حوار مع الكاتبة فادية هندومة

المرأة ليست هامش بل هي القوة والتحدي الذي نراه في حوار مع الكاتبة فادية هندومة.

حوار مع الكاتبة فادية هندومة


  من فادية هندومة؟

فادية محمد  هندومة، فلسطينية الأصل وأردنية الجنسية، كاتبة، مدير عام دار ديوان العرب للنشر والتوزيع

هذا بإيجاز شديد فيما هو قريب من القلب ومدون ببطاقة الهوية.


كيف ظهرت موهبتك الأدبية؟وكيف دعمتيها؟

 ظهرت موهبتي من خلال كتاباتي ورأي الأقارب فيما أكتب وكان ذلك في البداية وما يسكن العقل أن الأقارب آرائهم مصحوبة بالمجاملة والمحبة؛ فكان حبا وإيمانا بما أكتب أن تتسع دائرة الآراء وبالفعل هذا ما حدث واكتسبت الثقة بشكل أكبر ثم جاء العالم الأزرق (الفيس بوك) وكان معه الانتشار أكثر وتعدد الآراء ومعالجة السلبيات وتقوية الإيجابيات وهو ما أنا عليه حاليا من تقييم لكتاباتي والسعي والاجتهاد للرقي بشكل أفضل.

حوار مع الكاتبة فادية هندومة



 ما بين الكتابة والحياة حالة إنسانية كيف أثرت بك  تلك الحالة؟

لا يكتب إنسان أو حتى يلفظ إلا مما يحمل قلبه من حالة خاصة أو ما يشعر به في الآخرين كحالات عامة فهذا هو صدق الكاتب مع ذاته أولا قبل أي شيء وبالصدق تصل الكلمة للقلوب وتلمس مشاعر الآخرين؛ بالتالي كان للحالة الخاصة أو العامة مما يلامس قلبي ويحرك مشاعري الأثر بل الأساس لكل كتاباتي. 

حوار مع الكاتبة فادية هندومة


 كيف يمكن الوثوق بلقب الكاتب وأهليته للنشر الورقي والالكتروني؟

 يمكن الوثوق بلقب كاتب من خلال ما تعبره عنه كتاباته ومدى إبداعه وثقافته وصدقه فيما يكتب، وأما النشر الورقي والإلكتروني هو المقياس الحقيقي له نفسه من خلال آراء الآخرين عن كتاباته ومنها إما يقيم نفسه ويتطور لمعالجة السلبيات أو يبقى على قناعة أنه وصل للقمة ويعد هذا هو أسوء شعور للكاتب لأنه يفقده الكثير من المعاني والمبادئ التي تمنعه عن الرقي ومواصلة مسيرته الأدبية بشكل صحيح. 

حوار مع الكاتبة فادية هندومة


 ما الخطوات التي اعتمدتيها نحو النشر الورقي منذ البداية؟

 اعتمدت في ذلك أولا إيماني بكتاباتي التي كتبت من القلب بكل صدق؛ ثم رغبتي الملحة في الانتشار وكانت رغبة الانتشار تمثل لي اتجاهين أولهما حلم حلمت يوما أن يكون؛ ثانيا لكي أعلم وأرى سلبياتي من شخوص لا أعرفهم وبالنقد الإيجابي أرتقي بمستويّ الأدبي. 

 كيف كان انضمامك للديوان، وما الفرق بينه وبين غيره من الدور والكيانات الثقافية بالوسط؟

 كان انضمامي لديوان العرب من أكثر الأحداث في حياتي صدقا؛ لمست في هذه الدار عوامل إنسانية نادرا ما تكون في مكان آخر سواء دار نشر أو أي قطاع آخر؛ فكان انضمامي لها إضافة لي وليس لأنها داري وبيتي لكن هي بقول الحق إضافة لكل من ينتمي لها وسوف يلمس ذلك المتعاملين معها وما سيجدوه من مصداقية وأمانة وجهود جبارة تبذل بدون أدنى مقابل من شخص أسس الدار على مبادئ إنسانية بحتة.

وقد يظن البعض أن كلامي مدح لهذا الشخص لكن يجيب عن ذلك كل من تعامل معه أو تعامل مع الدار ولهذا أؤكد أن انضمامي لديوان العرب أعتبره فضل ورضا من الله أن يجعلني بالمكان القويم وألا أخدع في مكان آخر وانضم له وبعد حين أكتشف أنه المكان الخاطيء.

أما عن اختلافها عن باقي دور النشر والكيانات الثقافية فأعتقد أن ما ذكرته سابقا كافٍ؛ ولكني أحب أن أضيف أن ديوان العرب بها أشخاص مؤمنون بالأدب عاشقون له مضحون من أجله بكل شيء وبكل يقين إن وجدت في مكان يملئه الإيمان بشيء ما فهو إذا أصدق مكان تجد فيه ما تريد دون أي خداع.

ما هي أعمالك الأدبية واتجاهها وخاصة أحدث الأعمال؟

 أول كتبي كانت بعض النصوص القصصية في كتاب مجمع بعنوان (ترانيم القصص) ثم كان العمل الأول لي مع دار ديوان العرب وهو مجموعة قصصية بعنوان (امرأة من رماد).

 ثم كان العمل الشعري الذي أعتز به ومنحني دفعة قوية وهو العمل المشترك بيني وبين الشاعر محمد وجيه بعنوان ( آدم في محراب حواء) وكان عبارة عن قصائد نثرية وشعر حر بين وبين الشاعر بشكل الحمد لله حفزني لمواصلة المسيرة.

 فجاء بعده بعض الإصدارات الأخرى مثل ( أنثى الجنون) في جنس القصائد النثرية، (همسات مختلة عقليا) وهو عبارة عن أقصوصات نثرية بشكل خفيف الظل؛ والحمد لله فيما وصلت إليه من إصدارات حتى الآن. 

 المرأة كاتبة وأم تنافس الرجل بالمجال، كيف تؤثر تلك المنافسة على الأعمال من الضعف والقوة، ودور الكاتبة بها؟

 أجد وبرؤية شخصية أن المرأة أقوى من الرجل في الأعمال الأدبية ولكن ذلك مشروطا بالاجتهاد والسعي نحو التعلم والرقي؛ ونضرب مثال على ذلك حين خلقت حواء من ضلع آدم كان نائما وللمولى عز وجل حكمة في ذلك لأن استيقاظ آدم في ذلك الوقت كان سيشعره بالألم وقد ينتج عن ذلك بغضه لحواء؛ على حين أن المرأة تلد طفلها وهي بكامل وعيها ومع ذلك تحبه بل تعشقه وتضحي بروحها من أجله.

وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على قوة مشاعر المرأة وعاطفتها الجياشة والتي لا تعرقلها عوائق وهذا على عكس الرجل فبالتالي لو طرقت المرأة باب العلم والثقافة أعتقد سوف تتفوق وما يعيقها حقا هي الالتزامات الأسرية التي تعد أكبر حائل بينها وبين سعيها للتقدم والرقي؛ لكن ختاما أقول قولا واحدا

النص القوي هو من ينافس والنتيجة التأثير على القارئ.

 توقعاتك لدور الكتاب الورقي في الفترة القادمة في ظل الوضع الراهن؟

الكتاب الورقي بالتقدم التكنولوجي وتطورات الميديا قد يشعر البعض أنه في حالة سقوط أو اندثار لكن أرى أنه عكس ذلك فالكتاب الورقي له جمهوره الذي يعشقه بل له شخوص يعشقون رائحة الورق ذاته؛ ولهذا أؤكد أنه باقٍ وسيبقى للأبد لأنه روح الثقافة التي تسكن القلب وتسرقنا لعالم مختلف ومحال أن يحدث ذلك في الإلكتروني.

إقرأ أيضا حوار مع الدكتور محمد فتحي عبد العال 

ما النصيحة التي توجيهها للناشئين عن التعامل مع النشر والقلم؟

 الطباعة ليست بالأمر الهين واصدار كتاب مسؤولية كبيرة جداً

لذلك انصح أي كاتب قبل التفكير في طباعة كتاب عرض محتواه على مختصين ويستمع لهم ولنصائحهم ويحاول قدر المستطاع أن يستفيد من خبراتهم 

في النهاية اشكركم على هذا اللقاء الجميل  بارك الله فيكم وجهودكم ووفقكم الله لما فيه الخير


حوار/ أميرة إسماعيل 


أميرة إسماعيل

عندما تعيش عصراً يبدأ بقلم وورقة ولوح سبورة، وتجد نفسك في عشرة أعوام تشاهد اضمحلال القلم وظهور المدونات وعلوم التكنولوجيا والاتصالات فهذا يعني إنك إنسان، في هذا العالم سنربط بين عالم الواقع الماضي من كتب ومدونات إلى عالم التكنولوجيا والسيرفرات

إرسال تعليق

أحدث أقدم