صنع الأعذار

 صنع الأعذار

صنع الأعذر


كتبت:- نورهان الكُردى

"ما الذي أخافه من تحمل مسؤولية أفعالي؟"

أصبح الإنسان اليوم لديه القدرة الهائلة لاختلاق الأعذار؛ كي يخفي بذلك العذر ضعف همته أو تكاسله أو ربما الهروب من إلقاء اللوم؛ ليتكسب الإنسان أكبر قدر من الراحة.

 اختلاق الأعذار والحجج الكاذبة ما هي إلا دليل على ضعف شخصية الإنسان وهذا كان ساعدًا لنشر الكثير من الكذب والخداع والنفاق بإتقان محكم وبدورها أدت إلى اختفاء الطموح والهمم العالية ومع انتقال تلك الأخلاق وكثرة اختلاق الإعتذار من إنسان لإنسان ومن مجتمع لمجتمع أصبحت التبريرات جزء يومي من الحياة.

البشر يصنعون الأعذار لعدة أسباب مختلفة وأيضًا لعدة عوامل نفسية مثل الخوف من الفشل، تدني احترام الذات، التسويف وكل هذا اجتمع داخل نقطة السلوك السلبي للإنسان الذي يتعمد خلق الأعذار؛ لتحسين صورته الذاتية أو إلقاء اللوم على غيره من الآخرين وتقليل شعوره بالذنب ومع تكرار اختلاف تلك الأعذار والتبريرات يتولد داخل الإنسان تدريجيًا شعورًا بالعجز، قال الكاتب الإنجليزي ألدوس هكسلي

( الأعذار العديدة أقل ما تكون إقناعًا من العذر الواحد).

كل إنسان في الحياة إذا أراد فعل شيئًا ما وجد الطريق وإن لم تجد فستجد العذر والأعذار مثلها مثل النفوس الهشة التي نكتشفها منذ اللحظة الأولى عند اختبار حقيقتها، عدم اختلاق الأعذار تحتاج لمقاومة ذاتية من الإنسان والكثير من القدرة للانتصار عن خلق الأعذار بقول الحقيقة وبالاستمرار عليها يتخلص الإنسان من تلك الروح الهشة.

في هذا المقال أدعو كل قارئ بالتوقف عن اختلاق الأعذار؛ لأن كثرتها لن تجعلها تنتهي، بل تجعلها في تزايد مستمر وربما تحدث دون تبرير واضح، لا تخدع نفسك عزيزي القارئ بخلق الأعذار على أمل انتظار فرص التوضيح، فالفرص لن تأتي ما دمت تنتظر، نحن من نصنع الفرص لذاتنا مثلما نخدعها ونصنع الأعذار.

إقرأ أيضًا الممثلة روبي

إرسال تعليق

أحدث أقدم