل ( بمعنى الخروج عن المألوف، خارج دائرة الممكن لدائرة المستحيل)، فالأحلام لا تتحقق بالفتور، بل حاول المجازفة حتى لا تصبح أحلامك مبتورة.

إقرأ أيضًا متعة الهروب

إرسال تعليق

أحدث أقدم