العائلة كنز لا يدركه البعض

 "العائلة كنز لا يدركه البعض"

العائلة كنز لا يدركه البعض

في يوم من الأيام جلست بجانبها
وسألتها؟
 إنه اليوم الذي حققت فيه كل ما تتمنى ولم يبقى شيء من أحلامك إلا وتحقق، بالتأكيد أنتِ سعيدة؟
 فأجابت: لا أكذب عليك وأقول إنني لست سعيدة على ما حققته من أحلام، ظننت أنها مستحيل، ولكن يبقى جزء ما داخلي سعادته ليست مكتملة.
فقلتُ لها: شخص مثلك حصل على كل ما يريد، وحقق كل ما يتمناه وسعادته ليست مكتملة، ماذا تقولين أنتِ؟ وما الشيء الذي جعل سعادتك غير مكتملة؟
فأجابت بنبرة حزن عميقة: لم أحصل على عائلة كباقي الأشخاص.
فسألتها مندهشًا: ولكن يوجد لديكِ عائلة، لِمَ تقولين هذا؟!
فأجابت بسخرية: لا أملك عائلة، أعلم لِمَ أنت متعجب هكذا؟ نعم لدي عائلة وعائلة عريقة حقًا، ولكنني لا أريد عائلة بالمعنى المادي، أريد عائلة بمعناها المعنوي، أريد عائلة بكل ما تشمله الكلمة، فأنا لم أحصل على حب العائلة كما يتحدثون، ولم أحصل على سند العائلة كما أراهم، ولم أحصل على دفء العائلة كما يشعرون، لم أحصل على شيء غير الاسم وفقط، أعلم أنك متعجب من حديثي، ولكن هذا ما يحدث، لقد وصلت لعمري هذا ولم أحقق الحلم الأكبر لدي، وهو الحصول على عائلة كما تنبغي أن تكون، في كل مرة أحقق وأنجح أشعر بشيء ناقص، داخلي فرحة لم تكتم، أرى أصدقائي لديهم عائلة بحق أحسدهم عليهم، وتسأل ماذا فعلت حتى لا يوجد لي عائلة مثلهم؟
وكم الأسئلة التي تشغل عقلي وقلبي وحياتي بأكملها، ولكن لم أجد إجابة تُريح الجميع، أتعلم بأنني لم أعش أي شيء مما ذكرته لك عن العائلة؟ لم أره، ولم أعش، ولم أشعر بشيء، فالذي عشته غير ذلك، عشت عكس كل شيء أريده، عشت كرهم، وتجريحهم وعدم احترامهم، عشتُ معهم أسوا كل شي؛ لذلك لا تقول لي مرة أخرى أن لدي عائلة، يا ليتني لم أحقق شيء من أحلامي وحققتُ هذا الحلم، يا ليتني.
من حينها، لم أعلم شيء عنها، لا أعرف إذا حققت حلمها الأكبر أم لا، ولكني سوف أظل أتمناه لها من كل قلبي أن تحصل على ما تريد، وتكتمل فرحتها.
 إنك تحصل على عائلة حقيقية تبقى سندك وظهرك، تعيش معهم حب ومودة واحترام متبادل، دون تجريح وكره وغيره، فأنت تعيش أجمل حياة على الإطلاق، إن رزقت بهذه العائلة فاحمد الله عليها، وحافظ عليهم، وإن لم ترزق، فاصنع أنت عائلة لنفسك، تستطيع فعل ذلك.


 إقرأ أيضا الحب نور لا ظلام
 
كتبتها "دنيا جمال"

إرسال تعليق

أحدث أقدم