معرض الكتاب يخلف التوقعات

معرض الكتاب يخلف التوقعات ويحقق أعلى معدلات زيارة من الرواد هذا العام. 

جاء معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الرابعة والخمسون يخلف كل التوقعات العربية والعالمية بأننا أصبحنا شعب توجه للاستهلاك لا للانتاج، حيث  أن هذا المعرض  أزال كلمة المستهلك، برغم إرتفاع كل الاسعار وسوء الظروف الاقتصادية فمعرض الكتاب يحقق أعلى نسبة مبيعات بعد خيبات متتالية في معارض الرياض وبني غازي وعمان من الناشرين العرب.

معرض الكتاب يخلف التوقعات



اختفاء الكتب الورقية والالكترونية

وقد طرح قبل المعرض العديد من التكهنات قبل المعرض بأن الكتاب الورقي سيختفي خاصة بعد زيادة اسعار الورق والطباعة ما يقرب من ٦مرات متتالية بزيادات وصلت لنسبة 550% من السعر الطبيعي عن المعرض الماضي، لكن جاء هذا المعرض يصاحب حرص الشباب والأطفال والمثقفين على اقتناء الكتاب رغم معاناة البحث عن الأسعار المخفضة واختيار الأقلام المميزة، ليطرح من بعدها سؤال....

هل ستختفى الكتب الالكترونية بعد معرض الكتاب ٢٠٢٣؟

ربما لن تختفي الكتب الإلكترونية خاصة في ظل منافسة الكتاب الورقي المرتفع السعر، حيث سيظل الإلكتروني أحد أدوات الترويج للعمل خارج حدود الدول، لكنه في ظل هذا التحدي اتجهت بعض دور النشر للتعاون مع منصات رقمية مناسبة للترويج ونشر الكتب.

لكن يظل السؤال الأكثر ذهولا بعد مشاهدة هذا المعرض رغم الظروف الاقتصادية؛ هل الشباب تترك المحمول وتعود للإمساك بالكتب من جديد وتتخذها خير رفيق؟
قد تكون الإجابة نعم، حيث في ظل تلك المواجهة أثبتت الدراسات الدولية أن الكتاب الورقي أفضل مساعد في عمليات التعلم والمعرفة ويتم ربطها بالتعلم النشط بالمساعدات الإلكترونية، وأثبت هذا المعرض ارتباط الشباب بمجال الثقافة والقراءة من الكتاب الورقي، الذي رغم ارتفاع ثمنه حرص الرواد على اقتناء الكتب بتقنين المشتريات، فربما هذا سيكون وسيلة لمحاربة الغث من الكتب التي كانت ظاهرة غير صحية بالمعارض الماضية.

أجواء أسرية ورحلات طلابية




أجواء أسرية ورحلات طلابية ونقابية لنشر قيمة وأهمية القراءة.

لكن اختلف هذا المعرض حيث ضم العديد من النشاطات العائلية خاصة بعد إقامة قاعة الطفل، والتي جهزت بعناية فائقة من المكتبات والتي يمكن منها شراء الكتب التعليمية والملخصات، بجانب مخصصات المنتسوري والتخاطب والادراك والحساب الذهني التفاعلي.
وقد ضمت قاعة الطفل استراحة داخلية خضراء وقد تم مراعاة المساحات المتروكة ما بين الأجنحة لتفادي التصادمات، وقد تم تزويد جميع القاعات بأجهزة النداء الصوتي لمساعدة العائلات والرواد حين تغيب أحد الأفراد منهم.
وقد اختلف هذا الحدث بأنه قد ضم العديد من الاحتفالات الفنية والثقافية والوطنية والتي شارك فيها الشباب العربي بمنظومات التطوع، لبث روح التفائل والدعم، بجانب تنظيم العديد من النقابات رحلات يومية لزيارة المعرض.

إقبال عربي ومشاركات وزارية في الثقافة.

لم يقتصر معرض الكتاب على مجرد فقرات وكتب، بل حرصت العديد من الدول على المشاركة في المعرض للتعريف بمستوى الثقافة والإقبال على المعرفة مثل اليابان والكويت، والسعودية واليمن وسوريا، والصومال والاردن التي كانت ضيف الشرف لهذا العام.
وقد أثارت الوزارات تقديم لمحة عن نشاطها وفعاليات التطوير بها فجاء تواجد وزارة الدفاع ملحوظا وقد حرص الرواد على التواجد بها، حيث كانت اشبه ببانوراما عرض وطني، وقد اسفر هذا التقديم عن تسليط الضوء على مكانة هذا الصرح الوطني والحربي فقد وفرت مجموعة اطلاع شملت تعريف بابطال مصر في الحروب والدفاع، بجانب مراحل لتاريخ مصر على مر الزمان، وقد جاء تعامل المنظمين في هذا الصرح أكثر من حضاري بداية من المجندين إلى القيادات العسكرية التي كانت تزلل كل العقبات أما رواد القاعة.
وكذلك تجد مستوى التحضير والتعاون لقاعدة الداخلية المصرية والتنسيق وروح التسامح التي سادت المشرفين عليها برتب عسكرية والتعاون مع المواطنين.
لكن  جاء أمر واحد آثار حفيظة الرواد لقاعة القوات المسلحة والداخلية خاصة انهما كان الأكثر قوة هو عدم توفر الكتب للبيع للجمهور بل الإطلاع فقط، وجاء هذا التعقيب لما تحمله تلك الكتب من قيمة ثقافية وتاريخها أراد المواطنين اقتنائها.
وجاء تواجد جناح حلايب وشلاتين الأكثر لفتا للنظر خاصة بما تعرضه من مشغولات الهاند ميد التي تعبر عن ثقافة المنطقة وقدرتها على التأثير والتواجد في المنافسات الدولية.
تواجد المنظمات المجتمعية


تواجد المنظمات المجتمعية والمبادرات.

ولفت الانظار تواجد العديد من المبادرات المجتمعية مثل مبادرات رعاية ذوي القدرات الخاصة وعرض مشغولاتهم، بجانب مبادرة تمكن المرأة.
وجاءت مبادرات الثقافة للجميع الأكثر حضور وقد كانت سبب في ازدياد الإقبال هذا العام على القراءة واقتناء الكتب حيث قدمت بعض المؤسسات كتب مجانية للرواد، منها الكتب المتخصصة والثقافية والمانجا، ومكتبة الأسرة في مبادرة إقرا.
كما حققت المبيعات في جناح الهيئة العامة للكتب أعلى المبيعات خاصة أنها كانت تعد الأقل سعر ومدعومة من مكتبة الأسرة حيث تواجد المئات من الكتب وبأسعار رمزية رغم قيمتها العلمية، ويذكر أن الاسعار بها بدأت من جنيه واحد تقريبا حسب نوع العمل والقصة.

عودة الشباب للقراءة واقبالا شديد على معرض الكتاب

وفي جانب النقاشات التي تمت مع رواد المعرض قد حرص الفنان والمخرج حاتم خميس على التواجد والنقاش مع الكتاب والرواد والناشرين.
فقد كان له لقاء وتعقيب مع الناشرين ومنهم الأستاذ محمد وجيه رئيس مجلس ديوان العرب للنشر والتوزيع وعضو مجلس اتحاد الناشرين عن لجنتي الملكية الفكرية والإعلام؛ يناقشون فيه نشاط هذا المعرض والإقبال الملحوظ من الشباب، حيث علق خميس قائلًا هذا المعرض بشرى للنهوض بمستوى الشباب وأمل لعودة الثقافة وحركة الفكر مجددا.

ولذا اثرنا الحوار مع الفنان حاتم خميس في ملاحظاته عن المعرض خاصة أنه حاليا يتولى رئاسة الهيكل الإدارى لقعدة مبدعين والتي ترعى المواهب الشابة وقد بدأ أول سؤال.....

معرض القاهرة الدولي للكتاب


كيف ترى حركة الثقافة العربية والنشاط الأدبي،  خاصة مع تواجد هذا الكم الهائل من دور النشر؟

أرى أن حركة الثقافة العربية تعود ادراجها  مرة أخرى بقوة وأن معرض الكتاب هذا العام أثبت أن الشباب قادر على التغير سواء كان كاتبين أو مثقفين أو من يرغبوا فى تثقيف أنفسهم؛ وفي هذا العام نجد عدد من الثقافات العربية والأفريقية والأجنبية لها صدى ملموس داخل المعرض، كما أن هناك عدد من الوزارات التى اثبتت تواجدها بقوة داخل المعرض مثل وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية والقوات المسلحة المصرية، وتفعيل الندوات الثقافية والتثقيفية داخل المعرض ولفت نظرى أنه كان هناك بعض الفرق الموسيقية التى تعزف وتغنى للجمهور خارج القاعات؛ وكان لهم دور بارز فى زرع ثقافة فنية راقية عن طريق الموسيقى والغناء لمشاهير الفن الأصيل بما يليق باسم الفن الراقي .

الأعمال الأدبية  والمستوى الأدبي،  هل ترى تأثرهما بسبب ارتفاع الاسعار؟

أكيد هناك تأثير، ولكن الجميل أن دور النشر برغم ارتفاع أسعار الورق والأحبار رايت فيهم هذا العام أن الأولوية هو نشر الثقافة وتشجيع الشباب على القراءة وليس الربح، بدليل أن هناك العديد والعديد من دور النشر قامو بعمل خصومات على الكتب وصل من ٤٠٪ إلى ٨٠% مثل دار ديوان العرب، وهذا إن دل يدل على دعم دور النشر للمواهب الشابة فى تقديم كتاباتهم وفى نفس الوقت مراعاة ظروف الشباب ومساعدتهم على إقتناء الكتب التى يبحثون عنها.

كيف ترى تنظيم المعرض والأقبال الجماهيري خاصة مع قرب نهاية هذا الحدث؟

أرى أن الإقبال فى زيادة لأنه من ثانى أيام المعرض قد حقق المعرض تسجيل دخول ربع مليون نسمة واليوم  ارى ان الاعداد فى تزايد ملحوظ وملموس.

كيف تصنف دور المسارح في تطوير وجود هذا الصرح في المعرض الثقافي؟

أرى أن المسارح تتخذ نجاح هذا المعرض المذهلة فى تحويل روايات صغار الشباب الموهوب إلى سيناريو وحوار لاظهار القيم الأخلاقية الجميلة وعودة الفن الراقي بداية من الرواية حتى اظهار العمل .

كيف تحكم على أسلوب التعاون والأمن من فرق العمل في معرض الكتاب والتنسيق؟

أرى جهد مبذول رائع من فرق التنظيم ومساعدة كل الناس وإرشادهم بأسلوب بسيط جدا ولذيذ وأن التواجد الأمنى المكثف أعطى الطمأنينة لدى الجمهور
ولكن عندى بعض الملاحظات ياريت نتلاشها فى المرة القادمة.
١- عدم وجود تغطية قوية لشبكات المحمول كلها داخل القاعات وعدم جودة اتصال الإنترنت أو توفير شبكات واي فاي مثل المعارض الدولية العالمية، مما قد أثار غصب رواد المعرض.
٢- عدم وجود قناة تلفزيونية لنقل بث مباشر للمعرض يوميا لحظة بلحظة لتشجيع الناس ونقل هذه الصورة المشرفة للعالم أجمع.
٣- عدم وجود استراحات وخدمات ترفهية تكفى هذا الكم الضخم من رواد المعرض.

نجاح وتكريمات

على هامش اخر ايام المعرض قد كرمت ديوان العرب للنشر أفضل المؤلفين بها كن أقلام مميزة، بجانب تسليك دروع الفائزين في التصويت العام لأفضل الكتاب بعام ٢٠٢٢، وتكريم بعض المدققين والمصممين؛ خاصة لما لاقته تلك الاغلفة من عامل فعال وتعليقات إيجابية من الرواد وإعجابهم بتفاصيل الاهتمام بالأعمال.
وقد أعلنت وزارة الثقافة نتيجة المسابقة التي أجرتها وقد فاز بها:
شعر العامية: اسامة عصام الدين سند،  ادب الطفل: السيد محمد، سارة على النبوي،  ادب الطفل عام: محمد طاهر محمد
الكتاب العلمي: حجبت هذا العام، التراث: حجبت لهذا العام،  الدرسات الانسانية: الهام فطيم، النقد الأدبي: محمد زيدان،  الفنون فرع الموسيقى: حجبت هذا العام، كتاب الطفل المترجم: رضوى عمرو عبد الفتاح.
  شعر العامية عام: مدحت منير،  الكتاب المترجم: صلاح الدين سعد، محمد عبد الفتاح ابراهيم.
شعر الفصحى: علاء أحمد محمد خالد، الرواية: عمرو عافية، القصة القصيرة: محمد عاشور عبد الوهاب عياد، افضل ناشر مصري: دار الفؤاد

تغطية/ أميرة إسماعيل 

 إقرا أيضا منتدى قعدة مبدعين للثقافة والفنون 

أميرة إسماعيل

عندما تعيش عصراً يبدأ بقلم وورقة ولوح سبورة، وتجد نفسك في عشرة أعوام تشاهد اضمحلال القلم وظهور المدونات وعلوم التكنولوجيا والاتصالات فهذا يعني إنك إنسان، في هذا العالم سنربط بين عالم الواقع الماضي من كتب ومدونات إلى عالم التكنولوجيا والسيرفرات

إرسال تعليق

أحدث أقدم