التعافي من سم حبك

التعافي من سم حبك
التعافي من سم حبك




إقرأ أيضا الوقت كالسيف
يقولون أن الخير أَيْضًا يعبر طريقنا كل يوم، وأن لا شيء يدوم، أتذكر يوم فراقنا، اليوم الذي أتيت به وأنتَ حامل الأزهار المفضلة ليّ بين يديك، وتلك الابتسامة التي لم تفارقك أثناء عبورك للطريق، وانتظاري لكَ الذي دام بضع دقائق، واعتذارك المستديم لأنك جعلتني أنتظر هنا، ولكن أدرك شيء، أنا أحب أن أتي قبل قدومك، أحب كثيرًا أن أرى ملامح وجهك وأنت مُقبل، وأيضًا أحب تلك الابتسامة التي تعتلي ثغركَ حين تراني، لم أكن أعلم أنه لقاؤنا الأخير، وأن النهاية لقصتنا ستُكتب اليوم، لم أدرك أن القدر قد قالت كلمته الأخيرة، وأن الستار قد أُسدل ليعرب عن قُرب النهاية، لقائنا داخل المقهى المفضل لك، والذي أحببت القدوم إليه لأنه دائمًا يذكرني بك.
أتدري أنه حينما كنت خارج البلاد كنت دائمًا أتي إلى هنا، وأنسج خيالات أنك جوار وتستمع إليّ!
أتعرف أنني أحب حديثك الذي يبدأ بَعْلَبَكّ أن تعلمي وتنتهي لِأَجْلِك أنتِ، أدرك كمْ من الآهات قد رافقتني بعد هذا اليوم.
وكمْ من الليالي قد مزقت روحي إثر رحيلك، وانعدام الرغبة في الحياة الذي صاحب ذهابك، وكلماتك التي كانت دواءي ليّ أصبحت كالزقوم الممزوج بالحميم كان يغلي بداخلي كالبركان، لم أكن أعلم أنك ستتخلى عني لأجل عائلتك، ولم أدرك أنني لا أليق بهذا النسب العظيم، وأن أصبح واحدة من سيدات القصر الذين طالما سمعت عنهم في الروايات ورأيتهم في شاشات التلفاز.
 كان وقع كلماتك على قلبي كسقوط الجبال، وبروحي كفيضان البحار، رحلت وتركتني خلفكَ أبكي الذكريات والأعوام، ليتنا لم نلتق، وليت دروبنا لم تتقاطع حينها فقط كان سيشعر قلبي المواساة.

 أنا الآن على أعتاب حياة جديدة، حياة خالية منك، ولكنها مليئة بالحب والسعادة، حياة مزينةً سُبلها بالأحلام، لذلك في النهاية الخير فيما اختاره الله لنا، قلبك لن يُلام على وجع الفراق.

كتبت: شيماء حسانين "رحيل"







إرسال تعليق

أحدث أقدم