طريق النسيان

طريق النسيان

طريق النسيان


كيف يمحو المرء أَشْيَاء لها في عمق قلبه أثرًا؟!
أربكني سؤالك هذا كثيرًا، ويبدو أن جميع الأسئلة التي قمتِ باختيارها تندرج تحت منوال الحزن والألم، لا شيء يزول جميع الأمور التي أهلكتنا، كانت ولا زالت قائمة بداخلنا كالبركان الخامد، وسؤالك هذا قد جعلها تعود للاشتعال داخلي من جديد، نحن لا ننسى سيدتي، بل نتناسى وهناك فرقٍ بينهم، نحن نمضي وبداخلنا جروحنا وأوجاعنا التي نتظاهر بأننا لم يعد لها مكان بداخلنا، ولكنها في الواقع كالحمم البركانية تتقاذف في الداخل؛ لتحرقنا مجددًا، كأنه كُتب علينا أن نتحطم من جديد، وأن ما ترمم منا عاد وهُدم مرةً أخرى، وأن سبيل الشفاء والنجاة من هذا الألم المتراكم بداخلنا مغلق؛ لذلك سيدي لا مجال لمحو الأشياء، فهي لا زالت عالقةً بداخل قلوبنا كالقناديل، ولكن هذه القناديل مهشمةً ومحطمة، ومع ذلك نسير في طريق النسيان، عَلنا ننسى، ونذوب بداخل متاهاته دون عودة، سيدتي ليتكِ لم تنثري الزجاج المهشم بداخلي، ليتكِ تركتنا هكذا بين آلامنا وأوجاعنا نمضي، ولكن الأقدار قد شاءت، وقد عادت إليّ الذكريات المريرة، لن أطيل الحديث سيدتي بل سأنهي كلامي الآن، ولكن أريد أن أقدم لكِ شيئا، هذه الكلمات التي سأسردها لكِ هي كنزي، ومكنون رحلتي مع الحياة،
"لا تنبشين قبور الأحزان، ودعي العمر يمضي في سلام، وعانقي لياليكِ وابتسمي للأحلام، ولا تدع الألم يمزق ما تبقى من حياتك، بل تجاوزي، وتألقي دائمًا بين النجوم"
هذه الكلمات هي خلاصة ما توصلت إليه، لذلك لا تهدرينها، وفي المرة القادمة لا تسألين الأسئلة التي تجعل الجروح تنزف من جديد.

كتبت: شيماء حسانين "رحيل"





إرسال تعليق

أحدث أقدم