رسائل من نحب

 "رسائل من نحب"

رسائل من نحب

رسائلها ترعاني، وكتاباتها تؤنس وحدتي، وترافق ضحكتي، وتمسح دمعتي، وتعانق جسدي، وتحلق بروحي عاليًا، حفظتُ رسائلها، بأيامها، وذكرياتها، جعلتني أعانقها دون أن أراها، وأستند عليها دون أن تراني، كانت بالنسبة لي كالنجم البعيد الذي يضيء ظلام ليلي، أحرفها كانت دواء لقلبي، وترميم لروحي، وسعادة تشكلت في الأرجاء على هيئة رسائل، رسائل قلب اجتاحت قلبي، كانت هذه الرسائل هي عكازي، ودواء جروحي، وراحة جسدي، وسلامة عقلي، رسائلها آوتني في عواصفي، وأخمدت ثورة براكيني، وأعادت بناء ما أهدمته زلازل الروح، لم أدرك أنني سأحبها دون أن أراها، دون أن تلامس أصابع يدي يدها، ودون أن تداعب أصابعها خصلات شعري، ودون ان أجثو على ركبتيها لأنام، رسائلها فعلت هذا، رسائلها أحاطت قلبي بأسوار متينة، لم يجرؤ أحد يومًا على أختراقها، كانت أحرفها هي الهواء الذي أتنفسه لكي أظل على قيد الحياة، رسائلها أحاطت روحي وعانقتها في الشتاء البارد، ولم تكتفي بذلك فقط، بل كانت رسائلها هي رفيقتي في دربي، فكم ضحكنا معًا، وبكينا معًا، دون أن يرانا أحد، أو يشعر بنا العالم، أتذكر الآن أحد رسائلها التي كانت تحوي الكثير من الأحلام، ونصها كان

" عزيزي الذي لم أراه إلى يومي هذا، السلام عليكَ وبعد:
اليوم بدأت أول عملٌ لي، ذلك العمل الذي طالما حَلمتُ به، وأخبرتك عنه في الكثير من رسائلي السابقة، أنا الآن سعيدة حقًا، وكل ما أريده هو أن تجمعنا الحياة ونلتقي، كما تلاقت أرواحنا، أنا أراك في كل ما حولي، في بيتي، وغرفتي، وشارع مدينتي، وفي الطرقات ألقاكَ، لم أعلم أنك ستحتلني هكذا، وأن قلبي سيحبك هذا الحب، وأنه لم يشعر بالحياة إلا بكَ، أشكرك كثيرًا على هذا الحب الذي هو أجمل هدية لي، أشكرك كثيرًا على إستماعكَ لي دون أن تَمل مني، شكرًا لأنك في هذه الحياة لأجلي. "
لم تنتهي الرسالة هنا، فهي روت لي كل ما حدث معها منذ تعارفنا، وقبل أن نتعارف، وأنا كنت اقرأ أحرفها بعيني وأسمعها بقلبي، لم أسمع صوتها يومًا إلا من خلال كتاباتها، شكرًا لكِ لأنكِ تراعي قلبي، وأنتِ على الجهة الآخري من العالم، رسائلكِ كانت نجاتي، وكانت كل حياتي، رسائلكِ كانت عالمي، ووطني الذي يحتويني، شكرًا لكِ لأنكِ هنا لم تغادريني.

"شيماء حسانين| رحيل"

إرسال تعليق

أحدث أقدم