متعة الهروب

 متعة الهروب 

متعة الهروب

كتبت:- نورهان الكُردي

"قضيت قسطًا من الوقت ظلت فيه عيناي محدقتان، سارحًا في الفراغ القابع أمامي، هاربًا من الواقع الأليم أو تقلبات الآمال" 

الجميع يذهب حيث الصمت، أو ربما الفراغ، أو الظلام، الأهم هو البعد عن كل الأهداف البعيدة المنال، ومنا من يصنع له عالم خاص، أو افتراضي ينسجون بداخله الأحداث ويحيون بداخله كافة التفاصيل، فيستمتعون بالسعادة، والمال، وينغمسون داخل خيال لا يمت للواقع بصلة، أو ربما عجزوا عن تحقيق ذلك الواقع، 

أحلام اليقظة تلعب داخل حياتنا الكثير من الأدوار، ويخوضها الحالم بحثًا عن الشيء الذي ينقصه بالواقع، تلك الأحلام تسرق الحالم نحو استخراج الحلول، والذهاب بعيدًا عن حدود الخيال، بل والإنغماس فيه دون أن يدري الحالم بذلك، حتى تصل معه للإدمان، فيتلذذ بذلك الخيال، وثم تتعطل الحياة اليومية بما فيها الأعمال والعلاقات الاجتماعية.

الإدمان على أحلام اليقظة مثلها مثل الإدمان على المخدرات، يتتبعها الندم، والقلق، والخجل، ومع ذلك أحلام اليقظة تلعب دورًا هامًا في تكوين الدماغ، وهذا يعني أنها حالة طبيعية حتى وإن تسببت بالإدمان لصاحبها. 

 بعض الدراسات أشارت إلى أن أحلام اليقظة عبارة عن خلايا عصبية، دماغية تحول الأفكار إلى صور خيال أو تسلسل في الأحداث، ثم تستعرضها للوعي بشكل أفلام، وأحداث تدور داخل الشخص الحالم.

العقل مستيقظ دائمًا، منغمس بالخيال، سارحًا داخل الأحداث، تبدو للحالم التجربة شقية، وطبيعية، وربما شائعة بين الناس، لكن لكل شيء بالحياة جانب سيء مهما كان يبدو في خارجه شديد الجمال، فالحالم داخل أحلام اليقظة يترك ذهنه لتسبح داخل الأحلام عن قصد منه، وليس عمدًا من أفعال الأحلام، فأحلام اليقظة تقودنا عمدًا منا للإنغماس داخل الأحلام.

 فالحياة ظلًا، زائفًا نبني بداخله الكثير من الأوهام؛ لتتحقق في الأحلام، فالليل لا يكفي للحلم مرتين ولا يستطع الحالم التوقف عن غذاء روحه بالأحلام، وما بين الواقع والأحلام يختلق مساحة واسعة من الخيال، فلا نعرف هل أفكارنا نتيجة للأحلام أم الأحلام نتيجة لأفكارنا؟

إقرأ أيضًا مريم الشويمي

إرسال تعليق

أحدث أقدم