لأن الأدب بحر يغرق الكثير من الأدباء في عشقه، ولايشترط على الأديب أن يكون قد درس اللغة العربية وتخرج من الجامعة ليدعى أديباً.
فكاتبنا اليوم أثبت لنا هذه المقولة، وأن حُب اللغة العربية موجودٌ في فطرتنا السليمة
نتشرف باستضافة الكاتب والروائي الأردني : مُحمد بيسان
الذي بلغ عمره خمسة وثلاثون
يعمل إضافة لعمله ككاتب وروائي ومحرّر مدرساً للغة الإنكليزية
_ سألنا الكاتب (محمد بيسان) عن كيفية اكتشاف موهبته الأدبية؟
- لم يكن اكتشافُ موهبةِ الكتابةِ لديّ إلّا وليدَ المنطق بما أنَّ والدي رحمهَ الله كانَ كذلك مغرمًا باللغةِ العربية، وصقلتُها بكتابةِ النصوصِ البسيطةِ في أوقاتِ الفراغ، بل حتّى في منتصفِ الحصص المدرسيّة، حتّى أتقنتُها بعدَ ارتكابِ الكثيرِ من الأخطاء النحويةِ والإملائية.
_ وقمنا بسؤاله عن الداعم الرئيسي لموهبته؟
- بناءً على ذلك فقد خضتِ مع أبي في هذا الغمار في عمرٍ مبكّر، وكذلكَ كانت أمّي التي اجتهدتْ واقتلعتْ نباتَ العلم من جذورِه، فهما فقط مُلهمايَ لما أنا فيهِ الآن.
_ ولأن لكُلِ مرحلةٍ صعاب وعقبات تختلف عن سابقتها من المراحل، رغبنا في معرفة العقبات التي واجهت كاتبنا (محمد بيسان)؟
- ولأن الحياة مسارات فالإنسان يواجه دائمًا خلال هذه المسارات المصاعب باختلافِ أشكالِها، وبالنسبةِ لي فقد كانَ العائقُ الأكبر عدمُ اهتمامِ المجتمع من حولي بمثلِ هذا الأمر، فقد واجهتُ الكثيرَ من السخريةِ والتهكّم، والتثبيطِ بمختلفِ أنواعِه، إضافةً إلى أنّني لم أجد حتّى منبرًا واحدًا أستطيعُ الوقوفُ فوقَه للتعبيرِ عن حبّي لهذا الأمر.
_ ولأن النصيحة قد يكون وقعها مختلف، من شخصٍ استطاع تحقيق ذاته، والوصول لأهدافه
طلبنا من كاتبنا أن يقدم نصيحة، للجيل القادم
- أمّا نصيحتي لمن هم في البداية فلا تتوقفوا أبدًا، لا تستمعوا لكلماتِ التوبيخِ والاستهزاء، اكتبوا حتّى تتخدّر أيديكم، اكتبوا ولو لم يكن هنالكَ أيُّ قارئ، آمنوا بأحلامكم مهما كانَ شكلُها!
_ ونظراً لاستغلال دور النشر الغلاء، وماتطلبه من أرقام فلكية، قد تقف بين المبدع وتحقيق ذاته بطباعة كتاب خاص يحمل اسمه
طلبنا من كاتبنا أن يبدي رأيه في هذا الموضوع؟
- أما عن دور النشر وما تطلبه من مبالغ فلكية فهوَ أمر طبيعي للجشع المنتشر في كلِّ مجالاتِ الحياة، فهم في النهاية يبحثونَ عن الأموال فقط لا أكثر ولا يقدّسونَ اللغةَ العربية مثلما يفعل الكتّاب، يشبه الأمر حوارًا بينَ شخصٍ يشيرُ إلى القمر بينما ينظر شخصٌ آخر إلى أصبعِه، وللهِ الأمر.
وفي الختام شكرنا كاتبنا على لطفه، وعلى نصائحه القيمة متمنين له دوام التألق والنجاح
