من جريدة "قعدة مبدعين"
○أجرت الصحفية منه طلال السيد حوار صحفي مع الكاتبة ندى رضا زكي.
ندى رضا، ولدت في محافظة بني سويف، إلا أنها نشأت وتربت في محافظة القاهرة. تبلغ من العمر عشرين عامًا، وهي كاتبة وشاعرة مصرية تتميز بأسلوبها الأدبي الرفيع والعالي.
1-كيف بدأتِ رحلتكِ في مجال الكتابة؟
○بدأتُ رحلتي من سن الثالثة عشر، كنتُ أكتبُ قصصًا صغيرة في بدايتي.
2-هل كانت الكتابة صدفةً أم شعورًا شخصيًا جعلكِ تكتبين؟ أم كانت حلمًا طفوليًا؟
○في الحقيقة، كانت كلُّ هذا وكانت ناتجةً من الألم.
3-ما التحديات التي واجهتك في مسيرتكِ ككاتبة، وكيف تغلبتِ عليها؟
○عدم تصديق عائلتي لكتاباتي، لأنها كانت نوعًا ما أكبر من عقلي كطفلة.
تغلبت على ذلك حين بدأت أكتب أمامهم.
4-هل مررتِ بلحظةٍ شعرتِ فيها أنكِ على وشك الاستسلام؟ ماذا فعلتِ حينها؟
○نعم، مررت بلحظات صعبة، لأن أي شخص في أي مجال يمر بصعوبات. نعم، كنت على وشك الاستسلام، لكنني رجعت مرةً ثانية.
وسألت نفسي: لماذا أخسر شيئًا أنا موهوبة فيه، وممكن فعلاً أكون شيئًا كبيرًا فيه؟
رجعت ثانيةً وأمنت بموهبتي وبكل شيء، ووصلت إلى مكان عالٍ، وأنا الأن في انتظار الوصول إلى الأعلى أيضًا.
5-ما الذي ألهمكِ لكتابة رواية ربما؟ أو ما الدافع الشخصي الذي جعلكِ تكتبين رواية ذات الطابع الرومانسي؟
○أولاً، هي رواية فنتازيا، وليست رومانسية فقط. لكنني أحببت أن أجرب كتابة أدب مختلف، بمعنى أنني أردت أن أكتب في نوع آخر. أنا عادة أكتب في أدب الرعب، لكنني أردت أن أدخل عالم الفنتازيا قليلاً. وفي النهاية، الفنتازيا تتضمن الرعب بشكل أو بآخر.
وسألت نفسي: لماذا لا أجرب؟ والحمد لله، كانت التجربة ناجحة.
أنا لا أرغب في أن أظل محصورة في نوع واحد من الأدب أو مجال معين، سواء كان الأدب الرعب أو الرومانسية. فأنا أحب أن أكتب في جميع هذه الأنواع.
6-هل هناك مواضيع تفضلين الكتابة عنها دون غيرها؟ ولماذا؟
○لا توجد مواضيع معينة أفضّل الكتابة عنها، بل يعتمد ذلك على الشعور الذي أمر به في اللحظة، أو على الوقت الذي أعيشه، أو حتى العصر والجيل الذي نعيش فيه. هناك العديد من المواضيع التي أحب التحدث عنها، فهي كثيرة جدًا، لكنني أشعر بضرورة دراسة الموضوع جيدًا، والتأكد من معرفتي بآراء العديد من الناس حوله قبل أن أكتب عنه بشكل جيد.
أحيانًا، أحب الكتابة في مجال الطب النفسي. لماذا؟ لأنني كنت أتمنى دخول هذا المجال أو مجال "اللايف كوتش" بشكل عام. لذلك، أجد الكتابة في هذه المواضيع ممتعة، مثل الحالات النفسية ودعم الأهل، وكيفية تخطي العقبات والمضي قدمًا. الطموح والنجاح جزء من هذه الكتابة.
7-كيف ترين العلاقة بين الكاتب والقارئ؟
○سأتحدث عن نفسي بصفة شخصية، أي عني ككاتبة والجمهور الذي أكتب له. أعتبر جمهورِ عائلتي الثانية، فهم ليسوا مجرد أشخاص يقرؤون لي فحسب، بل هم بالفعل عائلتي الثانية.
أنا، ككاتبة، يكون في ذهني دائمًا أفكار أرغب في مشاركتها مع قرائي، سواء كانت لإدخالهم في حالة نفسية معينة أو إخراجهم من حالة أخرى. هذا جزء من دور الكاتب، لأنه يشبه الرسم: كأنك ترسم لهم حياة جديدة.
فأنت، بمجرد أن تمسك الكتاب، تشعر أنك دخلت إلى حياة جديدة منذ الصفحة الأولى، وتخرج من العالم الواقعي الذي كنت فيه لتدخل إلى عالم آخر.
من خلال ما يكتبه الكاتب، تشعر وكأنك في حالة من الفهم العميق لما يكتب، وأنه يكتب لك بطريقة تجعلك تتفاعل مع أفكاره.
وأخيرًا، أشعر أن العقول والقلوب التي بين يدي الكتاب هي بمثابة لعبة، وهي كذلك.
8-كيف تترجمين مشاعرك إلى كلمات دون أن تفقد معناها الحقيقي؟
○في الحقيقة، لا تُترجم المشاعر يا عزيزتي. حينما يكون الألم مسكنًا داخلك، ينطلق قلمك بلا إذن منك.
9-ما الجملة أو الفكرة التي كتبتيها وشعرتِ أنها تعبّر عنكِ بصدق؟
○الكثير يا عزيزتي، وأكثرهم في قصائدي.
10-هل تعتقدين أن الكتابة مسؤولية؟ ولماذا؟
○نعم، هي مسؤولية كبيرة جدًا، لأن قلمك قد يصلح العالم أو يفسده بكلمة منك تسير وراءها أجيال.
11-لو لم تكوني كاتبة، ماذا كنتِ تتمنين أن تكوني؟
○لم أفكر في شيء سوى أن أكون كاتبة، لكنني كنت أود أن أكون صحفية. ومع ذلك، أنا بالفعل صحفية على الجانب الآخر.
12-هل هناك لحظة في حياتك غيّرت طريقتك في الكتابة أو نظرتك للحياة عامةً؟
○نعم عندما ظهرت لاول مره علي المسرح تغيرت طريقة تفكيري في المجال لانني تعرفت علي كتاب و عندما ظهرت اكثر في مجال الصحافه لانني تعرفت علي عمالقة الادب من هذا المجال.
13-كيف تتعاملين مع النقد، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا؟
○كلاهما يُفيدني. أقبلهما بصدر رحب وأستمع لهما للنهاية، ربما يكون الناقد على حق، وربما لا.
14-لو استطعتِ أن توجهي رسالة لكل من يقرأ لك، ماذا تقولين؟
○عزيزي القارئ، كل ما أود إيصاله لك هو إدخال السرور على قلبك وهروبك مما حولك إلى عوالمي، لتسبح بها إلى ما لا نهاية وكما تشاء. وأود أن أقول لك أيضًا: عندما تُغلق الصفحة الأخيرة من كتابي مودعًا عالمي، ستفتقدك حروفي أيضًا، يا صديقي العزيز.
15-ما الفكرة الأساسية التي قامت عليها مـبـادرة 'إذمـا'؟
○أولًا، الفكرة الأساسية التي قامت عليها المبادرة، يا عزيزتي، هي دعم المواهب الأدبية في جميع الفئات العمرية، وفي مختلف أنحاء العالم،
وليس في مصر فقط.
16-وما الدافع وراء إطلاقكِ لهذه المبادرة؟
○ثانيًا، الدافع هو أنني اكتسبت الكثير من المهارات، ليس في مجال الأدب فقط، بل في الصحافة، والتصميم، والتدقيق اللغوي، وأنا كاتبة في جميع أنواع الأدب: روائية، شاعرة، أكتب قصصًا قصيرة، خواطر، ومقالات. وكل هذا جعلني أدرك أنه كما وجدت الدعم من أصدقائي في بدايتي، وكانوا يهتمون بمتابعتي وتنمية موهبتي، للأسف وجدت القليل من هذا الدعم وكان كما أردت أو كما يحتاجه أي شخص موهوب بشكل عام.
وهنا جاء تفكيري في إقامة المبادرة. فكرت، لماذا لا أُنشئ هذه المبادرة وأكون جزءًا من فريق عمل متميز، لتقديم الدعم الكامل للشباب الموهوبين، ونساعدهم في الصعود؟ وباسم المبادرة، أُسست "إذمـا"مع صديقتي العزيزة الكاتبة مـنه رجب.
17هل يمكن أن توضحي لي ما هي مبادرة 'إذمـا'، وما الأهداف التي تسعين لتحقيقها من خلالها؟
○مبادرة "إذما" هي مبادرة لدعم المواهب الأدبية في جميع المجالات، ونحن نقدم متابعة يومية للكتاب من خلال الأنشطة والكتابات الجديدة التي يتم نشرها على الصفحة الخاصة بالمبادرة. نعرض هذه الأعمال على متابعينا، كما نوفر لهم الاشتراك في الكتب الورقية والإلكترونية، وتتمكن الأعمال من الظهور في المكتبات الإلكترونية ومعرض القاهرة الدولي.
نحن نقدم أيضًا كورسات مجانية تمامًا في الكتابة الإبداعية، الصحافة، والتدقيق اللغوي، وفي نهاية كل كورس يحصل المشاركون على شهادة إتمام. وهناك خطط لضم كورسات أخرى قريبًا مثل كورس التصميم.
بالنسبة للمواهب الصوتية، على الرغم من أننا لا نستطيع دعمهم كما ندعم المواهب الأدبية، إلا أننا نساعدهم في حفلات المبادرة التي نقيمها، حيث نوفر لهم فرصة للظهور.
المبادرة متعاقدة مع دار نشر ورقية وأخرى إلكترونية، بالإضافة إلى جريدة إلكترونية لدينا قسم خاص فيها، ونعمل مع فريق متميز من المحترفين في هذا المجال.
18-أتعلمين؟ كثيرًا ما تمر علينا لقاءات... لكن هل تعتقدين أن هذا اللقاء كان مختلفًا؟
○الحوار في غاية المتعة، والأسئلة جميلة جدًا وتدل على ثقافة صاحبتها. أتمنى لكِ مستقبلاً عظيماً.
بقلم الصحفية:- منه طلال السيد.