مـجلة"قـعـدة مبدعين"
في تغطية إعلامية خاصة أجرت الصحفية منه طلال السيد. لقاء
مع الكاتب أحمد ناصر أحد أبرز الأصوات الصاعدة في أدب الرعب في مصر.
نشأ أحمد ناصر في محافظة القاهرة، ويبلغ من العمر أثنين وعشرين عامًا. يُعدّ من أصغر الروائيين في مجال أدب الرعب، ويتميّز قلمه بالغوص في عوالم خفية وغامضة، تشعرك وكأنك انتقلت إلى عالم آخر بكل تفاصيله المظلمة والمثيرة.
1-منذ متى بدأت رحلتك في عالم الكتابة؟ وهل تعتبرها مغامرةً مليئةً بالألغاز أم واقعًا تتعايش معه؟
○في البداية، منذ عامِ ألفين وعشرين، وهي مغامرةٌ مليئةٌ بالألغاز، وفي الوقتِ نفسِه واقعٌ أَتعايشُ معه، لأنَّ كتاباتي عن أحداثٍ حقيقيَّة.
2-ما الذي دفعكَ إلى الكتابةِ في مجالِ أدبِ الرُّعب؟ وهل ترى فيه تجسيدًا لِخبايا الواقع، أم هو مجرّدُ غموضٍ مُحاطٍ بالخيال؟
○الذي دفعني إلى هذا الأدبِ هو رواياتُ أدبِ الرُّعبِ والروائيونَ وشغفهم، وعلى الأخص أستاذي أحمد يونس الذي أعتبره رائدًا في أدبِ الرُّعبِ. واختياري لأدبِ الرُّعبِ جاء من خلاله، حيث أستطيع التحدث عن أشياءٍ لا يتجرأ أحدٌ على الاقتراب منها.
3-هل ترى أدبَ الرُّعبِ خبايا يتم اكتشافها تدريجيًا، أم هو خفايا لعالمٍ آخر يصعب الوصول إليها؟
○أدبُ الرُّعبِ بالنسبةِ لي هو كالبحرِ، ليس له نهايةٌ.
4-هل كتابةُ أدبِ الرُّعبِ بالنسبةِ لك شغفٌ، أم أنها وسيلةٌ لتجسيدِ واقعٍ تعايشه أو تؤمنُ به؟
○هو شغفٌ، وفي الوقتِ نفسه هو تجسيدٌ لواقعٍ بُنيَ على الأحداثِ الحقيقيةِ والواقعِ الأليمِ.
5-ما سببُ اختيارِك لعنوانِ أولِ إصدارٍ لك: "دماءٌ على عتبةِ الكنوز"؟ هل هو انعكاسٌ لجريمةٍ تسعى لكشفِ خيوطِها في العملِ، أم مجردُ عنوانٍ جذابٍ يلفتُ انتباهَ القارئ؟
○ليس مجرّدَ عنوانٍ فحسب، بل "دماءٌ على عتباتِ الكنوز" كان بمثابةِ كلماتٍ تتحدثُ عن واقعٍ كالأحداثِ الحقيقيةِ التي حدثتْ أثناءَ التنقيبِ عن الآثارِ، وأحداثٍ تاريخيةٍ تتعلقُ بتلكَ الحضارةِ، وأحداثٍ حقيقيةٍ عن تقديمِ الأضاحي البشريةِ والقرابينِ بهدفِ التنقيبِ عن الكنوزِ والآثارِ.
6-من هو الكاتبُ الذي ترى أنه يتقنُ الحديثَ عن الرُّعبِ ويستحقُّ أن يُلقبَ بمايسترو هذا النوعِ الأدبي؟
○أحمد يونس، فهو له أسلوبٌ خاصٌّ وطابعٌ فريدٌ من نوعه.
7-هل تؤمنُ بوجودِ عالمٍ آخر؟ وإن كنتَ تؤمنُ بذلك، فكيف تصفُ لي خلاصةَ هذا العالمِ في سطرٍ واحد؟
○نعم، بالفعل، بدليلِ القرآنِ الكريمِ والآياتِ التي تتحدثُ عن السحرِ والجنِّ.
8-هل يمكنُ لقراءةِ تعويذةٍ أو كتابٍ في السحرِ بدافعِ الفضولِ أن تؤثرَ سلبًا على القارئِ؟ وكيف يحدثُ ذلك؟
○نعم، يحدثُ ذلك لأنَّ قراءةَ التعاويذِ أو الطلاسمِ يجبُ نطقُ حروفِها بطريقةٍ لا يتقنُها أحدٌ، ويجبُ أن تُنطقَ بطريقةٍ احترافيةٍ. ولكنَّ الطلاسمَ التي يتمُّ تحريفُها هي التي تؤدي إلى كوارثَ أكثرَ من كونِها حقيقيةً.
9-ما رأيك في الحديثِ عن ما وراءَ الطبيعةِ؟ وإذا تمَّ الحديثُ عنها بسخريةٍ، هل يمكنُ أن يؤدي ذلك إلى الهلاكِ لصاحبِها، أم هي خبايا لا يمكنُ إدراكُها؟
○أعتقدُ أنها خبايا لا يمكنُ إدراكُها، ولكن يجبُ على الباحثِ تقديمُ المصادرِ التي تُثبتُ صحةَ أقوالِه.
10-إلى أي مدى يمكنُ للعالمِ الآخرِ أن يؤذي الشخصَ دونَ أن يكونَ هناكَ تدخلٌ من قبله؟
○أعتقدُ أنَّ إصابةَ المكروهِ للشخصِ يمكنُ أن تحدثَ بسببِ دخولهِ هذا العالمِ من الأساسِ.
11-من وجهةِ نظرك، ما مدى مصداقيةِ المقولةِ الشهيرةِ: "السحرُ ينقلبُ على الساحرِ"؟
○أعتقدُ أنَّ هذه الجملةَ تُنسبُ إلى الشخصِ، وليس شرطًا أن يكونَ ساحرًا، بمعنى أنَّ من يؤذي سيتمُّ إذاؤه.
13-ما هي خلاصةُ "دماءٍ على عتبةِ الكنوز"؟ أهو كنزٌ يحتاجُ إلى تضحيةٍ بأقربِ الأشخاصِ، أم أنها مقبرةٌ فرعونيةٌ تتطلبُ شخصًا زوهريًّا لفتحِها؟
○الإثنان معًا؛ "دماءٌ على عتباتِ الكنوز" يضمُّ التضحياتِ والقرابينَ البشريةَ، والطفلَ الزوهريَّ الذي يفتحُ المقابرَ.
14-كيف كانت تجربتُك مع العالمِ الآخرِ؟ وهل مررتَ بأحداثٍ حقيقيةٍ تتعلّقُ به؟
○مررتُ بذلك، ولكن بشكلٍ غيرِ مباشرٍ، كسماعِ أشياءَ وأصواتٍ وكوابيسَ.
15-إصدارُك الجديدُ "كشفُ الخفايا – الجزءُ الثاني" يحملُ عنوانًا مثيرًا حول أماكنَ محظورةٍ على البشرِ، والمتابعونَ ينتظرون العملَ بفارغِ الصبرِ. هل ترغبُ في كشفِ شيءٍ لهم عن هذا الإصدارِ؟
○أرغبُ في التحدثِ في هذا الأمرِ، فالجزءُ الثاني يحملُ أماكنَ محظورةً ومسكونةً، وأيضًا أماكنَ يقتصرُ دخولُها على فئةٍ خاصةٍ بها. وفي نهايةِ الكتابِ، هناك رسالةٌ ستُوضّحُ ما بعدَ "كشفِ الخفايا2".
16-ما أكثرُ شيءٍ شيّقٍ بالنسبةِ لك بخصوصِ العالمِ الآخرِ: أهو القرينُ أم الجاثومُ؟
○القرينُ.
17-هل ترى أنَّ المتابعين يُشكّلون جزءًا من حافزِك، أم هم هدفٌ لمواصلةِ كتابتِك؟
○بالطبع، فهم معي منذُ بدايتي، وأسألُ اللهَ التوفيقَ فيما هو قادمٌ، حتى يفتخروا بي.
18-من كان الداعمُ لك في مجالِ الكتابةِ؟ وهل ترغبُ في توجيهِ رسالةٍ له؟
○عائلتي وأصدقائي، أتوجهُ لهم بالشكرِ على دعمِهم لي، وأدامكم الله لي.
19-هل كانت الكتابةُ حلمَ طفولتك، أم أنها بدأتْ كهوايةٍ ثم تحوّلتْ إلى شغفٍ؟
○بدأتُ كهوايةٍ عندما كنتُ في السابعةِ عشرَ من عمري، ثم تحوّلَتْ إلى حلمٍ.
20-هل تؤمنُ بوجودِ العالمِ الآخرِ؟ وإن كنتَ تؤمنُ، ماذا ترغبُ في سردِه عن هذا العالمِ؟
○الذي أرغبُ في سردِه هو كشفُ خفايا لا يمكنُ الوصولُ إليها.
21-في نهايةِ هذا الحوارِ الصحفي، سعدتُ بهذا اللقاءِ الذي أوجدَ حالةً من الإثارةِ والرعبِ. فـأدبُ الرعبِ ليس مجردَ نوعٍ أدبيٍ، بل هو عالمٌ مستقلٌ يحملُ رونقًا خاصًا، ينبعُ من خبايا وخفايا الغموضِ والرعبِ، ليأخذَ القارئَ في رحلةٍ إلى عوالمَ لا يدركُها إلا من تجرأَ على الاقترابِ من حدودِ المجهولِ.
○أشكرُكم على تقديرِكم وثقتِكم الدائمةِ.
بقلم الصحفية/منه طلال السيد.