مرحباً بكم، سعيد جدًا بالمشاركة في هذا الحوار مع مجلة "قعدة مبدعين"، وأتمنى أن أكون ضيفاً خفيف ومفيدة لكم والقراء.
اسمي أحمد صلاح المهدي، كاتب ومترجم، ولدت في أسيوط نشأت في القاهرة حيث أقيم الآن. أكتب في مجالات أدب الخيال العلمي والفانتازيا بالإضافة لكتابة المقالات وترجمة أدبية. حاصل على شهادة جامعية في الأدب واللغة العربية. منذ صغري، كنت مغرماً بالقراءة، وهو ما قادني إلى الكتابة لاحقاً.
1. كيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟ وهل كانت هناك لحظة محددة شعرت فيها أنك أصبحت كاتبًا؟
بدأت رحلتي مع الكتابة من خلال الحكايات الشعبية التي كانت تحكيها لي جدتي ثم قراءة القصص القصيرة والمغامرات في سن صغير، وشعرت أنني أريد خلق عوالم خاصة بي. وقد بدأت الكتابة في الثالثة عشر من عمري وتشجعت لاحقًا لنشر أعمالي على المنتديات الأدبية - لم يكن هناك منصات تواصل إجتماعي في ذلك الوقت - واللحظة التي شعرت فيها أنني أصبحت كاتبًا كانت عندما نشرت أول قصة لي وتلقيت تعليقات إيجابية من القراء.
2. لماذا اخترت التركيز على أدب الخيال العلمي والفانتازيا؟
لأنهما يتيحان لي مساحة لا محدودة للإبداع وتقديم أفكار فلسفية وإنسانية في إطار قصصي مشوق. الخيال العلمي والفانتازيا قادران على طرح قضايا معاصرة من خلال عوالم مختلفة.
3. ما هي الصعوبات التي واجهتها في بداية مشوارك الأدبي؟
أهم الصعوبات كانت قلة المنصات التي تدعم أدب الخيال العلمي والفانتازيا باللغة العربية، بالإضافة إلى تحدي إثبات أن هذا النوع الأدبي يمكن أن يكون عميقًا ومهمًا للقارئ العربي.
4. هل هناك أعمال معينة كتبتها تشعر أنها الأقرب إلى قلبك؟ ولماذا؟
جميع رواياتي قريبة من قلبي، ولكن لعل أقربها "لعنة جانب التل" فهي أطول أعمالي وأكثر عملت بذلت فيه مجهودًا حتى الآن، وأحببت كثيرا العالم الفانتازي الذي ابتكرته للرواية وأتطلع لكتابة المزيد من الأعمال فيه.
5. كيف تجمع بين الكتابة والترجمة؟ وهل تؤثر الترجمة على أسلوبك الكتابي؟
الترجمة تساعدني في اكتشاف أساليب أدبية جديدة وتوسيع أفق رؤيتي. أعتقد أن الترجمة تطور أسلوبي وتمنحني أدوات لغوية إضافية.
6. عند اختيارك لترجمة عمل أدبي، ما المعايير التي تعتمد عليها؟
أبحث عن أعمال تحمل رسالة قوية وأفكارًا مبتكرة، بالإضافة إلى جودة النص الأصلي من حيث الأسلوب والقصة.
7. هل تشعر أن الخيال العلمي والفانتازيا في الأدب العربي بدأ يأخذ مكانته؟
نعم، هناك تطور ملحوظ في السنوات الأخيرة، مع زيادة الوعي بأهمية هذا النوع الأدبي وظهور كتّاب عرب مبدعين في هذا المجال.
8. ما رأيك في الأعمال العربية الحديثة في مجال الفانتازيا مقارنة بالكتابات العالمية؟
الأعمال العربية تحتاج إلى المزيد من التنوع والجرأة في تقديم الأفكار، لكنها بدأت تسير بخطى ثابتة نحو المنافسة عالميًا.
9. هل لديك طقوس معينة أثناء الكتابة؟
أفضل الكتابة في هدوء مع كوب قهوة، وأحيانًا أستمع إلى الموسيقى لتحفيز الإبداع.
10. كيف تتعامل مع النقد سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا؟
النقد الإيجابي يمنحني دفعة للاستمرار، أما السلبي فأتعامل معه كفرصة للتعلم وتحسين نفسي.
11. كيف تولد أفكار أعمالك؟ وهل تستوحيها من الواقع أم من قراءاتك؟
الأفكار تأتي من مزيج من القراءات والواقع والتأمل في الأسئلة الفلسفية حول الحياة والإنسان.
12. الشخصيات في رواياتك غالبًا ما تكون معقدة. كيف تبني هذه الشخصيات؟
أبدأ بدراسة دوافع الشخصية وأهدافها، ثم أضعها في مواقف صعبة تكشف عن أعماقها النفسية.
13. هل تفضل النهايات المفتوحة أم المغلقة في أعمالك؟ ولماذا؟
أفضل النهايات المغلقة لأنني أحب معرفة النهاية للحبكة ومصير الشخصيات، ولكني أحيانا أحبذ النهاية المفتوحة لأنها تترك مساحة للقراء للتفكير والتأمل في الرسالة.
14. ما هي الرسالة الأساسية التي تحاول إيصالها من خلال كتاباتك؟
أحب تسليط الضوء على أهمية الإنسانية والتفكير في المستقبل وأثر التكنولوجيا على حياتنا.
15. هل هناك شخصية من شخصيات رواياتك تشعر أنها تمثل جزءًا من شخصيتك؟
هناك دائمًا جزء مني في كل شخصية أكتبها، لكنها تتجسد بشكل واضح في الشخصيات الباحثة عن الحقيقة مثل بارسينو في لعنة جانب التل وعمر في أبناء القيامة.
16. كيف ترى تفاعل القراء مع أعمالك؟ وما أثر ذلك عليك ككاتب؟
التفاعل الإيجابي يمنحني حافزا للاستمرار، أما التعليقات النقدية فهي فرصة لتحسين مهاراتي.
17. هل يلهمك تعليقات القراء أو آراؤهم لكتابة أعمال جديدة؟
بالتأكيد، أحيانًا فكرة صغيرة من قارئ تلهمني لكتابة قصة كاملة. أتذكر عندما كتبت قصة قصيرة بعنوان القط الأسود وكان هناك تعليق من أحد الأصدقاء يرغب في معرفة مصير القط وهذا أدى لمتابعتي لرواية ريم التي صارت لاحقًا أولى أعمالي الروائية المنشورة.
18. هل تشعر أن القارئ العربي يقدر أدب الخيال العلمي والفانتازيا بالشكل الكافي؟
لفترة طويلة لم يكن هناك اهتمام بالخيال العلمي والفانتازيا، بل كان هناك القليل ممن يمكنهم التفريق بينهما، ولكن مؤخرًا شاهدنا نشر الكثير من أعمال الفانتازيا والخيال العلمي باللغة العربية واهتمام القراء بها، هذا بالإضافة إلى توسع حركة الترجمة في هذه الألوان الأدبية.
19. ما هي مشاريعك القادمة؟ وهل هناك نوع جديد من الأدب ترغب في استكشافه؟
أعمل حاليًا على مجموعة قصصية تركز على تيمة الروبوتات، وتستكشف الجانب الإنساني للروبوت، من خلال مواقف إنسانية وتيمات فلسفية. واتمنى في المستقبل أن أكتب رواية إجتماعية، ولي تجربة لم تكتمل بعد في هذا اللون الأدبي.
20. إذا أتيحت لك الفرصة للتعاون مع كاتب آخر، من تختار ولماذا؟
الكاتب باسم الخشن، فهو من الكتاب الذين يهتمون كثيرا بالخيال العلمي و الفانتازيا وله عدة روايات في هذه المجال بالإضافة إلى خبرته الكبيرة في الكتابة وأساليبها.
21. كيف ترى مستقبل أدب الخيال العلمي والفانتازيا في العالم العربي؟
هناك اهتمام ملحوظ بالخيال العلمي و الفانتازيا في الوطن العربي من ناحية الكتابة أو الترجمة، وهناك جمهور آخذ في الزيادة لهذا اللون الأدبي وأعتقد أننا مثير بخطى ثابتة نحو العالمية وإثبات جدارة الكتاب العرب في هذا المجال.
22. من هم الكتّاب الذين تأثرت بهم في مسيرتك الأدبية؟
تأثرت بنجيب محفوظ وأحمد خالد توفيق ونبيل فاروق وأيزاك أزيموف وتولكين وميرڤن بيك وجاك ڤانس ومايكل موركوك وروبرت إي. هوارد وكلارك آشتون سميث ولافكرافت وروبرت جوردان وأورسولا كي. لوجوين
23. هل ترى أن الكتابة تحتاج إلى موهبة فقط أم أنها مزيج بين الموهبة والتعلم؟
الكتابة تحتاج إلى موهبة بلا شك، ولكن الموهبة ليست كل شيء، فالتعلم والتجربة هما ما يصقلانها، ويجب على من يريد أن يصيب كاتبًا أن بكتب باستمرار ويقرأ بلا انقطاع
24. كيف أثرت خبراتك الحياتية على أعمالك الأدبية؟
كل تجربة عشتها أثرت بطريقة ما على كتاباتي، وقد انعكست هذه التجارب في كتاباتي.
25. لو لم تكن كاتبا، ما المهنة التي كنت ستختارها؟
منذ صغري كان لي اهتمامات كثيرة مثل الفضاء والطبيعة، لعلي كنت سأتخصص في شيء له علاقة بهما.
26. ما أكثر ما تخشاه في هذا المجال؟
الخوف من تكرار الأفكار وفقدان الإبداع.
27. وجه رسالة لجمهورك.
أشكركم على دعمكم الدائم، وأتمنى أن تجدوا دائمًا المتعة والفائدة في أعمالي.
28. وجه نصيحة للشباب الجدد في مجال الأدب.
اقرأوا كثيرًا، اكتبوا باستمرار، ولا تخافوا من الفشل، فهو طريق النجاح.
شكرًا لكم على هذا الحوار الممتع، وأتمنى أن أكون عند حسن ظنكم. مجلة "قعدة مبدعين" مميزة في دعم المبدعين، وأتمنى لكم دوام التوفيق.
الصحفية /ندي رضا زكي
بالتوفيق يا مهدي.. أجبت إجابة من يعرف موضع قدمه، وليس إجابة التائه المتلفت.
ردحذف