بات الأمر ساخرًا

 "بات الأمر ساخرًا"

بات الأمر ساخرًا

إقرأ أيضا قلبي النابض
 
في إحدى الليالي، كنتُ في جولةٍ لشراء بعض الأطعمة، لفت انتباهي شابًا ارتفع صوت ضحكاته، سرعان ما تحركت قدماي نحوهُ قائلًا: أتعلم أن الأمر بات مضحكًا! نعم، تسخر مما تراه من عجوزٍ قد ظهر عليه الزهايمر باكرًا، تعلو ضحكاتك ويستبان لكَ أنك ستظل هكذا شابًا عشرينيًا، يا للعجب!
لو كان الأمر بهين كان كلٌ مِنا اختار لنفسهِ أن يظل كما هو.
حينها فقط توقفت لوهلةٍ، تذكرت العجوز الذي سخروا منهُ، يا الله، ما بهم!؟ لم يعلموا أن عجلةِ الزمان ستدار، وكل ساقٍِ سيسقىٰ بما سقىٰ بهِ غيره، وستتبدل الأحوال ولكن حينها ماذا سيفعل، هل سيسخر من نفسهِ، أم يجد من ترتفع ضحكاتهُ ساخرًا منهُ مثلما فعل من قبل؟ يا عزيزي، لم تكن الدنيا منصفةً لأحد على الإطلاق فكن طيبا القلب، لين الحديث، هين لمن حولك.
ضع هذهِ السطور أمام أعينك دائمًا، هذهِ كلمات كُتبت ممن سخرت منهُ.

أيا زمانٍ قد سلب مني جمالي
أين أنت وأين ما يحلو خصالي؟
كنتُ زهرةٍ متفتحةٍ في ريعان شبابها
أتى الزمان وغير مجرى حياتها
باتت ملامحي مثل عجوزٍ مغترب
لم أرَ نفسي القديمة ولا اعترف
أين جمالي والكون يشهد بأنني
كنتُ يومًا ملكٍ لم يستهانُ بجمالهِ
والآن أصبح الأمل في حياةٍ منعدم.

"آية رجب| غيث"

إرسال تعليق

أحدث أقدم