العقيد محمد سعد حلمي نويصر

 نعرض لكم جزء  عن حياة العقيد/ محمد سعد حلمي نويصر، من أبناء مركز الصف، قرية الفهميين.

العقيد محمد سعد حلمي نويصر
كــتــبــت/ ســــــحــر مــــراد

سيادة النائب/ أحمد سعد حلمي نويصر يحكي عن شقيقه العقيد محمد سعد حلمي نويصر

-سبحان من له الدوام-

مع أول يوم له في هذه الدنيا عمت الفرحة كل بيوت العائلة؛ فهو أول حفيد للحاج حلمي نويصر عميد العائلة الذي توفى قبل أن يرى حفيدًا له، وكان لي الأخ المدلل؛ فلقد تربينا معًا في بيت واحد ثم بدأ يكبر حتى أصبح فتى مقرب للجميع، ثم توفى والده وهو في الثانية عشر من عمره؛ فأصبح كبير البيت رغم صغر سنه؛ فأصبح السند لوالدته وأخويه الصغار، وأصبح يختلط بكبار العائلة وكان الجميع يقدرونه؛ فكبر الفتى وأصبح شابًا وكان متفوقًا في دراسته، وكان قريبًا من ربه منذ صغره، وكان مثالاً للشاب الملتزم بالصلاة وكان مرتبطًا بالمسجد ثم حصل على الثانوية العامة بمجموع يقارب التسعون بالمائة، ولكنه اختار أن يدخل كلية الشرطة التي كانت مبتغاه وتخرج الشاب من كليته وأصبح الملازم "محمد سعد نويصر" وبدأ مشوار عمله بقسم شرطة الحوامدية كضابط نظام.

 وبعد عام واحد ترقى ليكون معاون مباحث الحوامدية وعمل بمباحث مركز البدرشين، وتزوج وكان يوم زواجه فرحًا للعائلة والقرية بجميع عائلاتها وشاركنا فرحة زواجه جميع البلاد والمراكز المجاورة من كثرة حبهم له؛ لأنه كان عونًا لكل من طلب منه العون ثم قضى فترة الصعيد بأسيوط مديرًا لمكتب السيد مساعد الوزير لشمال ووسط الصعيد، ثم عاد لمديرية أمن الجيزة مرة أخرى معاون مباحث مركز أطفيح، ثم معاون مباحث العياط، ثم رئيس مباحث أطفيح، ثم شغل منصب مدير مكتب مساعد الوزير لحقوق الإنسان، ثم مدير مكتب مدير أمن كفر الشيخ، ثم مدير مكتب مدير أمن السويس، ثم مدير مكتب مساعد الوزير لشرطة السياحة.

 وفي خلال كل فترات عمله بكل هذه الأماكن نشهد الله أنه لم يتوانى أو يقصر في خدمة الناس والكل يشهد له بذلك، وكان ملقب بالضابط الخلوق ابن الأصول صاحب الأيادي النظيفة، ووالله هذه شهادة كل من تعامل معه في جميع الدوائر التي عمل بها، وكان مشهود له بأنه كان ينفق من ماله الخاص في أي ظرف يحتاج لذلك بمكان عمله بشهادة زملائه وكان سخيًا كريمًا مع الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل ولذوي الحاجة وخاصة مع الأطفال، وكان محبًا لعائلته ولقريته التي كان متمسكًا بالبقاء بها والإقامة فيها بين أحبائه، وكان يتمتع بحب جارف في قريته الفهميين والقرى المجاورة ومدينة الصف أيضًا وقد من عليه الله بحج بيته الحرام منذ أربع سنوات وقد اعتمر أيضًا؛ ليكون قد أعد الزاد للقاء ربه، وأراد الله أن يختار له أن يكون بجواره وجوار حبيبه المصطفى -صل الله عليه وسلم- وكانت الفاجعة والصدمة الكبرى التي أوجعت كل أحبائه وقصمت ظهورهم بخبر وفاته وانتقاله إلى جوار ربه، وحينما علمنا بالخبر الكل كان في ذهول من الخبر، ولكنها إرادة الله لقد ذهب وتركنا وتأكد الجميع أنه فارقنا وأصبح الحزن يسيطر على جميع من عرفه والبكاء والنحيب هما السائدان، والناس بين باكي وصارخ ومولول ومغشى عليه وصامت من هول المصيبة وقام الجميع؛ ليصلوا عليه في مشهد مهيب في الخلاء لكثرة الحشود التي جائت لتودعه ثم بعد الصلاة عليه تحركت الجنازة وهلل الناس وهم يبكون -لا إله إلا الله- وعلت الأصوات بالدعاء له ووصل إلىٰ أول منازل الآخرة _وهو قبره_ فادخلناه إلىٰ قبره وأرقدناه ثم خرجنا وتركناه؛ ليلاقي الله -عز وجل- وترك لنا سيرته الحسنة وذكراه الطيبة التي ستظل مدى الدهر يذكرها كل الأجيال

ولكن فراقه ترك لنا جرحًا عميقًا بقلوبنا جميعًا.

 

رحمك الله يا طيب القلب، يا صاحب الوجه البشوش والابتسامة النقية، والأيدي السخية، يا حبيب القلوب،

اللهم اغفر له وارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء وأجمعنا معه في مستقر رحمتك.



إقرأ أيضا تكريم اوائل الطلبه بمدرسة الحي للتعليم الأساسي بمركز الصف 


أميرة إسماعيل

عندما تعيش عصراً يبدأ بقلم وورقة ولوح سبورة، وتجد نفسك في عشرة أعوام تشاهد اضمحلال القلم وظهور المدونات وعلوم التكنولوجيا والاتصالات فهذا يعني إنك إنسان، في هذا العالم سنربط بين عالم الواقع الماضي من كتب ومدونات إلى عالم التكنولوجيا والسيرفرات

1 تعليقات

  1. اللهم اعفو عنه واغفر له وارحمه واجعله فى عليين

    ردحذف
أحدث أقدم