ندی محمد ولقاء صحفي مع الکاتبة خلود أيمن

 _مرحباً بكم في مجلتنا "قعدة مبدعين"، كما تعودتم على التألق وتقديم المواهب الجديدة في شتى المجالات، نقدم لكم واحدة من تلك المواهب، فتاة اجتهدت وتميزت على كوكب الأدب الكاتبة"خلود أيمن" 



_حدثينا عن سيرتكِ الذاتية؟

خلود أيمن ، بلغتُ الثلاثين من العمر ، نضجت كثيراً في سنوات عمري الماضية ، كاتبة ، تخرجت من كلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية ، قسم محاسبة عام ٢٠١٦ . 


_حدثينا عن موهبتكِ وكيف تم اكتشافها؟

لقد بدأت مشوار الكتابة في العام الأول من الجامعة حيث وجدت فيها الصديق الوفي الذي يعبِّر عني ويسمعني في الكثير من الأوقات التي شعرت فيها بالوحدة وعدم الشعور بالانتماء مهما حاوطني الكثيرون ، فقد كانت الأوراق الملاذ الذي ألجأ إليه وأُفضي إليه بما أشعر به وهذا ما خفَّف عني الكثير من المشاعر السلبية التي تتبدد فور إطلاقها على تلك الأوراق ، فرُغم كونها صماءً لا تسمع أو تتكلم إلا أنها تُجيد الشعور بي أكثر من أي شخص حي ، فقد كان وما زال دورها فعالاً وقائماً حتى اليوم ، فقد شَرعت بكتابة بعض الخواطر وبالتدريج صرت أكتب المقالات في شتى أنواع الأدب  والموضوعات الاجتماعية ... 


_حدثينا عن أول عمل لكِ، وكم استغرق من الوقت في كتابته؟

جرعات تنفس وقد صدر عام ٢٠٢١ وقد استغرقت عاماً في كتابته وتعديل المزيد من الفقرات به ليخرج بتلك الصيغة التي أردتها وعلى الصورة التي تمنيتها . 


_بمَن تأثرتِ من الأدباء في بداياتك؟

تأثرت بدكتور مصطفى محمود لبساطة وسلاسة أسلوبه ورؤيته الثاقبة للعديد من الأمور الحالية التي عبَّر عنها منذ عشرات السنين وكأنه أدرك وقوعها أو عايشها بالفِعل ... 


_ما هي الرواية، أو العمل الأدبي المُفضل لكِ بشكلٍ عام؟

كتاب الشفاعة لدكتور مصطفى محمود من أفضل الكتب التي قرأتها له ومن أشمل الكتب بشكل عام التي عبَّرت عن فكرة الشفاعة بكل وضوح وعُمق وشفافية ووصَّلت الفكرة التي قد تلتبس على الكثير منا . 


_مَن الذي دعمكِ وشجعكِ لتصلين إلى ما أنتِ عليه الآن؟

أمي ، فقد كانت أول داعمة لي وما زال لها الفضل في قدرتي على الاستمرار إلى يومنا هذا . 


_هل هناك وقت معين تخصصينهُ للكتابة ؟

وقتما يكون البال رائقاً أُجيد الكتابة واختيار الصيغ المناسبة للتعبير عن الموضوع مَحل الكتابة ، كما أعتقد أن الأفكار الجيدة تنشط أيضاً في فترة الليل حيث الهدوء والسكون وقلة الضجيج والصخب المعتاد وقت النهار ... 


_ما الدافع الذي يشجعك على الكتابة ؟ وما الذي يُلهم قلمك؟

الدافع للكتابة هو نشر الوعي لدى الكثير من البشر وكذلك محاولة إضفاء قيمة لحياتي فهي تنقذني من السقوط في هوة الفراغ الذي يُشعِرني بانعدام الهدف من تلك الحياة فأنا على قناعة بأن الفراغ أمرٌ قاتل يُميت المرء بالبطئ دون أنْ يشعر أنه قد قدَّم شيئاً يستحق ، ما يُلهمني هو خيالي في بعض الأحيان ، بعض الأحداث التي تدور في المحيط ، أحياناً أَخُط بعض القصص اقتباساً من بعض الأمور التي تحدث بالفعل على أرض الواقع مع إضافة بعض الرتوش التي تُضفي بعض الجمال عليها من باب جذب القارئ للمُطالعة ... 


_هل يحدث لكِ ما يطلقون عليه بلوك الكتابة، وكيف تتخلص من هذا الشعور ؟ 

أحياناً كثيرة ، أحاول القراءة في تلك الأثناء من أجل شحن ذهني بأفكار جديدة ومن ثَم أُعيد المحاولة فيما بَعْد ، فالكتابة حالة في المقام الأول فيجب أنْ يكون المرء على أهبة الاستعداد لها حتى يكون النص على أفضل صورة تخيلها ... 


_حدثيني عن طموحاتك التي تسعين أن تصلِ إليها ؟

أرغب أنْ أصبح سيدة مجتمع بمعنى أدق أنْ تكون كلماتي خالدةً في أذهان الجميع ، مؤثرةً في قلوبهم ، تمس شغاف القلب وتعمل على تغيير بعض القيم السلبية التي تفشت في المجتمع في الآونة الأخيرة وانتشاله من الضياع الذي وصل إليه للتو ، أتمنى أنْ أصير محاضرةً في مجال التنمية البشرية بحيث أرتقي بالنفس البشرية للمكانة التي تستحقها وأُعلِّم كل شخص أنْ يدرك قَدْر نفسه ويسمو بها لما هي جديرة به ... 


_ما هي معايير نجاح الكاتب بنظرك؟

أنْ يكون له خُطى خاصة به وألا يحاول تقليد الغير أو السير على خُطاهم واقتفاء أثرهم فهذا جلُّ ما يُميِّزه وأنْ يبتعد عن الموضوعات التجارية من أجل تحقيق المكاسب المادية فحَسب بغض الطرف عن المحتوى المُقدَّم فهذا أسوأ طريق للنجاح من وجهة نظري وهو ما يَحُط من قيمة الكتابة في المُطلَق ويجعلها أشبه بأي مهنة أو نشاط آخر يمارسه المرء بلا إبداع أو تألق أو طريقة فريدة تُميِّزه عمَّن سواه ... 


_ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المُثقف في الوقت الراهن؟

الدعم الصادق وليس كلمات المدح والثناء على كل ما يُقدِّم مهما كانت رداءته ، فالأفضل أنْ يجد المرء الشخص الذي يُشير إلى نقاط ضعفه كي يُحسِّن منها ويتقدم خُطوات للأمام وأنْ يُعزِّز نقاط قوته أيضاً كي يشجعه على الاستمرار على نفس النهج ، فالكاتب بحاجة لمَنْ يُركِّز على الشقين دون الانحياز للمدح فقط أو الذم فقط طيلة الوقت فهذا لن يساعد على تقدُّمه أو تطور أسلوبه في الكتابة وسيظل محلك سر ، محتفظاً بنفس الأسلوب الرَكيك السطحي غير راغب في التطوُّر ولو بقيد أنملة ... 


_لو أحد متابعينك قام بتعليق سلبي على عمل من أعمالك ماذا يكون رد فعلك؟

أتجنب الدخول في مثل تلك المشادات الكلامية وأكتفي بالشكر على رأيه المتواضع ، فأنا دوماً ما أكون بحاجة للأمرين كما ذكرت فالكاتب بحاجة لمَنْ يُنبِّهه لما يراه منقوصاً فيه فهذا لن يعيبه أو يُنقص ممَّا يكتب ... 


_ما رأيك في الفن والأدب هذه الفترة بوجهٍ عام ؟

صارت كل الثقافات في انحدار كل مدى مع الأسف الشديد ونحن نحاول الارتقاء بها قدر المستطاع وعلَّنا نتمكن من ذلك ، أتمنى أنْ تظل بعض الكتابات تحتفظ ببعض الرُقي  فهذا هو الهدف والرسالة التي من المفترض أنْ نحاول إيصالها والتي نكتب من أجلها في المقام الأول ، فالهدف من الثقافة هو الارتقاء بالمجتمع وليس المساهمة في إفساده ونشر الأفكار السلبية والقيم المنحطة من خلال بعض الكتابات الرديئة التي نقابلها مِن آن لآخر ... 


_من وجهة نظركِ كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب مُحترف؟

من خلال القراءة المتأنية المتمعِّنة للكُتَّاب القُدامى في مختلف أنواع الأدب سواء القصة أو الرواية أو المقال والتعلُّم منهم سواء من خلال اكتساب حصيلة لغوية جديدة أو الاستفادة من الأسلوب المُميَّز الخاص بهم ، مع تجنب قراءة تلك الكتب التي يُروِّج لها البعض في الوقت الراهن فهي لا تفيد ومحتواها يكون دون المستوى أغلب الوقت ... 


_هل تعرضتِ من قبل لشيءٍ أحبطكِ في مجالك؟

قِلة الدعم هي أقوى محبط أواجهه وقد يجعلني أفقد الشغف والرغبة في الاستمرار ولكني أحاول بكل ما أوتيت من صبر وقوة أنْ أستكمل تلك المسيرة فهي ما تُشعِرني أني ما زلتُ على قيد الحياة  ... 


_كيف ترين الكتابة ؟ بوح؟ عملية استشفاء؟ هروب من الواقع؟ مواجهة مع الذات؟ أو مع الأخر؟ 

في الحقيقة إن الكتابة مزيج من كل هذا إذْ أن الكاتب حينما يدخل في تلك الحالة إنما يحاول البوح بما لم يستطع أنْ يتحدث به مع أحد وبهذا يستريح من شقاء الكلمات التي تجثُم على صدره مسببة له بعض الضيق والضجر ، وقد تكون تلك الكلمات بمثابة الهواء العليل الذي يدخل صدره ويُنعِشه ويُزيد من إقباله على الحياة بعض الشيء ، قد يواجه بها ذاته أيضاً حينما تُعبِّر عمَّا يجول بخاطره من خلال وصف بعض المشاعر التي تنتابه من حين لآخر فيما يُعرَف بفن الخاطرة التي يجيد الكثيرون كتابتها وتكون قريبة من القلب  حيث تُعبِّر عن جانب من شخصياتهم بالفعل بما تحمِل من مَرح وشقاء ، لذا فالكتابة هي الملاذ الذي يجد فيه الكاتب ذاته ويتمكن من الإفضاء بكل ما يُعكِّر صفو حياته وقد يشمل أيضاً مشاعر البشر ومشاكلهم في محاولة لإيجاد حلول لها وهذا ما يُميِّز تلك المهمة بالفعل ويجعلها فريدةً عن غيرها ، فهي الوسيلة الوحيدة التي تُكسِبه بعض الراحة التي يبحث عنها طيلة الوقت بلا قدرة على التوصل إليها ... 


_هل أنتِ مع أم ضد استخدام الكاتب لألفاظ خارجة عن الأخلاق العامة بحُجة توصيل المعنىٰ للقارئ؟

ضد ، فأنا لا أُحبِّذ تلك الطريقة المبتذلة في التعبير وأرى أنه لا داعي لها ولو من باب السياق فهي تجرف القارئ في طريق خاطئ وتُفسِد الأخلاقيات أكثر ممَّا هي عليه وليس هذا الهدف من الكتابة على الإطلاق ويجب أنْ يتم إبادة مثل هذا النوع من الكتابات وتعريض أصحابها للمساءلة القانونية حتى يمتنع عنها الجميع مِن بعدهم ... 


_هل تعتقدِ أن الكتابة تندرج تحت مُسمىٰ الهواية أم الموهبة؟ 

الموهبة وتحتاج للمزيد من الجهد كي تُصقِلها ...


_هل تفضلين النشر الورقي أم الالكتروني خاصةً بعد انتشاره في هذه الفترة ؟

أعتقد أن النشر الإلكتروني أفضل حيث يساعد الكاتب على الوصول لمُختلَف البشر من مختلف الدول والثقافات حيث تَمِس كلماته قلوب الغير دون أنْ يكون بينهم سابق معرفة أو صِلة مباشرة وهذا أعظم ما في الأمر ... 


_ما الذي يجعل الكاتب مُميزاًعن غيره؟

محاولته لاستخدام مصطلحات فريدة دون اللجوء إلى التعقيد اللغوي الذي يجعل القارئ في حالة ذهول أو يصعُب عليه استيعاب ما كُتِب ، البحث عن موضوعات اجتماعية من قلب الشارع المصري حيث يحاول معالجة الأمر وعرض حلول تمحو المشكلة من جذرها من وجهة نظره ، ألا يحاول تقليد الغير من باب أنْ يصبح مشهوراً مثلهم ، ألا يضحي بالقيم والأخلاقيات ويركض وراء الكتابات الهزلية من أجل زيادة المتابعين أو تحقيق مزيداً من الرواج والشهرة ، فعليه أنْ يعلم أن ما يكتب سوف يُحاسَب عليه وبهذا سيحاول الارتقاء به قدر الإمكان ... 


_هل تمتلكين مواهب أُخرىٰ؟

أحب القراءة وأجيد انتقاء الكتب التي أُطالعها بالفعل ... 


_حدثيني عن إنجازاتكِ ؟

أنشر المقالات في شتى الموضوعات على المواقع الإلكترونية المختلفة بالإضافة إلى بعض الخواطر القريبة من قلبي ، 

لي كتابان " جرعات تنفس " 

والذي صَدر عام ٢٠٢١ وهو كتاب في التنمية البشرية يُحِث على تطوير النفس بحيث يُحقِّق المرء النجاح بعد المرور بعدة مراحل أهمها الصبر والتمسك بالأمل ، الإيمان بالموهبة ومحاولة إصقالها بشتى الطرق ، والذي تناول بعض المشاعر الإنسانية أيضاً وعلى رأسها الحب ، الحزن ، الخوف والعديد من القضايا الأخرى كالتوكل على الله في كل الأمور الحياتية والثقة في قدرته على جلب الخير ولو لم تكن هناك أمارات توحي بقدومه ، كيف يمكن للمرء التوبة عن كل الذنوب التي يقع فيها سواء عن عَمد أو بغير قصد ، وينتهي بنا إلى القناعة بكل ما نملك وعدم عقد المقارنات بين أحوالنا وأحوال الجميع حتى لا نُصاب بالتبطر تجاه كل أمور الحياة فكل منا قد حظى بنصيبه أربعة وعشرين قيراطاً دون أي انتقاص ،،

كتاب "على مشارف الحلم " : 

والذي صدر عام ٢٠٢٣ وقد تحدثت فيه بتوسع عن قضايا اجتماعية كالصحة ودورها في حياة الإنسان وكيف يمكن الحفاظ عليها وتوفير دُور الرعاية الخاصة بها والاهتمام بجميع المرضى بنفس القَدْر فهي حقٌ على كل مواطن ، التعليم وكيف يمكن تطويره فيما يتوافق مع إمكانيات الطلاب والطاقة الاستيعابية الخاصة بهم دون إثقال كاهلهم بطرق غير قادرين على التعامل أو التكيف معها بحيث تُزيد من فشلهم وتدهور مسارهم التعليمي تماماً كما هو الحال الذي وصلنا إليه مؤخراً ، وسائل التواصل الاجتماعي ومحاولة رؤية الجانب الإيجابي منها وعدم التركيز على جانب واحد فقط كما يفعل البعض فهذا الأمر إنما يعتمد على عقلية المستخدم في المقام الأول ولا يعتمد على أشياء مادية نحن مَنْ نتحكم فيها ، الإنفاق ودوره في حياتنا ومتى يجب تعلُّمه ومنذ متى يجب ممارسته ومَنْ المسئول عنه في إطار الأسرة وما هي نظرية التوازن الاجتماعي ؟ ، وكيف نُحجِّم الإنفاق بحيث نلبي حاجاتنا الأساسية دون اللجوء للتبذير الذي يُبدِّد المال بلا داع ؟ ، والعديد من القضايا الأخرى التي يَمُر بها الجميع بلا استثناء ،،، 


لي لقاء إذاعي وقد طرحت فيه بعض الموضوعات الخاصة بكتاب على مشارف الحلم قبل معرض العام الماضي ، 

ولي أيضاً لقاء تلفزيوني العام الماضي على شاشة القناة الثانية والذي كان نقلةً نوعية في مسار حياتي وقد تمنيته كثيراً وقد تمكنت فيه من عرض موهبتي أمام العديد من المشاهدين وقد حظى بصدى أكثر ممَّا توقعت ،

شاركت أيضاً في كتاب خواطر العام الماضي بنص ( فاجعة الحزن ) . 

وأتمنى أن أُحقِّق إنجازات أكثر العام القادم بمشيئة الله . 


_هل تفضلين الكتابة بالفصحى أم بالعامية؟

الفصحى فلا أحب العامية سرداً كانت أو حواراً ... 


_ما النصائح التي تريدين توجيهها للكُتاب المبتدئين؟

على كل كاتب أنْ يتمسك بأسلوبه ويقنَع بموهبته في المقام الأول حتى يتمكن من مواجهة المُحبِطات التي قد يتعرض لها في طريقه ، أنْ يحاول تطوير مَلكاته من خلال القراءة في المجالات المتنوعة ، ألا يدَع أحداً يُدخِل الإحباط لشرايين جسده حتى يتمكن من مواصلة الطريق بنفس الحماس والطاقة ، أنْ يملأ قلبه بالدوافع التي تساعده على المواصلة دون توقف ، أنْ يعي أن تلك رسالته في الحياة ومن ثَم لن يَكُف عنها ذات يوم ... 


كلمتكِ الأخيرة للقاء؟

شكراً جزيلاً لهذا الحوار الراقي الذي أسعدني كثيراً ، تشرفت بحضرتك جداً ... 


_شكرًا جدًا لحضرتك ونتمنى لكِ مزيدا من التقدم، وننتظر منك قريبًا عملاً خاص بكِ، وستكون الجريدة وأعضائها أكبر الداعمين لكِ، ولقد تشرفنا بوجودكِ معنا. 


بقلم/الصحفيه ندي محمد

إرسال تعليق

أحدث أقدم