"حب مختلف"
القصة الأولى
"حب مختلف"
الاختلاف بين البشر شيء مسلم به، حيث قال الله في كتابه العزيز:" ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين""
وسأعرض نوع واحد فقط للاختلاف لا أحصر الاختلاف بهذا النوع، ولكن اختلاف وجهات النظر أصبح أهم أنواع الاختلافات بين البشر الآن؛ فالفرق بين الأسود والأبيض يمكننا القول بأنه انتهى بعد انتهاء ظاهرة العبيد، وأصبحوا يتقلدون مناصب عليا الآن، وكذلك الديانات السماوية أصبحوا يعيشون معًا في وطن واحد وتحكمهم عادات ولغة واحدة.
دينا: بماذا تفكرين عزيزتي؟
لولي: لا شيء مهم.
دينا: حسنا لديكِ سر!
لولي: لا تقولي هكذا، كل ما في الأمر أنني أتعجب لِمَ لم أُعجب بشاب إلى الآن؟!
دينا: هكذا أفضل.
لولي: ولكنني لا أشعر أنني فتاة، لم يدق قلبي لشخص ليس حبّا فقط بل حتى مجرد الإعجاب، لم أشعر به تجاه شاب إن لم أكن متأكدة بأني فتاة، كنت شككت فنفسي.
دينا: صدقيني هذا أفضل بكثير فأنتِ مشاعرك مازالت بكر.
لولي: أتعرفين عدم إحساسي بفترة مراهقتي تجعلني أشعر بالنقص من داخلي بأنني أقل من كل الفتيات.
دينا: هل يعجبكِ حالي الآن؟!
لولي: ما بكِ أنتِ؟! زواجك بعد ثلاثة أشهر، وتحبين خطيبك، وهو أيضًا يحبك.
دينا: نعم ما تقولينه صحيح، ولكن الشعور بالحب لأول مرة مختلف تمامًا.
لولي: ألا تحبين من سيكون زوجك بل من أصبح من الأساس، فقد تم عقد قرانك من أسبوع؟!
دينا: أحبه طبعًا ولكن كنت أتمنى أن يكون حبي الأول.
لولي: إن أحببت أن أسمح بأن أكون مكانك لأي ظرف من الظروف، إما أن نكون معًا، أو على الأقل لن أسمح أن أكون لرجل غيره حتى لو أصبح لغيري.
دينا: هذا سبب آخر يؤكد لي أن الأفضل عدم شعورك بهذا الإحساس إلى الآن.
هل يمكنني سؤالك بعض الأسئلة؟
لولي: بالطبع من دون استئذان، كلي آذان صاغية.
دينا: صفي لي فارسك؟
لولي: أريده كاتبًا يتغزل بي بحروفه، ويعاتبني بنفس الحروف ويعاقبني بذوق وأدب، أريده أن يكون أبي يعاقبني، ولكن يجعلني أطمئن له بأنه أحد أهم أساسيات حياتي، أريده أن يحترمني ويثق بي ويعلم جيدا كيفية شخصيتي وأنني احتفظت بكل مشاعري تلك ولم أفرط بها لمجرد الإعجاب حتى ألتقي به، أريده أن يساعدني على التقرب من الله، وعندما يطلب مني شيئًا لا يكون بصيغة الأمر، بل بالطلب والتمني.
دينا: أتمنى أن تجديه..
كيف تتمنين شخصيته؟
لولي: أتمناها صعبة.
دينا: كيف ذلك هل جننتِ؟!
لولي: لا لم أُجن بعد، كل ما في الأمر أنني أريده صعب مع كل الناس إلا معي، أريده أن يكون عطوف ولين وودود معي فقط، أريده مثلي فقط،
فأنا كفتاة وزوجة له لن أنظر لرجل غيره، ولن أكون لطيفة مع شخص غيره، سأكون له فقط وهذا ما أتمناه في سر أماني مستقبلًا.
دينا: تعلمين أنني أحيانًا أحسدك وأغبطك لأنك لم تحبي بعد، وأغار ممن ستمنحينه كل هذا، بالفعل ما زلتِ بكر في كل شيء.
لولي: أتمنى أن يكون هذا التحقيق انتهى حتى أدفع الحساب، ونخرج من هذا المطعم، أمامنا محلات كثيرة سنزورها لشراء ملابسك التي تريدينها.
دينا: حسنًا لن أعارضك، ولكنني من سأدفع معي اليوم لشرائي أشيائي.
لولي: حسنا ادفعي ولا تتحدثين معي بعد الآن.
دينا: حسنا افعلي ما تريدين.
حال هاتان الفتاتان غريب كل منهما تتمنى أن تكون مكان الأخرى،.
الأولى تريد ألا تكون أحبت من قبل وأن يكون زوجها أول حب بحياتها، حتى تستطيع الشعور بكل شيء كأول مرة.
والثانية تتمنى أن تحب لمرة واحدة ولو من طرف واحد،.
لا يعلمان أن هذا الاختلاف هو سر الحياة لو أن البنت الأولى لم تحب من قبل أن تعرف أنها مقصرة في حق زوجها وتحاول إسعاده بكل الطرق.
أما الثانية، فهي إن أحببت يومًا مع تلك الشخصية فلن تحب بعده مرة أخرى، وفي تلك الحالة لن تكمل نصف دينها ولن تتزوج إن لم يكن من نصيبها؛.
لذلك كل شخص اختلافه يميزه، الله سبحانه وتعالى كان بإمكانه أن يخلقنا كلنا متشابهين وبذلك يكون هناك نسخة واحدة فقط من حل نوع، ولكنه خلقنا مختلفين حتى نكمل بعضنا البعض.
أمثلة الاختلاف عديدة في حياتنا، فإذا نظرنا لأيدينا لوجدنا كل إصبع مختلف عن الآخر، بل إن كل بصمة تختلف من شخص لآخر،
الاختلاف بالفعل هو سر الحياة حتى في قوانين الطبيعة الأضداد يتقابلوا، وإذا كان العالم هذا سيكون متشابه لما خُلق غير آدم وحواء؟!
نعود لأبطالنا
الآن أنهوا رحلة تسوقهم الممتعة والمرهقة في نفس الوقت، ولكن عندما عادت لولي للبيت توصلت لفكرة جميلة أعجبتها كثيرًا ومسكت قلمها ودونت الآتي:
اليوم فقط اقتنعت أن ليس كل ما يعجبنا يليق بنا، بالعكس كلما كان الشيء الذي يعجبك تراه بعيدًا يظل أجمل بنظرك، لدرجة أني رأيته أكثر من عشر مرات فساعة واحدة وأعود مرة أخرى، وأقف أمامه وأقول الله جميل جدًا، وثم أخذت قرار أني لن أنتظر أكثر وسأقوم بتجربته، وفعلا دخلت وجربته وجدته بشعًا.
واقتنعت أنه سيء لي ليس لأني سيئة، أو هو بشع، بل فقط لأنه ليس لي ولا يناسبني.
وتعلمت أنني لن أعطي رأي في أي شيء قبل معرفتي هل يليق بي أم لا ؟!
وأغلقت لولي مدونتها الصغيرة تلك ووضعتها في مكانها، وتذكرت حديثها مع صديقتها في المطعم وتمنت أن تتزوج من تحب.
"ولاء مصطفى"