تراها عميقةٌ، تحمل قدرًا كبيرًا من الرقي والأناقة في ثقافتها التي تتوجها، ورغم ذلك ستشعر بأنها مجرد فتاة بسيطة وهذا ما هي بارعة فيهِ، فلا تُحب التكلُف ولا التظاهر، فقط تتميز بترك بصمتها وترحل في هدوء.
مَنْ هي أميرة إسماعيل؟
أميرة مجرد فتاة مصرية تملك حلم وتسعى لتحقيقه.
حدثنيي عن دراستك وعملك؟
دراستي كانت منذ الصغر في الأزهر الشريف حيث تخرجت من جامعة الأزهر في كلية الدراسات الإسلامية قسم علوم شرعية، ومِنْ ثم بعدها أخذت العديد من الكورسات ، الدبلومات المعتمدة والغير معتمدة حتى حصلت على شهادة مدرب دولي معتمد من اليونسكو، كما حصلت على شهادات معتمدة بالإدارة ومكافحة الفساد المالي والإداري وعلم القيادة، التنمية البشرية، التطوير المؤسسي، اللغة، الصحافة الاستقصائية وغيرها.
عملي يرتبط بحلمي حيث أكتب واطور نفسي في تلك اللحظات، فَعملي كَمدرب يجعلني استفيد من خبرات المتدرب أثناء العمل.
ما هو الجانب الذي لا نعرفه عن الصحفية والكاتبة أميرة إسماعيل؟
الجانب الذي لا نعرفه، هو أنني شخصية منطوية، أو بمعنى أصح محبة للهدوء والوحدة، ولا أحب أن تفرض عليّ التجمعات الصاخبة، فهي تصيبني بصداع، وقلة الصبر وذلك لأني اشحن من هدوئي طاقتي للعمل في هذه القوقعة، لكن من اتجاه اخر أنا اجتماعية واستطيع بناء معارف بسهولة.
لماذا الصحافة والكتابة؟
الصحافة كانت حلمي في الصغر، حلمت دائما أن أُصبح صحفية أو معالجة بالأعشاب الطبيعية، ولذلك كنت أقرأ كل ما يقابلني من جرائد، مجلات، واستمع للبرامج الحوارية والطبية.
والكتابة كانت موهبة تخرج مكنونات النفس بدون عناء، وعندما كبرت أصبحت هواية عملت بجد لإتقانها.
ماذا تمثل الصحافة بالنسبة إليكِ؟
الصحافة هي شغف، فَكنت امسك القلم وأمثل أني محاورة في صغري.
متى بدأت عملك بالصحافة؟
عملي في الصحافة، قد بدأ مع الإذاعة المدرسية، فَعندما كنت في المرحلة الثانوية، طلب منا مشرف الإذاعة بضرورة اشتراك جميع الفصول في اليوم الإذاعي، وقد تهرب فصلي من التجهيز لملفات الإذاعة والتي كان يجب أن نعدها، فَتوليت تلك المهمة بسبب حضوري المبكر، فَكنت أعد اليوم الإذاعي بالكامل من الافتتاحيات، الكلمات، القصائد، الحكم،الاخبار وكنت اتعامل معه كَبرنامج موحد.
ومِنْ ثم انشغلت بالمواقع الإلكترونية، كتابة مقالات الرأي وغيرها.
عندما وجدت الفرصة لدراسة أكثر تعمقًا بالصحافة والإعلام اغتنمتها وحصلت بها على شهادة الصحافة والإعلام.
كيف شرعتِ في بناء طريقك الأدبي؟
كنت اكتب بعض النثريات على الفيس سابقًا، سجالات في بعض المجموعات الأدبية، حتى أني كنت قد دشنت صفحة في حب مصر في بدايات عام ٢٠١٠، كانت كلها من كتاباتي، طوال تلك الفترة لم افكر بالنشر باسمي بل كنت انشر تحت اسم مستعار Ami Ismail، لذلك اشتهرت بلقب ايمي ولم اغيره بصفحتي، مع بداية ٢٠١٦ اتجهت لتجهيز رواية موجهة للمراهقين، في فترة كان يشتد بها الخناق عليهم في بعض السوشيال والتطبيقات بالكتابة اللأخلاقية، فَكانت رواية تحمل طابع كوميدي هادف مع بعض الاثارة والتشويق.
ومن ثم تلاها الإشتراك في مسابقات أدبية فزت بها بالمركز الخامس، الرابع والقلم الذهبي.
ما هي أهم أعمالك ونجاحتك؟
شاركت في كتاب خواطر مجمع بعام ٢٠١٩ بعنوان آمال، كما نشر لي ورقيًا عمل قصصي وطني من النوع المحدد القراء بعنوان "لأجلها سأصمد" في معرض القاهرة الدولي ٢٠٢٣ مع ديوان العرب للنشر والتوزيع، وقد تم تكريمي في هذا المعرض كذلك، بجانب أنه منذ عام ٢٠١٧ أشرفت على تدقيق ومراجعات أدبية وتوجيه العديد من الكتب المتخصصة والقصصية والروائية.
ووصلت إلى القوائم الطويلة في بعض المسابقات الشهيرة بمصر، القوائم القصيرة في مسابقات جزائرية، وتكريم من مهرجان ليبيا للأداب في فن القصة بعام ٢٠٢٠.
هل الكتابة شغف أم عمل؟
الكتابة تحمل الشقين بالنسبة لي، فهي شغف في كتابة القصص، الروايات والشعر الحر، وحاليًا أحاول تعلم الشعر المنظوم.
وعمل أيضًا لأنني اعمل كَكاتب محتوى وهذا يجعلني انشر كتابات بجميع التخصصات العلمية والطبية والفنية وغيرها بالمواقع والمجلات.
كيف تقومي بتقييم الصحفيين والكتاب للعمل معكِ بالمجلة؟
تقييم المنضميين للعمل بالمجلات عامة، ومجلة قعدة مبدعين بشكل خاص يشترط في المنضم الموهبة والقابلة للتعلم والتطوير، حيث أن المحرر الإلكتروني يتعامل مع العديد من الأدوات التي لا تتوفر في التحرير الورقي، مثل: الفيدوهات، المواقع، الروابط، ضمان الظهور وغيرها.
لذا يفضل أن يتعلم المتدربين على كيف يتعامل مع تلك الأدوات وكذلك الاستعداد لمحاربة تحديات التحديثات المستمرة من محركات البحث.
من وجهة نظرك هل تمكنت المرأة من أداء دور فعال داخل الوسط أم لا؟
المرأة والرجل في هذا الوسط الأدبي والصحفي متساوين، خاصة مع سهولة التشبيك في عصر التكنولوجيا، فَالوسط يمتلك العديد من الإتجاهات فمنها مَن هو مؤسسي، ومنها ما هو حر، وعمل المرأة في المؤسسات يجب توفر القوة، الاجتهاد والسعي لتحقيقه خاصة مع القدرة إلى الوصول إلى المعلومات.
أما الحر ستجد الكثير يحاول النشر، التواجد بفعل قوة المال ولا يملك الموهبة أو التقييم المناسب، هذا يسبب تضخم غير مستساغ في الوسط نفسه، ولكن توجد بعض الدُوّر، والمبادرات الهادفة تحقق التوازن في تلك النقطة بتبني المواهب الحقيقية والعبور بها لبر الأمان.
من هو الكاتب الناجح من وجهة نظرك؟
الكاتب الناجح هو الكاتب الذي يصنع أسلوبه الخاص من خلال التمكن من أدوات الكتابة السليمة والذي يجعل القراء يعرفونه من وسط المئات.
لمن تقرأي؟
لا اخص كاتب بعينه، فَكل كاتب قرأت له تعلمت منه الكثير وساعدني على بناء اسلوبي الخاص، فَمثلا
'برنارد شو': تعلمت منه إجادة عمل الرواية المقالية.
'ديستوفسكي': تعلمت منه بناء الحبكات على مسار زمني وعدم الاستهانة بالمعطيات الحالية.
'نجيب محفوظ': تعلمت منه الواقعية والبساطة اللغوية، أو بمعنى أصح أكتب عن مجتمع فأنت تسجل تاريخ.
'كارل مونتغيمرو': تعلمت منها الايجاز وعدم الاسهاب وغيرهم الكثير من الكتاب الذين لن استطيع حصرهم بهذا المقال.
ولكن يوجد العديد من المواهب الناشئة التي استمتع عندما أقرأ لها فهي تحمل الكثير من الخيال في جعبتها مثل رواية نجم الدجى لفاطمة، وغيرهم.
بما تصفين قعدة مبدعين؟
قعدة مبدعين هي حلم أُكمِله من الماضي، فقد كنت أحد مؤسسي مبادرة شبيهه في عام ٢٠١٧ ولكن خفت نجمها بسبب تغير في الأهداف الرئيسية وهي اكتشاف المواهب ودعمها.
كَواحدة من قيادات القعدة إلى أي شيء ترجعين النجاح الباهر والسريع لها داخل الوسط؟
لأنها تملك هدف واستراتجيات عمل، التي نجدها تتجدد بإستمرار بسبب اتساع رقعة الاستهداف الجغرافي وكما أن وجود حرية العمل داخل اللجان، فلا اذكر ان أحد الرؤساء قام بتغيير نظام عمل للجنة داخليًا إلا في الضرورات القصوى والتي يطلب فيها أيضًا مِنْ المشرف التدخل.
_لمن توجه الكاتبة أميرة إسماعيل كتابتها؟
كتابتي أوجهه لِنفسي وابنائي قبل أي فرد، فما اكتبه أؤمن أنه يجب على أبنائي قرائته بدون خجل، ثم أوجهها للمحيطين حولي والمجتمع.
من هو الداعم الحقيقي لكِ؟
الداعم الأول هو الله عزوجل، ثم الإنسان نفسه ثم العائلة والأصدقاء.
كَسيدة وأديبة مصرية ما هي أبرز العقبات التي قابلتك؟
توجد العديد من العقبات والتي يشترك فيها جميع الأدباء وهي عدم الإيمان بهم في البداية، لكن تختص النساء بتحفظ حَصْرهم لِدَور ربات المنزل فقط، فلا يصح أن يسطع نجم النساء عن رجال بيتها وتعد تلك هي أهم معضلة تواجه أغلب السيدات.
أما أنا على وجه الخصوص، عندما آمن بي أحد أفراد عائلتي، أبنائي أو أصدقائي، وجدت في المقابل أخرون يحاولن هدم هذا البناء ومحاولة التقليل من شأنه.
وجهي رسالة للمواهب الآن؟
المواهب الشابة وفي جميع المراحل العمرية، أولا يجب عليك الإيمان بموهبتك وعرضها على متخصص محايد يُجيد النقد الهادف لِيوضح لك نقاط قوتك وضعفك، ومِنْ ثَمَّ يوجهك لِكيفية العمل عليها، ومِن ثَم اتبع خطوات التطوير واقرأ في كل المجالات ما يفيد تخصصك ومالا يفيده.
الفن والأدب مرآة الشعوب تفقين أم لا؟
اتفق مع الجملة، فَكلاهما يعكس مستوى نهوض الأمم أو انحدارها، فَمثلا الحضارة المصرية القديمة والآشورية والحيثية يعكسان قوة تلك الحضارات في حين اضِمّحلال الحضارة الغربية، وَالحضارة الإسلامية تعكس تقدم وإمتزاج الحضارات عندما اتسعت رقعتها في القرون الماضية، في المقابل نحن الآن نعاني لمحاولة النهوض مجددا.
كيف يثقل الكاتب موهبته؟
بالقراءة، الدراسة والتدريب، كما التحدث، التواصل مع المتخصصين والموهبين في الوسط الأدبي.
كيف أثرت قعدة مبدعين بمسيرتك؟
قعدة مبدعين رغم أنها مبادرة شبابية للدعم المواهب، لكن ستجد أثرها في السير الذاتية في الفترة القادمة أكثر قوة مما نشهده الآن أيضًا، فربما انتشارها الحالي والتقدم الذي جعل العشرات من المتخصصين والقيادين ينضمون لها إلا أنها تملك سجلات ودراسات وأفكار ستجعلها في هذا السياق مبادرة عربية وليس مصرية فقط.
َمِنْ رأيك هل هناك حدود للكاتب أو الصحفي عليه الالتزام بها أم لا؟
هناك حدود أخلاقية تجبرنا عليها أخلاقيات المهنة والرسالة التي نعمل بها، فَكل واحد منهم يحمل أفكار سينشأ عليها جيل كامل، فَكم تأثر من الشباب بكتابات احمد خالد توفيق! وكم تأثر من العظماء بكتابات قاسم امين، مصطفي امين، فَالكلمة تبني شعوب وتهدمها.
كيف يصل الصحفي أو الكاتب للقارئ؟
عندنا يكتب من قلبه والحقيقة سيصل للقارئ بنفس الاتجاه في القلب.
كيف يصاب القلم بالمرض؟
يوجد بعض الأعراض الحقيقية التي يمكن أن تصيب القلم بالمرض بشكل مجازي، منها أن يصاب الكاتب بالصفحة البيضاء وهي عدم القدرة على الكتابة بسبب قلة المعلومات أو عدم التمكن من أدوات الكتابة، أو كثرة المعلومات بشكل متزايد، _وهي كثرة الأفكار لتشتت الذهن_، في تلك الحالة يجب أن يسترخي الكاتب ليستطيع التخلص من هذا الضغط ليكمل، الأولى علاجها كثرة القراءة والبحث.
وقد يصاب القلم بالاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية عند التعرض لضغوط مرهقة؛ خاصة أن الكاتب يكون شخصية حالمة أكثر منها عملية في الأغلب.
كيف توازن السيدة أميرة اسماعيل بين عملها ونشاطها الأدبي وحياتها الاجتماعية؟
أحاول فصل كل جزء عن الأخر بقدر الإمكان.
وجهي رسالة فتاة وسيدة؟
ثقي في نفسك أولًا، ثقي في الله وتعاملي مع البشر بما يرضى الله ستجدين النجاح والدعم منه عزوجل.
ماذا تحبي أن تقولي بالختام ؟
في الختام أشكرك جدًا على هذه الأسئلة الجميلة وَالتي تطرقت للكثير من النقاط، وأشكر كل فريق قعدة مبدعين لعملها وتفانيهم.
إعداد/ سُلاف البناء.
إقرأ أيضا قعدةقعدة مبدعين للأداب والفنون سوهاج
بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن منورة أستاذة أميرة يارب دايما موفقه
ردحذفسنا الشرق
محاسن
ما شاء الله أحسنت أستاذة أميرة الأديبة الواعية والمثقفة كل التوفيق أن شاء الله
ردحذفمحمد كامل
مسئول قسم الأدب لفريق موهوبين محافظة الدقهلية
ردحذفبالتوفيق ياشاعر
يارب دايمًا في تفوق ونجاح