طوفان أفكارك
"هل يمكننا الوثوق بذاكرة ممتلئة بالشقوق وصوت رأسك المتحدث معك؟
هل هذا شيء يمكنك التعرف عليه أو هل هذا شخصًا يمكنك التعامل معه؟"
الأفكار سواء كانت مؤلمة أو فريدة فهي مثل مرور السنين لا ترحل إلا دون أن تترك أثرها، مثل: تجاعيد الوجه؛ بل وتقطن داخل أرواحنا، أصبحت السنين مزدحمة بالأفكار المعلقة داخل أعماقنا، حتى ذاكرتنا أصبحت رغم تميزها لكنها محفوفة بعواقب أفكارنا.
لا بد أن نلقى الترحيب لأفكارنا سواء كانت لاذعة أو منفردة؛ لأنها بمرور الوقت يهدأ العقل، وتزول الأفكار، ويحدث تغيير في حياتك ببساطة لأنك لم تعد أسيرًا أو مقيدًا لأفكارك.
المواقف الصعبة، والمشاعر المؤلمة، وتصارع أفكارك تبدأ بالتقاعس عند اكتشافك لسلامك النفسي، وحريتك الداخلية، بالبداية من الصعب تصديق ذلك الأمر، ولكن الأهم خلال رحلة حياتك هو التوقف عن تصديق أفكارك.
لماذا نقتنع بالناس طوال الوقت ومن الممكن عدم الوثوق بهم؟
مِن هنا يأتي لماذا نعتقد أن أفكارنا صحيحة أو سليمة؟ لا أتحدث عن حل المشكلات باستخدام العقل، ولكن أفكارنا المستمرة التي تمر بأذهاننا بشكل متكرر وبالأساس تخرج هذه الأفكار من العدم وتقنعنا بشيء ليس له أي دليل.
أفكارنا الذاتية هي نتاج تربيتنا، وحالتنا النفسية، ومعتقداتنا أما أفكارنا الفريدة، والمختلفة ذات صلة بماضينا وحاضرنا والتي علينا الاهتمام بها ليس فقط لأجل الحقيقة، ولكن لأجل حقيقتك أنت فقط.
لا تسمح بسيطرة أفكارك على مزاجك بشكل عام وحولها للوعي بتقليل حجم أفكارك، أما المشاعر فهي التعبير عن روحنا سواء كانت مؤلمة أم صعبة أم حقيقية، اعتيادك على الهروب منها قد يفسح لطريق طويل لسيطرة الأفكار بشكل مستمر.
تحرُك انتباهنا لسلامنا الداخلي ومشاعرنا الصادقة دون السيطرة على مشاعرنا سنلاحظ استقرار ذاتنا، وسلامنا الداخلي، والمساحة الواسعة للوعي الطبيعي للترحيب بأفكارك، حتى لو كانت أفكار انتقالية.
كتبت: نورهان الكُردي
إقرأ أيضا مسقعدة مبدعين في زيارة لمستشفي ٥٧٣٥٧